التداعيات الجيوسياسية لـ”الفيلق الإفريقي” في القارة السمراء
حدث تغير كبير في السياسة الروسية بعد مقتل”يفجيني بريجوجين” مؤسس مجموعة “فاجنر” العسكرية الخاصة في إفريقيا في حادث تحطم طائرة في أغسطس الماضي، أي بعد شهرين من تمرد المجموعة ضد الرئيس “فلاديمير بوتين” ووزارة الدفاع، حيث سيطرت آنذاك على مقار الجيش جنوب روسيا، وبوساطة من بيلاروسيا تم إنهاء التمرد، وإعطاء المجموعة العسكرية ضمانات أمنية، إلا أن اتجهت الحكومة الروسية إلى تشكيل “الفيلق الإفريقي” كبديل عن مرتزقة “فاجنر” وقد تم الإعلان عن تأسيسه في ديسمبر 2023، وقامت روسيا بتشكيلة في مطلع يناير 2024، ويتوزع الفيلق في دول جنوب الصحراء الكبري (بوركينا فاسو، النيجر، مالي، جمهورية أفريقيا الوسطي) ومقره الأساسي في ليبيا.
وكما هو معروف، كانت روسيا تحقق أهدافها الاستراتيجية في الدول الإفريقية وغيرها عن طريق شركة “فاجنر”، على الرغم من أنها لا تخضع للإشراف المباشر من قبل وزارة الدفاع الروسية عكس “فليق أفريقيا” الذي يشرف على إدارته الجنرال ” يونس بك يفكوروف” نائب وزير الدفاع الروسي.
وتأسيسًا على ما سبق؛ يحاول هذا التحليل توضيح التغير في السياسة الإفريقية لموسكو بعد إعادة هيكلة مجموعة “فاجنر” العسكرية الخاصة وإنشاء “الفيلق الإفريقي” الروسي، وإبراز أهم الانعكاسات المحتملة على الدول الغربية وإفريقيا.
الشكل الجديد لـ “فاجنر”
أثارت روسيا التساؤل في الأشهر القليلة الماضية عن وضع مجموعة “فاجنر” في إفريقيا بعد تشكيلها لـ “فليق أفريقيا” كبديل عن مرتزقة “فاجنر”، الأمر الذي أثار الشكوك بشأن إنهاء مهمة المجموعة الخاصة في إفريقيا.
وعليه، فإن مجموعة “فاجنر” لم تنتهي بعد، ولكن تم حلها في أواخر عام 2023، ونقل مقاتليها إلى وحدات تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية بعد التمرد الذي شنه “بريجوجين”، حيث انقسم الآلاف من المرتزقة إلى أربع مجموعات تحت مسميات أخرى، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، فما حدث لـ “فاجنر” ماهو إلا إعادة هيكلة للمجموعة الخاصة غير الرسمية، حيث عادت مرتزقة “فاجنر” إلى عملها بعد مقتل “بريجوجين”، وقد أكد أحد المسؤولين إن عناصر فاجنر منتشرين بالفعل في العالم في مهام خاصة، وتحديدًا في أوكرانيا وإفريقيا.
وعلاوة على ما سبق، تم تقسيم المجموعات الأربع إلى مجموعات خاصة تعمل إحداها مع “الحرس الوطني” الروسي التي يقاتل تحت إشراف القيادة العامة للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وهناك مجموعتان تعملان تحت سيطرة وزارة الدفاع وأجهزة استخبارات موسكو، أما المجموعة الرابعة وهو ما يُعرف باسم “الفيلق الإفريقي” الذي تم إرساله إلى إفريقيا.
كما قد قامت قوات “فاجنر” في أوكرانيا بتسليم قاعدة للجيش النظامي الروسي بعد التمرد، حيث بدأت تنتقل إلى معسكر للجيش في روسيا البيضاء ولكن لم يتم حصر عددها بعد، إضافة إلى تكثيف عمليات فاجنر في سوريا.
وجدير بالذكر، ظُهور مجموعة “فاجنر” لأول مرة في شرق أوكرانيا في عام 2014، حيث قامت آنذاك بمساعدة الانفصالين المدعومين من روسيا في السيطرة على أجزاء من إقليم دونباس شرق أوكرانيا، كما ظهرت المجموعة في إفريقيا عام 2016، وتحديدًا في ليبيا وفي دول إفريقية أخرى مثل (السودان، مالي، وجمهورية إفريقيا الوسطي)، فضلًا عن تواجدها بشكل أقل وضوحًا في دول إفريقية أخرى مثل موزمبيق، وبوركينا فاسو، حيث شاركت في العديد من الصراعات في جميع أنحاء العالم، فعلى سبيل المثال خاضت “فاجنر” معارك كبيرة في أوكرانيا، وشاركت في حروب في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطي ومالي وغيرها من الدول الإفريقية، في مقابل الحصول على الموارد الطبيعية في تلك الدول، ولسنوات نجحت المجموعة العسكرية في خدمة المصالح الروسية في هذه الدول، فضلًا عن كونها نجحت إلى حد ما في كسب الدعم والتأييد الدبلوماسي لمواجهة العقوبات الدولية التي تواجهها، وتستكمل نجاحها في تعزيز نفوذها في إفريقيا بـ “الفيلق الإفريقي” بشكل رسمي بتتبع نفس خطوات سير “فاجنر” وبنفس الدول بل سعيه إلى التوسع في دول إفريقية أكثر بعد أن أصبحت قوات “فاجنر” تحت سيطرة الفيلق.
تغير سياسة موسكو في إفريقيا
بعد مقتل “يفجيني بريجوجين” مؤسس مجموعة “فاجنر” العسكرية الخاصة في إفريقيا، اتجهت روسيا إلى تغيير سياستها بتشكيل “الفيلق الإفريقي” الذي سيحل محل مجموعة “فاجنر” في إفريقيا، وذلك لتحقيق طموحات موسكو بتوسيع نفوذها العسكري في إفريقيا، وخاصة في ظل الانقلابات العسكرية على الأنظمة السياسية، فضلاً عن استغلال موسكو خروج الدول الغربية الموالية لتلك الأنظمة، الأمر الذي يجعلها تتغلغل في إفريقيا بشكل رسمي أمام الدول الغربية وبخاصة فرنسا والولايات المتحدة، ويمكن توضيح ذلك بشكل أكثر تفصيلاً فيما يلي:
خريطة توضح المنشآت العسكرية الروسية في شمال غرب إفريقيا
(*) تواجد موسكو في إفريقيا بشكل رسمي: بدأت روسيا أولى خطواتها لتحقيق أهدافها في إفريقيا، بتشكيل “فيلق إفريقيا” كمجموعة عسكرية رسمية في مطلع يناير 2024، وكبديل لمجموعة “فاجنر” العسكرية الروسية الخاصة، وقد تم توزيع الفيلق في 5 دول إفريقية، وهي: (ليبيا، بوركينا فاسو، مالي، جمهورية إفريقيا الوسطي، والنيجر).
(*) المقر الرئيسي للفيلق: تخصيص ليبيا كمقر رئيسي للفيلق، وإنشاء قاعدة بحرية روسية في مدينة “طبرق”، نظرًا لعلاقات الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” مع المشير “خليفة حفتر”، إضافة إلى نشاط “فاجنر” سابقًا في مدينة سرت التي تبعد 450 كم شرق العاصمة الليبية طرابلس، وجدير بالذكر تمركز “فاجنر” في قاعدة “القرضابية” الجوية وميناء سرت البحري، إضافة إلى قاعدة “الجفرة” الجوية، وقاعدة “براك الشاطئ” الجوية التي تبعد 700 كم جنوب طرابلس، ومن أهم أسباب اختيار ليبيا موقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط الذي يعد موقعًا مهمًا لخطوط الإمداد العسكري والعناصر التابعة للفيلق.
(*) التكوين العسكري لـ “فيلق إفريقيا”: يختلف التكوين العسكري لـ “فيلق إفريقيا” عن مجموعة “فاجنر” ولكن لم ينفصل الفيلق بشكل كلي عن المجموعة، حيث يشرف على إدارة الفيلق عسكريًا الجنرال “يونس بك يفكوروف” نائب وزير الدفاع الروسي، بمعنى أن سلطة الإدارة العسكرية للفيلق ترجع للحكومة الروسية مباشرة، وقد قام الفيلق ببدء عمليات الانتداب والتجنيد في ديسمبر 2023 في عدد من الدول الإفريقية وفي روسيا، وكانت أولوية التجنيد العسكري لمقاتلي “فاجنر”، والمقاتلين الأفارقة، والمقاتلين السوريين، وبعض من المقاتلين الروس الذين شاركوا في الحرب الروسية الأوكرانية، إذ يتكون الفيلق من مجموعات “فاجنر” الذين يشكلون نصف العدد الإجمالي لأفراد الفيلق، حيث تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، وعناصر أخرى، ويقدر عدد عناصر الفيلق ما بين 40 إلى 50 ألف مقاتل، إضافة إلى تكوينه من فرقتين إلى 5 فرق حسب القدرات القتالية وحجم العناصر، وفقًا لصحيفة “فيدوموستي”.
(*) تمويل رسمي من الحكومة الروسية: نظرًا لكون “الفيلق الإفريقي” تحت إدارة وزارة الدفاع الروسية، فالتمويل أصبح بشكل رسمي من الحكومة الروسية، حيث تصل رواتب المقاتلين في الفيلق إلى 3200 دولار (أي حوالي 280 ألف روبل)، وهو أعلى من الرواتب التي كان يتقاضاها عناصر “فاجنر” سابقًا، فضلًا عن حصولهم على الرعاية الطبية وبعض الامتيازات الاجتماعية، إضافة إلى التأمين على الحياة والـتأمين الصحي على حساب الميزانية الفيدرالية.
(*) حجم الانتشار العسكري في إفريقيا: بالتزامن مع وصول الدفعة الأولى من القوات الروسية إلى نيامي عاصمة النيجر، حيث وصل 100 جندي إلى نيامي لتدريب القوات النيجرية، كجزء من اتفاقيات التعاون العسكري النيجري الروسي الموقعة في ديسمبر 2023 ويناير 2024، بدأت روسيا بنقل المرتزقة التابعين لمجموعة “فاجنر”، حيث تم نشر “الفيلق الإفريقي” في جنوب ليبيا لتحل محلهم، من خلال هبوط طائرات شحن روسية في 13 أبريل الماضي بمنطقة “براك الشاطئ” محملة بعشرات الجنود، والمعدات والأسلحة العسكرية عبر سفينتي الإنزال “إيفان جرين” و”ألكسندر أوتراكوفسكي، وقد شملت هذه المركبات مزيجًا من المركبات الخفيفة والثقيلة، مثل الشاحنات الصغيرة وشاحنات GAZ وKAMAZ، إضافة إلى المدفعية المضادة للطائرات من طراز ZU-23-2، وقد اتجهت الطائرات نفسها نحو قاعدة “الجفرة” وسط ليبيا، ثم الاتجاه إلى النيجر ومالي، كما نقلت “بوابة الوسط” عن مجلة “نيوز ويك” الأمريكية أن موسكو نشرت أكثر من 1800 جندي في البلاد خلال الأسابيع الماضية، فضلاً عن نقلها المئات من القوات الخاصة من أوكرانيا إلى ليبيا خلال عام 2024، وتعد هذه الخطوة بداية تعزيز وجود روسيا العسكري في إفريقيا.
وفي بوركينا فاسو، هبطت قوات من “الفيلق الإفريقي” إلى العاصمة، حيث وصل في 24 يناير 2024 حوالي 100 متخصص عسكري روسي إلى العاصمة “واجادوجو”، إضافة إلى حملهم للمعدات والأسلحة العسكرية، ووفقًا للمراقبين فإن حوالي 300 جندي روسي سيتمركزون في بوركينا فاسو، ومن المفترض أن يصل 200 جندي إضافي لاحقًا.
أما في جمهورية إفريقيا الوسطي، يتمركز حاليًا نحو 1000 مدرب روسي في قاعدة في “بيرينجو”، على بعد 80 كم من العاصمة.
علاوة على ما سبق، فقد يكتمل تكوين الفيلق وينتهي التجنيد بحلول صيف 2024 في البلدان الخمس، وفقًا لصحيفة “فيدوموستي”.
انعكاسات محتملة
بناءًا على ما تقدم و بقراءة المشهد في القارة الإفريقية؛ فقد يحمل قرار موسكو بتشكيل “الفيلق الإفريقي” كبديل عن مجموعة “فاجنر” العسكرية الخاصة، العديد من الانعكاسات المحتملة، ويتم توضيح ذلك فيما يلي:
(&) دعم موسكو للأنظمة السياسية المعايدة للدول المستعمرة: من المتوقع أن تستغل روسيا كل الفرص؛ لتعويض خروج فرنسا والولايات المتحدة عسكريًا واقتصاديًا في عدد من الدول التي تعاني انقلابات عسكرية على الأنظمة الموالية لباريس وواشنطن، لاسيما مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حيث تحاول روسيا إثبات نفسها كدولة مناصرة للاستقلال الإفريقي من الاستعمار الغربي.
(&) تحويل توجهات الأنظمة السياسية: قد تحاول روسيا التوسع في باقي الدول الإفريقية جنوب الصحراء، لتوسيع نفوذها العسكري والاقتصادي في القارة، وذلك من خلال القضاء على كل الأنظمة الموالية للدول الغربية المستعمرة، مثلما يحدث الآن في النيجر، والسعي إلى تنصيب حكام جدد يراعون المصالح الروسية، وإنهاء عصر فرنسا المستعمِرة، فضلاً عن محاولة موسكو زعزعة استقرار الدول التي لا تراها حليفة لها في المنطقة، بدعم الجماعات المعارضة، لوصولها للسلطة، وبالتالي تحقيق طموحات موسكو.
(&) تكوين علاقات روسية-إفريقية جديدة: من المتوقع أن تسعى روسيا لتكوين علاقات قوية مع الدول التي لا علاقة لها بأي دول غربية، لتوسيع نفوذها بشكل أكبر ليس في منطقة الساحل فقط بل في أكبر عدد من الدول الإفريقية.
(&) تصاعد الصراعات بين موسكو والدول الغربية: من المرجع أن تشهد القارة الإفريقية التي تعاني من اضطرابات أمنية حادة، توترات بين موسكو والدول الغربية التي تحاول روسيا أن تحل محلها، خاصة وأن “الفيلق الإفريقي” يمثل تهديدًا كبيرًا للمصالح الغربية في الدول الإفريقية، خاصة السيطرة على قطاع التعدين والموارد الإفريقية، وفي المقابل يعزز الفيلق من النفوذ العسكري الروسي في إفريقيا، الأمر الذي يجعل موسكو قوة مهمة في تحديد التوجهات السياسية والتوازن الجيواستراتيجى في المنطقة.
(&) تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة والنيجر: بمجرد وصول 100 مدرب عسكري روسي إلى نيامي، تفاقمت مخاوف الولايات المتحدة بشأن الدعم العسكري الروسي للنيجر، خاصة وأن نيامي تسعى للحصول على أنظمة مضادة للطائرات، الأمر الذي يساعد المجلس العسكري بشكل مباشر على إيقاف الطائرات الأمريكية بدون طيار، وإجبار واشنطن على الخروج من البلاد ما لم يتم التوصل لاتفاق جديد، إضافة إلى سعي “الفيلق الإفريقي” الروسي للسيطرة على القاعدة الأمريكية في “أغاديز” شمال النيجر” الأمر الذي يؤكد على سعي موسكو لتحل محل واشنطن، وبالتالي مستقبل الولايات المتحدة في النيجر أصبح على المحك.
(&) تصاعد عمليات التنظيمات الإرهابية: قد يؤثر خروج فرنسا من دول الساحل الإفريقي، وانسحاب الولايات المتحدة من النيجر في الفترة المقبلة، إضافة إلى سحب القوات الأمريكية بشكل مؤقت من تشاد، إلى تقويض عمل واشنطن لمكافحة عمليات التنظيمات الإرهابية في غرب ووسط إفريقيا، حيث أن خسارة قواعد واشنطن في منطقة الساحل لم تتمكن موسكو من تعويضها في الوقت الحالي إلى أن يكتمل انتشار الفيلق، الأمر الذي يصاعد من التهديدات المباشرة لتنظيم داعش وبوكو حرام، كما أن محاولة الولايات المتحدة لإقامة قواعد عسكرية بديلة لاسيما في بنين وكوت ديفوار وغانا، لم تمكن واشنطن من السيطرة على عمل التنظيمات الإرهابية، على سبيل المثال في النيجر و بحيرة تشاد في شمال شرق نيجيريا، وغيرها من الدول الإفريقية.
جدير بالذكر، دعم روسيا جهود دول الساحل لمحاربة الإرهاب، ومساعدة مالي في نوفمبر 2023 من السيطرة على مدينة “كيدال” الشمالية الاستراتيجية، التي تم السيطرة عليها من قبل المتمردين الانفصاليين لأكثر من عقد.
(&) تعزير التعاون العسكري: تسعى روسيا إلى جعل نفسها المُصدر الأساسي للسلاح إلى إفريقيا، خاصة وأن الدول الإفريقية تُعد سوقًا استهلاكيًا للسلاح، نظرًا للحروب المستمرة لمكافحة الإرهاب والنزعات الداخلية التي جعلت الوضع الأمني أكثر هشاشة، الأمر الذي يتطلب ضرورة تعزيز التعاون العسكري الروسي مع إفريقيا، وإمداده بالأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة، ووفقًا للمراقبين فإن موسكو لا تستطيع في الوقت الحالي تغطية كل الأسلحة المطلوبة، ولكن قد تتمكن من توفير الأسلحة بالكم المطلوب في المستقبل.
وختامًا، يمكن القول إن “الفيلق الإفريقي” ما هو إلا إعادة هيكلة لمرتزقة “فاجنر”؛ ولكن بشكل رسمي تحت إدارة وزارة الدفاع الروسية، حيث تسعى روسيا إلى جعل نفسها حليفًا مهمًا للدول الإفريقية، وخاصة دول الساحل، وذلك للعب دور استراتيجي ومحوري في المشهد الجيوسياسي لإفريقيا، وتحديدًا في ظل الأوضاع الأمنية الهشة في القارة، فهل ينجح الفيلق الروسي في تعزيز نفوذ موسكو وتحقيق طموحاتها؟، وتحديدًا في ظل تراجع النفوذ الغربي لا سيما فرنسا والولايات المتحدة، فضلًا عن تراجع فاعلية دور المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، لذلك من المتوقع أن تنجح موسكو في توسيع نفوذها والتغلغل في أكبر عدد مُمكن من الدول الإفريقية، الأمر الذي قد يجعلها حليفًا أمنيًا مهمًا وقويًا للقارة الإفريقية، إضافة إلى تحقيق طموحها بكسب التأييد الدبلوماسي في ظل فرض عقوبات عليها من جانب الأمم المتحدة، فضلًا عن تعزيز الشراكات والتعاون مع الدول الإفريقية في مختلف المجالات.