كيف يدعم البنك الزراعي الحرف اليدوية والتراثية؟

اختتم البنك الزراعي المصري مشاركته الفعالة في معرض ” تراثنا” للحرف اليدوية والتراثية، الذي نظمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر في الفترة من 8 حتى 14 أكتوبر، وهو ما يوضح التوسع الكبير في دور البنك الزراعي نحو دعم القطاعات الصغيرة والمتناهية الصغر؛ نظرًا لإيمان البنك بأهمية هذا القطاع في الاقتصاد المصري، ودوره التنموي الكبير في تحفيز النمو الاقتصادي داخل الدولة المصرية، إذ تُمثل هذه المشروعات 65% من هيكل الاقتصاد، وهو الأمر الذي يوضح الدور الوطني الذي يقوم به البنك الزراعي ودعمه لإستراتيجية الدولة المصرية في التنمية.

وتأسيسًا عما سبق يتناول هذا التحليل التعرف علىالإطار العام للمعرض وحجم مشاركة البنك الزراعي، بالإضافة إلى توضيح سياسات البنك المختلفة لدعم قطاع المشروعات الصغيرة و المتوسطة والمتناهية الصغر.

إطار عام:

يُمكن توضيح الإطار العام للمعرض وحجم مشاركة البنك الزراعي على النحو التالي:

(-) عدد المشاركين: شارك في المعرض حوالي 1116 عارضًا، يمثلون أكثر من 32 حرفة تراثية من مختلف أنحاء الجمهورية، ويستدل على المشاركة الكبيرة للبنك الزراعي من كونه الراعي الرسمي للمعرض، الأمر الذي يأتي من منطلق حرصه على تقديم كل أوجه الدعم لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، ويتضح أهمية هذا المعرض من زيادة عدد المشاركين فيه، ومن وجود أكبر بنك تمويلي لهذه الأنشطة.

(-) دور مؤثر للبنك: حظي جناح البنك الزراعي بإقبال كبير من المشاركين وزوار المعرض؛ وكان ذلك بهدف التعرف على الخدمات التمويلية التي يُقدمها لدعم الأنشطة الصغيرة والمتناهية الصغر وتشجيع ريادة الأعمال على إطلاق مشروعاتهم، وهو ما يعمل على إتاحة فرص التشغيل لمختلف فئات المجتمع، كما يأتي دعم البنك لأصحاب الحرف اليدوية والتراثية لتنميتها والمساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث الثقافي والحضاري، من الأمور التي عملت علي زيادة إقبال المواطنين على جناح البنك الزراعي في المعرض.

سياسات محفزة:

إن السياسات والبرامج التي اتخذها البنك الزراعي المصري كانت تهدف بشكل أساسي نحو تشجيع ريادة الأعمال، وهو ما يتم توضيحه على النحو التالي:

(-) برنامج باب رزق: يُعد قرض باب رزق برنامج تمويلي لدعم المشروعات متناهية الصغر في قري الريف المصري، حيث يستهدف توجيه التمويل للمرأة الريفية والمعيلة وصغار التجار والحرفيين والباعة الجائلين؛ لمساعدتهم على تنفيذ مشروعات جديدة أو تطوير مشروعات قائمة، بهدف توفير مصدر دخل لهم،تماشياً مع اهتمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتحسين مستوى جودة الحياة في القرى وتحقيق حياة كريمة لسكانها، كما يوضح الشكل رقم (1)، وقد بلغ حجم تمويلات برنامج باب رزق 350 مليون جنيه من إجمالي محفظة القروض الزراعية التي تقدر قيمتها بـ 12 مليار جنيه، ووجهت هذه القيمة من تمويلات باب رزق إلي 40 ألف عميل،  تبلغ نسبة المرأة الريفية منهم 60%.

الشكل رقم (1) يوضح تفاصيل قرض باب رزق

وفي هذا الإطار استحوذ برنامج باب رزق علي اهتمام كبير من جمهور المعرض، إذ كان يمثل فرصة هامة للراغبين في العمل في الأنشطة الحرفية والمهن الحرة والصناعات اليدوية، في استكمال مشروعاتهم وزيادة قيمة التمويل الممنوح لهم إلي 50 ألف جنيه، وقد ساعد علي انتشار المعرفة بهذا البرنامج قيام البنك بإطلاق القوافل في القرى والنجوع؛ للوصول إلي كافة شرائح المجتمع وتعريفهم ببرنامج ” باب رزق”، وحث مواطني الريف على الاستفادة من الفرص التمويلية والقروض الصغيرة التي يقدمها البنك للأنشطة متناهية الصغر لفتح أبواب رزق جديدة لهم وتحسين مستوى معيشتهم لمواجهة متطلبات المعيشة.

(-) زيادة تمويلات المشروعات الصغيرة: يوجه البنك الزراعي المصري جزء كبير من محفظة القروض للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، إذ ارتفعت من 32.724 مليار جنيه في عام 2022 إلي 45.025 مليار جنيه في يونيو 2023 كما يوضح الشكل رقم (2)، وذلك بدون مصاريف إدارية وبسعر فائدة 5% متناقصة، وبهذا يكون أكبر حصة من القروض موجهه للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، وهو ما يعمل علي تحقيق ريادة الأعمال بين الشباب المصري.

(-) شراكات ناجحة: ألقي البنك الزراعي الضوء خلال المؤتمر علي جهود التعاون والشراكة مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة  والمتوسطة والمتناهية الصغر، إذ بلغت قيمة العقود التمويلية التي أبرمها البنك مع الجهاز حوالي 3.853 مليار جنيه، تم الاستفادة منها  في تمويل 160 ألف عميل لمشروعات صغيرة ومتناهية الصغر في مختلف القطاعات، ولم يتغافل البنك كعادته عن دعم المرأة المصرية، فقد تم تقديم تمويل قدره 60 مليون جنيه لدعم مشروعات المرأة متناهية الصغر في إطار “مبادرة تنمية الاسرة المصرية “، وبالتالي قد أسهمت هذه القروض في دعم وتنمية المجتمعات الريفية بشكل كبير.

(-) الشمول المالي: يتبع البنك الزراعي المصري سياسة توسعية؛ للتعريف بالخدمات المالية المختلفة وكيفية الحصول عليها، إذ قام البنك بتوفير منصة توعوية في جناحه بالمعرض؛ لتعزيز الوعي والتثقيف المالي للمشاركين في المعرض بهدف تحقيق الشمول المالي خاصة لدى المرأة، ومساعدتها في الوصول إلى المنتجات والخدمات المالية التي تلبي احتياجاتها المختلفة، ما يسهم في خلق الاستقلالية المالية للسيدات ويؤهلها لإطلاق مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تسهم في إيجاد مصدر دخل لها وتحسين مستوى معيشة الأسرة.

(-) تمكين الشباب: أطلق البنك  مبادرة “رواد النيل” بهدف تمكين الشباب، إذ تُقدم هذه المبادرة خدمات تعزيز الابتكار ونشر التوعية عن طريق التدريبات والمنصات الرقمية، و خدمات تطوير الأعمال ودعم الريادة، من خلال إنشاء عدد من مراكز تطوير الأعمال؛ لتقديم الدعم لرواد الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للعمل في القطاعات الاقتصادية، مثل الصناعة والزراعة.

(-) سياسة الانتشار الجغرافي للبنك: يتبع البنك الزراعي المصري سياسة توسعية في الانتشار الجغرافي لفروعه؛ لكي تُغطي خدماته جميع محافظات الجمهورية، إذ كلما زادت فروع البنك كلما استفاد عدد أكبر من المواطنين بالخدمات التي يُقدمها، وكما تنعكس على الصورة الذهنية للمواطنين عن البنك، ولذلك اهتم البنك بالتوسع الجغرافي، إذ يُملك أكثر من 1100 فرع على مستوي الجمهورية، مع استهداف البنك افتتاح مزيد من الفروع، وهو ما جعل البنك لديه القدرة للوصول إلي أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر في المدن والقرى والنجوع.

عوائد إيجابية:

اهتمام البنك الزراعي المصري المتزايد بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر سيعمل علي تحقيق مجموعة من العوائد الإيجابية وهي:

(-) انخفاض معدلات البطالة: إن تقديم البنك الزراعي لمجموعة من التمويلات المُيسرة للشباب المصري، وتشجعيهم علي إقامة مشروعاتهم الخاصة، سيعمل علي تخفيض معدلات البطالة بشكل كبير في المجتمع المصري، إذ انخفض معدل البطالة في مصر إلي 7% في الربع الثاني من 2023، وهو ما يوضح التأثير الكبير لهذه المشروعات في المجتمع.

(-) انخفاض معدل الفقر: مساعدة البنك الزراعي المصري الفئات المختلفة في توفير مصدر دخل لهم، يعمل علي خفض معدلات الفقر في مصر، وخاصة في المناطق الريفية، فالتوسع في التمويل الميسر سيساعد الأفراد علي توليد الدخل الذي يعمل علي تلبية احتياجاتهم الأساسية، فبفضل مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي وشارك فيها البنك الزراعي بكل جدية، بالإضافة إلي قرض باب رزق، انخفضت معدلات الفقر في الريف المصري بعد أن سجلت 51% في عام 2018.

(-) التمكين الاقتصادي: إن تشجيع البنك الزراعي للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر يعمل علي تحقيق التمكين الاقتصادي في المجتمع بشكل كبير، وهو ما يعمل علي ربط الأفراد بفرص العمل والمساهمة في تعزيز قدراتهم الإنتاجية، وهو ما يُحقق المنفعة الكلية للاقتصاد القومي.

وعليه يُمكن القول، إن مشاركة البنك الزراعي المصري في معرض تراثنا، تعكس الدور الكبير الذي يقوم به البنك في عملية التنمية الاقتصادية، ودعمه لجميع فئات المجتمع المصري ومساهمته في إتاحة الفرص المثلي لهم، من خلال إتاحة التمويل الميسر ونشر الوعي عن الشمول المالي، وهو الأمر الذي يؤكد إن البنك الزراعي هو البنك الذي يخدم مصالح الدولة في كافة أهدافها التنموية.

رضوى محمد سعيد

رئيس برنامج دراسات السياسات العامة، الباحثة حاصلة على بكالوريوس اقتصاد، كلية اقتصاد وعلوم سياسية- جامعة القاهرة، الباحثة مهتمة بتحليل القضايا الاقتصادية الكلية، عملت كباحثة متخصصة في تحليل السياسات العامة المصرية بالعديد من الشركات المتخصصة ومراكز الفكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى