تطوير مستمر.. انعكاسات مشاركة البنك الزراعي المصري في فعاليات «Cairo ICT»

تعكس مشاركة البنك الزراعي المصري في معرض ومؤتمر«Cairo ICT»، في دورته السادسة والعشرين، بمركز مصر للمعارض الدولية، في الفترة من 27 – 30 نوفمبر، مدى الجهود المبذولة في خطط تطوير خدماته البنكية بشكل عام برئاسة علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك، حيث البنك مستمر في دعم استراتيجية التحول الرقمي، مع التركيز على رقمنه كافة عملياته المصرفية، وخدماته التمويلية، لتلبية كافة احتياجات عملائه، ومواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده القطاع المصرفي، بما يتماشى مع رؤية الدولة والبنك المركزي في التحول نحو الاقتصاد الرقمي، وتشجيع استخدام وسائل الدفع الإلكترونية، بما يسهم في تحقيق الشمول المالي كأحد دعائم استراتيجية البنك للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، الشاملة والمُستدامة، ويوسع قاعدة المتعاملين مع البنك نتيجة سهولة استخدام خدماته المختلفة، ويزيد من ميزته التنافسية في السوق المصرفي المصري.

في ضوء مما سبق، يهدف هذا التحليل إلى التعرف على مدى فاعلية مشاركة البنك الزراعي المصري في هذا المؤتمر، وأهمية الخدمات المختلفة التي يقدمها ضمن فعاليات المؤتمر، وانعكاسات هذه المشاركة على مستقبله.

   

حدود المشاركة

(*) شارك البنك الزراعي المصري بفاعلية في مؤتمرCairo ICT ، مما يعكس مدى التقدم في سياسات التحول الرقمي التي يقوم بها، حيث يشارك بمجموعة متميزة من المنتجات الرقمية، والتطبيقات الذكية، وذلك من منطلق مواكبته الدائمة للتطور التكنولوجي الذي يشهده القطاع المصرفي، ويتضح ذلك من خلال جناحه بالمعرض الذي يظهر بإطلالة جديده ومميزة تعكس مدى الجهود الأخيرة للبنك، والمرتقبة أيضًا.

(*) وينتظم البنك في مشاركته السنوية بهذا المؤتمر، باعتباره حدث مهم في قطاع التكنولوجيا بمصر والشرق الأوسط وإفريقيا، يرتاده ممثلون من مختلف الجهات الحكومية والبنوك وشركات الاتصالات، مما يوحى بأهمية هذا المؤتمر، لذا فمشاركة البنك تعد إنجازًا وتعبيرًا عن مدى اهتمامه بتطبيق التكنولوجيا الحديثة في خدماته المختلفة.

(*) وتأتي مشاركة البنك الزراعي فى هذا المؤتمر تعزيزاً لمبدأ الشمول المالي، الذى تضعه مصر على رأس أولوياتها في محاور التنمية، حيث يسير البنك بخطى متسارعة لتنفيذ خطة التحول الرقمي، بهدف رقمنة كافة العمليات المصرفية، ومن الملاحظ أن البنك قام بالفعل بتطبيق هذه الخطة بكفاءة عالية، مما نجم عنها إطلاق التطبيقات الآتية:

(#) تطبيق إلكتروني ذكى لتمويل الأنشطة الصغيرة: يهدف إلى تمويل الأنشطة الصغيرة إلكترونياً، ويعمل على سهولة الحصول على القروض، فيتيح للعميل التقديم على القرض وإرفاق مستنداته إلكترونيًا، والرد على موقفه في نفس اليوم، وحال الموافقة يتم تحويل مبلغ القرض على بطاقة الخصم مسبقة الدفع، مما يدعم التحول إلى الرقمنة والشمول المالي.

(#) المنصة الزراعية الرقمية “أجرى مصر” : وهو تطبيق لخدمة تقديم القروض الزراعية إلكترونياً، حيث يعد «الزراعي المصري» من البنوك الرائدة فى تقديم هذا الخدمة، وتعمل هذه المنصة على تقديم الدعم والتمويل والتجارة والبحوث والإمدادات المقدمة للقطاع الزراعي، مما يسهم في دعم المشروعات الصغيرة، حيث يتيح البنك تمويل المحاصيل الزراعية “السلف الزراعية ” إلكترونياً، من خلال هذه المنصة، مما يسهل على المزارعين الحصول على هذه الخدمة، حيث يتم دراسة الطلب إلكترونياً ثم تحويل مبلغ القرض إلى كارت الفلاح ميزة.

(#) تطبيق “ACERS”: خرج هذا التطبيق كنتاج لمشاركة البنك الزراعي المصري مع الشركة المصرية للاستعلام الائتماني “I-score”، حيث يعمل على التقييم الإلكتروني الفوري للائتمان الزراعي، وتقدير المخاطر، مما يسرع عمليات منح الائتمان.

