روايات مكذوبة عن ليلة القدر
لقد كرَّم الله تعالى ليلة القدر، بأنها تعادل ألف شهر، وذلك بسبب نزول القرآن الكريم في تلك الليلة على الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وقد حدث ذلك منذ أربعة عشر قرنًا من الزمان.
فكيف نصدق الروايات بأن هذه الليلة تتكرر في العشر الأواخر من شهر رمضان كل عام؟
ألا يعتبر تصديق المقولة المكذوبة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: (تحروها في العشر الأواخر من رمضان)، بأنه دليل ساطع على افتراء الرواية على الرسول الكريم، لأنه- عليه الصلاة والسلام- لا يغش المسلمين ويقول لهم رواية لحدث لن يتكرر أبدًا حتى قيام الساعة.
لذا وجب التنويه واحترام عقول الناس، وأن نكون صادقين مع الله ومع أنفسنا، ولا نردد مقولات لا تتفق مع العقل والمنطق.
فالرسالة الإسلامية نزلت في كتاب الله وقرآنه، ونزولها تم في ليلة من ليالي رمضان، أي أنه حدث مضى ولن يعود. وإن إيمان المسلم بالله، يتوجب عليه أن يدرك بأن الله قريب منه دائمًا، حيث يقول سبحانه:
«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» (البقرة:186).
فالله تعالى معنا في كل زمان ومكان، ويدعونا سبحانه لندعوه بما يختلج في الصدور والعقول. وقد وعدنا سبحانه بالإجابة للدعوة الصادقة للمسلم المستيقن بالإجابة.
تحية وسلام، وعيد مبارك، أعاده الله عليكم جميعًا بالسعادة والإيمان والتنوير والبركات.