خريطة زوار أشطر أستاذ جلدية في مصر
عندما تجلس في ساحة انتظار دكتور محمد لطفي الساعي أستاذ الجلدية، بعيادته الكائنة بمدينة نصر، يأتيك تصور، والأدق هو إحساس بأنك في مطار دولي يجمع زوار من كل الدول العربية، ففي العيادة الأنيقة وأنت جالس تجد من يجلس بجوارك على الانتريه الشيك في الساحة المذكورة يمنيون وعراقيون وسعوديون وسودانيون ومن كل دول الخليج، هذا بالإضافة إلى المصريين الذين يمثلون الأغلبية من عدد الجالسين، ربما لا تجتمع كل هذه الجنسيات في الزيارة الواحدة، لكن في كل واحدة من زياراتي التي تكررت لأكثر من 30 خلال عام كامل مضي، اجتمع بجنسيات متنوعة من الأخوة العرب.
لم أجد عيادة أستاذ جلدية في مصر يتوافد عليها المرضي من كل الدول العربية، فعيادة الدكتور محمد لطفي الساعي جمعتهم، غير ذلك جمعت كل الفئات من المصريين بمختلف المستويات الاجتماعية والمادية، ومن كل محافظات مصر، وأرقي أحياء القاهرة الكبرى، تجد فيها النواب والصحفيين والأطباء من التخصصات الأخرى والضباط، فكل هذه الفئات التقيت بها أثناء زياراتي للعيادة، قابلت سكان أغلى كمباوند في مصر، وقابلت مرضي من قري في صعيد مصر، قد لا يعرف عنها أستاذة الجغرافيا في المناهج المصرية أية معلومات.
وأنا جالس انتظر دكتور محمد لطفي الساعي في كل مرة، يحوم على هذا السؤال، وهو: هل هذا التنوع من المرضي يعبر عن شطارة الدكتور في تخصصه، أم أن وسائل التواصل الاجتماعي والدعاية الفجة التي يستخدمها بعض الأطباء كانت السبب؟، كغيري من الجالسين انتظر الدخول للدكتور محمد بفارغ الصبر لكي يتم علاج حالتي التي تجولت بسببها على كل أطباء الجلدية، الذين فشلوا في العلاج، بل تسبب علاج بعضهم في تعميق المرض، وهو ما جلعني منذ أكثر من عام أذهب لعيادة الدكتور “الساعي”.
طرح السؤال السابق، ظل ملحًا على طوال الوقت، بل ظلت عيني حائرة في كل مرات حضوري للعيادة، تنظر إلى المرضي المبتسمين دائما، وهم في انتظار الاستدعاء للدكتور من قبل طاقم السكرتارية اللاتي يشبهن مضيافات الطيران على أفضل الخطوط الدولية، ففي أحد المرات حضرتني جرعة جراءة زائدة، وطرحت السؤال المحير على كل الجالسين من المرضي المصريين والعرب، وهو: كيف عرفتم الدكتور “الساعي” وهل صاحبكم الشفاء بسببه بعد عون الله؟، كانت الإجابة واحدة، وهي نفس مضمون إجابتي التي سأعلنها إذا طرح على هذا السؤال من طرف أخر، وهي أن الدكتور “الساعي” يعد أفضل أستاذ جلدية في مصر، وعرفناه من أطباء آخرين رشحوه لنا، وبفضل الله الحالة أفضل، والشفاء صحبنا ونأتي للمتابعة فقط كل عدة أشهر.
لم أُفاجئ بهذه الإجابات المتنوعة التي جمعتُ مضمونها في السطر السابق، فهم أجابوا كأنهم أنا، علقوا على سؤالي وهم مبتسمين، يعرفون قدر وقيمة طبيبهم العلمية والإنسانية، حيث تسبق الصفة الثانية الأولى عند الدكتور محمد لطفي الساعي، فهو يقدر مرضاه ويتعامل بابتسامة، جاهز لعلاج أي من الأمراض الجلدية، يكتشف أخطاء من سبقوه، يطمئن ويبشر ويفسر، ولا يكتب علاجه في صمت مثل أطباء قابلتهم في هذا التخصص.
قد يسأل القراء سؤال، وهو: لماذا تكتب هذا المقال في منصة لمركز دراسات سياسية واستراتيجية، قراءه من النخبة ومتابعيه من المثقفين ومن غير العامة؟، فإجابتي بدون تردد، وهي أن الحالة في ساحة الاستقبال بالعيادة، وأنا أرى أغلب الجنسيات العربية حاضره، ومنتظرين، مبتسمين وفي قمة السعادة، جعلتني أدرك قيمة أطباء مصر الكبار الذين يمثلون قوة ناعمة للدولة المصرية مثلهم مثل الإعلام، وغيره من الأدوات المؤثرة، فهؤلاء الأطباء أمثال الدكتور محمد الساعي، هم جزء من صناع السمعة المصرية، خاصة وأن مرضاهم يرسلون غيرهم من دولهم، فهم مصدر للعملة الصعبة، وأحد مصادر السياحة المصرية.