مقاصد جديدة: ما دور البنك الزراعي نحو الفقراء في العيد؟
خلال الأيام الثلاثة التي سبقت عيد الأضحى المبارك 3023، قام البنك الزراعي المصري بدور اجتماعي يعتبر وفقا للمراقبين مقصدًا جديدا لم يقم به البنك منذ نشأته، حيث وزع قسائم شرائية على عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة ومتوسطة بشكل مباشر، هدف منها توفير احتياجاتهم الأساسية من اللحوم والمواد التموينية بمناسبة العيد، ودعم الأسر الأكثر احتياجاً والمساهمة في رفع المعاناة عن كاهلهم.
تأسيسا على ما سبق، يمكن القول إن البنك الزراعي المصري يسعي خلال الفترة السابقة- بالتحديد خلال الثلاثة أعوام الأخيرة إلي رسم سياسة اجتماعية ذات أبعاد جديدة تهدف إلى يتحقق طموحات الشارع المصري بكل أنواعها، فلا يقتصر دور البنك الزراعي على التسهيلات الائتمانية ودعم القطاع الزراعي، بل اتسع دوره بشكل كبير ليشمل أدوار اجتماعية فعالة تدعم فكرة التكاتف الاجتماعي، وتدعم توجهات الدولة المصرية في الوقت الحالي، فالدولة تهتم بالمسؤولية المجتمعية في كل سياساتها، وهو ما يعمل عليه البنك الزراعي المصري، من أجل المشاركة بشكل فعال في عملية التنمية المستدامة في مصر وتوفير حياة كريمة للمواطنين في المجتمع المصري.
في ضوء ما سبق، يهدف هذا التحليل إلى التعرف على حدود الدور الاجتماعي للبنك الزراعي في الأعياد والمناسبات، مع توضيح انعكاسات هذا الدور على المجتمع المصري.
حدود الدور:
يتجسد الدور الاجتماعي للبنك الزراعي في الأعياد والمناسبات من خلال العديد من الفعاليات والمساهمات، يمكن توضيحه على النحو التالي:
(*) جولات متعددة: قام البنك الزراعي بالعديد من الجولات في المحافظات المختلفة من أجل المشاركة الميدانية في تقديم الخدمة الاجتماعية، وتأتي أهمية هذه الجولات من الشخصيات المُشاركة فيها، حيث قام بها الأستاذ علاء فاروق رئيس مجلس الإدارة، وفريق الإدارة العليا للبنك، وهو ما يوضح مدي جدية هذه الجولات، باعتبارها تحقق طموحات الأهالي بالمحافظات في هذه المناسبات الهامة، كما انتشرت هذه الجولات بين محافظات الجمهورية، إذ يبلغ عددهم 25 محافظة تضمنت جميع محافظات الدلتا والصعيد وسيناء والإسكندرية ومطروح خلال الأسبوع الذي يسبق عيد الأضحى المبارك، من أجل تهيئة هذه المحافظات لاستقبال العيد الأضحى و تخفيف العديد من الأعباءالمالية.
