جدل العروبة.. هل يتحقق التكامل بين بلدان المجتمع العربي؟

لسنا في “مناظرة”؛ كما قال -الدكتور أحمد يوسف أحمد، وأيده الأستاذ على الشرفاء- حينما تحدثنا عن الفكرة، يبتغى كل طرف أن يفوز فيها. وإنما الهدف هو الوصول لرؤية جادة، تنطلق من احترام وجهات النظر كافة، وتحاول استخلاص “المشترك” بينها؛ بما ينفع الوطن العربي.

وإذا كان التيار الداعم للعروبة يرى إنها المنقذ لما حال عليه الواقع العربي في مواجهة القوى الإقليمية والدولية غير العربية- فإنه من ناحية أخرى-أي التيار الأخر– في رفض العروبة – يرجعها إلى الخلافات العربية؛ والأوضاع العربية السيئة الراهنة. وبما أن الأوضاع العربية الراهنة شكلت فكرة مركزية في إحياء الرابطة العربية ومؤسساتها المتمثلة في الجامعة العربية، فإننا في هذا العدد من مجلة مساحات فكرية نحاول أن نسلط الضوء على الإشكاليات التي تحد من فكرة إحياء العروبة، وتقلل من فرص تشكيلها على نحو يتواكب مع تشابك التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه المنطقة العربية في وقت يسعى فيه مناهضيها إلى دعم الروابط الأخرى كالشرق أوسطية والمتوسطية والرابطة الإسلامية، وغيرهم.

وعلى الرغم من تمسك أصحاب هذا التيار-العروبي- برؤيته والدفاع عنها باعتبارها المُنفذ للعرب في مواجهة القوى الإقليمية غير العربية والدولية، إلا أن هناك اتجاه أخر يدعم روابط أخرى من منطلق أن رابطة العروبة فشلت في تحقيق أهدافها، منها الرابطة الإسلامية والرابطة الشرق أوسطية والرابطة المتوسطية.

وعلى ما سبق، يحاول هذا العدد من مجلة (مساحات فكرية) قراءة كل اتجاه من الاتجاهين ورصد مبرراته من خلال مجموعة من المفكرين العرب، حيث يرى الاتجاه “الأول”  الذي يمثله مفكرين مهمومان بالأمة العربية وبمشاكلها، هما: الأستاذ على الشرفاء الذي بادر بعرض الفكرة والأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد الذي بلور الفكرة لنا، ضرورة إحياء الرابطة العربية والجامعة العربية. أما الاتجاه الثاني فيدعم مشروعات مناهضة للقومية العربية مثل المتوسطية والشرق أوسطية أو الرابطة الإسلامية.

لتحميل الإصدار: اضغط هنا العدد الثاني – مساحات فكرية (2)

د.أبو الفضل الاسناوي

المدير الأكاديمي -حاصل على دكتوراه في النظم السياسية من جامعة القاهرة في موضوع الأداء البرلماني في دول الشمال الأفريقي. -حاصل على ماجستير في النظم السياسية عن موضوع النظام السياسي والحركات الإسلامية في الجزائر. -مدير تحرير مجلة السياسة الدولية بالأهرام. -كاتب في العديد من المجلات العلمية وخبير مشارك في العديد من مراكز الدرسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى