في الذكرى الـ 48.. أين وصلت تنمية سيناء؟ .. عدد جديد من “أوراق القاهرة”
تقديم: د. أبوالفضل الإسناوي
ليس من قبيل المبالغة أن نستخدم في هذا العدد من أوراق “القاهرة” مصطلح ” العبور الثاني” لوصف الكيفية التي تتعامل بها الحكومة المصرية منذ تولي سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية البلاد، فهذا ما وصفت به الكثير من المصادر الأجنبية تعليقها على افتتاح أنفاق قناة السويس الأربعة، حيث اعتبرت هذه الخطوة بمثابة العبور الثاني لشرق قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، بعد العبور الأول خلال حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973.
ففي الذكري الـ 48 من انتصارات أكتوبر تقتضي اعتبارات الإنصاف وضرورات التحليل الموضوعي، أن نُلقي إلى جانب الاهتمام بالبعد العسكري والأمني- نظرة شاملة على الجهود المصرية لواحد فقط من المشروعات العظيمة التي نفذتها الدولة المصرية لتغيير الواقع الجيواستراتيجي والديمغرافي والتنموي في سيناء، فمشروع الأنفاق رغم عظمته وأبعاده المختلفة، لكنه لم يكن فقط المشروع الوحيد للدولة باتجاه سيناء، حيث أطلقت الدولة في عهد الرئيس السيسي مجموعة متكاملة من المشروعات التنموية، التي استهدفت الإنسان في سيناء بالدرجة الأولى، في مجال الصحة والتعليم والثقافة والزراعة والتنمية المحلية … الخ.
إن تقييم التجربة الحالية في تنمية سيناء، يحتاج بداية لإلقاء نظرة على الجهود السابقة للدولة، فالدولة المصرية لم تنسى سيناء، كما تحاول بعض الأقلام غير المُدركة للحقيقة، أو تلك التي تستهدف تشويه الدولة المصرية، ومحاولة التركيز على قضايا تتعلق بالتهميش والعلاقة بين المركز والأطراف، باعتبارها قضايا معروفة في التجارب التنموية العالمية والإقليمية. إن الحظ العسر لسيناء والذي جعلها – بسب موقعها الاستراتيجي ولكونها منطقة التماس المصرية مع فلسطين المحتلة وإسرائيل- ساحة للحروب التي خاضها الجيش المصري الباسل دفاعاً عن أرضه ودفاعاً عن الأمة العربية، في 1984 و1956، و1967، و1973، قد عطل جهود التنمية وإعادة الإعمار لما يقرب من 4 عقود، وساهم ذلك بلا شك في تأخير الوضع التنموي في سيناء، مقارنة بمناطق أخرى بالدولة، علاوة على وجود بعض المعوقات التي كشفت عنها التجارب السابقة على المستويين التشريعي والمؤسسي، كذلك على مستوى النظرة الشاملة للتنمية، وعدم قصرها فقط على البعد الأمني.
في هذا العدد من ” أوراق القاهرة” يحاول مركز “رع للدراسات الإستراتيجية” تسليط الضوء على التجربة الراهنة في تنمية سيناء، للوقوف على أبعادها المختلفة، ومدى قدرتها على تجاوز عقبات الماضي، فمن حق المواطن المصري الذي يعيش على أرض سيناء أن يعلم ماذا تقدم له دولته من جهود، حتى يكون على وعي بكل الأقلام المسمومة التي تستميت في تصوير الوضع في سيناء على غير الحقيقة، مُتوهمين نظريات غير قابلة للتطبيق في حالة سيناء، فسيناء قطعة أصيلة وغالية من التراب المصري، والمواطن السيناوي من أشرف وأشجع الرجال، الذين طالما كانوا العون والبصيرة لقواتنا المسلحة ولأجهزتنا الأمنية في كافة المعارك والمواجهات الأمنية التي دارت على أرض سيناء من قبل دول وأجهزة استخبارات معادية، وقدموا التضحيات الكبيرة بأرواحهم وأموالهم في سبيل الدفاع عن مصر.
لتحميل الإصدار اضغط هنا: المقاربة-المصرية-الشاملة-لتنمية-سيناء-في-عهد-الرئيس-السيسي