محاولة للانقاذ.. مخاطر تراجع زراعة قصب السكر في صعيد مصر

تهتم الدولة المصرية اهتمامًا كبير اً بالمحاصيل الاستراتيجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، ومن هذه المحاصيل الهامة ” المحاصيل السكرية” التي تنتج السكر الذي يتزايد الطلب عليه بشكل كبير خلال هذه الفترة، هذا في ظل ما يعانيه السوق المصري، نتيجة وجود فجوة كبيرة بين الإنتاج و الاستهلاك. فقد قُدر حجم الإنتاج 2.93 مليون فدان في عام 2023، بينما بلغ حجم الاستهلاك المحلي 3.68 مليون فدان. الملاحظ في الفترة الأخيرة، أنه يتم التوسع في زراعة بنجر السكر على حساب قصب السكر، إذ ارتفعت الأهمية النسبية لإنتاج السكر من البنجر خلال السنوات الأخيرة في مصر، حيث بلغ إنتاج السكر من البنجر 1.8 مليون طن بالمقارنة بـ 900 ألف طن سكر من القصب خلال عام 2023، وكان هذا الاتجاه من الدولة نتيجة الاحتياجات المُتزايدة لمحصول قصب السكر من المياه بالمُقارنة بمحصول البنجر.

 إن عجز توافر السكر في الأسواق المصرية، أثبت أن التراجع في زراعة القصب له تأثير سلبي كبير على مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية، إذ أن محصول قصب السكر من المحاصيل الاستراتيجية في العديد من دول العالم، إذ يُساهم قصب السكر بنحو 73% من الإنتاج الكلى للسكر في العالم، وفي مصر  يُمثل القصب المصدر الأساسي للسكر ، إذ تعتمد الدولة المصرية على هذا المصدر منذ عام 710 ميلادية، وتتركز صناعة قصب السكر في مصر حول مصافي السكر في محافظات الصعيد، بنسبة 77% من المساحات المزروعة بقصب السكر .

 يتميز محصول القصب بقدرة محصولية عالية، حيث يُمكن حصد 225 طن \ هكتار  عيدان قصب سنويًا، وكما يُمكن أن ينتج 22 طن من السكروز \ هكتار سنويًا، كما أن الصناعات التكاملية التي ترتبط به تجعل الاستغناء عنه وعن زراعته من الأمور الصعب تحققها في مصر، إذ أن المنتجات الثانوية لقصب السكر تستخدم في صناعات هامة جداً، مثل الخشب الليبي وصناعة الورق، فاستغلال الفرص الاقتصادية لهذه الصناعات يُحقق القيمة المضافة العليا لقصب السكر، ويُحقق عوائد كبيرة للاقتصاد المصري، وهو الأمر الذي يتطلب القضاء على التحديات التي تواجه زراعة هذا المحصول بشكل سريع، ومواجهة المشاكل التي يُعاني منها الفلاح في زراعته، وعليه يقتضي ذلك البحث في حلول علمية وعملية؛ لمواجهة أزمة السكر في السوق المصري.

 وفي ضوء ما سبق، يطرح هذا العدد من “أوراق القاهرة” الذي يحمل عنوان” أزمة تراجع زراعة قصب السكر في مصر.. دراسة في الأسباب والحلول”، سؤال رئيسي، هو: ما هي مخاطر تراجع زراعة القصب في مصر على صناعة السكر ، والبيئة الاجتماعية الحاضنة لهذا المحصول؟، للإجابة عن هذا السؤال، يتضمن الإصدار أربعة محاور، الأول يعطي  نظرة عن الوضع الحالي لصناعة السكر في مصر، و الثاني يتناول القطاعات الإنتاجية والجغرافية للسكر، بينما الثالث فيتطرق إلى تداعيات انخفاض زراعة قصب السكر، والرابع والأخير فيتناول فرص وتحديات زراعة قصب السكر.

للاطلاع على العدد كاملًا- الرجاء الدخول على هذا الرابط:قصب السكر في 20 نوفمبر 2024

رضوى محمد سعيد

رئيس برنامج الدراسات المصرفية بالمركز، والمشرف على برنامج دراسات السياسات العامة. الباحثة حاصلة على بكالوريوس اقتصاد، كلية اقتصاد وعلوم سياسية- جامعة القاهرة، الباحثة مهتمة بتحليل القضايا الاقتصادية الكلية، عملت كباحثة متخصصة في تحليل السياسات العامة المصرية بالعديد من الشركات المتخصصة ومراكز الفكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى