ماذا تُقدم مبادرة أيد بأيد.. مستقبل وطن؟
يواصل البنك الزراعي المصري جهوده المستمرة في تحقيق الأهداف المستدامة للدولة المصرية، من خلال المشاركة في العديد من أعمال التطوير والتنمية التي تقوم بها الدولة في العديد من المحافظات وإطلاق العديد من المبادرات، خاصة في المحافظات الحدودية ومحافظات الوجه القبلي، مثل مبادرة إيد.. بأيد مستقبل وطن، التي تعمل علي مساندة الأسر الأكثر احتياجًا، بالإضافة إلي ذلك يتبني البنك الزراعي استراتيجية في سيناء تتماشى مع الاستراتيجية القومية لتنمية وتعمير سيناء، باعتبارها أحد ركائز الأمن القومي المصري.
وتأسيسًا عما سبق يتطرق هذا التحليل إلي التعرف علي المبادرات التي يطلقها البنك الزراعي في المحافظات المختلفة، بالإضافة إلي التعرف علي جهود البنك في تنمية سيناء، مع توضيح انعكاسات هذه الجهود.
مبادرات هامة:
يعمل البنك الزراعي المصري علي إطلاق عدد من المبادرات الهامة في كافة محافظات الجمهورية، ومن هذه المبادرات ما يلي:
(-) مبادرة إيد بأيد.. لمستقبل وطن: أطلق البنك هذه المبادرة من محافظة الدقهلية، كمبادرة فريدة من نوعها، وسيتم توضيح هذه المبادرة علي النحو الذي يوضحه الشكل رقم (1):
الشكل رقم (1) يوضح تفاصيل مبادرة إيد..بأيد مستقبل وطن
(*) ماهية وأهداف المبادرة: مبادرة إيد بأيد هي مبادرة وطنية يطلقها البنك الزراعي المصري بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية والشعبية بالمحافظات، من منطلق دوره الوطني لدعم ومساندة جهود الدولة لتحقيق التنمية الريفية وتحقيق أهداف المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التي أطلقها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتأتي هذه المبادرة؛ لتحقيق أهداف مبادرة حياة كريمة ودعم الأسر الأكثر احتياجًا بكافة المحافظات، ومساندة جهود الدولة لتحقيق أهداف المبادرة الرئاسية” حياة كريمة”؛ لتطوير وتنمية الريف، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بضرورة تضافر كافة الجهود لتحسين جودة حياة المواطنين؛ لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتقديم كافة أوجه الدعم والرعاية للأسر الأولي بالرعاية لتحسين مستوى معيشتهم لمواجهة متطلبات المعيشة، حيث أكد الأستاذ علاء فاروق إن هذه المبادرة تستهدف تقديم أوجه الدعم للأسر الأكثر احتياجا في كافة محافظات الجمهورية؛ لتخفيف العبء عن كاهل أكبر عدد من الأسر وتوفير حياة كريمة لهم، حيث إن البنك إلي جانب دوره في تمويل القطاع الزراعي وتحقيق التنمية الزراعية، يعمل أيضا لتحقيق التنمية الريفية من خلال تمويل الأنشطة الإنتاجية الصغيرة ومتناهية الصغر؛ لتوفير فرص العمل للشباب وتمكين المرأة الريفية لتحسين مستوى معيشتهم.
(*) إطار المبادرة: في إطار هذه المبادرة نظم البنك الزراعي المصري مؤتمراً جماهيرياً في قصر ثقافة المنصورة بمحافظة الدقهلية بحضور الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية،والأستاذ علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، والنائب هشام الحصري رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، والأستاذ سامي عبد الصادق نائب رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي، والأستاذ عبدالحميد الشابوري رئيس منطقة شرق الدلتا، وعدد من قيادات البنك، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والدكتور وائل عبدالعزيز وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالدقهلية، حيث أعلن البنك في هذا المؤتمر عن المساهمات العينية التي يُقدمها البنك ويستفيد منها آلاف الأسر الأولى بالرعاية بمراكز وقرى الدقهلية، بالتنسيق والتعاون بين البنك الزراعي المصري والأجهزة التنفيذية والشعبية بمحافظة الدقهلية.
ونظرًا للدور الكبير الذي قام به البنك الزراعي في هذا الشأن، ثمن محافظ الدقهلية د. أيمن مختار الدور المجتمعي الذي يقوم به البنك الزراعي تجاه الأسر الأولي بالرعاية من خلال تقديم المساعدات العينية وتوفير التمويلات اللازمة، كما أكد النائب هشام الحصري رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب على أهمية الدور الذي يقوم به البنك الزراعي المصري لخدمة سكان الريف وتقديم كافة البرامج التمويلية؛ لتحقيق التنمية الزراعية ودعم صغار المزارعين، بالإضافة إلى دوره المجتمعي نحو سكان الريف، بتقديم المساعدات العينية والمساهمات الغذائية للأسر الأكثر احتياجاً للتخفيف عن كاهلهم.
(-) مبادرة تحويل سيارات: أطلق البنك الزراعي قرض السيارات كمبادرة لإحلال السيارات القديمة؛ بفائدة متناقصة 3%، حيث يصل قيمة التمويل في هذه المبادرة 450 ألف جنيه، إذ توسع البنك في هذه المبادرة في كافة المحافظات، وفي محافظة سيناء أطلق البنك مبادرات؛ لتحويل سيارات التاكسي والأجرة للعمل بالغاز الطبيعي، واستبدال السيارات القديمة بسيارات تعمل بالكهرباء، والمساهمة في تخريد السيارات القديمة بالمحافظة، وهو الأمر الذي سيرفع من البعد البيئي في المحافظات المختلفة، مما سيجذب الاستثمارات إليها.
سياسات تنموية:
يقوم البنك الزراعي المصري بالعديد من الجهود التنموية في محافظة سيناء، والتي سيتم توضيحها علي النحو التالي:-
الشكل رقم (2) يوضح تفاصيل قرض باب رزق
(-) إطلاق برنامج باب رزق: يُعتبر هذا البرنامج من البرامج التمويلية الهامة التي يُقدمها البنك الزراعي المصري كما يوضح الشكل رقم (2)؛ نظرًا لدوره الكبير في تمكين المرأة السيناوية والريفية وصغار الحرفيين والتجار، من خلال دعمه للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، حيث يساعد هذا البرنامج هذه الفئات علي تنفيذ مشروعاتهم أو تطوير مشروعات قائمة؛ بهدف توفير مصدر دخل لهم، ويأتي هذا تماشيًا مع توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتحسين جودة الحياة في سيناء والقرى، إذ يبلغ حجم تمويلات البرنامج 350 مليون جنيه من إجمالي محفظة القروض الزراعية التي تقدر قيمتها بـ 12 مليار جنيه، ووجهت هذه القيمة من تمويلات باب رزق إلي 40 ألف عميل، وهو ما يوضح ضخامة هذا البرنامج التمويلي الذي يُقدمه البنك الزراعي المصري.
(-) تنفيذ برنامج متكامل: يعمل البنك الزراعي المصري دومًا علي إتاحة العديد من البرامج التي تدعم الأسر الأكثر احتياجًا، إذ قام البنك بالتوسع في هذه البرامج في مدينتي الطور ونوبيع، من خلال القيام بعقد مؤتمر للشمول المالي، بالإضافة إلي إطلاق قافلة طبية شاملة، واحتفالات بتيسير زواج الفتيات، وتوزيع قسائم المواد التموينية التي استفاد منها آلاف الأسر من أبناء محافظة جنوب سيناء في إطار هذا المؤتمر، وقد حضر هذا اللقاء اللواء أ.ح خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والأستاذ علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، والمهندس عبد السلام الجبلي رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، والأستاذ سامي عبد الصادق نائب رئيس مجلس الإدارة، وعدد من قيادات البنك ومسئولي المحافظة، حيث يتضح من مستويات الحضور إن قيادات البنك هي التي تشرف علي خطط البنك القومية، وهو ما يُشير إلي فعالية الدور الذي يقوم به البنك.
(-) محاور تنمية سيناء: يرتكز البنك الزراعي المصري علي مجموعة من المحاور الهامة في تنمية سيناء، ومن هذه المحاور ما يلي:
(*) توفير تمويل ميسر: يُعد هذا المحور من أصل وأكبر الأعمال التي يقدمها البنك الزراعي في استراتيجية تنمية سيناء، إذ يقوم البنك بتوفير البرامج التمويلية بتسهيلات كبيرة وفوائد ميسرة؛ لدعم المنتجين في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني، وتمويل الأنشطة الإنتاجية الصغيرة والمتناهية الصغر للمنتجات الحرفية والصناعات اليدوية التقليدية التي تشتهر بها محافظة سيناء، إذ إنها تقوم بتوفير فرص العمل ورفع معدلات التشغيل في المحافظة.
(*) نشر الشمول المالي: يبذل البنك الزراعي المصري جهود كبيرة في الغاية؛ لنشر ثقافة الشمول المالي، وهو ما قام به البنك في محافظة سيناء من خلال التوعية بهذه الثقافة؛ لتمكين المرأة السيناوية وتوعيتها بأهمية الأنشطة متناهية الصغر في تحسين مستوي معيشتها وزيادة دخل الأسرة، ، إذ يقوم البنك بتخصيص فرق عمل تجوب القرى والتجمعات البدوية في كافة أنحاء محافظة جنوب سيناء؛ للتواصل مع النساء وتشجيعهن على الحصول على التمويل المناسب؛لإطلاق مشروعاتهن لتحفيزهن على العمل والإنتاج لتحقيق الأرباح وتحسين دخل أسرهن.
(-) المسؤولية المُجتمعية: تحتل المسؤولية المُجتمعية ركيزة أساسية في سياسات البنك الزراعي المصري، إذ يعمل علي دعم الأسر الأولي بالرعاية والأسر الأكثر احتياجًا، وهو ما يُعد مساهمة للدولة المصرية في جهودها لتوفير الحماية الاجتماعية لتلك الفئات ومساعدتهم علي مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة ومتطلبات الحياة، من خلال توزيع القسائم والمساهمات الغذائية والمواد التموينية اللازمة لأسرهم، فضلًا عن المساهمة في تيسير زواج أبناء سيناء والتخفيف عن كاهل أسرهم؛ لمواجهة ظاهرة ارتفاع تكاليف الزواج، عن طريق توزيع الأجهزة الكهربائية على الفتيات المُقبلات على الزواج من أبناء جنوب سيناء؛ للمساهمة في تيسير زواجهم والتخفيف عن كاهل أسرهم ومواجهة ظاهرة ارتفاع تكاليف الزواج والحد من آثارها السلبية.
بالإضافة إلي ذلك يساهم البنك في توفير الرعاية الصحية للأسر الأولي بالرعاية من أبناء سيناء من خلال تنظيم قوافل طبية تضم نخبة من الأطباء من كافة التخصصات، وصرف الأدوية بالمجان، وذلك بالتعاون مع كلية الطب بجامعة قناة السويس؛ لتوقيع الكشف الطبي علي المرضي الفقراء، مع التأكيد علي تحمل البنك تكاليف العمليات الجراحية للحالات التي تحتاج تدخل جراحي، وهو ما يوضح شمولية المسؤولية المجتمعية التي يقوم بها البنك الزراعي.
(-) واقعية التنفيذ: يتحقق شرط الواقعية بشكل كبير في استراتيجية البنك علي أرض سيناء، إذ تحرص الإدارة العليا للبنك الزراعي المصري برئاسة الأستاذ علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك على متابعة تنفيذ تلك الجهود على أرض الواقع من خلال الزيارات المتتالية واللقاءات المستمرة مع محافظي جنوب وشمال سيناء؛ لتعزيز جهود التعاون بين البنك والأجهزة التنفيذية، والتأكيد على دور البنك للمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة على أرض سيناء، وهو الأمر الذي يضفي الواقعية علي أداء البنك الزراعي المصري.
ومن هنا يُمكن القول إن البنك الزراعي المصري يقوم بدور حيوي ووطني في محافظة سيناء في المرحلة الراهنة، وهو ما أشاد به محافظ جنوب سيناء، إذ يحرص البنك علي دعم مواطني محافظة جنوب سيناء وأبناء المحافظات الحدودية، وهو ما أدي إلى نجاح جهود التعاون المستمر بين المحافظة والبنك؛ للمساهمة في تعزيز جهود التنمية بالمحافظة في كافة المجالات، خاصة فيما يتعلق بدعم المُنتجين في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني.
انعكاسات جوهرية:
إن المبادرات التي يُقدمها البنك الزراعي المصري في مختلف المحافظات، والمساهمة في عمليات التنمية،خاصة في المحافظات الحدودية والريفية، ستُحقق العديد من الانعكاسات الهامة كما يلي:-
(-) تحقيق التمكين الاقتصادي: إن التسهيل في التمويل الذي يُقدمه البنك الزراعي المصري لجميع الفئات، خاصة المرأة والشباب، يعمل علي دعمهم بشكل كبير في توفير مصدر دخل لهم، وهو الأمر الذي يعمل علي تمكينهم اقتصاديًا في المجتمع المصري،ففي محافظة سيناء يضع البنك كافة إمكانياته لدعم الأهالي في كل شبر على أرض سيناء وتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، تنفيذاً لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، من خلال تحفيزهم على العمل والإنتاج وإتاحة كافة أنواع التمويلات؛ لمساعدتهم على إطلاق الأنشطة الإنتاجية بتسهيلات كبيرة وفوائد ميسرة، فالمحصلة النهائية لهذا التمكين الاقتصادي سينتج عنها ارتفاع المنفعة الكلية للاقتصاد المصري؛ بسبب الاستفادة الإنتاجية التي يُقدمها كل عنصر في المجتمع.
(-)تخفيض معدلات البطالة: إن تشجيع الشباب علي القيام بمشروعاتهم الخاصة،في كافة المجالات من خلال البرامج التمويلية الميسرة التي يُقدمها البنك الزراعي، يعمل علي تخفيض معدلات البطالة بشكل كبير في الاقتصاد المصري، وارتفاع معدلات التشغيل به، إذ انخفضت معدلات البطالة في الاقتصاد المصري إلي 7% خلال الربع الثاني من عام 2023.
(-) التنمية الريفية: من المتوقع بشكل كبير إن ينتج عن استراتيجية البنك الزراعي في دعم الأسر الأكثر احتياجاً والعمل علي الوفاء بمتطلباتهم، تحقيق التنمية الريفية في مصر بشكل كبير خلال الفترة المُقبلة، إذ إن هذه الأسر تنتشر في محافظات الريف بشكل أساسي، وهو ما يجعل برامج البنك الزراعي التي تستهدف هذه الفئات من المرتكزات الهامة في تحقيق التنمية الريفية.
(-) دعم الأمن القومي المصري: إن الجهود التنموية التي يقوم بها البنك الزراعي المصري في المحافظات الحدودية، وخاصة شبه جزيرة سيناء، والتي تعمل علي الارتقاء بجميع القطاعات في هذه المحافظة، وتعمل علي مساندة أبناء المحافظة بشكل كبير، سينتج عنها دعم كبير للأمن القومي المصري، إذ إن اتجاه جميع مؤسسات الدولة إلي تنمية هذه المناطق، سيترتب عليها انخفاض في معدلات الخطر الذي يُمكن أن تواجهه هذه المحافظات في حالة تهميشها.
وعليه، يُمكن القول إن البنك الزراعي المصري يقوم بدور وطني كبير من خلال سياساته واستراتيجياته المختلفة التي يتبناها، فإطلاق البنك للمبادرات التي تدعم الأسر الأكثر احتياجاً، وقيامه بالمشاركة في عمليات التنمية في سيناء، يجعل البنك الزراعي المصري هو البنك الداعم الأول لسياسات الدولة المصرية في تحقيق التنمية المستدامة والتنمية الاقتصادية الشاملة.