المسؤولية المجتمعية في استراتيجية البنك الزراعي 2024
تتعاون مختلف مؤسسات الدولة مع البنك الزراعي المصري؛ نظراً لسياساته وإجراءاته المُمنهجة تجاه خدمة الاقتصاد والمجتمع المصري، إذ تعاون رئيس جامعة الإسكندرية مع البنك الزراعي المصري في مجالات التنمية الزراعية في المحافظات الحدودية والمناطق التنموية الجديدة، كما تعاونت المؤسسة العسكرية مع البنك الزراعي المصري وعدد من منظمات المجتمع المدني في إطلاق حملة ” كلنا معاك”،وهو الأمر الذي يوضح إيمان مؤسسات الدولة بالدور القوي للبنك الزراعي المصري في التأثير على المعادلات الاجتماعية داخل الدولة.
وتأسيسًا على ما سبق يتناول هذا التحليل التعرف على حدود الدور الاجتماعي للبنك الزراعي المصري، بالإضافة إلى توضيح انعكاسات هذا الدور.
حدود الدور:
يُمارس البنك الزراعي المصري دورًا اجتماعياً كبيرًا، وهو ما يُمكن توضيحه على النحو التالي:
(*) التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية: يُكثف البنك الزراعي المصري جهوده نحو تعزيز أوجه التعاون مع كافة الجهات والمؤسسات؛ بهدف تحقيق التنمية المستدامة، إذ يقوم البنك بالتعاون مع كافة الجامعات والمراكز البحثية؛ للاستفادة من الخبرات الأكاديمية لتلك الجهات في تحقيق التنمية الزراعية،وتنمية الثروة الحيوانية لدعم الاقتصاد الوطني، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف يعمل البنك الزراعي المصري على تحقيق الأتي:
(-) تكثيف التعاون مع جامعة الإسكندرية: يهدف البنك الزراعي المصري إلى خلق فرص جديدة للتعاون بين البنك والجامعة؛ لتحقيق أقصى استفادة من الشراكة التي تدمج بين الخبرات الأكاديمية للجامعة والفرص التمويلية التي يتيحها البنك وفتح آفاق جديدة للاستثمار وتحفيز الإنتاج في المناطق التنموية الجديدة واستصلاح الأراضي في المناطق الحدودية، ويُعد هذا الدور من الأدوار الاجتماعية الكبيرة التي يقوم بها البنك.
وفي هذا الإطار يُعد هذا التعاون من أحد الحلول الهامة؛ لتغطية الفجوة بين ما يحتاجه السوق من متطلبات بحثية وبين أوجه التمويل المختلفة، إذ يأتي لقاء الدكتور عبد العزيز قنصوه ( رئيس جامعة الإسكندرية) والأستاذ علاء فاروق(رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري)؛ لتعزيز التعاون بين نتائج البحوث العلمية التي تنتجها جامعة الإسكندرية في مجالات التنمية الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية واستصلاح الأراضي، والاستفادة القصوى من الفرص التمويلية التي يتيحها البنك وفتح آفاق جديدة للاستثمار وتحفيز الإنتاج في المناطق التنموية الجديدة، وهو ما يُعد خطوة إيجابية كبرى نحو الشراكة الناجحة بين مؤسسات الدولة المختلفة.
(-) تحفيز ريادة الأعمال بين أبناء الجامعة: تقوم استراتيجية البنك الزراعي المصري في سبيل مساعدة الشباب المصري، على نشر وتحفيز ريادة الأعمال، إذ يقوم البنك في هذه المرحلة بتحفيز ريادة الأعمال بين أوساط الطلاب، وتشجيعهم لإطلاق مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة في مجالات الزراعة والتصنيع الزراعي والابتكار الرقمي والتكنولوجي، تفعيلاً لدوره في تنمية قدرات الشباب وإتاحة الفرص التمويلية لهم بما يسهم في توفير فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة في محيط مجتمعاتهم.
و من هنا يُمكن وصف التعاون بين البنك الزراعي المصري وبين جامعة الإسكندرية بالتعاون الكفء، حيث أن الجامعة حريصة أيضا على تعزيز ثقافة ريادة الأعمال وتطوير مهارات الطلاب في هذا المجال، حيث أنشأت عدد من مركز الابتكار وريادة الأعمال والمراكز الجامعية للتطوير المهني بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعدلت برامجها الدراسية وطورتها لتشمل مقررات خاصة بريادة الأعمال، وتعزيز الروح الريادية والابتكارية بين الطلاب، وذلك بهدف تنمية مهارات الطلاب في مجال ريادة الأعمال وتمكينهم من تحويل أفكارهم ومشاريعهم إلى مشاريع حقيقية، وعلى الجانب الأخر يركز البنك الزراعي بشكل كبير على نشر ريادة الأعمال بين الشباب المصري، وهو ما يُعد تكاملاً كبيراً في الأدوار والمسؤوليات.
(*) المُساهمة في إطلاق حملة “بلدك معاك”: قام البنك الزراعي المصري بالتعاون مع المنطقة الشمالية العسكرية، بإطلاق حملة “بلدك معاك” التي تُساهم فيها أيضاً عدد من منظمات المجتمع المدني، وهو ما يدل على كبر هذه الحملة التي يُساهم فيها البنك، إذ تهدف هذه الحملة دعم الأسر الأكثر احتياجًا، الأمر الذي يدعم المسؤولية المجتمعية للقوات المسلحة والبنك الزراعي المصري، ويُمكن توضيح المرحلة الأولى من الحملة على النحو التالي:
(-) المرحلة الأولي من الحملة: اشتملت المرحلة الأولى من الحملة على توزيع عدد من الأجهزة الكهربائية والمنزلية على 332 أسرة من الأسر الأولي بالرعاية، وتحقيقًا لمبدأ وصول الدعم لمستحقيه، تم إطلاق هذه الحملة بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي؛ للوقوف على الأسر الأولى بالرعايا بشكل فعلي، وقد توزع إجمالي عدد الأسر على 108 أسرة بمحافظة الإسكندرية و 83 أسرة بمحافظة البحيرة و 71 أسرة بمحافظة الغربية و 70 أسرة بمحافظة كفر الشيخ، وهو الأمر الذي يدل على شمول هذه الحملة لعدد من المحافظات وليس محافظة واحدة أو أثنين، مما يعكس توسع تأثيرها، وحول رد الفعل المجتمعي حول هذه الحملة، فقد أثنت الأسر على ما تقدمه الدولة ومؤسساتها الوطنية من جهود؛ للتخفيف من وطأة الأعباء الاقتصادية الراهنة.
وفي هذا الإطار قام البنك الزراعي المصري في ديسمبر 2023، بتقديم مبلغ 600 ألف جنيه لصالح الأسر الأكثر احتياجًا في محافظة القليوبية، وكان هذا التبرع في صورة قسائم شراء مواد غذائية مصدرة من مؤسسة مصر الخير بالتعاون مع وزارة التموين بقيمة 200 جنيه للكوبون، التي تُسلم للمستحقين ويقوموا بصرف المواد الغذائية من المجمعات الاستهلاكية التي تتبع الشركة القابضة للأغذية، وبالإضافة إلى ذلك وفر البنك 30 ثلاجة، و50 غسالة، و 50 بوتاجاز لـ 50 شاب من المُقبلين على الزواج، فضلاً عن قيامه بتوزيع الكراتين الرمضانية، وهو ما يدل على الدور الاجتماعي القوي للبنك الزراعي المصري.
(*) مساعدة محدودي الدخل: يولي البنك الزراعي المصري قدر كبير من اهتماماته نحو مساعدة فئات محدودي الدخل، إذ يُعد البنك الزراعي المصر ي من أكبر المساهمين في مبادرة حياة كريمة، التي تعتبر أكبر برنامج اجتماعي للدولة المصرية في الوقت الحالي، إذ يقوم البنك في إطار هذه المبادرة بنشر قوافله في قرى الريف التي تبحث عن الفئات الأكثر احتياجاً وتقديم الدعم لهم بعد دراسة حالتهم والتوصل إلى أحقيتهم في الحصول على الدعم، ومن أهم البرامج التي ساعدت البنك الزراعي المصري على تأدية دوره الاجتماعي بالشكل الأمثل هو برنامج” باب رزق” الذي يُمكن توضيحه على النحو التالي:
(*) قرض باب رزق: يُعتبر قرض باب رزق من أهم الأدوات التمويلية التي أطلقها البنك الزراعي المصري؛ لدعم أصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، ونظرًا لأنه يقوم بدعم هذه الفئات فيُمكن القول إن هذا البرنامج يُعتبر من أكبر المبادرات الاجتماعية للبنك الزراعي المصري، إذ قام البنك من خلاله بمنح تمويلات بقيمة 500 مليون جنيه، التي استفاد منها 45 ألف عميل، 60 % منهم من النساء، وقد استحوذ الصعيد على تمويلات تُقدر بحوالي 34 مليون جنيه، استفاد منها 3800 مواطن بقرى حياة كريمة، ويُقدم برنامج” باب رزق” تمويلات ميسرة، إذ يمنح القروض بفائدة سنوية متناقصة، وبدون مصاريف بنكية، كما يُمكن الحصول عليه بالبطاقة فقط،وهو الأمر الذي يُقلل من عبء القرض على الفئات محدودي الدخل، ويُساعدهم في إنجاح مشروعاتهم.
(*) دعم صغار المزارعين: يقوم البنك الزراعي المصري بدور مجتمعي قوي في دعم صغار المزارعين، إذ قام البنك بزيادة الفئات التسليفية لجميع المحاصيل الزراعية بنسبة 25%؛لدعم ومساندة صغار المزارعين على تحمل تكاليف الزراعة ومواجهة أى زيادة قد تطرأ على أسعار مدخلات الإنتاج والتشغيل، وهو ما يضمن استمرارهم فى العمل والإنتاج والعمل على تنمية القطاع الزراعي، بالإضافة إلى ذلك يقوم البنك الزراعي المصري بمنح القروض الزراعية بفائدة مدعومة 5%؛ لدعم صغار المزارعين والفلاحين.
انعكاسات مهمة:
الدور الاجتماعي الملحوظ للبنك الزراعي المصري، ينعكس على تحقيق مجموعة من الانعكاسات الإيجابية على الاقتصاد المصري، سيتم توضيحها على النحو التالي:
(-) تنمية المناطق الجديدة والحدودية: قيام البنك الزراعي المصري بتعزيز الشراكات مع المؤسسات المختلفة؛ لتعزيز تنمية المناطق الحدودية والتنموية الجديدة، سيعمل على النهوض تنمويًا بهذه المناطق، وهو ما يجعلها مناطق جاذبة للاستثمارات المختلفة، الأمر الذي سيرفع من القيمة المضافة لهذه المناطق في الاقتصاد المصري، ويُشجع المواطنين على التوجه للعيش بها، مما يخفف من حدة التكدس السكاني حول القاهرة والجيزة.
(-) تقليل معدلات الفقر: إن المحصلة النهائية للدور الاجتماعي للبنك الزراعي المصري، المُتمثل في دعم الأسر الأكثر احتياجًا في الحصول على احتياجاتها الأساسية، سيعمل على انتشال عدد كبير من المواطنين المصريين من تحت خط الفقر، وهو ما يُحقق تخفيض في معدلات الفقر في الدولة المصرية بشكل كبير، خاصة في محافظات الصعيد التي يزداد فيها نشاط البنك بشكل أساسي.
(-) خفض معدلات البطالة: تقديم البنك الزراعي المصري للتمويل منخفض التكلفة للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر سيعمل على تحقيق التمكين الاقتصادي لعدد كبير من المواطنين المصريين، حيث سيُساعدهم على تمويل مشروعاتهم الإنتاجية بتكلفة مُخفضة للغاية، مما يُعظم العائد منها، كما أن نشر مبدأ ريادة الأعمال بين أبناء الجامعات وغيرها من الشباب في المواقع الأخرى، ومساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى مشروعات إنتاجية، سيرفع من معدلات التشغيل في الدولة المصرية، ومن هنا تنخفض معدلات البطالة في الدولة.
(-) تنمية الريف المصري: إن اهتمام البنك الزراعي المصري بتحريك قوافل في محافظات الوجه القبلي، والريف المصري؛ لتوعيه المواطنين بسياسات الشمول المالي، وتقديم كل ما يحتاجوه من معلومات حول هذا الأمر، بالإضافة إلى دوره التمويلي القوي للمزارعين في الريف المصري، سيعمل على تنمية الريف المصري بشكل كبير.
وعليه يُمكن القول إن البنك الزراعي المصري من أكبر البنوك في القطاع المصرفي المصري، التي تقوم بدور مجتمعي قوى على كافة المستويات والمحاور، وتُساهم في تحقيق استراتيجية التنمية التي تُركز عليها الدولة المصرية، إذ لم يعد دوره يقتصر على تقديم التمويل للقطاع الزراعي، ولكن تشعب هذا الدور ليُساند مختلف مؤسسات الدولة في تحقيق الهدف الأكبر للدولة المصرية المُتمثل في ” تحقيق حياة كريمة للمواطنين”.