(#) المحفظة الإلكترونية Agri-phone: أطلق البنك هذه المحفظة في فعاليات معرض 2019 PREFIX فى دورته السادسة ضمن فعاليات معرض ICT، مما يدل على حرص البنك على الانتظام في حضور هذا المؤتمر، وحرصه فى تحقيق التحول الرقمي في خدماته المختلفة، فهذه المحفظة تتيح استخدام الهاتف المحمول فى إيداع الأموال وسحبها وتحويلها إلى محافظ أخرى، كما يتيح لعملاء المحفظة أكبر منصة لدفع الفواتير الحكومية وسداد فواتير المرافق بكل أنواعها، بجانب أنها تتيح سداد الضرائب العقارية، والمصروفات الجامعية سواء الحكومية أوالخاصة.

(#) بطاقات ميزة: يدل اهتمام البنك بإصدار بطاقات ميزة على نجاحه في خطط تحقيق الشمول المالي، والتحول نحو الرقمنة، ويوضح مدى حرصه على تقديم أحدث الحلول البنكية لعملائه في كافة المحافظات، ويبين الشكل الآتي مدى توسع البنك في إصدار بطاقات ميزة، حيث سجل 750 ألف بطاقة في عام 2020 ثم ارتفع إلى 850 ألفًا في 2021، وصولًا إلى 3.1 مليون بطاقة في يونيه الماضي.

(#) تطبيق الإدخار “تحويشة”: أطلقه البنك مع المجلس القومي للمرأة؛ لتمكين السيدات في الريف، وخاصة سيدات القرى المستفيدة من مبادرة حياة كريمة، بهدف محو الأمية الرقمية، وتوفير الخدمات المالية لهذه السيدات بجودة عالية، فكل سيدة تشارك بمجموعات الادخار يصدر لها كارت المدفوعات “ميزة”، وتتولى الميسرة المالية بالمجلس شحن الكارت للسيدات، لتنفيذ كافة معاملاتها المالية سواء تحويل الأموال للمجموعة أو الاقتراض، وكذلك تلقي الأموال التي تم ادخارها.

بالتالي، فحزمة التطبيقات التي أطلقها البنك تثبت مدى حرصه على تطبيق سياسات التحول الرقمي والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة، مما يضعه ضمن المؤسسات المصرفية الرائدة والجادة في تحقيق هدف الشمول المالي والتحول الرقمي.

خدمات جديدة:

إضافة إلى التطبيقات والخدمات المهمة سالفة الذكر، كشف البنك الزراعي المصري في هذا المؤتمر عن مجموعة من التطبيقات الإلكترونية، والخدمات الرقمية المزمع افتتاحها، والتي تدعم هدفه نحو التحول الرقمي، ومنها:

(-) فروع رقمية جديدة: يستهدف البنك افتتاح أربعة فروع رقمية بالتعاون مع شركة “اى فاينانس” قبل نهاية العام الجاري، وبذلك يصل عدد فروعه الإلكترونية إلى 6 فروع، ولا شك في أن الفروع الإلكترونية تخدم العملاء في تيسير الحصول على خدمة سريعة دون أي تدخل بشرى، وتتيح لهم الاستفادة من الخدمات المصرفية على مدار الساعة وذلك لأنها غير محددة بأوقات رسمية على عكس دونها من الفروع غير المميكنة، فالتوسع في هذه الفروع يوضح أن البنك ينفذ استراتيجية طموحة لتطوير البنية التحتية التكنولوجية.  .

(-) مركز المعلومات data center”“: في سبيل تدعيم استراتيجية تطوير البنية التحتية المعلوماتية، قام البنك بافتتاح مشروع تطوير وتحديث مركز المعلومات “Data CENTER” بالمركز الرئيسي بالبنك، حيث أن هذا المشروع يجعل البنك يمتلك نظام تكنولوجي متكامل وفق أحدث المواصفات العالمية، مما يلبى احتياجات العملاء ويضمن تقديم الخدمات المصرفية بأعلى معايير للجودة، وعن التأهيل اللوجيستي للمركز، فإنه يضم أحدث التجهيزات الخاصة بمراكز البيانات بالعالم، حيث يعتبر أحد المراكز القلائل في مصر التي حصلت على شهادة الاعتمادUPTIME  الدولية، بالإضافة إلى أن المركز تم إنشائه على مساحة ألف متر لاستيعاب ومواجهة كافة التحديثات على المدى الطويل، حيث أن المركز مجهز وفق أحدث النظم والتطبيقات التكنولوجية.

(-) تطبيق محفظة المزارع Wallet Agri”: يعتزم البنك الزراعي المصري إطلاق هذا التطبيق كأول تطبيق رقمى على الهواتف المحمولة، فمحفظة الزراعي تعتبر أسهل وسيلة دفع إلكترونية تتيح للعملاء تنفيذ كافة معاملاتهم بسهولة، حيث يمكن أن يقوم العميل بتحويل واستقبال أي مبالغ مالية على المحفظة، كما يمكن سداد الفواتير والالتزامات والشراء أون لاين، ودفع رسوم الخدمات التي تتيحها بوابة مصر الرقمية.

(-) تطبيق مزارع الإلكتروني: يهدف هذا التطبيق إلى مساعدة الفلاحين وأصحاب المزارع للحصول على قرض الانتاج النباتي للمحاصيل مما يعمل على تيسير الحصول على القروض الزراعية وزيادة حجمها.

(-) تطبيق دائرة الإلكتروني: من المرتقب أن يصدر هذا التطبيق بالتعاون مع شركة دائرة للحلول الرقمية، وتقوم فكرته على نظام الجمعية المتعارف عليها كأحد وسائل الادخار والتكافل بين الأشخاص، مما يعتبر تطبيق جديد من نوعه يوحي بانفراد الخدمات التي يقدمها البنك الزراعي وتنوعها.

وقد قام البنك الزراعي بعرض هذه الخدمات بطريقة عرض تفاعلية من خلال شاشات عرض إلكترونية، لشرح كيفية استخدامها، والاستفادة منها، وهو ما قوبل بتفاعل كبير من الجمهور الذي عبر عن إعجابه بالخدمات الرقمية المهمة التي يخطط البنك لإطلاقها، مما يدل على مدى تقدم البنك فى تحسين البيئة التكنولوجية وتطوير الخدمة المصرفية.

انعكاسات إيجابية

إن اهتمام البنك بتطوير الخدمات التكنولوجية، وتحسين البنية التحتية المعلوماتية، له انعكاسات إيجابية على مستقبله في جوانب عديدة منها:

*زيادة القدرة التنافسية: اقتصر البنك الزراعي في الماضي على تقديم الدعم والتمويل اللازمين للمزارعين لجميع المحاصيل الزراعية، من خلال التواجد الفعلي للمزارع داخل البنك، وكان مستوى الخدمة المصرفية بطئ بالمقارنة بالبنوك المنافسة، ولكن إدخال التحسينات التكنولوجية أضفى سرعة وجودة فى الخدمة المصرفية المقدمة مما حسن الآداء المالي للبنك، وأصبح بذلك منافساً قويًا للبنوك الكبرى فى تحقيق الشمول المالي والتحول الرقمي.

*رضا العميل: تحسين مستوى الخدمات وتطويرها بما يتواكب مع التغييرات التكنولوجية الحديثة يتناسب طرديًا مع رضا العملاء، ومن المتوقع أن يستمر مؤشر الرضاء في الصعود مع حزمة الخدمات المقرر انطلاقها قريبًا، وكنتيجة طبيعية سيدعو هذا التطور إلى الحديث عن البنك بصورة إيجابية، مما ينعكس بدوره على استقطاب عملاء جدد، وتوسيع قاعدة المتعاملين مع البنك خاصة فئة الشباب مستخدم التكنولوجيا فى أنجاز كافة معاملاته، مما ينعكس إيجابيًا على أرباح البنك.

*استقطاب وجذب الودائع: فإدخال التحسينات التكنولوجية يعطى ثقة أكبر في التعامل مع البنك، ويدعو كثير من العملاء إلى الإقبال على الإيداع فيه، مما يترتب عليه منح البنك المزيد من القروض، وهو ما يؤدي إلى النمو الربحي وينعكس على الخدمات بالمزيد من التطوير والتوسع الجغرافي.

ختاماً، مما سبق، يتضح  لنا أن تكنولوجيا المعلومات تعتبر عامل مهم فى تحسين الخدمة المصرفية، وهو ما ركز عليه البنك الزراعي المصري فى الفترة الأخيرة كمحاولة للاندماج فى خطط الشمول المالي والتحول الرقمى للدولة المصرية، حيث دعمت مشاركة البنك الزراعي فى مؤتمر CAIRO ICT   الصورة الإيجابية التى تكونت عنه، كونه  أحد المؤسسات المصرفية التي تسعى جاهدة لتحسين مستوى الخدمة وتطوير البنية التحتية التكنولوجية الخاصة بها، مما يجعله منافس قوى فى السوق المصرفي المصري.

رضوى محمد سعيد

رئيس برنامج دراسات السياسات العامة، الباحثة حاصلة على بكالوريوس اقتصاد، كلية اقتصاد وعلوم سياسية- جامعة القاهرة، الباحثة مهتمة بتحليل القضايا الاقتصادية الكلية، عملت كباحثة متخصصة في تحليل السياسات العامة المصرية بالعديد من الشركات المتخصصة ومراكز الفكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى