ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض

لقد ارسل الله رسوله عليه السلام للناس ليهديهم إلى طريق الحق، الذي لايعرفه الإنسان، إلا باستخدام العقل.

والله سبحانه، حينما رأى الناس يعبدون الحجر والدواب والطيور دون إدراك لحقيقة ما يعبدون، وأنهم لايضرون ولا ينفعون نتيجة، علاوة على استمرار الحروب بينهم والصراع الدائم بين الناس في مختلف العصور، وما ينتج عنه من سفك للدماء، وتدمير للمدن، وتجد قسوة في القلوب وتوحش في التعامل، وسقوط آلاف الضحايا، وسقوط حضارات لاستمرار الصراع والحروب المدمرة.

كان الناس يعيشون في جهل، والعقول في غيبة، فأراد الله، للناس أن ينقذهم مما هم فيه، ويرسل لهم الرسل والأنبياء، ولكن غلبت عليهم النفوس الأمارة بالسؤ، وقادهم الشيطان إلى حياة الضنك، والشقاء، فبعث الله الرسول الأمين محمد عليه السلام، خاتم النبيين يرشدهم إلى طريق النور، بما أودعهم الله في الإنسان من عقل يتفكر، ويتدبر في كتابه المبين، ليضيئ له الطريق المستقيم.

لقد فرض الله، في آياته شريعة ومنهاجا في حياة الإنسان ليدرك مافي الآيات القرآنية من مقاصد لخير الإنسان، ومنفعته ليحيا في الدنيا حياة آمنة مستقرة، ويضمن في الآخرة جنات النعيم.
كما أن الله، سبحانه يبين للناس، أنه لو أنزل الرزق بالوفرة والكم الكبير فسوف يتنافس الناس بينهم،  فكل سيتباهى بما يملك، وكل يتكبر على غيره، بما يملك، وسيطغى الأغنى على الأقل غنى، وسيبطر كل بماله، وسوف يبغي على غيره، ولذلك ينزل الله الرزق بقدر معلوم، ليحقق الله التكافل بين الناس، وفق تشريع الزكاة لتضييق الفوارق بين الأغنياء والفقراء، ويحقق بينهم المشاركة في الأرباح.

ولو أن المسلمون طبقوا نصاب الزكاة التي شرعها الله، في الذكر الحكيم نسبة عشرون في المائة من الأرباح كل ما تحقق للأغنياء ربحاً وغير مرتبط بمدة زمنية، فلن تجد فقيرا في الدول الإسلامية، وتلك حكمة الزكاة التي تم تحريفها لمصلحة الأغنياء، ولذلك لم يتحقق مراد الله من تشريعه لمصلحة الناس.

المفكر على محمد الشرفاء

مفكر وكاتب عربي مشغول بهموم أمته.. لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.. وينفذ مشروع عربي لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.. الكاتب قدم للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى