كيف يستغل الإرهاب المساحات الفارغة ما بعد النزوح؟
في العدد الرابع من مجلة "مساحات فكرية"
وفقًا للتقرير العالمي عن النزوح الصادر عن الأمم المتحدة، وصل إجمالي عدد النازحين داخليا 71.1 مليون شخص في جميع أنحاء العالم حتى نهاية عام 2022، منهم 62.5 مليون نازح نتيجة الصراعات والعنف، 8.7 مليون نازح بسبب الكوارث، ووفقًا للبيانات الصادرة في التقرير تصدرت سوريا أعلى معدل نزوح بنسبة تقدر بـ6.86 مليون شخص حتى عام 2022، جاءت أوكرانيا في المركز الثاني من حيث معدل النزوح بـ5.91 مليون نازح، والكونغو الديمقراطية في المركز الثالث بـ 5.68 مليون نازح، تلاها في المركز الرابع كولومبيا بـ4.76 مليون نازح، في المركز الخامس اليمن بعدد 4.52 مليون شخص، ثم أفغانستان في المركز السادس 4.39 مليون شخص، ثم المركز السابع الصومال 3.86 شخص نازح، وإثيوبيا في المركز الثامن بعدد 3.85 مليون نازح، ثم نيجيريا بالمركز التاسع 3.64 مليون نازح وجاءت السودان في المركز العاشر حتى آخر عام 2022 بـ3.55 مليون نازح داخلي.
وعليه؛ تشير الأرقام السابقة إلى أن سوريا تُعد الأعلى من حيث عدد النازحين، وتأتي السودان آخر قائمة الدول سابقة الذكر من حيث العدد، الجدير بالذكر أن أعداد النازحين في الدولتين سابقتا الذكر ( السودان- سوريا) لم تستقر عند هذه المعدلات التي تم ترتيبها وفق الدول العشرة المذكورة، بل تضاعفت الأعداد فيهما خلال عام 2023 عن غيرها من الدول، بفعل الزلزال الذي وقع في سوريا بتاريخ 6 فبراير 2023، والضربات المتبادلة بين القوات السورية، و”هيئة تحرير الشام”، وبفعل النزاع الداخلي الواقع بين قوات الجيش السوداني، و قوات الدعم السريع في السودان منذ ابريل ٢٠٢٣، حيث وصل عدد النازحين في سوريا 133.000 في عام 2023، و نزح داخليًا في السودان عام 2023 ربع مليون شخص سوداني و163.000 شخص من جنسيات مختلفة،لاجئين من دول أخرى داخل السودان.
وبناءًا عليه، تشير أعداد النازحين المبينة إلى عدة تساؤلات، تتعلق بالأزمات الإنسانية المترتبة على الحروب والنزاعات الداخلية، التي قد يترتب عليها استغلال الجماعات الإرهابية للمناطق النازح أهلها، خوفاً من التعرض للقتل أو الاعتداء، أو بسبب عدم توفر مقومات الحياة الأساسية، وعليه يحاول هذا التحليل الإجابة على بعض التساؤلات الخاصة بالنزوح داخل سوريا والسودان، كـ حالتان مختلفتان تثيران نفس الأسئلة، ربما تكون الإجابات تحمل بعض جوانب الاختلاف وبعض جوانب الاتفاق وفق المعطيات.
وتتمثل الأسئلة العامة التي يجيب عنها هذا التحليل في: ما المناطق التي أدى النزوح منها إلى تمركز الجماعات الإرهابية الفعلي فيها في سوريا، واحتمالية حدوث ذلك في مناطق من السودان؟، وما العوامل التي تسببت في النزوح، والمقومات التي أدت إلى تمركز الجماعات الإرهابية في تلك المناطق؟، وما العوامل التي تسببت في التغيير الديموغرافي للدول المذكورة؟، وما الأطراف التي استفادت من هذا التغير الديموغرافي المترتب على النزوح؟
مناطق جاذبة للإرهاب:
تحتفظ “هيئة تحرير الشام”- التابعة لتنظيم القاعدة سابقا – بسيطرتها على 50٪ من محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية، فيما يتواجد بؤر غير مسيطرة من داعش في محافظة دير الزور، بالإضافة إلى تواجد ضعيف من عناصر لتنظيمات أخري موزعة في عدة محافظات انحصر تأثيرهم، بسبب التفكك والصراع مع “هيئة تحرير الشام” مثل “الحزب الإسلامي التركستاني” و “جماعة حراس الدين”، وفصيل “أحرار عولان”، وفق المعطيات يتضح أن الوجود الظاهر يظل لـ”هيئة تحرير الشام”، حيث استطاعت الهيئة السيطرة علي إدلب بعد الحرب الأهلية التي تسببت في نزوح آلاف الأشخاص، الذين يعد أغلبهم من الدروز والمسيحيين والشيعة، وحل مكانهم أخريين نازحين من مناطق أخرى في سوريا، حيث يبلغ عدد سكان إدلب حالياً ٤.٥ مليون شخص، بعض انتقال أشخاص من مناطق عدة إليها من المكون السني.
الجدير بالذكر؛ أن محافظة إدلب اجتمعت عليها عوامل عدة، تسببت في اضطرار أهلها للنزوح، منها؛ سيطرة الجماعات الجهادية على المنطقة، ضربات قوات الجيش السوري للجماعات الجهادية، والآثار المدمرة لزلزال 2023، فتوالت تلك الظروف وتسببت في نزوح الآلاف، حيث أرغمت تلك النزاعات والكوارث الطبيعية، التي يتمثل أخرها بشن النظام السوري وقوات روسية بتاريخ 25 ديسمبر 2023 هجمات ضد مواقع لمسلحين في إدلب، تسببت في مقتل عائلات كاملة من المدنيين، فضلاً عن الكوارث الطبيعية، فنتج عن تلك العوامل نزوح للسكان عدة مرات لأماكن مختلفة بحثاً عن مقومات الحياة الأساسية.
على صعيد الوضع في السودان؛ يتخوف المراقبون من تسلل عناصر إرهابية وتكوين بؤر تؤدي إلى انتعاش الجماعات الإرهابية في المناطق التي نزح سكانها منها، بسبب سوء الأوضاع الإنسانية التي خلفها الصراع في البلاد، بالنظر في المناطق النزوح، نرصد عاملين محفزين لنشاط الجماعات الإرهابية؛ أولهما: التماس الحدودي مع دول تنشط بها الجماعات الإرهاب، ومناطق التماس وفق الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة الخرطوم ٦٧٪ من سكانها نزحوا منها، تشترك مع العاصمة الخرطوم إثيوبيا واريتريا، حيث ينشط في إثيوبيا حركة الشباب التابع لتنظيم القاعدة، وينشط في إريتريا حركة الجهاد الإسلامي التي كانت مدعومة من نظام عمر البشير الإخواني.
كما أن النزوح من إقليم دارفور بلغ 40٪ من السكان، ويشترك إقليم دارفور مع دولة تشاد وليبيا في الحدود، وينشط في تشاد عدة جماعات إرهابية أكثرها نشاطاً داعش، كما ينشط داعش في ليبيا، ويخطط التنظيم منذ فترة تأسيس فرع له في السودان، عن طرق تسلل عناصره عبر دول الساحل الإفريقي بمساعدة الخلايا النائمة في السودان، الولاية الشمالية وولاية نهر النيل نزح منها 30٪ من السكان؛ ثانيهما: الأوضاع الإنسانية المتردية، حيث عجزت المنظمات الإنسانية عن الوصول إلى تلك المناطق، بسبب استمرار تجدد الاشتباكات، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما رفع من معدلات حجم المخاطر على موظفي الإغاثة والسكان، بالتالي أصبحت المنطقة طاردة للسكان وغابت عنها ملامح مقومات الحياة.
وعليه؛ أصبحت منطقة دارفور أولى المناطق المرشحة لتكون جاذبة للجماعات الإرهابية، التي ربما تتمكن من التسلل عبر تشاد وإفريقيا الوسطى وليبيا، ثم الخرطوم ثاني منطقة ربما تنشط فيها الجماعات الإرهابية تسللا من اريتريا وإثيوبيا، مناطق جاذبة لنشاط الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية، خاصة علي خط التماس بين دارفور وتشاد التي تنشط فيها داعش، واكتسب فيها الإرهابيون نفوذ وامتداد جغرافي، تحفز هذه العوامل أن دارفور تمثل الحاضنة لجماعة الإخوان، التي تتحالف مع الجماعات الإرهابية الأخرى، في فترات الأزمات وهشاشة الحكومات التي تعقب فترات الصراعات والثورات.
أما احتمالية تسلل عناصر إرهابية إلي الخرطوم يحفزه المناخ الناتج عن إيواء نظام البشير أسامة بن لادن في الخرطوم لسنوات، وسياسات نظام البشير التي ظلت حتى نهاية حكمه، المتمثلة في إيواء عناصر إرهابية وتوفير التدريب والتسليح لهم، مما ترتب عليه وجود خلايا نائمة لإرهابيين في الخرطوم نتيجة لتلك السياسات، وعناصر أخرى تمكنت من الهروب من الضربات الأمنية المصرية للإرهاب خلال العشرية الأخيرة، إذن توسط السودان دول تنشط فيها الجماعات الإرهابية ليبيا واليمن والصومال والساحل الإفريقي، بالإضافة إلى استعداد المناخ الاجتماعي والسياسي يعد حاضنة مثالية لنشاط تلك الجماعات.
من المعلومات التي تدعم الاحتمالات المطروحة؛ محاولة تسلل عناصر إرهابية لـ”داعش” عبر جنوب السودان عام 2021، تمكن الأمن السوداني من تصفيتهم وقتها، بالإضافة لجهود التنظيم منذ 2014 لتجنيد طلبة سودانيين يدرسون في دول أوروبية، تسلل إرهابيين عبر الحدود في ظل غياب الأمن الداخلي، وتجمع عوامل هشاشة البيئة الاجتماعية والسياسية المستقرة عوامل تمثل أضلع تضر بالأمن القومي.
تغيرات ديموغرافية:
اجتمعت إرادة وأهداف كل أطراف الصراع داخل سوريا على اتباع سياسة التهجير القسري،للمكون السكاني المخالف لمعتقده الديني والأيديولوجي، بحيث عملت قوات النظام السوري على تهجير المكون السني من مناطق سيطرة النظام، لتكوين ما يسمونه المجتمع المتجانس، فيما قامت ميلشيات تابعة لإيران بقيادة قاسم سليماني عام 2016 بحصار مدن ذات أغلبية سنية، مثل داريا وحصار أهلها وإجبارهم على النزوح، تحت ضغط سوء الأحوال المعيشية، ومنع الغذاء، وتدمير البنية الصحية والتعليمية، وغياب كل مقومات الحياة الأساسية، ما اضطرهم على النزوح إلى مناطق الشمال السوري، واستولت الميلشيات الإيرانية على منازلهم.
على صعيد آخر؛ أجبرت “هيئة تحرير الشام” المسيحيين والشيعة والدروز، على ترك منازلهم منذ سيطرتها على مناطق في إدلب وحماة وحلب، حيث أرسلت بلاغات إلى السكان عام 2018 من مكتب العقارات والغنائم، لتسليم أملاك “النصاري” كغنيمة مستحقة للهيئة، حيث تم تسكين قادة الهيئة وعناصرها، في مساكن المسيحيين التي استولت عليها، ورغم تراجع الهيئة عن تلك القرارات فيما بعد، ضمن سياق ادعاء لبس ثوب التيار السياسي المعارض، والتخلي عن “الجهاد العالمي”، إلا أن الواقع يشير إلى أن المساكن التي تم إعادتها لأصحابها لا تتعدى ٥٪من المساكن والأراضي المسلوبة.
في ذات السياق؛ عقدت الهيئة اتفاق مع الحرس الثوري الإيراني بموجبه تم إجلاء ستة آلاف و300 شخص من الشيعة، من قريتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب، إلى مناطق سيطرة الحكومة، مقابل الإفراج عن مئات السنة، من بلدتي مضايا والزبداني،الذين كانوا محاصرون من “حزب الله” أحد أذرع إيران، فضلًا عن المجازر التي ارتكبتها الهيئة ضد الدروز في إدلب، منذ كانت فرعًا لتنظيم “القاعدة” حتى تاريخه، مما اضطر كثيرين للنزوح في فترات مختلفة.
بناءًا عليه؛ تغيرت الخريطة الديموغرافية للسكان في سوريا بعد سيطرة المليشيات المسلحة – كل على مناطق نفوذه – بناء على الانتماءات الطائفية الموضحة، بحسب الخارطة الديموغرافية الحالية في سوريا تمركز الشيعة بعد النزوح في مناطق سيطرة النظام السوري، ومناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، والميلشيات الإيرانية، كما ساهمت القوات التابعة لتركيا في عملية التغيير الديموغرافي في سوريا، بإفراغ مناطق حدودية فيما يعرف بالحزام الأمني، بهدف إعادة السوريين اللاجئين في تركيا إلى سوريا.
بينما عملت “هيئة تحرير الشام” على الاحتفاظ بالسنة في مناطق سيطرتها، وطرد الشيعة والمسيحيين والدروز من إدلب، وبعض أجزاء حماة وحلب، ترتب على ذلك أن تشيع أعداد كبيرة من السوريين رغبة في التواجد في مناطق سيطرة النظام، الذي شجع على التشيع، وأعطى مزايا اقتصادية وتعليمية للشيعة، حيث ارتفع نسبة الشيعة في سوريا من 15٪ إلى أكثر من 40٪ عام 2023، كما فضل الكثيرون التمركز في عفرين والباب وجرابلس وإعزاز التي تقع في نطاق النفوذ التركي، حيث نزح من دير الزور وحمص آلاف فرارًا من الحصار إلى مناطق السيطرة التركية، هربًا من القصف في مناطق النظام ومناطق الميلشيات المسلحة من قبل الطرفين.
بقراءة المعطيات السابقة؛ نستطيع قراءة المشهد المستقبلي القريب للسودان، قياسًا على حالة سوريا، مع الأخذ في الاعتبار بعض الاختلاف في المكون السوداني، حيث نسبة الشيعة في السودان لا تتجاوز 2٪ موجودين في الخرطوم، أكبر هذه الفرق يتبع ولاية الفقيه التابع لإيران، مما أدى بحكومة البشير باضطهادهم منذ عام 2014، وانعكس هذا التضييق من قبل النظام للشيعة في إجراءات مصادرة أموالهم، وغلق مؤسسات شيعية، وصدور قانون يجرم بعض مذاهب الشيعة.
ما سبق، يشير إلى أنه في حال تسلل إرهابيين إلى السودان، وسيطرتهم على مناطق التي نزح منها سكانها، سيتم زيادة التضييق على المكون الشيعي، وطردهم من أماكن تمركزهم خاصة أن أغلب الشيعة في مدينة الخرطوم المتوقع سيطرة عناصر إرهابية عليها، ويحفز هذا السيناريو أن المكون السني في السودان هو الأغلب، ويسيطر الفكر الأصولي على شريان المجتمع، فيما يطلق عليه “السلفية السائلة”- تداعيات حكم البشير – بفعل سيطرة التيار السلفي والإخواني على الخطاب الإعلامي، والمناهج التعليمية طوال فترة حكم نظام عمر البشير، وبالتالي ربما يؤدي هذا لتحول بعض الشيعة إلى المذهب السني، خاصة وأن أغلب الشيعة تحولوا من السنة للشيعة من قبل، وربما يلجأ البعض إلى إخفاء انتمائهم، وهو ما كان يحدث بالفعل في أغلب الفترات بتعليمات من أئمتهم عملًا بالتقية، أو ربما يلجأ البعض للهجرة.
توضيحًا لما سبق، يمكن التأكيد على أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن أعداد المسيحيين في السودان، فالأرقام المتوفرة تشير إلى أن أعداد المسيحيين لا تتعدى 3٪ من السكان، أغلبهم يعيشون في الخرطوم بحي “العزبة”، حيث فضلت أعداد كبيرة الانتقال إلى جنوب السودان بعد الانفصال 2011، تعرض مسيحيو السودان لتضييق وحرمان من ممارسة الشعائر الدينية في السودان، وقت حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، فلم يحصل المسيحيين في السودان على بعض الحقوق إلا بعد ثورة 2019، مما يشير إلى أن مسيحيي السودان قد يتعرضوا إلى نفس مصير الشيعة من نزوح أو هجرة، خاصة أنهم يقطنون الخرطوم إحدى المناطق التي من المتوقع استهداف الجماعات الإرهابية لها، استغلالاً للصراع الدائر الذي سينتج عنه فراغ أمني ومساحات هشة.
بناءًا على القراءة السابقة؛ سيترتب على التغير الديموغرافي الجديد في السودان، تقلص أعداد الشيعة في السودان، أو إخفاء هويتهم، أو هجرتهم، ونفس الوضع بالنسبة للمسيحيين، خاصة لعدة عوامل تقاسم المناطق في السودان إلى مناطق تابعة لقوات الدعم السريع وقوات الجيش ومناطق متوقع أن تتبع جماعات إرهابية وجميعها مناطق طاردة للشيعة، ويسهل ذلك عدم تقبل المناخ الاجتماعي للمكون الشيعي، فضلاً عن أن المسيحيون أغلبهم ربما يلجئون إلى الانتقال لجنوب السودان، ذات الأغلبية المسيحية، و البعض الأخر ربما يضطر للجوء إلى مصر كما حدث في فترات مختلفة سابقة.
الجدير بالذكر؛ أن السودان يوجد بها ميليشيا تكونت من عدة أطراف في فترات سابقة، بعضها يشارك بدور في الصراع الحالي في السودان، وبعضها قد يكون له دور في تكوين جماعات إرهابية جديدة في الفترة القادمة، في ظل تفلت الوضع الأمني، حيث أفرز نظام حكم “الإخوان” الذي أُطيح به 2019بالسودان، عددًا من الحركات المسلحة منها التابع لجماعة “الإخوان” ومنها ما يتبع إثنيات سودانية متعددة، كلٌ يقاتل مع طرف في الصراع الدائر حاليًا، والبعض يقف على الحياد، وهو ما سينعكس كنتيجة مفترضة على الوضع في حال دخول عناصر إرهابية من حدود السودان، حيث سيترتب انضمام بعض الميليشيات الموجودة بالفعل داخل السودان أو بعض عناصرها إلى الجماعات الإرهابية، التي من المحتمل أن تتمركز في المناطق الهشة.
أخيرًا؛ بقراءة الأوضاع في الدول التي تتمزق بفعل الصراعات الداخلية نجد المشهد يتكرر بكل تداعياته ومقاسيه ونتائجه، دول تسقط وتتفتت ولا تعود، ومليشيات وجماعات إرهابية تسيطر على المشهد، وأطراف خارجية تتدخل في سيادة الدول الممزقة، لتستفيد سياسيًا واقتصاديًا من الوضع المتأزم، والضحية دائمًا مواطن في ظل وضع شبه الدولة أو اللادولة، ومجتمع دولي بمؤسساته ومنظماته وتشريعاته في حالة عجز.
للإطلاع على المقال بصيغة Pdf يرجى فتح الرابط التالي: كيف يستغل الإرهاب المساحات الفارغة ما بعد النزوح؟