البشر في مواجهة الروبوت.. من ينتصر؟… في “٥٠ لقطة ميتافيرسية”.. ( عرض كتاب )
انطلقت الإعلامية والكاتبة جرمين عامر في كتابها،”٥٠ لقطة ميتافيرسية.. سبع مواجهات افتراضية”، من مجموعة الدراسات والتقارير المنشورة عبر وسائل الإعلام المختلفة حول عوالم الميتافيرس، من خلال توضيح أصل الظاهرة ومميزاتها وعيوبها، ناهيك عن التحولات الاجتماعية والفكرية التي أحدثتها الثورة التكنولوجية مؤخرا في شتى المجالات، والتي تخوّف متخصصون من تأثيرها على الحضارة البشرية الأصلية. وذلك من خلال رسم تخيلي للقطات الخمسين في ٧ مواجهات افتراضية من خلال أسلوب فلكلوري ساخر ومبسط للقارئ، سيتم توضيحه في السطور التالية:
(-) تتناول المواجهة الأولي المعنونة بـ ” البشر VS الروبوت “، المكون من ٨ لقطات، تدور في معظمها حول وقائع عن سيطرة الروبوتات في المستقبل على الحضارة الإنسانية، ثم انتقلت لمناقشة تطور فكرة الروبوت خلال ١٠٠ سنة، بدءا من المصريين القدماء عندما حاولوا صنع روبوت أطلق عليه ” ممنون ” كانت مهمته إصدار أصوات موسيقية مسلية للفرعون حتى تحل نعمته على الشعب، وكان المحاولة التالية في بلاد الشام في 1136 ميلادية، حينما قام أحد العلماء بصنع إنسان متحرك يُغنيه عن تواجد الخدم في منزله ويذكره بمواعيد الصلاة والوضوء،وغيرها من المحاولات حتى وصلنا للجيل الخامس.
وقامت ” الكاتبة” بتوصيف ما يحدث في الوقت الراهن بأنه محاولة لإحلال الروبوت مكان البشر، واستدلت ببعض الأمثلة الحديثة للعقول الصناعية مثل حكم الخط في مونديال قطر والمذيعة صوفيا، واعتبرت الأخيرة محاولة السيطرة الفكرية والاجتماعية، وأكدت الحاجة إلى سياسة أو لائحة تحد من انتشار الروبوت في حياة البشر، ووصفت هذه المعركة بمعركة بين الخير والشر من أجل البقاء. وحذرت من تحول الإنسان لأسير لهذه الروبوتات بكامل إرادته رغم أنها اخترعت في الأصل خدمته، واعتبرت جرمين عامر، السبب في ذلك، هم البشر متوسطي الذكاء ممن يؤيدون الراحة والرفاهية، واعتبرت أن فكرة العقول الاصطناعية يتم من خلالها غرز نظرية ” تنميط ” السلوك لتحجيم البشر ومن ثم السيطرة على عقولهم.
كما أثارت الكاتبة فكرة الاستسهال لدى البشر التي تجعلهم أسرى للروبوتات، وبمثال مبسط ضربت جرمين عامر مثالا بالروبوت كاتنيلا، وهي بمثابة حور العين لعام 2023، وضعت خلالها الإنسان في مواجهة مع نفسه بتخييره ما بين كاتنيلا ألا تحتاج فقط لجهاز بلوري مدسوس في وصلة الشبكة العنكبوتية ولمسة وكلمة مرور تسمح لك بدخول عالم الميتافيرس باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي، أما حور العين الحقيقية التي يحتاج الوصول إليها إلى مشوار حياة مليء بالطاعات والصبر التي تنتهي في الأخير بدخولك الجنة لتلتقي بحور العين.
مع ذلك دعت الكاتبة إلى عدم التهويل بقدرات العقول الاصطناعية، وتساءلت عن دورها في التنبؤ بزلزال 6 فبراير في سوريا وتركيا ولبنان والعراق، وأكدت عدم قدرتها على التنبؤ العلمي بعصيان الطبيعة التي هي شأن إلهي، وأكدت أن الروبوت ما هو إلا آلة يستخدمها البشر لتنفيذ مهام محددة وليست لتحل محله. وعليه، ناقشت الطموح اللا محدود للإنسان الذي أوهمه بأنه في منافسة مع الخالق، باستعراض ستة تجارب لأنواع وأجيال مختلفة من الروبوت التي طورها الإنسان في فترات معينة لأداء مهام معينة، وحينما انتهى منها وضعها داخل مكبس للتخلص من النفايات الإلكترونية، في إشارة إلى أن وجود الروبوت من عدمه هو بقرار بشري.
وتري “جرمين عامر” في كتابها أنه حتى في مجال الطب، ورغم النجاحات التي أثبتها الروبوت في هذا المجال، إلا أن بعض الناس لازالوا يلجئون إلى الطب البديل، مثل الصين ومصر. وفي محاولة لإثبات تفوق العقل البشري، أجرت الكاتبة محادثة افتراضية بين إنسان وروبوت، حاول من خلالها الأخير الإثبات بالأرقام أن الإنسان هو المسبب الرئيسي للتلوث، لكن الإنسان استطاع أن يقنع الروبوت بأنه شريك في التلوث وليس حلا له بسبب النفايات الإلكترونية، وحاول الإنسان اقتراح حلول بديلة غير استبداله بالروبوت، كتوطين صناعة إعادة التدوير ونشر ثقافة الممارسات الصديقة للبيئة وغيرها من التوصيات التي وردت في اجتماعات قمم المناخ.
(-) أما المواجهة الثانية والمعنونة بـ” الإنسان VS المواطن الرقمي “، وتتضمن ٧ لقطات، انتقدت من خلالها مجموعة من الأفكار، مثل ربط تطبيق فكرة وضع شريحة في الدماغ البشري تغنيه عن سنوات من التعلم والعمل واكتساب المهارات الحياتية، فافترضت جدلا توقف هذه الشريحة عن العمل، ففي هذه الحالة سيعود الإنسان البدائي القديم الذي تحركه الغرائز فقط، واعتبرت الحل هو قدرة العلماء على التوفيق بين تسخير التكنولوجيا لمساعدة الإنسان على تسيير شؤون الحياتية مع تعزيز قدرته على الإبداع وليس إحلاله. وتساءلت الكاتبة في نقطة تالية عما إذا كان من الممكن إنشاء جمعيات تحمي الحقوق الفكرية للذكاء الاصطناعي في مواجهة الإنسان، رغم أن الأخير هو من اخترعها، واستشهدت في هذا الخصوص بحادثة القرد السلفي. واستنكرت الكاتبة اعتماد الإنسان على الإنترنت ومؤشر البحث حتى أصبح لم يعد يملك فن المعرفة والكد في البحث عن المعلومة، ومن ثم أصبح فريسة للرأي الواحد الموجود على مؤشر البحث، واعتماد الإنسان على أجهزة التسجيل للأرقام والتواريخ المهمة حتى تساعده على التذكر لتختفي شيئا فشيئا تواريخ حضارتنا الإنسانية، واعتبرت أن آليات الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تنميط سلوك البشر وتحد من ذكائه.
كما أثارت الكاتبة جرمين عامر، في كتابها قضية العروض التي تقدمها الشركات في سوق الميتافيرس لبيع بصمة الوجه ونبرة صوت الإنسان مقابل مبلغ مالي معين، بهدف تصنيع نسخة ربوت مماثلة، والمشكلات الاجتماعية والقانونية الناجمة عن ذلك، مثل انتشار قضايا الجريمة والتزوير والاستغلال، ومدى إمكانية وجود قانون يحد من ذلك كما هو الحال بالنسبة لبيع الأعضاء البشرية المجرم في بعض الدول.وفي السياق ذاته، انتقدت الكاتبة ظاهرة حديثة مؤخرا، وهي غناء مطربين أغاني مطربين آخرين بالذكاء الاصطناعي، واعتبرته نوع من القرصنة الرقمية لبصمة الصوت والصورة، تجاوزت فكرة المفاضلة أو النوتستاليجا أو الاستكشاف.
اعتبرت ” جرمين عامر” أيضا أن تطبيق مثل ” شات جي بي تي ” الذي أسسه رجل الأعمال إيلون ماسك هدفه خلق أزمة ثقة بين الإنسان وقدرته العقلية، باعتبار أن التطبيق أصبح مُنفذا لرغبات مستخدميه، ومع ذلك ترى الكاتبة أن مثل هذه التطبيقات لا يمكنها محاكاة الكلمات والثقافة الفلكلورية للشعوب حتى الآن، لذا أوصت بضرورة إحكام الرقابة عليها. وذكرت أنه في أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، حاول العلماء استنساخ معجزة نبي الله سليمان عليه السلام، فعملوا على اختراع برنامج لترجمة لغة الكائنات الحية من غير البشر لفهم ما يدور في عالمها الحصري، وتساءلت عن هدف الإنسان من ذلك وما إذا كان سيحاول السيطرة على الحيوانات أو التأثير في سلوكهم.
(-) في حين أشارت في المواجهة الثالثة بعنوان ” أسياد VSعبيد العالم “، التي تتضمن ٧ لقطات إلى الحرية الوهمية التي يتمتع بها مستخدم الميتافيرس، باعتباره يختار العالم الذي يعيش فيه ومن يشاركه هذا العالم وطموحاته وإنجازاته وتوجهاته وما إلى ذلك، فظن نفسه حرا، إلا أنه في الحقيقة عبدا لديكتاتور أكبر يتمثل في ملاك شركات الميتافيرس، الذين يتجسسون على بياناته وحياته الخاصة وتوجهاته ويجعلوه أسيرا لعالم وإنجازات افتراضية وليست حقيقية، أي عمران بشري افتراضي ليهجر البشرية ويهدم الكوكب، يصعب عليه في الأخير الخروج من دوامته. كما حذرت من خطورة محرك البحث جوجل، واعتبرته أداة لتنميط السلوك والاهتمامات والمعرفة الموجهة، باعتباره يستغل شغف الحصول على المعلومة المبسطة لدى البشر. حتى أن عالم الميتافيرس عمل على استقطاب المسلمين، من خلال إغرائهم برحلات افتراضية إلى الحج والعمرة.
ودعت جرمين عامر، في كتابها إلى عدم الانخداع بمحاولات مؤسسي شركات الميتا فيرس نفض أيديهم عن التأثيرات السلبية لأنشطتهم مثل تطبيق ” شات جي بي تي “، والزعر الحكومي المفاجئ تجاه ذلك في الدول الغربية. كما حذرت ” جرمين” أيضا من الانخراط بشكل كبير في العالم الافتراضي بسبب عمليات النصب والاحتيال به، وتساءلت بأسلوب ساخر عن إمكانية وجود جهة قضائية تفصل في النزاعات في هذا العالم الافتراضي. وأكدت على افتقاد الإنسان لحريته في الواقع الميتافيرسي بسبب سطوة الحكام الجدد للعالم ( ملاك شركات الميتافيرس ) والاشتراطات التي تمليها بعض الشركات مثل تويتر، كأن تحدد عدد معين للمنشورات في اليوم وعدد كلمات وحروف، بالإضافة إلى القيود على المحتوى.
اختتمت الكاتبة بالتأكيد على دور الإعلام التنويري وإدراك الأحداث الجارية من انتهاكات وجرائم حرب في تمرد مستخدمي الميتافيرس على بعض مواقعها مثل فيسبوك على سبيل المثال، فقام أسياد العالم الجدد بمعاقبة سكان الميتافيرس، من خلال بعض الإجراءات كوضع حد أقصى للمنشورات ومراقبة المحتوى.
(-) وركزت المواجهة الرابعة ” العقول البشرية VS مواجهة الذكاء الاصطناعي “، التي تسردها في ٥ لقطات على محاولات استقطاب الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء مرتفعة تتجاوز الـ150 نقطة في مجالات مختلفة ( سفينة نوح )، وقد يكون ذلك نابعا من إدراك بأن عملية إحلال الروبوت محل العنصر البشري قادمة لا محالة، وبالتالي ستقع مهمة إنقاذ البشرية على كاهل هؤلاء الأشخاص للحفاظ على استمرار العقل البشري. وتساءلت الكاتبة عما إذا كان تراجع المنطقة العربية في اختبارات الذكاء راجعا لأسباب خاصة بالتغذية أم التدريب. واعتبرت الكاتبة جرمين عامر، أن الاعتماد المفرط على آليات الذكاء الاصطناعي أدى إلى ضمور في العقل الذي أصبح فريسة وأسير لهذه الوسائل السهلة، ونصحت بضرورة إعمال العقل بالتجربة وزيادة قدر المعلومات وتنشيط خلايا المخ والاستفادة من مهارات الملاحظة بشكل يؤدي في الأخير إلى زيادة الثقة بالنفس. استشهدت “الكاتبة” في هذا الخصوص بمشروع طلاب جامعة كفر الشيخ ” هرميتيا”، الذي يقوم على إعادة تدوير حشرة الجندي الأسود واستخلاص مواد تستخدم كبروتين حيواني أسهمت في تخفيف الاعتماد على الأعلاف، ومن ثم حل مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف النباتية.
أكدت على أهمية توافر بعض المهارات للحصول على الوظائف المناسبة ومنافسة الروبوت، مثل الذكاء العاطفي والإبداع والقدرة على حل المشكلات، فضلا عن التفكير العلمي المنهجي والقدرة على التفكير النقدي، بعدما أشارت بعض التقارير إلى احتمالية إلغاء ٧٠ مليون وظيفة تقليدية.
(-) أما المواجهة الخامسة تحت عنوان” الخيرVS الشر “، والتي تتضمن بدورها ٦ لقطات، تري الكاتبة جرمين عامر، في كتابها أن الفضاء الإلكتروني أصبح مسرح الجريمة بين الخير والشر، ومثلت فيه الشر بالذكاء الاصطناعي، الذي أصبحت من خلالها تمارس جرائم التشهير والابتزاز والاحتيال، إلى جانب جرائم تضر بمصلحة المجتمع ككل مثل الإضرار بالمال العام ومزاولة أنشطة بدون ترخيص. هذا إلى جانب أعمال الهاكرز المجرمة دوليا، وقسمت الكاتبة الهاكرز إلى ثلاثة أنواع، الهاكر الأسود الذي يقوم بمزاولة أنشطته بغرض التخريب، والهاكر الأبيض الذي يقوم بأعمال تخريبية ولكن تحت غطاء الخير والفضيلة، كأن يقوم باختراق عدد من المواقع الصهيونية، وهو أمر يلقى تأييدا في المجتمع العربي مثلا، والهكر الرمادي هو المحايد بين الاثنين وغير محدد الاتجاهات أو النوايا.
انطلاق من ذلك، قدمت جرمين عامر، في كتابها مجموعة من النصائح للمواطن الميتافيرسي لكي لا يقع ضحية لمثل هذه الجرائم، منها تحديث الأجهزة باستمرار والتأكد من وجود برامج مكافحة الفيروسات وتضمين كلمة مرور قوية ومتابعة البيانات البنكية باستمرار. وضربت مثالا للتدليل على التأثيرات المجتمعية التي تتركها أعمال الهاكرز بالاختراق الذي حدث للعبة اليانصيب في بريطانيا،لانها تحظى بشعبية هائلة هناك، الذي أدى إلى تعليق اللعبة، مما أثار موجة سخط لدى المواطنين وتغير في المزاج العام.
كما أوضحت الكاتبة أن حساسية عالم الذكاء الاصطناعي قد تودي بمستخدميه إلى المسألة القانونية حتى ولو عن طريق الخطأ، وضربت مثالا بذلك بشاب في ولاية أريزونا الأمريكية أراد أن يكتشف خطأ في نظام التشغيل ” آي أو إس ” ليحصل على مكافأة مالية من الشركة، وأدت محاولته عن طريق الخطأ إلى الإضرار بنظام الطوارئ في الولاية، مما أدى إلى تعطيله، فوجهت له تهمة جريمة إلكترونية. وفي هذا السياق، ذكرت الكاتبة أن الخسائر الناجمة عن الهجمات السيبرانية تجاوزت ١١,٥ ترليون دولار في ٢٠٢٣، لتحتل المركز الرابع في المهددات الأمنية على مستوى العالم.
(-) المواجهة السادسة” إعلام الفيمنيست “؛ التي أوضحتها جرمين عامر، في ٧ مواجهات، تطرقت الكاتبة في كتابها إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على المجال الإعلامي، باعتباره أسهم في إحلال وظائف جديدة مثل صناع المحتوى بدلا من المذيعين والمحررين التقليديين ومحرري الديسك، مما أفسح المجال لغزو الروبوت المجال الإعلامي، فترك للجمهور حرية الاختيار. كما ظهرت صحافة المواطن على مواقع التواصل الاجتماعي، فتركت إشارة استفهام حول مدى التزامها بالمعايير الصحفية المهنية والشفافية وأخلاقيات النشر، فضلا عن تحديات أخرى مثل الاختراق الإلكتروني للمواقع والمدونات. ونظرا لضعف أدوات الرقابة عليها، أصحبت مستهدفة من قبل أصحاب النفوذ والأجندات لترويجها بما قد ينال من ثقافة المجتمع، مثل ترويج ثقافة الرينبو.
انتقدت الكاتبة حصر الإعلام الرقمي للمرأة في الموضوعات التقليدية مثل الموضة والعمل المجتمعي والصحة والإتيكيت، ودعت لتمكين المرأة إعلاميا بشكل أكبر، وأثنت على جهود الدولة المصرية في هذا الشأن. ثم أشارت إلى دور إعلام الفيمنيست على وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة مبيعات مستحضرات التجميل المحلية بدلا من المستوردة، مما شجع من إنتاجه محليا خلال أزمة الكورونا في مصر. وأشادت جرمين عامر، بدور المرأة في مجالات العمل التقليدية التي كانت حكرا للرجل مثل المال والأعمال والتكنولوجيا والهندسة، والأمر نفسه بالنسبة للإعلام الرقمي ووسائل التواصل، وترى أن هناك حاجة لتغير الهيكل التنظيمي المجتمعي والمؤسسي والممارسات العامة نحو تمكين المرأة، لأن معيار التفوق أصبح وفقا للمهارات والقدرة على الابتكار. وأثنت على الدور المصري في هذا الشأن والالتزام بقواعد الأمم المتحدة الـ 17 للتنمية المستدامة، حتى أصبحت مصر ضمن ١٠ دول عربية تولت فيها المرأة مناصبا قيادية، في ٢٠١٧ تحديدا. وأشارت إلى منافستها من جانب الروبوت في مجالات الأدب والفن والموسيقي التي أثبتت جدارتها بها مقارنة بالرجال بنسبة ٢٥٪.
(-) وأخيرا، المواجهة السابعة المعنونة بـ ” كوكب المؤثرين”، وتتضمن ١٠ لقطات، وتتطرق الكاتبة جرمين عامر في هذه المواجهة إلى فئة المؤثرين الذين اخترقوا عقول الجماهير بمحتوى إبداعي تفاعلي فأصبحوا يؤثرون في اتجاهات الرأي العام، ويكون هؤلاء المؤثرين في بعض الأحيان عابرين للحدود الكونية والزمنية وفقا لعدد النجوم التي يحصلون عليها في تقييم عالم الميتا فيرس، والتي تبدأ من ٥:١، فهم يشاركون متابعيهم أجزاء من حياتهم اليومية سواء بمقابل مادي أو بهدف الشهرة، يمنحون متابعيهم حقهم المسلوب، وهو حرية التعبير في العالم الافتراضي.
وفي هذه الجزئية أشارت جرمين عامر، إلى اختلاف معايير النجاح في الإعلام التقليدي الذي يتطلب الموهبة في مجال معين والتدريب و وسائل إعلام ذات ثقل وميزانية ضخمة وعلاقات قوية وغيرها من شروط خزعبلية، أما الآن بالنسبة لمؤثري الميتافيرس، فإن الأمر كله يتطلب نشر فيديو لمدة 10 ثواني يحصد ملايين المتابعات، ناهيك عن عامل الكاريزما الذي تندفع باتجاهه وتتفاعل معه أرواح الجماهير، وعوامل أخرى مثل الثقة والمصداقية والابتكارية وحجم التفاعل مع المؤثرين،كل هذه العوامل جعلت من صناع المحتوى والمؤثرين الافتراضيين يحلوا محل القائد الحقيقي للرأي العام من وجهة نظر الكاتبة.
في إطار تلك العوامل، بحثت جرمين عامر، البنوك الرقمية عن المؤثر المناسب لعملائها لتحقيق أفضل ممارسات اتصالية وتسويقية مؤثرة لدى الجماهير، ودراسة سلوك الجماهير في عملية الرقمنة، لأن الأمر يختلف من كبار السن والجيل إكس وجيل الألفية وجيل زد. وسردت جرمين عامر، في كتابها أمثلة لمؤثرين، مثل الشوجر دادي / مامي، ومؤثر الشبر ونص، والمؤثر الميجا عضو نادي الخمس نجوم، واعتبرت الأخير الأكثر نجاحا حال تم توظيفه من قبل صانع القرار، كذلك المؤثر أبو دم خفيف.
كما أوصت جرمين عامر، بضرورة توافر بعض السمات التي تعزز من نجاح المؤثر، وعلى رأسها السمات الشخصية والمحتوى المبتكر، حتى لا يتسبب بخسائر للشركة المنتجة. كما أشارت الكاتبة إلى أهمية استعادة أدب عالم الحيوان والأدب الرمزي، مثل كليلة ودمنه ومذكرات كلب عراقي، نظرا لنجاح بعض المؤثرين الذين يوجهون رسائلهم من خلال توظيف الحيوانات وقصصها.
___________________________________________________________________________
نبذة عن مؤلفة كتاب “٥٠ لقطة ميتافيرسية“، “ الذي يعرض تفاصليه “مركز رع للدراسات” في قسم “قراءات”: هي:
- جرمين عامر، هي كاتبة وإعلامية مصرية، خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
- حصلت علي درجة الماجستير في الإعلام والاتصال الجماهيري من جامعة ليفربول سانت موريس البريطانية.
- انضمت إلي عضوية اتحاد الإعلاميين العرب بأمانة المرأة التابع لجامعة الدول العربية. حصلت علي دبلومة في القيادة النسائية من الاتحاد الأفرو-أسيوي بالقاهرة٢٠٢٠.
- تعمل كرئيس للاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد.
- في ٢٠١٨، اختيرت چرمين عامر ضمن أكثر 50 سيدة مؤثرة من “منتدى الخمسين”، وحصلت بعدها علي العديد من الجوائز من مؤسسات محلية وإقليمية.
- تم اختيارها عام 2019 لتكون ضمن 30 قصة نجاح مصرية من منتدى المرأة المصرية حول دور الثقافة العالمية في التطوير التنظيمي للمؤسسات.