ما معوقات حجب شركات “التواصل الاجتماعي” لـ المحتوى المتطرف؟

استغلت بعض التنظيمات الإرهابية والمنتمين لها على رأسها تنظيم الإخوان المسلمين عدم فاعلية سياسات حجب المحتوى المتطرف، ونقلت نشاطها إلى منصات التواصل الاجتماعي كتعويض عن نشاطها على أرض الواقع نتيجة التضييق الأمني على أعضاء الجماعة بعد ٢٠١٣، فقد انقسم نشاط الجماعة بين محتوى موجه لأعضاء التنظيم وأخر موجه لعموم الناس، بهذا تمكنت الجماعة من تمرير إيديولوجيتها وأهدافها إلى جيل جديد يعاني من أمية ثقافية ودينية.

بناء على ما سبق؛ يمكن القول إنه برصد ومتابعة أكثر عشر أشخاص من مقدمي المحتوي على المنصات الالكترونية من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، تلاحظ أن العمر المستهدف لمخاطبته والتأثير عليه في الأغلب يكون بين ١١ إلى ٣٥عام، لذلك تتصاعد المخاوف من تداعيات تلقين الأفكار المتطرفة لجيل جديد من النشء من خارج الجماعة، خاصة في ظل مناخ غياب القدوة والهدف لدى قطاع من الشباب، استغلته الجماعة وقدمت البديل لتلك القطاعات باعتبارها الممثل الحصري عن الإسلام.

عليه؛ نرصد معدل انتشار المحتوى المتطرف، خاصة من قبل جماعة الإخوان المسلمين، ونعرض لمعوقات حجب هذا المحتوى وفقا لسياسات حجب المحتوي الخاصة بالمنصات الالكترونية المختلفة، ونبحث الآليات الدولية للتعامل مع الإرهاب الالكتروني، وثغرات القانون الدولي التي أدت إلى صعوبة حجب المحتوى المتطرف، وكيف استغل تنظيم الإخوان تلك العوامل للسيطرة على الفضاء السيبراني وتحقيق أهدافه.

ضوء أصفر لواقع خطر:

بتتبع ورصد تواجد أعضاء جماعة الإخوان من مقدمي المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي نجد ارتفاع معدلات الانتشار والتأثير في السنوات الأخيرة،فضلًا عن اتساع قاعدة الشريحة الجماهيرية المستهدفة بالخطاب، بدايًة قمنا بتتبع ورصد لعشر أشخاص من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين كعينة بحثية، ورصدنا معدل المشاهدات لكل منهم والشريحة العمرية المستهدفة، وطبيعة المحتوى المقدم وانعكاسات تأثير هذا المحتوى.

جاء على رأس معدل المشاهدات كل من “عبد الله الشريف، وجو شو” حيث سجل معدل المشاهدات لهم على منصات التواصل الاجتماعي أعلى المعدلات من بين أفراد العينة، حيث زادت المشاهدات في بعض الأحيان عن ١٥ مليون مشاهدة، يقدم كل من “الشريف، وجو” محتوى ساخر يمرر من خلاله خطاب كراهية والتحريض المباشر وغير المباشر ضد الجيوش العربية وخاصة الجيش المصري، بالإضافة إلى تمجيد قيادات إرهابية كأيمن الظواهري وحسن البنا وسيد قطب، من خلال تزييف الوقائع والتاريخ وإغفال بعض المعلومات استغلالًا للأمية الثقافية المنتشرة لدى قطاعات من الشباب.

على الرغم من أن كل من “الشريف، وجو” لا يروجوا لأفكار الجماعة بشكل مباشر، بل ويدعون ويؤكدون دائمًا أنهم لا ينتمون إلى تنظيم الإخوان، إلا أنهم يمررون مفاهيم أسس لها مؤسس الجماعة ومرشدها الأول “حسن البنا” ومنظر الجماعة “سيد قطب” بألفاظ وعبارات عصرية يستطيع أن يفهمها ويتلقاها جيل السوشيال ميديا ببساطة، بتتبع تعليقات المتابعين لتلك الصفحات يتأكد تأثر المتابعين الشديد بالمفاهيم المتطرفة وتكرار تمجيد الشخصيات الإرهابية وتكرار عبارات الثناء عليهم والدعاء لهم، تنجذب لهذا المحتوى الفئة العمرية من ٢٠ إلى ٤٠ عام.

يأتي في المرتبة التالية من حيث التأثير وعدد المشاهدات “هالة سمير، وتسنيم حمدي” من مقدمي المحتوي اللتان تنتميان لتنظيم الإخوان، يبلغ معدل المشاهدات لمحتواهم على منصات التواصل الاجتماعي ما بين ١٢ و١٣ مليون مشاهدة، يستهدفا فئة المراهقين والشباب والبنات من معدلات عمرية بين ١١ إلى ٣٥ عام، وعلى الرغم من إحجام كل منهم عن التعرض لموضوعات (خاصة سياسية) تحقق أهداف الجماعة أو تروج لأفكارها في السنتين الأخيرتين بشكل مباشر، إلا أنهن استطاعوا تكوين قاعدة جماهيرية من داخل التنظيم وخارجه، من خلال استخدام عبارات التنمية البشرية التي تؤثر في فئة المراهقين .

ترتب عليه؛ ارتفاع معدل تأثيرهم على فئة المراهقين خاصة من خارج الجماعة،مما يزيد من خطورة تواجدهم على منصات التواصل خاصة مع كثافة ظهورهم وتواتره، بحيث إذا جاءت تعليمات من الجماعة بتغير سياستهم بالترويج لأفكار الجماعة بشكل مباشر، سيترتب عليه بالضرورة تلقي المراهقين من خارج الجماعة أفكارهم (هم مهيئين لذلك) باعتبارها الحق الوحيد،مع جهل الكثير من هؤلاء المتابعين بأن الشخصيتين تابعين للجماعة وجهل متابعيهم لخطر أفكار جماعة الإخوان المسلمين لحداثة سنهم.

يأتي في مرتبة تالية لما سبق الإشارة إليه من حيث معدل المشاهدات شخص يدعى “علي حسين مهدي”، حيث تتراوح مشاهداته بين ٥٠٠ ألف إلى ٨ مليون مشاهد، رغم أن ظهوره لم يتعد عام ونصف وأعداد متابعيه أقل من مليون متابع، ويتبع المهدي سياسة المباشرة في الترويج لأفكار الجماعة، رغم ادعائه بعدم الانتماء للإخوان، إلا أنه يظهر في كثير من الفيديوهات بجواره كتاب “في ظلال القرآن” لسيد قطب الذي يؤصل فيه لجاهلية المجتمع، ويحمل المهدي نفس الأفكار القطبية ويصرح بها.

نتيجة لذلك؛ لن يمثل تأثيره خطورة كبيرة نظرًا لمباشرته في عرض الأفكار التكفيرية، لذلك أكثر المتابعين له من أعضاء جماعة الإخوان، بالإضافة إلى بعض المتابعين من خارج الجماعة المنتقدين لأسلوبه وألفاظه البذيئة وفق رصد وتحليل تعليقات المتابعين، مع وجود احتمالية تأثيره المؤقت على نوعية متابعين من فئة المجرمين والمنحرفين، الذين ينجذبون لهذا الأسلوب من الحديث المليء بالألفاظ الخارجة والشتائم والإشارات النابية، بالتالي لن يمتد أو يصمد تأثير المهدي فترة طويلة رغم إخلاصه  وإصراره الدائم على تمرير أفكار الجماعة.

جاء في مرتبة متأخرة أشخاص ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي ومعلوم للجميع أمثال “عصام تليمة، سلامة عبد القوي”، وهم من مقدمي المحتوى بأسلوب جدي ولهجة أقرب للمباشرة ويعرضون لأفكار الجماعة بشكل ملتوي، لذلك يأتي تأثيرهم في مرتبة متأخرة ويقع تأثيره على فئة متوسطي وكبار السن من عمر ٣٥ إلى فوق ٦٠ عام، وتتراوح معدل المشاهدات لهم بين ٢٠ ألف و٤٠ ألف.

جاء في مرتبة متأخرة تالية “وجدي غنيم” وهو إخواني سليط اللسان بذيء الألفاظ شديد الإخلاص لأفكار الجماعة، ويعرض لها بشكل مباشر ويؤصل لها تأصيل باطل بشكل مباشر وفج، نتيجة لذلك تأثيره ضعيف بوجه عام على المتابعين من خارج التنظيم، وأكثر متابعيه من الإخوان خاصة كبار السن والأكثر عنفًا من القطبيين، يتراوح عدد مشاهداته بين ٦ ألاف إلى ٨ ألاف مشاهدة.

جاء في المرتبة الأخيرة من حيث المشاهدات والتأثير محتوى لشخصيات إخوانية توفت أمثال “عبد الكريم زيدان، محمد حسين عيسي”، أعضاء في جماعة الإخوان لهم فيديوهات شرح للمناهج التربوية التي أسس لها حسن البنا، لم يؤثر أو ينتشر هذا المحتوى إلا في صفوف أبناء التنظيم من الأعضاء العاملين، فهذه الأسماء قدمت محتوى تعليمي خاص بتربية النشء عند جماعة الإخوان بما يتضمنه من (أركان البيعة، ورسالة التعاليم ورسالة الجهاد وغيرها) من رسائل البنا، لذا ينتهجون الأسلوب المباشر في عرض أفكار ومفاهيم مؤسس الجماعة الأول، نتيجة لذلك جاءت معدل مشاهداتهم أدنى معدلات (بين ألف مشاهدة و٦ ألاف مشاهدة)باعتبارها موجهة إلى أعضاء التنظيم.

إضافة لما سبق؛ تسيطر رؤية جماعة الإخوان المسلمين على مؤشرات البحث بشكل كبير، بحيث رصد في السنوات الأخيرة زيادة معدلات أتاحت الرؤية الإخوانية حال البحث في أي موضوع يخص التنظيم، بالإضافة لوفرة المادة البحثية الإخوانية ورواجها في الفضاء السيبراني، وتقديم الجماعة باعتبارها تنظيم معارض مضطهد وليس تنظيم إرهابي متطرف.

بناء على ما تقدم؛ يثور التساؤل عن الأسباب القانونية والدولية التي مهدت لوجود واتساع رقعة هذا المناخ السام في الفضاء السيبراني؟

سياسات قاصرة:

تعتمد اغلب منصات التواصل الاجتماعي سياسات غير فاعلة بشكل كافي لحجب المحتوى المتطرف، تنص سياسات يوتيوب على سبيل المثال على: “لا يسمح يوتيوب بالمحتوى الذي يهدف إلى مدح المنظمات المتطرفة أو الإجرامية أو الترويج لها أو مساعدتها..”، وتنص أيضًا سياسات يوتيوب على: “إذا وجدت ما ينتهك هذه السياسات فأبلغ عنه..”، يصطدم الواقع العملي للإبلاغ عن المحتوى المتطرف مع آليات عمل هذه السياسات، ففي حال تم الإبلاغ عن محتوى متطرف من قبل احد المستخدمين، يتم مراجعة البلاغ،ثم ترسل رسالة للمستخدم بأنه قد تم مراجعة البلاغ ولم نجد ما يدعو لحذفه، علي الرغم من أن يوتيوب حذف ٧٧٠٣٨  فيديو في الفترة من يناير ٢٠٢٣ حتى مارس ٢٠٢٣،إلا أن المحتوى المتطرف أكثر من ذلك بكثير.

الإشكالية تتمثل في أن المسئولين عن فحص البلاغات عن محتوى متطرف غير مختصين في شئون التطرف والإرهاب، كما أن اغلبهم ينتمون لدول أوروبية لا تسمح ثقافتهم بتمييز المحتوى المتطرف، لذلك لم تتمكن هذه الآلية إلا من حذف المحتوى الذي يروج لمشاهد عنف أو يروج لتنظيم مثل داعش، باعتباره التنظيم الذي تصنفه أمريكا والاتحاد الأوروبي تنظيم إرهابي دون خلاف.

أما التنظيمات الأخرى كتنظيم الإخوان المسلمين وغيرها فلن يعتبره المسئول عن حذف المحتوي المتطرف تنظيم إرهابي وفق القوانين الأمريكية، بالتالي لن يحذف المحتوي المقدم من قبل أعضائه مهما كان يروج لمفاهيم وأفكار متطرفة (كالأستاذية والخلافة وتكفير المجتمعات)، وأن عرض المحتوى احتفاء وتمجيد لرموز إرهابية كأيمن الظواهري الذي قتلته أمريكا منذ عام.

نفس السياسات تنتهجها منصة “تيك توك”، إلا أن الواقع العملي يفيد بأن سياسات تيك توك أكثر أمانًا من حيث سهولة حجب المحتوى المتطرف، بحيث في حال إبلاغ أكثر من شخص عن محتوى يتم حذفه من العام، وتحويله إلى محتوى خاص، حيث اعتمد الاتحاد الأوروبي لائحة ٧٨٤/٢٠٢١ بشأن معالجة نشر المحتوى المتطرف عبر الانترنت، قامت tikTok technology limitedبتعين نقطة اتصال فريق trust safety (نقطة الاتصال) لتلقي أوامر الإزالة.

تعد سياسات “انستغرام” أكثر تعقدًا بخصوص الإبلاغ عن المحتوى المتطرف، حيث يقصر إمكانية حذف المحتوى المتطرف والإبلاغ عنه على السلطات المختصة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويمكن العثور على قائمة بالسلطات المختصة في الدول الأعضاء والمصرح لها باستخدام نموذج الإبلاغ في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

يترتب على ما سبق؛ أن ثمة معوقات جوهرية عدة تقف كمانع لإمكانية حذف المحتوى المتطرف، أن لم يكن يخص تنظيم داعش، مما ترتب عليه اتساع قاعدة المحتوي المتطرف الذي يخص جماعة الإخوان المسلمين أو محتوى يخص أفراد يحملون الفكر المتطرف وليس لهم انتماء تنظيمي (ذئاب منفردة).

معوقات برجماتية:

تمتنع أو تتراخى منصات التواصل الاجتماعي في حذف المحتوى المتطرف لما تدره تلك المنصات من أرباح على أصحاب تلك الشركات، وهي نفس النظرة النفعية التي تمنع الولايات المتحدة الأمريكية من تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، رغم تصنيفها لحماس جماعة إرهابية وهي فرع الجماعة الفلسطيني.

رغم محاولات نواب كثر في الكونجرس تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيم إرهابي، وتقديم الأدلة الداعمة لذلك، إلا أن الجماعة أفلتت من هذا التصنيف عدة مرات في العشر سنوات الأخيرة، بسبب شروط الولايات المتحدة المعرقلة لتصنيف جماعة باعتبارها إرهابية والتي منها:

(*) تصنف الولايات المتحدة جماعة أنها إرهابية إذا قامت بهجمات ضد أمريكا أو مواطنين أمريكيين، وتتغافل أمريكا عن أعمال العنف التي تقوم بها بعض الجماعات أن لم تهدد آمنها مثل جماعات تابعة للإخوان(كحسم، ولواء الثورة، وأجناد مصر)، فضلًا عن تبررها لتلك الأعمال العنيفة من قبل المنظمات الحقوقية الأمريكية.

(*) تراجع السلطات الأمريكية قوائم الإرهاب كل خمس سنوات، وتقوم بإلغاء من لم يرتكب العنف خلال الخمس سنوات قبل المراجعة، مما نتج عنه إلغاء إدراج الجماعة الإسلامية من قوائم الإرهاب، رغم تمسك الجماعة الإسلامية بالفكر والنهج الأصولي المتطرف، مما يعكس عدم اعتبار الفكر المتطرف دافع لإدراج جماعة باعتبارها إرهابية من قبل الولايات المتحدة.

مما سبق يتضح؛ حجم معوقات الحجب للمحتوى المتطرف الذي تقدمة عناصر جماعة الإخوان المسلمين، خاصة وإن اغلب منصات التواصل الاجتماعي أمريكية المنشأ، حيث تتمثل المعوقات في عدم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية من قبل أمريكا، بالإضافة إلى عدم التوافق حول تعريف محدد من قبل الدول على مفهوم الإرهاب، والتغافل عن دور الفكر المتطرف والترويج له عبر المنصات الالكترونية في ارتكاب الحوادث الإرهابية.

غياب ردع القانون الدولي:

أدى عدم التوافق حول وضع تعريف دولي للإرهاب إلى اعتبار كل دولة العمل الإرهابي هو العنف المؤثر على مجتمعها فقط، متغافلين أن الترويج ونشر الفكر المتطرف هو البداية لكل عمل إرهابي، وان فكر ومنهج جماعة الإخوان المسلمين هو منبع كل الجماعات المتطرفة في العصر الحديث،كما يشكل منهج الجماعة الممر والحاضنة لكل الجماعات المتطرفة ولكل العناصر المتطرفة التي تعمل (كذئاب منفردة).

القصور التشريعي الدولي بسبب غياب النصوص الملزمة في الاتفاقيات الدولية التي تخضع الجرائم الإرهابية لأحكام القانون الدولي، بناء عليه لا تختص المحاكم الدولية بجرائم الإرهاب ولا تتحقق المسئولية الدولية بالتالي تجاه الدول أو المؤسسات التي تتراخى أو تتواطأ أو تمتنع عن حجب المحتوى المتطرف، حيث تلزم الاتفاقيات الدولية الدول الأطراف بتجريم الفعل الإرهابي فقط، وأن تمارس الدول وفق قوانينها الداخلية ولايتها القضائية على الجناة، بالتالي لم تعتمد حتى حينه اتفاقية دولية ملزمة عالميًا تخص منع وحجب المحتوى المتطرف،أو منع استخدام الانترنت في أعمال إرهابية، واعتبار القيام بتلك الأعمال جريمة دولية.

نتيجة لذلك؛ يخضع إمكانية حذف المحتوي المتطرف المتوفر بمؤشرات البحث على تقدير ومصالح كل دولة على حدة، وتخضع إمكانية حذف المحتوى المتطرف وتطوير آلياته إلى سياسات المنصات الالكترونية والدول المتحكمة فيها (الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة)، فعلى الرغم من توصل الاتحاد الأوروبي في ابريل ٢٠٢٢ إلى اتفاق حول قانون لمنع المحتوى الإلكتروني الضار، هذا القانون يجبر منصات كفيس بوك، وتويتر وجوجل ويوتيوب على حذف المحتوى الضار، إلا أن هذه الاتفاقية لم تقوض المحتوى المتطرف بشكل كامل من المنصات.

بناء عليه؛ تكمن الإشكالية في آلية تحديد ماهية المحتوى الضار، فما اعتبرته هذه الدول ضار مثلًا حادث؛ قتل المدرس “صموئيل باتي” في فرنسا في أكتوبر ٢٠٢٠ وما شابه، بالتالي دول الاتحاد لا ترى غير الفعل العنيف الذي يمثل خطر على أمن مجتمعاتها، ولا تتعدى إلى البحث والاهتمام بطبيعة الفكر المتطرف الذي أدى إلى هذا السلوك الإرهابي ومدى انتشاره على المنصات الالكترونية.

أخيرًا؛ ازدواجية المعايير والبرجماتية ورغبة الدول الكبرى في امتلاك أوراق ضغط على الآخر،تعد عناوين رئيسية يتعامل في ضوءها المجتمع الدولي، تلك العناوين عوامل رئيسية تقف حائط صد ضد إمكانية القضاء على الفكر الأصولي المتطرف، والداعمين والداعين له على منصات التواصل الاجتماعي ومؤشرات البحث.

إضافة لما سبق؛ مثلت المعوقات الأوروبية والأمريكية المتعلقة بدعاوى التمسك بحقوق الإنسان وحرية التعبير، حيث اختزل الغرب (ممثلًا في سلطاته ومنظماته) حقوق الإنسان في حرية الإرهابيين والمتطرفين في الترويج للأفكار المتطرفة، وتمجيد رموز وقادة ومنظري التطرف في العالم، رغم أن نشر التطرف لا ينتمي إلى أي جيل من أجيال حقوق الإنسان وفق القوانين الدولية.

أسماء دياب

-رئيس برنامج دراسات الإرهاب والتطرف. -باحث دكتوراه في القانون الدولي- بكلية الحقوق جامعة عين شمس. - حاصلة على ماجستير القانون الدولي جامعة القاهرة. -حاصلة على دبلوم القانون الدولى جامعة القاهرة. -حاصلة على دبلوم القانون العام جامعة القاهرة. - خبيرة في شئون الحركات الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى