ساحات المعارك: ترامب يتفوق على هاريس في 6 ولايات متأرجحة

تُعتبر الانتخابات الأمريكية محورًا حيويًا للتغيير السياسي والاجتماعي، حيث تعكس نتائجها توجهات الناخبين وأولوياتهم. في هذا السياق، تمثل الولايات السبع الأولى: بنسلفانيا، نيفادا، ميشيغان، ويسكونسن، كارولينا الشمالية، جورجيا، وأريزونا، نماذج مثيرة للاهتمام للتنافس الانتخابي. تختلف هذه الولايات في التركيبة السكانية، القضايا الرئيسية، والاتجاهات السياسية، مما يعكس التنوع الغني للمجتمع الأمريكي.

يعتمد هذا التحليل على تقييم النتائج الانتخابية وتحديد الأسباب التي تؤدي إلى ميول الناخبين نحو أحد المرشحين، وسيتناول العوامل الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية التي تؤثر في كل ولاية، بالإضافة إلى النظر في التحولات المحتملة في المستقبل، من خلال استكشاف هذه العوامل، بهدف تقديم رؤى أعمق حول الديناميكيات الانتخابية التي قد تشكل الانتخابات المقبلة.

الوضع الحالي للسباق الرئاسي:

تشير استطلاعات الرأي إلى أن السباق بين كامالا هاريس ودونالد ترامب متقارب للغاية، حيث تظهر التقارير أن هاريس تتقدم بنسبة 48.7% على المستوى الوطني، مقارنة بـ 47.7% لترامب، ولكن الفارق ضئيل جدًا مما يجعل النتيجة غير مؤكدة حتى الآن.

الولايات المتأرجحة:

تظل الولايات مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن حاسمة في تحديد الفائز، حيث يُعتبر الفوز بها ضروريًا للوصول إلى 270 صوتًا بالمجمع الانتخابي. وتشير البيانات إلى أن هاريس تتقدم في هذه الولايات بصورة عامة، لكن الفروق ليست كبيرة بما يكفي لتحديد الفائز بشكل قاطع، خاصة مع تقدم ترامب في الولايات المتأرجحة.

(*) نيفادا:

النتيجة: يتفوق الجمهوريون بفارق 0.4% تقريبًا من نوايا التصويت بالولاية.

الموقع:
تقع نيفادا في الجزء الغربي من الولايات المتحدة. يحدها من الشرق ولاية يوتاه، ومن الغرب كاليفورنيا، ومن الشمال أوريغون وأيداهو، ومن الجنوب أريزونا. نيفادا مشهورة بصحرائها الواسعة ومدينتها الرئيسية لاس فيغاس.

التركيبة السكانية:

اللاتينيين: يمثلون حوالي 30% من سكان نيفادا، وهم من الفئات السكانية الأكثر تأثيرًا في الانتخابات. يميل العديد من الناخبين اللاتينيين لدعم الحزب الديمقراطي، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة والعدالة الاجتماعية.
السكان البيض: يمثلون حوالي 50% من سكان الولاية. يتوزع الكثير من الناخبين البيض بين المناطق الحضرية (يميلون أكثر للديمقراطيين) والمناطق الريفية (يميلون للجمهوريين).
السكان الأفارقة: يشكلون حوالي 10% من سكان نيفادا ويتمركزون بشكل رئيسي في لاس فيغاس. يميلون لدعم الديمقراطيين.
التحليل:
نيفادا ولاية متأرجحة، وتعتبر من الولايات الحاسمة في الانتخابات. التنافس فيها يعتمد على استمالة الأصوات اللاتينية والحضرية.

(*) بنسلفانيا:


النتيجة: تقدم جمهوري بأكثر من 0.4%

الموقع:
بنسلفانيا هي ولاية في شمال شرق الولايات المتحدة، يحدها من الشرق نيوجيرسي، ومن الغرب أوهايو، ومن الشمال نيويورك، ومن الجنوب ماريلاند وديلاوير، وتضم مدينتي فيلادلفيا وبيتسبرغ.

التركيبة السكانية:

البيض (80%): الناخبون في المدن الكبيرة مثل فيلادلفيا يميلون للديمقراطيين، بينما المناطق الريفية تدعم الجمهوريين.

الأقليات (السود 12%): يدعمون الديمقراطيين ويعيشون بشكل أساسي في المدن.

التحليل: بنسلفانيا تُعتبر ساحة معركة حيوية، حيث يتنافس كل من هاريس وترامب بشكل متقارب. القضايا الاقتصادية وحقوق الإجهاض هي مواضيع رئيسية تشغل الناخبين، مما يزيد من أهمية الحملة الانتخابية في هذه الولاية.

(*) ويسكونسن:

النتيجة: تقدم جمهوري بنحو 0.5%

الموقع: تقع ويسكونسن في منطقة الغرب الأوسط في للولايات المتحدة، تحدها من الغرب مينيسوتا وأيوها، ومن الجنوب إلينوي، ومن الشرق بحيرة ميشيغان، ومن الشمال بحيرة سوبيريور وولاية ميشيغان.

التركيبة السكنية:

البيض (85%): تدعم المناطق الريفية الجمهوريين، بينما تميل المدن مثل ميلووكي للديمقراطيين.

الأقليات (السود 7%): يتركزون في ميلووكي ويدعمون الديمقراطيين.

التحليل: ولاية متقاربة، حيث يتنافس الحزبان على تأمين دعم المناطق الريفية والحضرية

(*) ميشيغان:

النتيجة: تقدم ديمقراطي بنسبة 0.4%.

الموقع: تقع ميشيغان في منطقة الغرب الأوسط، وتتكون من شبه جزيرتين (الشمالية والجنوبية). يحدها من الشمال بحيرة سوبيريور، ومن الشرق بحيرة هورون وبحيرة إيري، ومن الجنوب أوهايو وإنديانا، ومن الغرب ويسكنسن. ميشيغان محاطة بشكل كبير بالبحيرات العظمى.

التركيبة السكنية:

البيض (75%): المدن الصناعية القديمة تدعم الديمقراطيين، بينما المناطق الريفية تميل للجمهوريين
الأقليات (السود 14%): يتركزون في ديترويت ويدعمون الديمقراطيين.

التحليل: ولاية متأرجحة تعتمد على الناخبين في المناطق الصناعية والحضرية.

(*) جورجيا:

النتيجة: تقدم جمهوري بنسبة 1.6%
الموقع: تقع جورجيا في الجزء الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة. يحدها من الشمال تينيسي وكارولينا الشمالية، ومن الشرق كارولينا الجنوبية والمحيط الأطلسي، ومن الجنوب فلوريدا، ومن الغرب ألاباما. تعتبر مدينة أتلانتا أشهر مدنها.

التركيبة السكانية:

البيض والأمريكيون ذوو الأصول الأوروبية: يمثلون حوالي 52% من سكان جورجيا. معظمهم يميلون نحو الجمهوريين، خاصة في المناطق الريفية والضواحي حيث يتم التركيز على القيم التقليدية والقضايا الاقتصادية المحافظة.
السود: يمثلون حوالي 33% من السكان، وهم من أكبر المجموعات العرقية في جورجيا. يميلون بقوة نحو الديمقراطيين، خاصة في المناطق الحضرية مثل أتلانتا، حيث تتركز قضايا العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
اللاتينيان: يشكلون حوالي 10% من السكان، ويميل تصويتهم نحو الديمقراطيين، خاصة في السنوات الأخيرة مع ازدياد التركيز على قضايا الهجرة والعدالة الاجتماعية.

التحليل: جورجيا أصبحت مؤخرًا ولاية متأرجحة بعد عقود من السيطرة الجمهورية، بفضل زيادة عدد الناخبين من الأقليات وخاصة السود في المناطق الحضرية مثل أتلانتا. كان ذلك واضحًا في انتخابات 2020 عندما فاز الديمقراطيون بأغلبية صغيرة.

(*) كارولينا الشمالية:

النتيجة: تقدم جمهوري بنحو 1.5%

الموقع: تقع كارولينا الشمالية في جنوب شرق الولايات المتحدة. يحدها من الشمال فيرجينيا، ومن الجنوب كارولينا الجنوبية وجورجيا، ومن الشرق المحيط الأطلسي، ومن الغرب تينيسي. تتمتع بشواطئها الجميلة وسلسلة جبال الأبلاش.

التركيبة السكانية:

البيض: يشكلون حوالي 60% من سكان الولاية، ومعظمهم يعيشون في المناطق الريفية والضواحي ويميلون للجمهوريين.
السود: يمثلون حوالي 22% من السكان، ويتركزون في المدن الكبرى ويميلون نحو الديمقراطيين.
اللاتينيين: يمثلون حوالي 10% من السكان، ويعد تصويتهم متنوعًا بين الحزبين، ولكنه يميل تدريجيًا نحو الديمقراطيين.

التحليل:
تعد كارولينا الشمالية ولاية متأرجحة بسبب التنوع الديمغرافي بين الناخبين في المناطق الحضرية، الذين يميلون نحو الديمقراطيين، والمناطق الريفية، التي تدعم الجمهوريين. يعتمد نجاح أحد الحزبين على استمالة الناخبين في الضواحي.

(*) آريزونا:

النتيجة: تقدم جمهوري بنحو 1.7%

الموقع: تقع أريزونا في جنوب غرب الولايات المتحدة. يحدها من الشمال يوتاه، ومن الغرب كاليفورنيا ونيفادا، ومن الجنوب المكسيك، ومن الشرق نيو مكسيكو. المدينة الرئيسية في أريزونا هي فينيكس، وتشتهر بالصحاري والجبال

التركيبة السكانية:

اللاتينيين: يمثلون حوالي 32% من السكان، وهم فئة انتخابية متزايدة الأهمية وتميل نحو الديمقراطيين بسبب سياسات الحزب المتعلقة بالهجرة والعدالة الاجتماعية.
البيض: يمثلون حوالي 55% من السكان، ويميلون نحو الجمهوريين، خاصة في المناطق الريفية.
الأمريكيون الأصليون: يشكلون نسبة صغيرة، ولكنهم يلعبون دورًا كبيرًا في بعض المناطق، وغالبًا ما يدعمون الديمقراطيين.

التحليل:
أريزونا كانت تقليديًا معقلًا للجمهوريين، لكنها أصبحت متأرجحة في السنوات الأخيرة بسبب تزايد عدد الناخبين اللاتينيين والناخبين الشباب في المدن الكبرى مثل فينيكس. وفي انتخابات 2020، تمكن الديمقراطيون من الفوز بها بفارق ضئيل.

ديانا محسن

ديانا محسن- باحثة في الشئون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى