الآليات الجديدة في مكافحة العنف والتطرف.. في ” الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب (عرض كتاب)

يهدف اللواء الدكتور طارق جمعة في كتابه ” الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب” إلى التعريف بأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره البارز فى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه خاصة الإرهاب الدولى والذى يتطلب تعزيز التعاون بين دول العالم لدفع الضرر عن أمنها القومى، فنجد أن الهجمات الإرهابية التى وقعت فى هالى بألمانيا الشرقية ووكريستشـيرش في نيوزيلنداوكنيس بواي في كاليفورنيا، تمثل أمثلة حديثة على أهمية دور الإنترنت فى تعزيز الراديكالية اليوم.

وقد أكد المؤلف دكتور طارق جمعة، على أن الذكاء الاصطناعي يؤثر على معظم جوانب حياتنا ويتحكم فى يومياتنا، ووفق تعريف الكاتب فإن مصطلح الذكاء الاصطناعي يشير إلى المجال الذى يعنى بدراسة الأنظمة التكنولوجية التكيفية ويقوم بالمهام المطلوبة بدون توجيه مستمر ويستطيع تحسين الأداء بالتعلم من التجارب السابقة.

ويرى مؤلف كتاب “الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب” أن الذكاء الاصطناعي يشهد ضجة في القرن الحادي والعشرين بفضل التطورات التقنية التى يقودها القطاع الخاص بشكل أساسي، وقد ازدهر هذا المجال مع تزايد البرامج وحلول التخزين الشامل الرخيصة وتعدد الخبراء المتخصصين، كما يرى الكاتب أن هذه التكنولوجيا قادرة على العمل مع عدم اليقين وهذه القدرة تمكنها من التنبؤ بالمستقبل وبالمقارنة لا يستطيع العقل البشري اتخاذ القرارات بناء على مجموعات البيانات الكبيرة والظروف المتنوعة وعدم اليقين.

ويلقي كتاب “الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب” الضوء على آخر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي ويضعها فى سياق جهود مكافحة الراديكالية، ومناقشة إمكانـات الابتـكارات التكنولوجيـة القائمـة على الذكاء الاصطناعي والقيود المفروضة عليها لتوفير مساحة ”صحية“ على الإنترنت تخلو من المحتوى الإرهابي والمواد الدعائية والمشاركة الزائفة، هذا بالإضافة إلى التطرق إلى تكتيكات الإرهابيين والوسائل الحديثة والتكنولوجية التى يستخدمها الإرهابيون لتسهيل عملياتهم الإرهابية. وفيما يلى سنعرض أبرز ما تطرق إليه الكاتب فى كتابه الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب:

(*) أهمية الذكاء الاصطناعى: تناول كتاب  “الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب” فى الفصل الأول من كتابه مزايا الذكاء الاصطناعي حيث ذكر 4 أهم مزايا للذكاء الاصطناعى التي تتمثل فى التعرف على الإرهابيين، حيث تشير بعض التفاصيل المسربة عن برنامج لوكالة الأمن القومي الأمريكية   (SKYNET إلى أنه تم استخدام الذكاء الاصطناعى لتحليل البيانات الوصفية من 55 مليون مستخدم محلي للهاتف المحمول الباكستاني في عام 2007 وكانت النتيجة أن هناك حوالي 15 ألف فرد من إجمالي سكان باكستان البالغ عددهم 200 مليون حينذاك من الممكن أن يكونوا إرهابيين محتملين.

إعادة التوجيه وذلك من خلال توجيه مستخدمي المواقع الذين قد يكونون عُرضة للدعاية من الجماعات الإرهابية مثل تنظيم “داعش” وإعادة توجيههم إلى مقاطع الفيديو التي تتبنّى رواية موثوق بها  ، التحصين وذلك من خلال استحداث برامج موجهة تقوم بإعادة توجيه المستهدفين المحتملين إلى محتوى معلوماتي معين يعمل على تقليل احتمالات انتقال الأفراد إلى مصاف الإرهابيين، الملاحقة عن طريق تحديد الجماعة أو الشخص المتورط في العمل الإرهابي سواء بالتنفيذ أو التخطيط وذلك بتحليل المعطيات الخاصة بالعمليات محل التحري، مثل: نوع العملية، والمكان، ونوع السلاح.

ومن خلال التعرف على أهمية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى نجد أنه ما هو إلا محاكاة لطرق ذكاء الإنسان، ويرى الكاتب أن الهدف النهائي للذكاء الاصطناعى هو إنشاء أجهزة الحاسوب يمكنها التفكير كما يفعل البشر.

(*) أنواع الذكاء الاصطناعى: أشار  دكتور طارق جمعة في كتابه  “الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب” إلى عدة أنواع للذكاء الاصطناعى وتتمثل فى الذكاء الاصطناعى الضيق: يتخصص في مجال واحد فقط ، الذكاء الاصطناعى العام: يشير إلى حواسيب بمستوى ذكاء الإنسان في جميع المجالات ويعد أصعب بكثير من الذكاء الاصطناعى الضيق ، الذكاء الاصطناعى، الذكاء الاصطناعى الفائق: وهو فكر أذكى بكثير من أفضل العقول البشرية في كل مجال تقريبًا بما في ذلك الإبداع العلمي والحكمة العامة والمهارات الاجتماعية ، الذكاء الاصطناعى القوى: يطلق على الآلة التي تقترب  من ذكاء الإنسان بحيث تكون قادرة على إنجاز أعمال الإنسان، الذكاء الاصطناعى البرمجى: يطلق على الآلة التي تستخدم البرمجيات لدراسة أو إنجاز حل مسألة معينة قد لا يدخل ضمنها جميع قدرات التعرف الإنساني .

(*) تطوير الذكاء الاصطناعى ودوره فى تطوير الشركات: يستخدم المطورون الذكاء الاصطناعي لأداء المهام التي يتم تنفيذها يدويًا بكفاءة أكبر، والتواصل مع العملاء، وتحديد الأنماط، وحل المشكلات والجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعى يستطيع تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها حيث يمكن للذكاء الاصطناعي فهم البيانات على نطاق واسع لا يمكن لأي إنسان تحقيقه فعلى سبيل المثال، تستخدم شركة Netflix التعلم الآلي لتوفير مستوى من التخصيص مما ساعد الشركة على تنمية قاعدة عملائها بأكثر من 25 بالمائة في عام 2017، و وفقًا لمراجعة أعمال Harvard فإن الشركات تستعمل الذكاء الاصطناعى فى:

• الكشف عن التدخلات الأمنية وردعها (44 بالمائة).
• حل المشكلات التقنية للمستخدمين (41 بالمائة).
• الحد من أعمال إدارة الإنتاج (34 بالمائة).
• قياس الامتثال الداخلي عند استخدام الموردين المعتمدين (34 بالمائة).

(*) دوافع اعتماد الذكاء الاصطناعى و التحديات التى تواجهه: هناك ثلاث عوامل ذكرها كتاب “الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب” تحث على تطوير الذكاء الاصطناعى وتتمثل فى: (-) توفر إمكانية الحوسبة عالية الأداء بسهولة وبأسعار معقولة والتى مكّنت من الوصول السهل للقدرة على الحوسبة بأداء عالٍ وبأسعار معقولة. (-) وجود كميات كبيرة من البيانات المتاحة للتعلم حيث أدى ظهور أدوات مختلفة لجمع البيانات المُصنفة إلى تَمَكن المزيد من المؤسسات من إنشاء خوارزميات الذكاء الاصطناعي . (-) توفر تقنية الذكاء الاصطناعي التطبيقي ميزة تنافسية فعلى سبيل المثال يمكن أن تساعد التوصيات المستهدفة التي تقدمها تقنية الذكاء الاصطناعي على اتخاذ قرارات أفضل بشكل أسرع وبتكلفة أقل.

أما بالنسبة للتحديات التى تواجه الذكاء الاصطناعى والتى تعوق انتشاره فى كافة المجالات  أشار الكاتب إلى أن  مشروعات الذكاء الاصطناعي مُكلفة للغاية. كما أنها مُعقدة في الإنشاء وتتطلب خبرة عالية الطلب مع نقص الإمدادات مما يدفع العديد من الشركات والمؤسسات إلى الابتعاد عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى تجنباً لمشاكله ، بعض الشركات لا تدرك الإمكانات الكاملة للتعلم الآلي ووظائف الذكاء الاصطناعي الأخرى، ولكن على الرغم من هذه التحديات إلا أن تكنولوجيا الذكاء الصناعي استطاعت أن تحقق نجاحا ً فنجد أن وكالة Associated Pressأنتجت قصصًا أكثر بمقدار 12 مرة عن طريق تدريب برنامج الذكاء الاصطناعي لكتابة قصص إخبارية قصيرة عن الأرباح.

(*) الذكاء الاصطناعى والإدارة: حصر دكتور طارق جمعة في كتابه “الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب” العلاقة ما بين الذكاء الاصطناعى والإدارة فى جانبين وهما التواصل مع العملاء من خلال ربوتات المحادثة والتى تستخدم عن طريق معالجة للّغات الطبيعية لفهم العملاء، و مراقبة مراكز البيانات حيث يمكن لفرق عمليات تكنولوجيا المعلومات توفير كميات هائلة من الوقت والطاقة المهدرة على مراقبة النظام عن طريق وضع جميع بيانات الويب وبيانات التطبيقات وأداء قواعد البيانات وتجربة المستخدم وبيانات السجل في نظام أساسي واحد للبيانات مستند إلى السحابة. ولتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعى يتم خلق ثقافة عامة بين الفرق تدعم بشكل كامل النظام البيئي للذكاء الاصطناعي .

(*) مزايا وعيوب الذكاء الاصطناعى: من بين الجوانب الإيجابية التى يتميز بها الذكاء الاصطناعى زيادة إنتاجية وإنجازات البشرية بشكل سريع و تحسين وتيرة التوظيف واختيار العمالة. ومن المتوقع أن تظهر أنواع جديدة من الوظائف. وأكد المؤلف على أن التداعيات السلبية المترتبة على زيادة الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تنذر بالمزيد من التهديدات في كافة القطاعات: العسكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والشخصية، والقانونية. التهديدات العسكرية: وهي تتمثل في سباق التسلح العالمي باستخدام الذكاء الاصطناعي وهي تعد أحد أهم التداعيات الخطرة التي تطرحها تقنيات الذكاء الاصطناعي. التهديدات الاقتصادية: تؤثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على حجم ونوعية الوظائف وفرص العمل المتاحة فمن المتوقع أن يؤثر استخدام الروبوت في بعض الصناعات بالسلب على الوظائف في مجال الصناعات التحويلية وصناعة السيارات وبالتالي يتأثر دخل هؤلاء الأشخاص. التهديدات الاجتماعية: إن التفاعل مع الآلات والاعتماد عليها سيؤدي إلى انفصال البشر تدريجياً عن محيطهم الاجتماعي، مما ينتج عنه جمود العلاقات الإنسانية. التهديدات الشخصية: إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقدم الخدمات للمستخدمين تطلب من المستخدم السماح لها باستخدام البيانات الشخصية لتوفير الخدمات مما يشكل ضغطاً من أجل التخلي عن الخصوصية.

إن الاتجاه نحو المزيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي أمر ضروري لتوفير رخاء البشرية ، ولكن يظل الخوف قائما من وجود بعض المخاطر الأخلاقية وتتمثل فى: فقد تمكنت إحدى الشركات المنتجة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي من طرح برامج توليد صور جديدة لوجوه بشر بناء على تزويده بصور لبشر آخرين، بحيث يصبح من الممكن توليد صورة لبشر حقيقيين يتم توليدها بالكامل وهناك أيضاً تطبيقات للذكاء الاصطناعي لديها القدرة على خلق الصوت لتعديل الكلام، وهذا يعني أنه يمكن التلاعب بمقاطع الصوت لأي لشخص حتى صارت مقاطع الصوت عبارة عن مادة تصنع منها ما تشاء وبالنبرة التي تريدها.

وإلى جانب هذه التهديدات، فإن هناك مخاطر أكثر تهديدا وهي تتمثل في مجموعة من التطبيقات الخبيثة التي تستند إلى برمجيات الذكاء الاصطناعي والتي يمكنها القرصنة وكشف الشفرات وتهديد الحسابات الخاصة بالشركات والأفراد والبنوك، كل ذلك يدعونا إلى التسليم بأن الذكاء الاصطناعي نجح في التأثير السلبي على العديد من جوانب الحياة البشرية.

(*) الاستخدام الإرهابي للفضاء السيبراني: استفادت الجماعات الإرهابية من عصر التقدم التكنولوجي لشن هجمات سيبرانية مركزة وقد مكنت وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، مثل المدونات والمنتديات وتطبيقات الاتصال، المنظمات الإرهابية من تبادل المحتوى والتواصل بجماهير عالمية، والتأثير في مجموعات مختارة من الناس يتبنّون الأفكار نفسها. وتأتي أهمية الأمن السيبراني من كونه أصبح يمثل عنصر مهم في الحياة الإنسانية على المستويات كافة، ووفق تعريف الكاتب للأمن السيبرانى فإنه عبارة عن مجموعة الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية التي يتم استخدامها لمنع الاستخدام غير المصرح به وسوء الاستغلال واستعادة المعلومات الالكترونية واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين من مخاطر في الفضاء السيبراني.

ويعد الأمن السيبرانى سلاح استراتيجي بيد الحكومات والأفراد، لذلك يتضح أن الأمن السيبراني يعتمد على مزيج مركب من التحديات التقنية، السياسية، الاجتماعية، والثقافية حسب توصيات الاتحاد الدولي للاتصالات. ومن أهم الأسباب التي دعت إلى ضرورة وجود مفهوم امن سيبراني والدعوة إلى إيجاد الأطر التشريعية والتنظيمية بما يتناسب والتحديات التي يواجها المجتمع او المنظمات أو الأفراد تتلخص ما يلي : ١ – الحاجة إلى الارتباط بنظم الاتصالات والانترنت. ٢- اعتماد مختلف المؤسسات على فعالية المعلومات ، صعوبة تحدي الأخطار والتحكم بها أو متابعة المجرمين ومعاقبتهم، لعدم توافر الحدود الجغرافية. ٤- النمو المطرد في الاستخدامات والتطبيقات الالكترونية وظهور التجارة الالكترونية . ٥- أصبحت العلاقة بين الأمن والتكنولوجيا علاقة طردية. 6- لم يقتصر الاهتمام بالآمن السيبراني على البعد التقني وحسب بل تجاوز إلى أبعاد أخرى أصبحت ذات علاقة في تفسير القضية مثل الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.

لقد أشار لواء دكتور طارق جمعة في كتابه إلى كيفية توظيف الجماعات الإرهابية للفضاء السيبراني لتحقيق الاستراتيجية الإرهابية، وذلك من خلال التنقيب عن المعلومات التي يسعى الإرهابيون للحصول عليها مثل المنشأة الحيوية والمطارات والمعلومات الخاصة بسبل مكافحة الإرهاب وعلى الأماكن العسكرية المهمة، التخفي والاتصال والتخطيط والتنسيق للعمليات الإرهابية حيث يعد الفضاء السيبراني وسيلة اتصال بالغة الأهمية للجماعات الإرهابية حيث تتيح لهم حرية التخطيط الدقيق والتنسيق الشامل لشن هجمات إرهابية محدده.

الحصول على التمويل فقد مكنت السرعة الفائقة للانترنت من فتح إمكانيات هائلة لزيادة التبرعات المالية ويسعى هؤلاء الإرهابيون للتمويل سواء بهدف تمويل العمليات الإرهابية أو شراء الأسلحة والمعدات أو لتنقلات أعضاءه، استغلال الجمعيات الخيرية من خلال استغلال الجوانب الشرعية ، قيام الجماعات الإرهابية بغسيل الأموال عن طريق الإنترنت مع بعض المصارف.

كما تقوم الجمعيات الإرهابية باستخدام الشبكات المعلوماتية في نشر بياناتها الإرهابية ومن ثم تقوم بنشرها عبر وسائل الإعلام في مضاعفة انتشار تلك البيانات ووصولها إلى مختلف شرائح المجتمع وتأخذ البيانات الصادرة عن التنظيمات الإرهابية اتجاهات متنوعة فتارة ترسم أهدافها وخططها عامة للتنظيم الإرهابي وأحيانا تكون للتهديد والوعيد بشن هجمات إرهابية معينة حيث تصدر معلنة عن تبني تنفيذ عمليات إرهابية محددة كما تصدر تارة أخرى بالنفي.

يعمل تنظيم داعش الإرهابي على جذب الشباب من خلال إستراتيجية إعلامية ليحصل على تعاطف الأشخاص و يتم استهداف فئة الشباب من مختلف الأعمار للقيام بتجنيدهم فى التنظيم وهناك ثلاث أنماط من الجمهور تستهدفها رسائل المواقع الجهادية  النمط الأول هم :جمهور المؤيدين الحاليين والمحتملين، والنمط الثانى هو الرأي العام العالمي وهو جمهور غير متورط مباشرا بالصراع ولكن لدية بعض المصالح في القضايا المطروحة، النمط الثالث: يتمثل في الادعاء وتسعى مواقع هذه التنظيمات الإرهابية إلى أضعاف معنوياتهم من خلال توجيه التهديدات وتعزيز الشعور بالذنب لديهم . لذلك تعتبر الجهادية العالمية عموما وتنظيم الدولة الإسلامية خصوصا أحد أهم الحركات الإرهابية التي استثمرت ثورة الاتصالات في بث رسالتها الدعوية الدينية .

وبالتالي فإنه من خلال هذا كتاب دكتور طارق جمعة “الذكاء الاصطناعي ومكافحة الإرهاب” تم استعراض كافة جوانب مكافحة الإرهاب الإلكتروني وأخطاره وتداعياته على المجتمعات و إستراتيجيات الدول لمكافحته، حيث أكد الكاتب على ضرورة اتخاذ المجتمعات الدولة إجراءات عاجلة وطويلة الأجل للتصدي لظاهرة الإرهاب الدولي.

كما أشار  المؤلف إلى أن استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب تتضمن مزايا تكاد تخلو منها السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالإرهاب فهى تقدم معالجة شاملة ومستحدثة للكفاح ضد الإرهاب وتبرز تصميم المجتمع الدولي على معالجة شرور الإرهاب معالجة حاسمة وشاملة، كما أكد إلى أن جريمة الإرهاب لها آثار بعيدة المدى ليس فقط في المستقبل القريب بل أبعد من ذلك وخاصة في ظل وجود التقنية الحديثة وعالم الاتصالات.

كما قدم الكاتب العديد من التوصيات والتي من شأنها مكافحة الإرهاب الدولي والحفاظ على أمن الدول ومن أهمها ضرورة أن تلتزم الدول الأطراف في الاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب بإزالة العقبات القانونية التي تحول دون تسليم مرتكبي الجرائم الإرهابية،يرى الكاتب أن استراتيجية مكافحة الإرهاب هي استراتيجية دولية عامة يجب أن تلتزم بمعاييرها كل الدول .

كما وصى الكاتب دكتور طارق جمعة، بضرورة النظر إلى تكوين قوة دولية خصوصا للدول النامية في مواجهة الدول الكبرى، حيث تكون رادعا في مواجهة إهدار حقوق الإنسان في إطار مكافحة الإرهاب.