(*) لقاءات هامة: قامت قيادات البنك بالعديد من اللقاءات خلال جولتاهم المختلفة في المحافظات، إذ التقت بالسادة المحافظين ونوابهم والأجهزة التنفيذية ، حيث التقي الأستاذ علاء فاروق أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، ومحافظ بورسعيد اللواء عادل غضبان، وأثمر اللقاء عن توقيع بروتوكول تعاون لتمويل ودعم الأسر المنتجة والمعيلة وصغار التجار، لتوزيع قسائم شرائية على عشرات الآلاف من الأسر بشكل مباشر لتوفير احتياجاتهم الأساسية من اللحوم والمواد التموينية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بالإضافة إلي لقاء أيمن مختار محافظ الدقهلية للمشاركة في تدشين قافلة “إيد فى إيد” بالمنزلة لتقديم مساعدات عينية وكوبونات للأسر الأولى بالرعاية، بالتنسيق والتعاون بين البنك ووزارة التضامن الاجتماعي وجمعية رسالة بالمنزلة، وفي جنوب سيناء التقى الأستاذ علاء فاروق اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وتتضمن اللقاء تسليم مساهمات البنك لصرف السلع والمواد الغذائية للأسر الأولي بالرعاية من أبناء المحافظة، حيث يقوم البنك بدور فعال لتمكين الشباب والمرأة البدوية بما يسهم في توفير فرص العمل ورفع مستوى معيشة أبناء المحافظة، وفي الإسكندرية تتضمن اللقاء مع اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية تسليم قسائم شراء اللحوم والسلع الغذائية لعدد من الأسر الأولى بالرعاية من أبناء المحافظة، وذلك في إطار التعاون بين المحافظة والبنك الزراعي لتقديم الدعم للأسر الأولى بالرعاية، وفي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة أسفر اللقاء مع الدكتورة نهال بلبع توزيع قسائم لشراء اللحوم والسلع الغذائية على الأسر المستحقة بنطاق مراكز دمنهور وآيتاي البارود وأبو حمص والرحمانية، ممن تم اختيارهم بالتنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي وأغلبهم من الأسر المستحقة لتكافل وكرامة والأسر الأولى بالرعاية والأرامل والمطلقات وذوى الهمم، وفي باقي المحافظات قام عدد من قيادات البنك بتسليم قسائم المساهمات العينية للسادة المحافظين ومديري مديريات التضامن الاجتماعي والإشراف على توزيعها على الأسر المستحقة كل في نطاق محافظته، وهو ما يحقق كفاءة التوزيع.
ومن هنا يُمكن التأكيد على حرص البنك الزراعي على دعم الأهالي في جميع محافظات الجمهورية، وخاصة الأهالي الأكثر احتياجًا بهدف تخفيف معاناتهم، حيث يأتي ذلك تنفيذًا لقيم التكافل الاجتماعي، التي يحرص البنك الزراعي المصري علي تحقيق أهدافها من خلال سياساته الاجتماعية الفعالة، ويتضح من التوزيع الجغرافي للقاءات البنك في المحافظات المختلفة، إنه يستهدف مد قاعدة الحماية الاجتماعية والوصول لأكبر عدد ممكن من الأسر الأكثر احتياجا بالمناطق المحرومة والنائية والمحافظات الحدودية.
(*) دور اجتماعي بناء: تستهدف الأدوار الاجتماعية للبنك الزراعي توفير حياة كريمة للأسر الأكثر احتياجًا، تفعيًلا لمبدأ التكافل الاجتماعي وتجسيده في الواقع المصري، حيث يقوم البنك بتقديم العديد من البرامج الاجتماعية، ومنها:
(-) توزيع قسائم السلع التموينية في المواسم والأعياد: من خلال كوبونات يتم توزيعها، وهي عبارة عن قسائم لشراء اللحوم والسلع التموينية تُسلم للمستحقين ليقوموا بصرفها من أي مجمع استهلاكي أو المنافذ التابعة للشركة القابضة للمواد الغذائية.
(-) تقديم التبرعات: يقوم البنك الزراعي بتقديم التبرعات للأسر الأكثر احتياجًا، فقد تبرع البنك الزراعي المصري بحوالي 200 ألف جنيه لصالح هذه الأسر بمحافظة القليوبية في يونيو 2023 حيث يأتي هذا التبرع في صورة قسائم شراء مواد غذائية مُصدرة من مؤسسة مصر الخير بالتعاون مع وزارة التموين في صورة بونات بقيمة 200 جنيه وبونات بقيمة 100 جنيه يتم تسليمها للمُستحقين، وهو ما شكل دعم أساسي مقدم من البنك الزراعي قبل أيام العيد، وكما قام بتقديم دفعة سابقة بقيمة 250 ألف جنيه.
(-) تيسير زواج الفتيات: من خلال مبادرة” تيسير الزواج”، حيث قام البنك بدعم 100 شاب وفتاة من المقبلين على الزواج من قري حياة كريمة وتوزيع المساهمات العينية عليهم في محافظة قنا، وهو ما يوضح الدور الكبير للبنك الزراعي المصري في تيسير الزواج على الفتيات.
(-) الرعاية الصحية: يعمل البنك الزراعي أيضا من اجل تقديم رعاية صحية أفضل للمرضي، فقد أعلن تقديم مساهمات لدعم 21 مستشفى في 14 محافظة لخدمة آلاف القرى على مختلف مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى توفير أجهزة طبية ومساعدات مادية لدعم عدد من المراكز الطبية الخيرية في جميع المحافظات، وهو ما يعمل على تقديم خدمة طبية بأعلى مستوي للمواطنين، وهو ما يعمل على توفير حياة كريمة لهم.
(-) توفير فرص العمل: من خلال مبادرة باب رزق التي تعمل على تسهيل تقديم التمويل للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، فقد توسع البنك الزراعي المصري بشكل كبير في هذه المبادرة، إذ بلغ الحجم التمويلي لها 323 مليون جنيه، استفاد منها نحو 33 ألف عميل في جميع المحافظات، وهو ما عمل على توفير فرص عمل حقيقية للشباب والفتيات حيث تمثل المرأة الريفية أكثر من 58% من المستفيدين بهذه المبادرة.
عوائد إيجابية:
ينعكس الدور الاجتماعي للبنك الزراعي بصفة عامة، ودوره في الأعياد والمناسبات بصفة خاصة على تحقيق عدد من العوائد الايجابية، هي كالتالي:
(&) تخفيف الأعباء المادية: إن المُساهمات التي يقدمها البنك الزراعي المصري للمحافظات المختلفة بأوقات الأعياد والمناسبات، تعمل على تخفيف العديد من الأعباء المادية التي تثقل كاهل الأسر الأكثر احتياجًا خاصة في ظل الأعياد والمناسبات، ففي عيد الأضحى هذا العام ترتفع أسعار اللحوم بشكل كبير بسبب الظروف الخارجية التي أثرت علي الدولة المصرية في هذا الشأن، وهو ما يُشكل توفيرها عبء كبير على الأسر ذات الدخل المنخفض، فلذلك فإن تحركات البنك الزراعي في هذا الوقت ستعمل على تخفيف عبء كبير من على هذه الأسر.
(&) تماسك المجتمع: اهتمام البنك الزراعي بالأسر الأكثر احتياجًا يعمل على تحقيق تماسك المجتمع المصري، إذ إن شعور هذه الفئات أنها محل اهتمام جهات الدولة المختلفة،سيُحقق مشاركة اجتماعية لهذه الفئات بشكل إيجابي، والبعد عن التصرفات السيئة التي تعرض المجتمع المصري للتفكك، ففي الأعياد والمناسبات تزيد رغبات الأفراد، فتحقيق هذه الرغبة والمنفعة يعمل على تماسك المجتمع المصري واستقراره.
(&) توفير مصدر دخل دائم: إن مبادرة باب رزق التي تعمل على توفير فرص العمل للشباب والفتيات من خلال تسهيل تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، تعمل على توليد مصدر دخل دائم لهؤلاء الشباب، وهو ما يُحقق إدماجهم في المجتمع المصري، الأمر الذي يعمل على تحقيق رفاهية المواطنين بحيث يستطيعوا توفير احتياجاتهم الشخصية من عملهم الذاتي، إذ تعتبر هذه المنهجية أفضل من تقديم الإعانات والتبرعات؛ لأنها تجعل الأسرة قادرة على الوفاء باحتياجاتها في جميع أيام السنة، وبالتالي تنخفض نسبة الإعالة في المجتمع.
(&) شمولية عملية التنمية: سياسة البنك الزراعي التي تعمل على توجيه مختلف الخدمات التي يُقدمها لجميع محافظات الجمهورية، تعمل على تحقيق التوازن النسبي في توزيع الخدمات بين المحافظات، بحيث لا تستأثر محافظة دون أخري بالخدمات، وبالتالي ستتحقق شمولية عملية التنمية في مصر بفضل هذه السياسات الرشيدة للبنك الزراعي المصري.
في النهاية، يمكن القول إن البنك الزراعي، قدم نموذجًا يُحتذي به في التكاتف الاجتماعي، من خلال دوره البارز في أوقات الأعياد والعديد من المناسبات الأخرى، حيث يستهدف البنك الأسر الأكثر احتياجًا، بهدف توفير حياة كريمة لهم، إذ يحرص على تحقيق ذلك الهدف جميع قادة البنك الزراعي المصري، هو ما يوضح أنها استراتيجية منهجية داخل سياسات البنك، فنتيجة لهذا الدور القومي للبنك أصبح البنك الزراعي المصري مُنفذ ومُشارك رئيسي لسياسات الدولة المختلفة لتحقيق حياة كريمة للمواطنين.