ما سيناريوهات الأزمة السودانية بعد ظهور حميدتي؟
منذ اندلاع الأزمة السودانية في 15 أبريل 2023 بعدد من المدن السودانية بين الجيش السوداني بقيادة “عبدالفتاح البرهان”، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “”حميدتي”، والقوي الدولية والإقليمية والمحلية، تحاول طرح مبادرات لحل الأزمة ووقف القتال، وبدخول الأزمة في شهرها الرابع لا تزال الاشتباكات العنيفة بين طرفي النزاع في تزايد مستمر، حيث يقوم الأطراف باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة والقصف المدفعي وقصف الطيران في العاصمة الخرطوم وولايات كردفان في الجنوب، ودارفور، مما أسفر عن مقتل ما يقرب 3900 شخص ونزوح أكثر من 4 ملايين مواطن، وفي ظل عدم قدرة الأطراف الدولية والإقليمية علي حل الأزمة المعنية، وغياب إرادة الجيش وقوات الدعم السريع في وقف دائم لإطلاق النار، وإصرار الطرفين علي تحقيق الانتصار، يجعل حل الأزمة أكثر تعقيداً، بالإضافة إلي غياب رؤية واضحة لمستقبل الأزمات في السودان.
في ضوء ذلك، ونظراً لعدم قدرة أي من الطرفين علي حسم الحرب لصالحه، بالإضافة إلي عودة حميدتي بعد غياب ثلاثة أشهر، يحاول هذا التحليل الإجابة عن عن التساؤل التالي، وهو: هل يغير ظهور حميدتي من المشهد السياسي في السودان؟ وعليه، تظل كل الاحتمالات مطروحة، وبالتالي يطرح هذا التحليل السيناريوهات المستقبلية الأكثر احتمالاً للحرب القائمة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
عودة حميدتي للظهور:
بعد غياب “حميدتي” عن الظهور لمدة ثلاثة أشهر، قامت قوات الدعم السريع في السودان بنشر مقطع فيديو تُظهر قائدها، وهو يتحدث إلي رجالة في أول ظهور له منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل. وتضمن خطاب “حميدتي” الأول بعد ظهوره، مطالبات أكثر تأثيرا على مسار الأزمة، حيث قال “حميدتي” أنه في حال تغيرت القيادة الحالية للجيش، فإنه سيوافق علي اتفاق سلام في غضون 72 ساعة، مطالبًا خطابة علي التوجه نحو السلام، مؤكدا على تسليم قائد الجيش “عبدالفتاح البرهان” والقادة الآخرون أنفسهم، بالإضافة إلي اتهامه قيادة الجيش الحالية بالعمل وفق توجيهات من وصفهم “بفلول النظام السابق”، وقدم حميدتي أيضًا اعتذرًا للشعب السوداني عن “كارثة الحرب” التي أكد أنها فرضُت علي قوات الدعم السريع.
وعليه، اختلفت آراء المراقبين حول ظهور حميدتي في الوقت الحالي، إحداهما شكك في تاريخ تسجيل حميدتي للفيديو، بالإضافة إلي عدم تقديم حميدتي أي جديد حول إمكانية حل الأزمة، وآخرين يرون أن ظهور حميدتي يهدف إلي فرض المزيد من الضغط علي القيادة الحالية في الجيش السوداني، وأجبرها علي الجلوس إلي طاولة المفاوضات بشروط قوات الدعم السريع أو الاستسلام، ويوضح ذلك قدرة حميدتي علي اتخاذ القرار، بالضغط علي الجيش السوداني وإجباره علي التنحي.
كما يرجع الهدف من ظهور حميدتي في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم؛ وفقا لبعض المراقبين إلى محاولة تأكيده سيطرته علي هذا الموقع الهام، بالإضافة إلي سيطرت قواته علي المرافق الاستراتيجية، علي غرار مقر القيادة العامة والمطار وهيئة الإذاعة والتليفزيون، وهي جميعها مناطق حيوية يجري حولها كافة الاشتباكات العنيفة.
تداعيات الصراع في دارفور:
يعد إقليم دارفور أحد أهم العوامل التي ساهمت في تأجيج الصراعات داخل السودان وعبر حدوده وفي بعض دول الجوار، ويرجع ذلك إلي تداخلاته الإثنية وامتداداته القبلية الخارجية، بالإضافة إلي موارده وحدوده المفتوحة التي تساعد في شن الصراعات الداخلية، مما جعل الإقليم أحد محفزات الصراع الذي يشهده السودان والمنطقة بشكل عام، وفي ظل الصراع الذي تشهده السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، يعد هذا الإقليم من أهم مخرجات هذا الصراع في المستقبل.
جدير بالذكر، أن إقليم دارفور يعاني من الاستقطاب الأهلي الحاد، خاصة القبلي والعائلي، حيث تعاظمت معه مخاوف انزلاقه في حرب أهلية في ظل انتشار السلاح بكثافة، وخاصة وأنه كان مسرحاً لنزاعات قاتلة لعقدين من الزمن.
وعليه، اختلفت القوات الداعمة لكل من الطرفين، إذ تقوم أغلبية القبائل الأفريقية بدعم الجيش السوداني، نظراً للانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد القبائل الإفريقية من عام 2003 وحتى عام 2009، ويساند أيضاً الجيش عددًا كبيراً من أبناء الرزيقات بقيادة الأمير “محمد إبراهيم ماديبو”، بالإضافة إلي قبيلة المسيرية للدفاع عن الحق وشرعية الجيش السوداني. كما تدعم الحركات المسلحة في دارفور الجيش السوداني، وجميع الفصائل السودانية المسلحة التي وقعت علي اتفاق جوبا للسلام.
أما قوات الدعم السريع، تقوم بعض القبائل العربية وجزءًا من الرزيقات الإثينية بدعمها، نظراً لانخراط أعداد كبيرة من أبنائهم في صفوفها.
ومنذ بداية الصراع بين الطرفين في أبريل، وولايات دارفور الخمسة كانت تحت سيطرة الجيش، حيث يعمل جميع الولايات بخطط وفق استراتيجية وضعها الجيش، تقوم علي تسليم بعض الأفراد من ميلشيا الدعم السريع للجيش، لكن يظل الإقليم بالنظر إلي مكوناته المتصارعة وحدوده المفتوحة والاختراقات الخارجية له من جانب دول الجوار ساحة مهمة ومؤثرة علي الصراع.
وفي ظل استمرار الاشتباكات استطاعت قوات الدعم السريع في 18 يوليو الماضي، من بسط سيطرتها علي بلدة في جنوب دارفور مع ورود تقارير إضافية عن وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان. كما أجبرت الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش عدة آلاف من العائلات علي الفرار من بلدة كاس، وهروب ما يقرب من 5000 أسرة جراء الاشتباكات الأخيرة، حيث كان بعضها يعيش في مخيمات النازحين بحسب نظام تتبع تديره المنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلي قيام مقاتلي قوات الدعم السريع بنهب وتدمير المباني الحكومية والأسواق.
ونظراً لاستمرار الاشتباكات العنيفة والقتال في السودان، أعلن قوات الدعم السريع في 4 أغسطس الجاري، سيطرتها علي ولاية وسط دارفور بشكل كامل.
سيناريوهات محتملة:
اتخذت الأزمة السودانية أبعادًا مختلفة، مما جعل كل السيناريوهات متوقعة، خاصة في ظل تعقيد العملية السياسية، وتزايد الاشتباكات والمخاطر التي تحيط بالسودان، بالإضافة إلي ظهور حميدتي، وفي هذا الإطار هناك ثلاث سيناريوهات محتملة للصراع بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، هي كالتالي:
(*) السيناريو الأول، حرب أهلية شاملة: في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة والقتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وسيطرة قوات الدعم علي العديد من الأماكن الحيوية، بالإضافة إلي ظهور حميدتي علي الساحة من جديد بعد اختفاء تام لمدة ثلاثة أشهر، وأيضًا انضمام قوات “ردع السودان” إلي الدعم السريع في 8 أغسطس الجاري، تلك الخطوة ستشكل إضافة عسكرية نوعية مهمة في الوقت الحالي للقوات الدعم السريع، وترتب علي ذلك تعقيد حل الأزمة، وفي ظل الحرب الروسية- الأوكرانية التي لم تحسم بعد، يري بعض الخبراء أن الصراع في السودان لم يحسم سريعاً، وسوف يستمر لمدة أطول، مع استمرار توسع قوات الدعم السريع إلي مناطق أخري.
ومع استمرار التوسع، وفي حال فشلت كل المبادرات الدولية والإقليمية المطروحة لحل الأزمة، من المرجح أن يتحول الصراع إلي حرب أهلية شاملة في بلد يعاني من نزاعات قبلية شرقاً وغرباً وجنوباً. كما أن طول فترة الصراع في الخرطوم، من الممكن أن يشتت من جهود الجيش السوداني، مما يمكن قوات الدعم السريع من دخول ولايات لا تزال خارج الصراع، وتحديدًا في ولايات الجزيرة في الوسط، والنيل الأبيض في الجنوب، ونهر النيل في الشمال، بالإضافة إلي تدخل أطراف عرقية وميليشيات مسلحة وتنظيمات سياسية دائمة لطرف أو الطرف الآخر، مثلما حدث في إقليم دارفور سابقاً. كما تندمج حركات التمرد المسلحة في الجيش السوداني، وقد تتمكن من فرض سيطرتها علي بعض مناطق السودان. ويبرر هذا السيناريو عدة أسباب، أهمها: غياب السلطة المركزية المدنية، حيث لا توجد حكومة في السودان منذ الانقلاب الذي قادة البرهان ضد المدنيين في السلطة الانتقالية في حكومة “عبدالله حمدوك” في 25 أكتوبر 2021.
وعليه، في ظل استمرار الحرب لمدة أطول، والسماح للقوي الخارجية بالتدخل من خلال دعم طرف أو الطرف الآخر، وفق مصالح هذه القوي، يؤدي ذلك إلي حالة من الفوضى قد تقود السودان وتمزقها مثلما حدث في الصومال، وليبيا واليمن، في غياب السلطة المركزية، وقد تصبح أجزاء من إقليم الدولة تحت سيطرة ميلشيات وحركات مسلحة، وبالتالي يعد هذا السيناريو كارثي بالنسبة للسودان.
(*) السيناريو الثاني، تقسيم السودان: بعد قراءة وتحليل أبعاد الصراع، من المرجح أن السيناريو الأكثر وجوباً، يتمثل في تقسيم الدولة من خلال سيطرت الطرفان علي مناطق مختلفة في السودان، في حين عدم تحقيق أي طرف منهما نصر كامل، بالإضافة إلي انهيار مؤسسات الدولة، وفي هذه الحالة تفضل القوي الأجنبية دعم الطرف المنتصر، علي غرار ذلك عرضت فاجنر صواريخ أرض جو علي حميدتي منذ الأيام الأولي من اشتعال الصراع. ويبرر هذا السيناريو، ما تشهده البلاد من حروب استمرت 40 عاماً في جنوب وغرب وشرق البلاد، بالإضافة إلي انفصال جنوب السودان عام2011 بعد حرب استمرت 20 عاماً مع الشمال، مع وجود حركات مسلحة تسيطر علي مساحات واسعة من الأراضي، مثل “الحركة الشعبية” التي تقاتل في جنوب كردفان في الجنوب، والنيل الأزرق في الجنوب الشرقي، وحركة “تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد محمد نور” التي تقاتل في دارفورمنذ 2003 لذا من الوارد أن يتحقق سيناريو التقسيم.
(*) السيناريو الثالث، التوصل إلي اتفاق: يعد هذا السيناريو هو الأقل ترجيح في الوقت القريب، نظراً لصعوبة إقناع طرفي النزاع بالجلوس علي طاولة المفاوضات والالتزام باتفاقات الهدنة العديدة التي وافقا عليها، ولكن يجب من القوي الدولية والإقليمية القيام بإقناع الطرفين بصعوبة انتصار أي منهما في هذه الحرب، لذا لابد من التفاوض وإجبار الأطراف علي وقف القتال والقبول بالمفاوضات لإنهاء الحرب.
في النهاية، يمكن القول إن حدوث أحد السيناريوهات قد لا يعني احتمالات عدم مروره بالسيناريوهات الأخرى، وذلك في ظل عدم حسم الصراع لأي من الطرفين، لذا لابد من ضغط المجتمع الدولي والقوي الإقليمية علي طرفي النزاع للعودة للمفاوضات لوفق القتال وحل الأزمة؛ لأنه في حال استمرت الأزمة لمدة أطول من المؤكد أن تتضرر أيضًا دول الجوار، وفي هذه الحالة تقوم بعض الجيوش والتنظيمات والميلشيات والجماعات المسلحة في دول الجوار بالتدخل في الشئون السودانية لنصرة طرف علي الطرف الآخر وحسم الصراع.
______________________________على الهامش_______________________________________________
أبرز المبادرات:
بعد رصد أبرز المبادرات، تبين أن هناك تسارع من قبل القوي الدولية والإقليمية والمحلية لحل الأزمة السودانية لوقف الاشتباكات العنيفة في العاصمة الخرطوم وولايات أخري، ونظراً لمخاوف الصراع في إقليم دارفور ونشر الفوضي، طُرحت مبادرات عدة يتم حصرها، كالتالي:
(*) مبادرة مجلس السيادة السوداني: نظرًا لتعقُد الأزمة في السودان وتزايد الاشتباكات بين الأطراف المعنية، قام مجلس السيادة السوداني بإطلاق مبادرة لحل الأزمة، أعلن عنها نائب رئيس المجلس “مالك عقار”، حيث تقوم الخطة علي الفصل بين القوات المتحاربة وصولاً إلي إرساء عملية سياسية شاملة ترتكز علي تأسيس الدولة وليس اقتسام السلطة، بالإضافة إلي السماح بوصول المساعدات والحفاظ علي حياة المواطنين وآمنهم، وتعتبر هذه الخطة هي الأحدث من بين العديد من المبادرات والوساطات التي سعت إلي إنهاء الاقتتال وسفك الدماء في السودان، ولكن هذه المبادرة إلي الآن لم تسفر عن أي نتائج لحل الأزمة.
(*) المبادرة المصرية: في يوم 24 يوليو الماضي، استضافت مصر “قوي الحرية والتغيير” السودانية في اجتماع استغرق يومين، لمناقشة إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يعد هذا الاجتماع الأول لقادة قوي الحرية والتغيير منذ اندلاع الحرب في البلاد. كما أكدت الحكومة المصرية ضرورة إيجاد حل سوداني للأزمة بعيداً عن التدخلات الخارجية، بالإضافة إلي مناقشة قوي الحرية والتغيير سبل الوصول إلي اتفاق نهائي بين قوات الجيش والدعم السريع في البلاد.وفي النهاية دعت قوي الحرية والتغيير إلي تشكيل جبهة مدنية موحدة من أجل إيقاف النزاع المستمر في السودان.
(*) مبادرة دول “الإيغاد”: في أبريل الماضي، طرحت الإيغاد مبادرة لوقف القتال وافق عليها الجيش السوداني، وتلخصت في تمديد الهدنة وصولاً إلي إيقاف القتال، بالإضافة إلي إرسال ممثلين لطرفي الصراع إلي جويا عاصمة جنوب السودان للتفاوض حول تفاصيل المبادرة، أما الدعم السريع أبدي اعتراضاً علي المبادرة.
وفي 12 يونيو قامت “الإيغاد” بتشكيل لجنة رباعية لبحث تطورات الصراع وإيجاد حلول لإنهاء القتال في السودان؛ لكن لم تنجح هذه المبادرة في عقد اجتماعات مباشرة بين الطرفين، بسبب اعتراض الجيش علي رئاسة كينيا للجنة الرباعية التي تضم جنوب السودان وجيبوتي والصومال.
(*) مبادرة دول الجوار: منذ وقوع الأزمة ودول الجوار تبذل قصاري جهدها لحل الأزمة، وكان آخرها اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار في العاصمة التشادية “إنجامينا”، حيث تسعي هذه الدول إلي تقريب وجهات النظر بين قادة الجيش والدعم السريع في محاولة منهم لتفادي أخطاء المبادرات السابقة، لكن توقفت هذه المبادرة بقيادة مصرعند مناداة الأطراف بالتعقل.
(*) المبادرة السعودية الأمريكية: تعد هذه المبادرة هي الأوسع صدي بين طرفي النزاع، حيث احتوت طرفي النزاع في مفاوضات عقدت في جدة، إذ استضافت جدة وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد بدء الحرب في 15 أبريل الماضي، وتهدف المبادرة إلي وقف إطلاق النار، والجلوس علي طاولة المفاوضات لحل الأزمة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلي إنشاء لجنة لمراقبة وتنسيق وقف النار تتكون من ممثلين من الوساطة وطرفي الصراع، ورغم ترحيب الأطراف بها إلا أنها لم تسفر عن أي نتائج لحل الأزمة.
(*) مبادرة الاتحاد الأوروبي: قام الاتحاد الأوروبي بطرح مبادرة تتضمن وقف فوري لإطلاق النار، والفصل بين طرفي النزاع بمراقبة دولية، بالإضافة إلي إرسال قوات إقليمية للسودان لحماية المطارات والمنشآت الحيوية. كما تضمنت تمركز قوات الدعم السريع في معسكرات محددة، علي أن تخلي القوات المسلحة ولاية الخرطوم من المظاهر العسكرية، وأضافت المصادر العسكرية أن مبادرة الاتحاد الأوروبي نصت أيضًا علي دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة لمدة زمنية يتم الاتفاق عليها، ونصت المبادرة أيضًا علي “الدخول في عملية سياسية دون استثناء تُفضي لحكومة مدنية لتقود الفترة الانتقالية وصولاً للانتخابات”.
وعليه، قامت قوات الجيش وقوات الدعم السريع برفض المبادرة، ويرجع السبب إلي أن أحد بنود المبادرة تنص علي استبعاد “عبدالفتاح البرهان” من منصبه، وأيضًا استبعاد “حميدتي” من منصبه.
ومما سبق، يمكن القول أن قوات الحرية والتغيير السودانية تدعم استئناف مفاوضات جده لوقف إطلاق النار، وتوصيل المساعدات الإنسانية،وصرحت أيضًا وزارة الخارجية السودانية عن إمكانية عودة وفد الجيش السوداني إلي مفاوضات جدة، إذ تمكنت الوساطة السعودية-الأمريكية من إزالة العقبات والمعوقات التي حالت دون مواصلة المباحثات. كما ترغب القوات المسلحة في التوصل لاتفاق عادل لوقف الاشتباكات العنيفة ومناقشة قضايا ما بعد الحرب، لكن قوات الدعم السريع تواصل الاقتتال وانتهاك حقوق الانسان ولم تلتزم بما وقعت عليه في جده.
وبعد ظهور حميدتي، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى جدة للتشاور، فيما قالت قوات “الدعم السريع” إن وفدها باقي في مدينة جدة السعودية.