مؤثرات الجغرافيا والتاريخ وجذور الهوية في.. “تاريخ جبل عامل”.. (عرض كتاب)
دور الزعامات المحلية في مواجهة الأزمات الداخلية..البنية الاجتماعية لسكان جبل عامل نموذجًا

لقد مارس جبل عامل دورًا حيويًا في تاريخ بلاد الشام، سواء في مجالات التجارة التي ربطت المنطقة بالعالم الخارجي، أو في مجال العلم والفكر الذي جعلها مركزًا حضاريًا وميدانيًا للتفاعل بين مختلف التقاليد والمذاهب. علاوة على ذلك، فقد كانت المنطقة شاهدة على العديد من حروب التحرير والمقاومة، سواء ضد الغزاة أو القوى الاستعمارية التي حاولت فرض سيطرتها على عليها.
ويأتي هذا الكتاب لمؤلفه “قاسم حجيج” ليبرز مدى تميز وأهمية تاريخ جبل عامل الذي يمتد عبر العصور القديمة وحتى العصر الحديث، ويمثل نموذجاً حياً للمقاومة المنهجية والتمسك بالهوية رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها. من خلال الآثار الدينية، التفاعلات الثقافية، واللحظات الحاسمة في التاريخ السياسي، التي تظهر جبل عامل كجزء لا يتجزأ من تاريخ الشام ومنطقة الشرق الأوسط. فهو ليس مجرد مكان جغرافي، بل هو رمز للصمود، والتنوع، والهوية التي رفضت الانصهار، وأكدت دومًا على استقلاليتها وقدرتها على التأثير في مجريات الأحداث الإقليمية والدولية.
جبل عامل – الجغرافيا والتاريخ:
يقع جبل عامل في أقصى جنوب لبنان، وتحده شمالًا مياه نهر الليطاني، ومن الجنوب الحدود الفلسطينية، بينما تطل واجهته الغربية على البحر الأبيض المتوسط بمرافقه التاريخية مثل مرفأ صور، وتمتد سهوله شرقًا نحو البقاع وسلسلة جبال لبنان الشرقية. يبرز مؤلف الكتاب في كتابه الموقع الاستراتيجي للجبل الذي ظل يشكل عبر العصور نقطة تواصل حضاري بين الشام وفلسطين، وملتقى للقوافل والتجار، ما جعله مطمعًا للغزاة ومسرحًا للأحداث التاريخية الكبرى.
ويذكر الفصل الأول من الكتاب أن تسمية الجبل بهذا الإسم تعود لقبيلة عاملة العربية ذات الأصول اليمنية من “بني كندة”، والتي هاجرت إلى بلاد الشام عقب انهيار سد مأرب، واستوطنت جنوب لبنان. وقد اشتهرت هذه القبيلة بالشجاعة والاستقلالية، فكان لها دور بارز في نشر الإسلام والمشاركات بالفتوحات الإسلامية، مما رسَخ اسمها في هوية المنطقة حتى العصر الحديث.
في تكوين الجبل، يذكر الكاتب “قاسم حجيج” أنه يشمل مزيج بين السلاسل الجبلية الوعرة والسهول الزراعية الخصبة، ما يوفر بيئة دفاعية طبيعية ومجتمعات جبلية متحصنة، بجانب مجتمعات سهلية زراعية نشطة. وقد اعتمد السكان على مياه الينابيع ونهر الليطاني لري محاصيل متنوعة، من أبرزها التبغ، والحبوب، والزيتون، والكروم. وقد ساهم هذا التنوع الزراعي في تحويل المنطقة إلى مركز للإنتاج الزراعي المستدام.
كما لعبت الطبيعة الجبلية، وفقًا لمؤلف الكتاب دور الحصن في مواجهة الغزوات من العصور القديمة مرورًا بالحملات الصليبية وحتى العهد العثماني، مما عزز روح المقاومة لدى السكان، وأسهم في الحفاظ على الهوية المحلية. وبالتالي، فقد تشكلت هوية الجبل من موقعه الفريد، وتنوعه البيئي والزراعي، ودوره الاستراتيجي في الصمود والمقاومة عبر القرون.
وانتقل المؤلف “قاسم حجيج” في ذات الفصل من توصيف الموقع الجغرافي وأصل التسمية للحديث عن الخصائص الاجتماعية والدينية، والتي شكلت ملامح جبل عامل عبر التاريخ. فيوضح دور المسيحيين والكنائس القديمة في تعزيز قيمة هذا الموقع الديني عبر التاريخ، كما أن المنطقة لم تكن مجرد مساحة جغرافية، بل أنها شكلت دومًا بيئة إنسانية ذات روابط وثيقة بين سكانها، وامتاز أهلها بعمق تدينهم والانتماء للمذهب الشيعي منذ القرون الإسلامية الأولى، مما جعل منها مركزًا علميًا ودينيًا بارزًا في المشرق.
استعرض الكاتب أيضًا كيف مارست الجفرافيا دورًا مباشرًا في تكوين هذا الطابع الديني والثقافي، فالجبال الحصينة وفرت ملاذًا آمنًا لرجال الدين وطلبة العلم، وسمحت بقيام حوزات ومدارس علمية كانت منارات فكرية في المنطقة. كما أن صلاتها بفلسطين ودمشق ساعدت في تعزيز تبادل الأفكار والمعارف، مما جعل جبل عامل أحد أعمدة النهضة الفكرية والدينية في العالم العربي الإسلامي.
من جهة أخرى، أشار الكاتب إلى دور التكوين الاجتماعي للسكان القائم على روابط القرابة والعشيرة في تعزيز التضامن الداخلي، ما يشكل حافزًا حقيقيًا في مواجهة التحديات، سواء كانت غزوات خارجية أو أزمات اقتصادية. وفي خضم هذا، لعبت الزراعة والحرف اليدوية دور حجر الزاوية في الحياة اليومية، فيما ظل الانتماء للأرض والقيم الدينية رابطًا أساسيًا يوحد المجتمع العاملي عبر العصور.
ومن خلال هذه الصورة التي ينقلها لنا المؤلف، استطاع في الفصل الأول من الكتاب رسم لوحة متكاملة لجبل عامل، حيث تتشابك الجغرافيا مع العقيدة، والموقع مع الهوية، في سيرة منطقة كانت ولاتزال جزءًا حيويًا من ذاكرة تاريخ المشرق العربي.
“الحقبة العثمانية” بين سوء الإدارة وتفاقم الصراعات:
يفتتح الكاتب الفصل الثاني من الكتاب باستعراض اللحظة التاريخية المفصلية التي دخل بها جبل عامل تحت الحكم العثماني عام 922هـ / 1516م، وذلك عقب انتصار السلطان “سليم الأول” على المماليك في معركة “مرج دابق”، ما لم يثمل مجرد تبدل في السلطة، بل أنه كان بداية مرحلة جديدة تداخل فيها النفوذ العسكري والسياسي والإداري للعثمانيين مع البنية الاجتماعية والسياسية الخاصة بجبل عامل.
ويشير المؤلف إلى أن الإدارة العثمانية أبقت على التقسيم الإقطاعي المحلي، حيث ظل زعماء العائلات الكبرى يتمتعون بسلطات واسعة في مناطقهم، مقابل دفع الضرائب والالتزام بالولاء للدولة. وكان من أبرز هؤلاء الزعماء “آل علي الصغير”، الذين كانوا يتمتعون بقوة سياسية محلية متماسكة قادرة على التفاوض مع الباب العالي، وفي ذات الوقت مقاومة محاولات إخضاع الجبل بشكل مباشر.
كما أوضح “قاسم حجيج” في كتابه أيضًا أن العثمانيين اعتمدوا سياسة التوازن بين العصبيات المحلية، فقاموا بتوزيع المناصب الإدارية والعسكرية بين العائلات المؤثرة، ما خلق حالة من الاستقرار النسبي في بعض الفترات، ولكنه كان استقرارًا هشًا سرعان ما ينهار أمام أي نزاع قبلي أو صغط خارجي.
ويلفت “حجيج” النظر إلى أن موقع الجبل الحدودي، القريب من فلسطين وسوريا، جعل منه مسرحًا للتوترات العسكرية، سواء في إطار الصراعات العثمانية-المملوكية السابقة، أو في خضم المواجهات مع القوى الأوروبية لاحقًا، وخاصًة أثناء الحملات الصليبية المتأخرة ثم التوغلات البرتغالية في سواحل الشام. وبهذا التمهيد يضع الكاتب القارئ أمام صورة أولية لآليات الإدارة العثمانية في جبل عامل، والعلاقة المُعقدة بين السلطة المركزية في إسطنبول والقيادات المحلية، تمهيدًا للدخول في تفاصيل الصراعات الكبرى التي هزت الجبل في تلك الحقبة.
خصص المؤلف مساحة واسعة للحديث عن سلسلة الصراعات التي عصفت بجبل عامل في ظل الحكم العثماني، موضحًا أن هذه الصراعات لم تكن مجرد حوادث منفصلة، بل امتدادًا طبيعيًا للتوازن الهش بين الزعامات المحلية والسلطة المركزية. بدأ سرد الأحداث بمحاولات الولاة في دمشق وصيدا فرض سيطرة مباشرة على المنطقة، مستندين إلى أوامر الباب العالي بإحكام القبضة على الأطراف المتمردة. في المقابل كان زعماء “آل علي الصغير” يرون في هذه المحاولات تهديدًا صريحًا لاستقلالهم السياسي والاقتصادي، فقاوموها بالقوة، معتمدين على الطبيعة الجبلية الصعبة وتحالفاتهم القبلية.
لقد شهدت هذه المرحلة حملات عسكرية من قبل السلطة العثمانية، بعضها اتخذ طابع العقوبات الجماعية، عبر حرق القرى ومصادرة الممتلكات، في محاولة لإضعاف البنية الاجتماعية للجبل. إلا أن المقاومة المحلية، ورغم الخسائر انجحت في استعادة زمام المبادرة في أكثر من مناسبة، مما رسخ صورة جبل عامل كمنطقة عصية على الخضوع الكامل.
وبرزت عوامل خارجية لعبت دورًا محوريًا في تأجيج النزاعات، لعل من أهمها الأطماع الإقليمية التوسعية: إذ كان موقع الجبل الحدودي يجعله محل تنافس بين قوى إقلليمية، وأرضًا ملائمة للتدخلات الأجنبية سواء عبر التحريض أو الدعم العسكري غير المباشر. وأدى ذلك لتعقيد الموقف، مع تداخل الحسابات المحلية بالعوامل الدولية، ما أطال أمد المواجهات وأضفى عليها طابعًا استراتيجيًا يتجاوز مجرد الخلافات الإدارية.
يشير المؤلف في كتابه إلى أن هذه الصدامات لم تكن بلا ثمن، فقد تركت أثارًا اقتصادية واجتماعية عميقة، من نزوح السكان إلى تراجع الزراعة والتجارة، فضلًا عن الانقسامات الداخلية التي حاولت السلطة استغلالها لإضعاف المقاومة. وعلى الرغم من ذلك، استطاع جبل عامل الخروج من هذه المرحلة محتفظًا بجزء كبير من استقلاله العملي، معززًا مكانته للممانعة في الوعي الجمعي لسكانه. لكن البيئة الدينية التعليمية المرتبطة بالمذهب الشيعي ومبادئ الشريعة أنتجت علماء قادرين على التأثير في المجتمع بشكل مباشر، وساعدت في الحفاظ على الهوية الشيعية للمنطقة خلال فترة كان فيها الصراع الديني والتوترات السياسية هي السمة البارزة في العالم الإسلامي.
ولم يغفل الكاتب أيضًا أثر العوامل الداخلية التي شكلت تهديدًا لاستقرار النظام القبلي، كالتنافس على الأراضي والموارد الطبيعية بين العشائر ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى صراعات وحروب صغيرة بين العشائر المحلية. ورغم أن هذه النزاعات كانت جزءًا من الحياة القبلية، إلا أن العثمانيين استغلوا هذه الصراعات لتكريس سلطتهم على المنطقة، فكان يتم استغلال الانقسامات الداخلية لتقسيم القبائل وتحقيق السيطرة على الأراضي.
كما تناول المؤلف خلال هذا الفصل تداعيات الصراعات على البنية السياسية والاجتماعية لجبل عامل خلال الحقبة العثمانية، مبررًا كيف أن طبيعة الحكم بالمنطقة تميزت بالمرونة أحيانًا وبالصرامة القمعية في الأحيان الأخرى. فقد اضطر الباب العالي إلى التوفيق بين الحاجة لضبط الأطراف وبين صعوبة إخضاعها عسكريًا من جهة وأخرى، ما جعله يلجأ في بعض الفترات إلى سياسة الاسترضاء، كمنح الامتيازات للزعماء المحليين أو التغاضي عن بعض تجاوزاتهم مقابل الحفاظ على ولائهم.
على الرغم من تلك السياسات التي اعتمد عليها العثمانيون لم يمنع ذلك تكرار حملات التأديب، خاصًة مع تجاوز الزعامات حدود السلطة أو الامتناع عن دفع الضرائب، ما خلق دمارًا واسعًا في القرى والأراضي الزراعية، وبالتالي أثر على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي. ومع ذلك، ظل المجتمع العاملي قادرًا على إعادة بناء ذاته بفضل ترابطه العائلي والقبلي، إضافًة إلى اعتماده على موارده الطبيعية.
ويخلص الكاتب إلى أن الحقبة العثمانية، رغم الخسائر والصراعات التي حملتها، رسخت صورة جبل عامل كمركز للمقاومة في الذاكرة التاريخية للمنطقة، وأن إرثها ظل حاضرًا في المراحل اللاحقة من تاريخه، حيث ستظل حاضرة في مواقفه من القوى الخارجية وأيضًا في تشكيل نخبه السياسية والفكرية حتى العصر الحديث.
اليقظة الوطنية ومواجهة التحولات:
في الفصل الثالث من الكتاب ركز المؤلف على المرحلة التي دخل فيها جبل عامل منعطفًا جديدًا مع انحسار النفوذ العثماني في ظل صعود القوى الأوروبية بالمشرق العربي. حيث وجدت المنطقة نفسها في مطلع القرن التاسع عشر مسرحًا للصراعات الإقليمية والدولية، بدءًا من حملة إبراهيم باشا المصرية (1831-1840) التي سعت لفرض سيطرة مركزية وإصلاحات إدارية واقتصادية، حتلا التدخل الأوروبي المباشر الذي جاء تحت ذريعة “حماية الأقليات” لكنه كان يحمل في طياته أهدافًا استراتيجية في غاية الوضوح.
أدت هذه التحولات وفقًا لمؤلف الكتاب إلى إحداث توحلات ملموسة في البنية الإدارية لجبل عامل، حيث تم دمج بعض مناطقه في وحدات إدارية أوسع، بينما احتفظت بعض القرى بخصوصيتها الإدارية بفعل طبيعتها الجغرافية وعلاقاتها الخارجية. وعلى الرغم من ذلك، ظل التوتر قائمًا بين محاولات فرض السلطة المركزية قوانين موحدة، وبين تمسك الأهالي باستقلالهم العملي.
ويبرز الكاتب أثر الحروب الإقليمية، خاصًة الحرب العالمية الأولى على المجتمع العملي، إذ عانى السكان من التجنيد الإجباري، والمصادرة، والمجاعة التي ضربت جبل لبنان والمناطق المجاورة. ومع دخول القوات الفرنسية وفرض الانتداب عام 1920، دخل الجبل مرحلة أخرى من النضال السياسي، حيث برزت شخصيات وطنية ودينية قادت حركات احتجاج ومقاومة ضد سياسات التقسيم والسيطرة الاقتصادية.
يشير الكاتب إلى أن هذه المرحلة شملت تحولات اجتماعية وثقافية عميقة، مع انتشار المدارس الحديثة، وتزايد أعداد المتعلمين، وبدء أفكار القومية العربية والإصلاح الاجتماعي في إيجاد صداها بين النخب المحلية. في ذات الوقت، ظل الارتباط بالأرض والزراعة عنصرًا ثابتًا في حياة السكان، ما جعل أي تغيير سياسي أو اقتصادي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بقدرة المجتمع العاملي على الحفاظ على موارده وأمنه الغذائي.
فلم يتم إغفال الإشارة هنا للبعد الاقتصادي والاجتماعي العميق، الذي شكل خلفية كل تلك التحولات، فقد شهد جبل عامل خلال هذه المرحلة تغيرات في أنماط الإنتاج الزراعي، إذ تزايد الاعتماد على محاصيل نقدية مثل التبغ، التي أصبحت سلعة استراتيجية تسعى السلطات المتعاقبة إلى احتكارها وفرض الضرائب عليها. وقد رأي الأهالي أن هذه السياسات الاحتكارية تقيد حريتهم في استثمار أراضيهم وتزيد من فقرهم، خاصًة في ظل تقلب الأسعار وهيمنة التجار المرتبطين بالسلطة، مما أدى لمزيد من الاحتجاجات الفلاحية.
كما تم الإشارة إلى دور الزعامات المحلية الذي لم يقتصر على الجانب العسكري أو السياسي، بل امتد إلى الوساطة بين الأهالي والسلطة المركزية، لتنسيق الجهود في مواجهة الأزمات، سواء كانت مجاعة أو موجات تجنيد إجباري، أو حملات قمع، ما أثر في تشكيل الوعي الدمعي وربط المصالح المحلية بالقضايا الكبرى، مثل مقاومة الاستعمار الفرنسي ورفض تقسيم المشرق.
ويرى الكاتب أن هذه العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضًا، لم تكن مجرد خلفية للأحداث السياسية، بل كانت جزءًا من دينامية الصراع، فقد منحت للمجتمع القدرة على التكيف والمقاومة، وحافظت على خصوصية جبل عامل وسط التحولات الإقليمية والعالمية. وبهذا، تمكن الجبل من أن يظل محتفظًا بهويته الأصلية رغم كل ما مر به من تقلبات وأطماع خارجية.
وختامُا، يؤكد الكاتب على أن جبل عامل، رغم الاحتلالات المتعاقبة، وما واجهه من سياسات عثمانية صارمة وضرائب مثقلة، استطاع أن يحافظ على هويته الفريدة، وأن يطوع كافة التحولات الكبرى في خدمة مصالحه بكثير من الأحيان، مستفيدًا من تماسك نسيجه الاجتماعي وخبرته الطويلة في مواجهة أطماع القوى الكبرى. وأسهم في ذلك استقلاله الثقافي بفضل بنيته العشائرية ونشاطه الاقتصادي القائم على الزراعة والتجارة والحرف. كما أن موقعه الاستراتيجي جعل منه محورًا تجاريًا هامًا، فيما أسهم تفاعل العلماء والزعامات المحلية في صون الهوية وتعزيز التنمية، ليبقى الجبل نموذجًا للصمود والتأقلم في تاريخ بلاد الشام.