أبوالفضل الإسناوي يكتب: دكتور بلال بدوي صديقي الفارس الذي تمنيت أن يكون عضوًا بمجلس نواب 2025

في زمن تتراجع فيه النماذج التي تجمع بين الفكر والعمل، وتندر فيه الشخصيات التي تمتلك القدرة على الموازنة بين طموح رجل الأعمال وضمير المثقف، يبرز اسم الدكتور بلال بدوي كواحد من الوجوه المصرية التي أثبتت أن النجاح الحقيقي لا يقاس بما يُقال عن الإنسان، بل بما يقدّمه من أثر ملموس في حياة الآخرين. هو رجل آمن بأن خدمة الوطن ليست شعارًا انتخابيًا ولا منصةً للوجاهة الاجتماعية، بل مسؤولية أخلاقية تستمر ما دام القلب ينبض بالعطاء.
ينتمي الدكتور بلال بدوي إلى محافظة المنوفية، تلك المحافظة التي طالما أنجبت رجال دولة وعلماء ومبدعين، وكان دائمًا وفيًّا لجذوره التي شكّلت جزءًا من وعيه المبكر بأهمية العمل العام. بدأ مسيرته العملية في مجال الاستثمار والصناعة، حيث أسّس مشروعات ناجحة ساهمت في خلق فرص عمل حقيقية، لكنه لم ينظر إلى النجاح الاقتصادي باعتباره هدفًا نهائيًا، بل وسيلة لخدمة مجتمعه ورد الجميل لأرضه التي تربى فيها. ولذلك، تحوّلت شركاته إلى منصات للمسؤولية المجتمعية، تُقدّم الدعم للمبادرات الخدمية والتعليمية والصحية في مختلف أنحاء المنوفية، وتفتح أبوابها أمام الشباب الطموح لتدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل.
ورغم أن بلال بدوي رجل أعمال ناجح بكل المقاييس، إلا أن الجانب الإنساني في شخصيته ظلّ هو الأكثر حضورًا وتأثيرًا في علاقته بالناس. فهو لا يعرف الحواجز بينه وبين أبناء دائرته، يجلس بينهم في الأسواق والمقاهي، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويستمع بشغف إلى مشكلاتهم اليومية، مؤمنًا بأن القرب من الناس هو البوصلة الحقيقية لأي عمل وطني. لا يتعامل مع العمل الخيري كصورة أو واجب اجتماعي، بل كجزء من منظومته الأخلاقية التي تضع الإنسان في مركز الاهتمام. لذلك تجد اسمه حاضرًا في العديد من المبادرات الخيرية التي تستهدف مساعدة الأسر البسيطة، ودعم التعليم والعلاج للفئات غير القادرة، دون أن يسعى إلى إعلان أو دعاية، لأن قناعته الراسخة هي أن “الخير لا يُعلن، بل يُمارَس”.
على الصعيد السياسي، برز الدكتور بلال بدوي كأحد أهم الوجوه الشابة في حزب مستقبل وطن، وتميّز بحضور لافت داخل أمانة الاستثمار، حيث جمع بين الخبرة العملية في الاقتصاد والرؤية الفكرية التي تؤمن بدور الدولة في تمكين القطاع الخاص، ودعم بيئة الاستثمار، وتحقيق التنمية المستدامة التي يشعر المواطن بثمارها في حياته اليومية. في اجتماعات الحزب كان صوته دائمًا عقلانيًا، يتحدث بلغة الأرقام والرؤى لا بالشعارات، ويطرح أفكارًا ترتكز على الواقع وتحترم عقول الحاضرين. ويُجمع كثير من زملائه على أنه نموذج للسياسي الواعي الذي يجيد الإصغاء بقدر ما يجيد الحديث، ويوازن بين الحزم والمرونة في إدارة النقاشات.
وحين أعلن عزمه على الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025، استقبل أبناء دائرته الخبر بحفاوة كبيرة، معتبرين أن وجوده تحت قبة البرلمان سيكون إضافة حقيقية، لأنه “ابن الناس” الذي يعرف همومهم عن قرب، ويمتلك أدوات التعبير عنهم بلغة يفهمها المسؤول ويحترمها المواطن. لكن الأقدار شاءت أن لا تتاح له الفرصة في هذه الدورة، فتعامل مع الأمر برقيٍّ يليق بشخصيته، دون ضجر أو انسحاب، بل بروح الفارس الذي يؤمن بأن الخسارة لا تُقاس بالنتائج، بل بكيفية خوض التجربة. ظلّ يمارس دوره المجتمعي والسياسي بنفس الحماس، وأكد أن الفرص الحقيقية لا تُمنح، بل تُصنع بالاستمرارية والإيمان بالهدف، واضعًا نصب عينيه انتخابات عام 2030 كفرصة جديدة لخدمة وطنه من موقع أوسع.
وما يميز الدكتور بلال بدوي حقًا أنه ليس مجرد رجل أعمال أو سياسي طموح، بل رجل تنويري ومثقف باحث يتابع بدقة حركة الفكر والمجتمع. منذ سنوات شبابه الأولى تبنّى العمل الأكاديمي كجزء من شخصيته المهنية، فحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه في مجاله، مؤكدًا أن العلم هو أساس التقدّم وأن الفكر هو جناح القيادة الرشيدة. وهو قارئ نَهِم لمراكز الفكر والدراسات السياسية والاقتصادية، يطالع أوراقها وتحليلاتها باستمرار، ويستقي منها ما يعزز رؤيته في الربط بين الاقتصاد والسياسة والمجتمع. وقد عبّر في أكثر من مناسبة عن إيمانه بأن النهوض بالمجتمعات لا يتحقق إلا عبر وعي فكري يسبق أي مشروع تنموي، وأن رجل الأعمال الواعي يجب أن يكون مثقفًا بالقدر نفسه الذي هو مستثمر، لأن الاقتصاد دون فكر يتحوّل إلى تجارة، أما حين يتأسس على رؤية فهو يصنع نهضة.
يؤمن الدكتور بلال بدوي بأن مصر الجديدة تحتاج إلى جيل من القادة الذين يملكون الحسّ الوطني والعقل الاقتصادي والفكر التنويري، وهو ما يسعى إلى تجسيده في تجربته الخاصة. فعلى الرغم من انشغاله بأعماله واستثماراته، إلا أنه يحرص على حضور الندوات والمؤتمرات الفكرية والسياسية، ويتفاعل مع النقاشات العامة حول قضايا الإصلاح الإداري والتنمية المحلية وتمكين الشباب. وهو يرى أن دور النائب البرلماني لا يجب أن يقتصر على التشريع والرقابة، بل يمتد إلى المشاركة في صياغة الفكر العام وإعادة بناء الوعي الجمعي للمجتمع.
أما في حياته الشخصية، فالقريبون منه يعرفون فيه إنسانًا بسيطًا محبًّا لأسرته، وفيًّا لأصدقائه، مخلصًا لقيم الريف المصري التي تربّى عليها؛ قيم الشهامة والصدق والإخلاص. لا ينسى فضل أهله عليه، ولا يتأخر عن مساعدة من يلجأ إليه. وتكفي قصص الناس في منوف وسرس الليان وأشمون لتدلّ على مدى قربه من الشارع، إذ تجد من يشهد له بموقف إنساني هنا، أو مساعدة في أزمة هناك. لا يفرّق بين كبير أو صغير، لأن فلسفته في الحياة تقوم على أن الاحترام لا يُمنح حسب المنصب أو الثروة، بل حسب الإنسانية.
في نظر من يعرفونه، يجسد الدكتور بلال بدوي صورة الجيل الجديد من رجال الأعمال الوطنيين الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. فبينما يسعى كثيرون إلى جمع المال، يسعى هو إلى جمع القلوب حول فكرة العمل المشترك. وبينما يكتفي البعض بالمشاركة الشكلية في الشأن العام، يختار هو أن يكون فاعلًا ومؤثرًا، يؤمن بأن التغيير يبدأ من الداخل، من صدق النية والإخلاص في العمل. وربما لهذا السبب تحديدًا تمنّى كثير من أبناء دائرته أن يروه عضوًا في مجلس النواب عام 2025، لأنهم وجدوا فيه ما يفتقدونه في كثير من الوجوه التقليدية: صفاء النية، ونظافة اليد، ورؤية المستقبل.
هو رجل يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، يزن كلماته بميزان الوعي، ويتعامل مع النقد برحابة صدر، لأن هدفه ليس الانتصار في الجدال، بل الوصول إلى الصواب. لا يتحدث عن الوطنية في المناسبات فقط، بل يعيشها كل يوم في سلوكه ومواقفه. لذلك، حين تجلس إليه تشعر أنك أمام نموذجٍ يختصر معنى “المواطنة الفاعلة”، يجمع بين الفكر والعاطفة، بين الإدارة والقيم، بين الطموح والتواضع. وقد يختلف معه البعض في الرأي، لكن الجميع يتفق على احترامه.
ومع أن الطريق إلى البرلمان قد تأجّل، إلا أن رحلة الدكتور بلال بدوي نحو خدمة الوطن لم تتوقف. بل ربما كانت هذه التجربة حافزًا له ليعود أكثر تصميمًا وإصرارًا، حاملاً في قلبه إيمانًا لا يتزعزع بأن مصر تستحق الأفضل، وأن أبناء المنوفية سيظلون كما عهدهم التاريخ – صُنّاع القرار ورجال المواقف. يقول المقربون منه إنه ينظر إلى المستقبل بثقة وهدوء، ويستعد من الآن لمرحلة جديدة يواصل فيها مشروعه المجتمعي والسياسي، واضعًا هدفًا واضحًا: أن يكون صوته تحت القبة صوت الحق والعقل والتنمية.
هكذا هو الدكتور بلال بدوي: رجل الأعمال الذي لم تفسده الثروة، والسياسي الذي لم تغيّره الحسابات، والمثقف الذي لم يتخلّ عن حلمه بأن يكون جزءًا من نهضة بلاده. هو الفارس الذي تمنّى كثيرون أن يكون عضوًا بمجلس نواب 2025، لكنه في الواقع يمارس دوره الأهم خارج المجلس، بين الناس، في الشوارع والقرى والمبادرات والمواقف، حيث تُصنع الحقيقة بعيدًا عن الأضواء. إنه نموذج للرجل الذي إذا تحدث صدق، وإذا عمل أنجز، وإذا وعد أوفى، وإذ نظر إلى وطنه قال بثقة: “سأظل أخدمه ما استطعت، سواء من المقعد أو من الميدان، لأن الانتماء ليس موقعًا بل مسار حياة.”