تأصيل للصدام مع الغرب: ما مفهوم “أسلمة العالم” عند الجماعات المتطرفة؟

أخذ مفهوم “أسلمة العالم” عند الجماعات المتطرفة اتجاهين مختلفين؛ الأول يهدف إلى أسلمة المجتمعات، بمعنى فرض رؤية تلك الجماعات لمفهوم الدين على ممارسات الأفراد الاجتماعية اليومية، بحيث لا يسمح لأي شخص إظهار عادات أو سلوك مخالف لما تحدده تلك الجماعات في المأكل، والملبس، والاحتفالات، والتواجد في الأماكن العامة، مثل ما تفعله حركة “طالبان” في أفغانستان منذ وصولها للحكم عام ٢٠٢١.

كما يتضمن مفهوم “أسلمة العالم” الشعور بالهوية الإسلامية المتعاظمة، وهو ما يظهر في تعمد بعض المسلمين المهاجرين، أصحاب الانتماء المتطرف – في الدول الغربية، ومحاولاتهم تطبيق الممارسات الدينية في المجال العام، مثل؛ الصلاة في الشوارع، رغم كثرة المساجد، والمبالغة في شكل اللحية، وصبغ أنفسهم بزي موحد يشبه الزى الأفغاني للتمايز بين الغربيين. كذلك السكن في أحياء معينة مغلقة، تشكل “جيتو” داخل المجتمعات الأوروبية. بالتالي ما يؤكد التعمد في تطبيق مفهوم “أسلمة المجتمعات”، هي الخطط التي ثبتت في الوثائق التي ضبطت في منزل “يوسف القرضاوي” وغيره، من قيادات الإخوان في دول أوروبية، حيث أثبتت أجهزة مخابرات بعض الدول الغربية إعداد تلك الجماعات لخطط تدعو إلى “أسلمة المجتمعات الأوروبية”.

أما الشق الأخر من مفهوم “أسلمة العالم”، فهو يتمثل في صناعة تنظيمات مسلحة هدفها الرئيسي غزو الإسلام للعالم، واستعادة المستعمرات التي غزها المسلمين قديمًا. وهو ما عبر عنه “حسن البنا” في رسائله “بأستاذية العالم”، كما عبر عنه “أبي بكر ناجي” “بإدارة التوحش”. فقد أصل زعماء الجماعات المتطرفة إلى وجوب فرض الإسلام على العالم، وتوحدوا في ضرورة أن يكون هذا عن طريق استخدام القوة المسلحة، واختلفوا اختلافات طفيفة في كيفية التنفيذ. لقد ربى “حسن البنا” أفراد جماعته على مناهج تؤصل لهذا المفهوم ضمن مفاهيم أخرى، يدرسها الفرد الإخواني داخل الأسر الإخوانية، يتدرب من خلالها الفرد على لزوم “أسلمة العالم”. كما أصل “أبي بكر ناجي”، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، لمفهوم أسلمة العالم من خلال كتاب “إدارة التوحش” الذي يمثل دستورًا للمتطرفين، خاصة فيما يتعلق بالتأصيل للصدام مع الغرب.

تأسيسا على ما سبق، ونظرًا لخطورة مفهوم “أسلمة العالم” وانعكاساته السلبية في الداخل العربي، وبين العرب المهاجرين في الدول الغربية، خاصة في ظل انتعاش الظاهرة الإرهابية خلال نوفمبر 2024 واحتمالات استخدام المتطرفون لما تضمنته كتابي “رسائل الإمام لحسن البنا” و”إدارة التوحش” لـ “أبي بكر ناجي”،- عقد مركز رع للدراسات بتاريخ ٣-١٢-٢٠٢٤ حلقة نقاشية افتراضية حول مفهوم “أسلمة العالم” عند الجماعات المتطرفة”. وقد تضمن النقاش الأفكار والمخرجات التي أصلت لها تلك الجماعات عن هذا المفهوم، وقد تضمنت الحلقة النقاشية مناظرة بين طرفين متضادين فكريًا؛ الطرف الأول تمثل في الجانب المتطرف، حيث ضم شخصين؛ هما “حسن البنا” مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، و”أبي بكر ناجي” الذي يعتقد البعض أنه “سيف العدل” زعيم تنظيم القاعدة. أما الطرف الثاني في المناظرة، الذي عبر عن التوجه الإصلاحي المستنير، فقد ضم مفكرين هما؛ المفكر العربي “على الشرفاء الحمادي”، والمفكر الفلسطيني الدكتور”عدنان إبراهيم”.

لقراءة العدد كاملاً.. رجاء الضغط على الرابط: مفاهيم – العدد الثامن-1

 

أسماء دياب

-رئيس برنامج دراسات الإرهاب والتطرف. -باحث دكتوراه في القانون الدولي- بكلية الحقوق جامعة عين شمس. - حاصلة على ماجستير القانون الدولي جامعة القاهرة. -حاصلة على دبلوم القانون الدولى جامعة القاهرة. -حاصلة على دبلوم القانون العام جامعة القاهرة. - خبيرة في شئون الحركات الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى