كيف كشف “مسلسل الحشاشين” الألغام الفكرية عند الإخوان؟
تصدر مسلسل “الحشاشين” المركز الأول في قائمة المسلسلات الأعلى نسبة مشاهدة على منصة “واتش إت” في دراما رمضان ٢٠٢٤، كما أصبح تريند أول على منصة “إكس” في اليوم الخامس من عرضه، كما تصدر البحث عن مواعيد عرضه خلال الساعات الماضية محرك البحث جوجل، وتصدرت النقاشات حول أحداثه على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يثير للاهتمام والبحث، خاصة مع استنفار مواقع وصفحات أشخاص تابعين لجماعة الإخوان الإرهابية ضد المسلسل وصُناعه.
رغم الهجوم المعتاد من جماعة الإخوان الإرهابية، ولجانها، وأتباعها علي الدراما التي تشكل خطر علي ما تبقى منها، حيث تهدد هذه النوعية من الأعمال المنظومة الفكرية التي تسعى الجماعة إلى امتداد أثرها من السيطرة على الجماعة وأتباعها إلى المجتمع وأفراده بالكلية، بالتالي محاولة فهم مخاوف الجماعة وأتباعها واستنفارهم وتربصهم بمسلسل “الحشاشين”، يقودنا إلى محاولة الإجابة على الأسئلة التالية؛ هي: ما المفاهيم التي تخشى الجماعة من تجسيدها وتحليلها من خلال المسلسل، وعلاقة هذه المفاهيم بالجماعة؟، لماذا تتحسس الجماعة من مناقشة تاريخ أي جماعة إرهابية، من خلال الأعمال الدرامية أو الإعلام؟، وما سبب زخم الاهتمام ونسب المشاهدة المرتفعة لمسلسل “الحشاشين”، مقارنة بغيره من الأعمال التاريخية في سنوات سابقة؟
“الحشاشون” في التاريخ والواقع:
تحمل الحشاشون، أيديولوجية متطرفة، تسعي لفرضها عن طريق استخدام العنف، وهم من الشيعة (الإسماعيلية)، كان هدفهم القضاء على النظام السني القائم في القرن الخامس الهجري والحادي عشر الميلادي في بلاد فارس والشام وفرض المذهب الشيعي (النذاري الباطنية)، اتخذ الحشاشون بقيادة الحسن بن الصباح من القلاع مركز لنشر مذهبهم، وانفصلت الحركة عن الدولة الفاطمية في مصر أواخر القرن الخامس الهجري لتدعوا إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ونسله وكونت فرقة “الفدائيون” التي عرفت بالاغتيالات عن طريق الخنجر.
اهتم حسن الصباح، بالمكان الذي تنطلق منه دعوته، ليتحصن به وأتباعه، فوقع اختياره على قلعة فوق صخرة عالية تقع ـشمال إيران، سميت بـ قلعة الموت، لقد استخدم الصباح هذه القلعة كـ مكان لتجنيد أتباعه الذين وقع اختيارهم من الشباب الصغير، حتى يسهل تدريبهم، والسيطرة عليهم فكرياً ونفسياً، بالتالي يكون حسن الصباح، شكل مجموعات نوعية عنقودية مجهزة للقيام بأعمال إرهابية، وكون خلايا نائمة يسهل زرعها كجواسيس في الدول والممالك المعادية لدعوته.
مفاهيم مركزية وجماعات مختلفة:
بدأ الهجوم من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، على مسلسل الحشاشين منذ إعلان عرضه رمضان الحالي، وتصاعد الهجوم بصورة شكلت حالة هستيرية لعناصر الجماعة، خاصة على تطبيق “أكس” بالتزامن مع عرض كل حلقة، حيث أسقطت عناصر الجماعة، خاصة التنظيمين والمنتفعين، المفاهيم الرئيسية للجماعات المتطرفة التي تعرض لها المسلسل على جماعتهم، حيث تتشاطر كل الجماعات الإرهابية نفس المنظومة الفكرية والحركية المتطرفة.
لقد تعرض المسلسل خلال الخمس حلقات الأولي التي تم عرضها، إلى مجموعة من المفاهيم التي استخدمها “حسن الصباح” زعيم “الحشاشين” في التعامل في المواقف المختلفة، وأوصى بها أتباعه، وهي المفاهيم التي أسست لها كل الجماعات المتطرفة مثل؛ التقية، السرية، السمع والطاعة، الثقة، الولاء والبراء، وتلك المفاهيم تمثل جزء من المنطلقات التي أصل لها مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية “حسن البنا”.
بناء عليه؛ بقراءة وتحليل الحلقات الأولي للمسلسل، رصد المتخصصون تجسيد أبطال العمل لمفاهيم حركية وتنظيمية للجماعات المتطرفة من خلال الأحداث الدرامية، ما أدى إلى فهمها من قبل المتابع بشكل أبسط، أربك بناء عليه حسابات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، التي تعمل منذ سنوات لتصوير نفسها لدى المتابعين كجماعة معارضة، في محاولة لمحو تاريخها الإرهابي من الأذهان، أو غسيل سمعتها في الوعي الجمعي للجماهير العربية، لذلك سوف نقرأ ونحلل ونقارن بعض المفاهيم التي تعرض لها المسلسل عند “حسن الصباح” زعيم “الحشاشين”، وعند “حسن البنا” المرشد الأول لجماعة الإخوان، وهذا على النحو التالي:
(1)- مفهومي السمع والطاعة والثقة: جسد المسلسل مفهوم السمع والطاعة لدى جماعة الحشاشين في مشهد ظهر فيه “حسن الصباح” الذي قام بدوره “كريم عبد العزيز” يأمر أحد أتباعه بالتضحية من أجل الدعوة، والأخير ينفذ الأمر بالانتحار من فوق الجبل أو القلعة، حيث يعد السمع والطاعة أحد أركان البيعة الذي يلتزم بها الشخص الذي بايع أميره في كل الجماعات المتطرفة، فكانت مبايعة “حسن الصباح” جزء من التاريخ الدموي يجسد مبدأ السمع والطاعة داخل أخطر التنظيمات السرية المتطرفة.
بالتالي، يكون نفس المفهوم أسس له “حسن البنا” لضمان السيطرة الكاملة على أتباعه، من خلال ركني السمع والطاعة والثقة من أركان البيعة، حيث تنص البيعة التي يقسم عليها الفرد، لكي يصبح عضوًا في جماعة الإخوان الإرهابية على: “أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جندياً مخلصاً في جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله، وعلى ألا أُنازع الأمر أهله…”، وهذا القسم مأخوذ من رسالة التعاليم للبنا حيث قال: “وأريد بالطاعة: امتثال الأمر وإنفاذه توا في العسر واليسر، والمنشط والمكره..”.
وليضمن البنا الانقياد التام لأتباعه لتنفيذ التعليمات، أكد على نفس الفكرة في مفهوم الثقة، وهو الركن العاشر من أركان البيعة الإخوانية، فقد ربط البنا بين مدى إيمان الفرد الإخواني وانقياده التام لقيادته، حيث قال: “لهذا يجب أن يسأل الأخ الصادق نفسه هذه الأسئلة، ليعرف مدى ثقته بالقيادة: هل هو مستعد لاعتبار الأوامر التي تصدر من القيادة، لا مجال فيها للجدل ولا تردد؟، هل هو مستعد لأن يفترض في نفسه الخطأ، وفي القيادة الصواب؟، هل هو مستعد لوضع ظروفه الحياتية تحت تصرف الدعوة؟، هل تملك القيادة حق الترجيح بين مصلحته الخاصة، ومصلحة الدعوة العامة؟
(2)- مفهوم السرية: ظهر “حسن الصباح” قائد الحشاشين أثناء أحداث المسلسل، وهو يوصى أحد أتباعه بالتزام السرية في الدعوة، كما ظهر “الصباح” في الحلقة الخامسة يستخدم التلخيص المشفر للمعلومات على هيئة رموز كنوع من السرية، مما يعكس أن شخصيته مُتجذر بها طابع السرية، كمنهج كل الجماعات المتطرفة في مرحلة الاستضعاف، يُؤكد “سيد قطب” قبل انضمامه للجماعة على أن:”حسن البنا” يشبه “حسن الصباح” في منهجه الفكري والحركي، حيث قال: “حسن البنا مغلف بالسرية، ويشبه زعيم حركة الحشاشين”.
لقد أسس “البنا” لأتباعه من الإخوان في رسائله لمفهوم “السرية” حيث قال: ” أن أساس النجاح منهج محدود وقوم يعملون وفق هذا المنهج، لا يملون ولا يسأمون، ذلك واضح جلى في دعوة الإخوان الأولى، فقد وضع الله لها منهاجاً محدوداً يسير بالمسلمين الأولين رضوان الله عليهم إليه ـدعوة في السر، ثم إعلان بهذه الدعوة ونضال في سبيلها لا يمل، ثم هجرة إلى حيث القلوب الخصبة والنفوس المستعدة..”، ثم يبرر “البنا” في رسالة أخرى لأتباعه سبب اللجوء للسرية، واستخدام التقية في هذه المرحلة، حيث قال تحت عنوان “العقبات في طريقنا”: “دعوتكم مازالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات..”.
(3)- مفهوم “التقية”: استخدم “حسن الصباح “التقية” في أكثر من موقف خلال الخمس حلقات الأولى من المسلسل، لتسهيل انتقاله من مصر إلى أصفهان، كما يوصي زوجته باستخدام “التقية” لمساعدته في تحقيق أهدافه، الجدير بالذكر أن “التقية” إحدى عقائد الشيعة الإسماعيلية (الباطنية) على وجه الخصوص، يعتبرونها أصل من أصول الدين، لا يجوز رفعها حتى يخرج القائم (الاثنا عشرية)، رواية يعتقدون فيها (الشيعة): “لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً”.
لقد أسس “حسن البنا” مؤسس جماعة الإخوان، لمفهوم “التقية” أيضاً في رسائله لأتباعه، حيث قال في رسالة “المؤتمر الخامس” تحت عنوان “بعض خصائص دعوة الإخوان”: “البعد عن مواطن الخلاف”: فأما البعد عن مواطن الخلاف الفقهي فلأن الإخوان يعتقدون أن الخلاف في الفرعيات أمر ضروري لابد منه.. كانت هذه النظرة ضرورية لجماعة تريد أن تنتشر فكرة، في بلد لم تهدأ بعد فيه ثائرة الخلاف..”، كما أشار “البنا” لاستخدام “التقية” في أجزاء من رسائل أخرى، حيث قال: “ما كان يخشاه الإخوان من معالجة الدعوة بخصومة حادة، أو صداقة ضارة، ينتج عنهما تعويق في السير، أو تعطيل عن الغاية”.
(4) مفهوم “الولاء والبراء”: هو المفهوم الذي تستحل به التنظيمات الإرهابية تشويه وبث الشائعات ضد خصومهم، ومعارضي فكرهم، حيث أوصى “حسن الصباح” أتباعه في الحلقة الخامسة من مسلسل “الحشاشين” بتشويه سمعة الشيخ أبو حامد الغزالي، وبث الشائعات ضده، لما هو معروف عن الغزالي من محاربة الفكر الباطني، ولما لدى الشيخ من مئات التلاميذ، والمريدين الذين يثقون في علمه، وهو نفس المنهج الذي تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية عبر العصور إلى عصرنا الحالي، من تشويه خصومهم، وتدوير الشائعات ضد معارضيهم، لبناء حاجز نفسي بين الجماهير والنخب، التي تسعى لرفع الوعي الجمعي للمجتمع ضد خطر أفكار الجماعات المتطرفة.
لقد أصل حسن البنا لأتباعه استحلال تشويه الخصوم والشماتة بهم، وترويج الشائعات ضدهم من خلال مفهوم “الولاء والبراء”، حيث قال في رسالة “التعاليم”: ” أريد بالتجرد: أن تخلص لفكرتك مما سواها من المبادئ والأشخاص..”قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده” الممتحنة:٤، والناس عند الأخ الصادق واحد من ستة أصناف: مسلم مجاهد، أو مسلم قاعد، أو مسلم أثم، أو ذمي معاهد، أو محايد، أو محارب. ولكل حكمه في ميزان الإسلام، وفي حدود هذه الأقسام توزن الأشخاص والهيئات ويكون الولاء والعداء”.
كما أصل البنا بأية قرآنية يتبرأ فيها سيدنا إبراهيم من قومه عبدة الأصنام ومما يعبدون، مما يشير إلى أمرين؛ الأول: البنا أصل لأتباعه أفكاره باستخدام آيات في غير سياقها وحرف تفسير الآيات لخدمة أهدافه. أما الأمر الثاني: البنا يؤمن ويؤكد لأتباعه أن كل من هم خارج الجماعة كفار، كعبدة الأصنام، هكذا خلط البنا متعمداً التدليس بين المنطلقات الفكرية التي يؤمن بها والعقيدة، حيث جعل من كل المفاهيم التي يتبناها عقائد، حيث قال “البنا” تحت عنوان “العقائد”: “تعريف العقائد: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها قلبك، وتطمئن إليها نفسك وتكون يقينا عندك”.
مخاطر شرعنة الميلشيات:
يثير مسلسل “الحشاشين” وتجسيده لجماعة الحشاشين، قضايا واقعية عصرية، تضرب بخطر جذورها في أعماق التاريخ، منها الصراع بين الدولة والجماعات المسلحة دون الدولة، حيث تعد جماعة “الحشاشين” من أوائل الجماعات التي شكلت ثقل في موازين القوى الدولية، حيث شاركت في حروب وتحالفات واستخبارات واغتيالات، جعلت منها قوة إقليمية ودولية ذات ثقل في الحسابات الإقليمية والدولية لدي جميع الأطراف في حسابات المعادلة السياسية، مثل جماعات الحوثيين وحزب الله وحماس وهيئة تحرير الشام في عصرنا، وهو ما يعكس خطورة رغبة التيار الذي يريد ويتقبل فكرة شرعنة المليشيات.
تفصيلاً لما سبق؛ لا يعني الدعوى لعدم إضفاء شرعية على المليشيات عدم التعامل معها، بل يعنى تحديد الخط الفاصل بين تعريف المليشيات وتوصيفها من قبل المتخصصين والباحثين باعتبارها جماعات متطرفة، والتعامل معها من قبل الأطراف الدولية في سياق الضرورات الأمنية والاستخباراتية للدول دون إضفاء شرعية دولية عليها بذريعة أنها أحد الفواعل الدولية، مما سوف يؤدى إلى تحول الدول التي تعاني من هشاشة أمنية إلى إحلال الميلشيات محل الأنظمة المدنية الشرعية في البلاد، كما حدث مع طالبان في أفغانستان، وسيطرة الحوثيين على حكم أجزاء من اليمن، ونفس الأمر في لبنان من قبل حزب الله.
اختيارات معبرة:
عكس الزخم الجماهيري المتابع لمسلسل “الحشاشين”، فضلاً عن حالة الجدل والنقاشات المثارة حول المسلسل من كل الفئات المجتمعية، تعطش المتلقي والمتابع للمحتويات الهادفة، وتقبل فئة الدراما التاريخية والثقافية التي تصنع حالة عصف ذهني، تؤدي بالمتابع إلى البحث وطرح الأسئلة وإعمال العقل، وقد أسهم اختيار أبطال العمل كل في دوره المناسب إلى جذب المشاهد من الحلقة الأولى، وجاء اختيار “كريم عبد العزيز” موفق في تجسيد دور “حسن الصباح”، لما يمتلكه من جمهور عريض من الشباب الذي اهتم بمتابعة العمل الدرامي بثقته في نجمه المفضل، متحمس لمتابعة ما يقدمه له.
بناء عليه؛ ساهم الاهتمام بكل عناصر اختيار العمل الدرامي من إخراج مبدع ومبهر، وإنتاج سخي، وكتابة رصينة، وتدقيق بحثي وتاريخي مقدر، إلى خروج عمل درامي حظي بأعلى نسب مشاهدة، مقارنةً بغيره من هذه الفئة من الأعمال الدرامية التي عُرضت في السنوات الأخيرة، وظهور بطل العمل “كريم عبد العزيز” من خلال السوشيال ميديا، يشرح ويبسط فكرة العمل لجمهوره من الشباب والمراهقين، ساهم بشكل فعال في تقبل هذه الفئة للعمل، التي كانت لا تهتم بهذه النوعية من الأعمال في أوقات سابقة.
نتيجة لما تقدم؛ أدى جذب فئة من الشباب والمراهقين ومتابعتهم أعمال جادة تسهم في رفع الوعي لديهم إلى زيادة نسبة المشاهدة لمسلسل “الحشاشين” بالمقارنة بالمعدلات المتعارف عليها للأعمال المشابهة، حيث تم إدخال هذه الفئة العمرية في دائرة العصف الذهني وطرح الأسئلة المحورية التي يدور حولها صراعات العالم المعاصر، وهو ما يُعد مكسب يحسب لصناع الدراما، بعد أن أوشكت النخب على فقد الأمل من إخراج الشباب والمراهقين من دائرة السطحية، وإنقاذهم من تعمد تسطيح المحتوى المقدم لهذه الفئة من قبل البعض.
أخيرا؛ السير في طريق رفع الوعي الجمعي للشعوب، من خلال القوى الناعمة، يعد طوق النجاة الوحيد لضمان النجاة، وسط واقع معاصر تتجاذبه فواعل دولية، تنقسم بين دول تسيطر على صناعة القرارات الدولية، فقدت كل معالم وعوامل الإنسانية، وجماعات متطرفة تتمسك وتقاتل من أجل حجز مكان لميلشياتها في المعادلة الدولية، وفي السيطرة على دول أو أجزاء منها، مما يجعل الخيال الروائي يتصور هذا العالم ركام من الدمار بعد ٥٠ عام، تحكمه مجموعات من الميلشيات.