كيف دعم البنك الزراعي مشروع “حياة كريمة”؟
تحظى مبادرة “حياة كريمة” باهتمام كبير ضمن استراتيجية البنك الزراعى المصري للمسؤولية المجتمعية، فقد قام البنك بالعديد من الإجراءات التى تدعم هذه المبادرة، مساندًا الدولة المصرية فى تحسين أحوال القرى المصرية بشكل يتوافق مع استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة، إذ يعتبر البنك الزراعى المصرى من أكثر البنوك انتشارًا على مستوى محافظات الجمهورية، وهو ما يُسانده فى تحقيق غاياته فى القرى لتطوير الريف المصرى، فالبنك يعمل على تحقيق الشمولية فى تقديم خدماته المختلفة، وهو ما جعله أكثر البنوك بروزًا على الساحة المصرفية فى تضمين المسؤولية المُجتمعية وخدمة الوطن فى جميع أموره.
وفى ضوء ذلك يهدف هذا التحليل إلى التعرف على دور البنك الزراعى المصرى فى دعم مبادرة حياه كريمة، مع التعرف على الانعكاسات التى تعود على البنك والاقتصاد المصرى من المشاركة الفعالة للبنك.
دور فاعل:
جاء تأكيد الأستاذ علاء فاروق، رئيس البنك الزراعى المصرى، إن مبادرة حياة كريمة غيرت من وجه الحياة فى الريف المصرى وساهمت بشكل كبير فى تنمية قطاع الزراعة، انعكاسًا للدور الفعال الذي يقوم به البنك الزراعى المصرى لتحقيق أهداف المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، فالبنك أخذ على عاتقه القيام بالعديد من الإجراءات والسياسات التى تحقق نتائج واقعية مؤثرة على أرض الواقع. فمن هذه الإجراءات ما يلى:
(*) دعم صغار المزارعين: يعمل البنك الزراعى على دعم صغار المزارعين بشكل كبير، فقد قام البنك بزيادة الفئات التسليفية لجميع المحاصيل الزراعية بنسبة 25% لدعم ومساندة صغار المزارعين على تحمل تكاليف الزراعة ومواجهة أى زيادة قد تطرأ على أسعار مدخلات الإنتاج والتشغيل، وهو ما يضمن استمرارهم فى العمل والإنتاج والعمل على تنمية القطاع الزراعى.
وفى نفس الإطار أعلن البنك فى وقت سابق زيادة الفئة التسليفية لفدان القمح لتصل إلى 12 ألف جنيه للفدان الواحد الذي يتم زراعته بطرق الرى التقليدية و 15 ألف جنيه للفدان المروى بطرق الرى الحديث، وهو ما يؤكد تحفيز البنك الزراعى لمشروعات التحول من الرى التقليدي إلى الرى الحديث. بالإضافة إلى ذلك يقوم البنك الزراعى المصرى بمنح القروض الزراعية بفائدة مدعومة 5% لدعم صغار المزارعين والفلاحين، ونتيجة لذلك بلغ إجمالي القروض الزراعية الممنوحة للمزارعين منذ 2021 حتى مايو 2023 نحو 42.5 مليار جنيه، وذلك بلغ إجمالي القروض الممنوحة 972 ألف قرض، وهو ما يعكس سياسة البنك التوسعية فى تقديم القروض خاصة القروض الصغيرة، وقد تم ذلك الدعم على النحو التالي:
(-) دعم قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر: بلغ إجمالي القروض الموجهة من البنك لدعم هذا القطاع نحو 43,224 مليار جنيه بنسبة 76% من حجم المحفظة، فيما بلغ حجم تمويل الشركات الكبرى العاملة في مجال الزراعة والتصنيع الزراعي نحو 12,4 مليار جنيه لتمويل 143 شركة، كما توسع البنك الزراعي فى إتاحة تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر من خلال برنامج ” باب رزق” للتمويل المتناهي الصغر، والذي يقدم سهولة كبيرة فى تقديم الخدمة الائتمانية كما يوضح الشكل رقم (1) ، فقد بلغ إجمالي التمويلات التى أتاحها البنك الزراعي من خلال برنامج ” باب رزق” بالصعيد بلغت نحو 34 مليون جنيه استفاد منها 3800 مواطن بقرى حياه كريمة، وكانت المرأة هي الأوفر حظًا فى الحصول على التمويل بنسبة 55% من إجمالي المستفيدين من البرنامج.
الشكل رقم (1) يوضح مميزات برنامج ” باب رزق”
(-) إسقاط وتسوية الديون المتعثرة: قام البنك بإطلاق مبادرة إسقاط وتسوية الديون المتعثرة في 2021 بإجمالي أكثر من 10 مليارات جنيه واستفاد منها مئات الآلاف من العملاء بما يسهم في تحسين مستوى معيشتهم ومساعدتهم على العمل والإنتاج، إذ كان هناك 12 ألف شخص بمديونيات 76 مليون جنيه، تم إعفاءهم تمامًا من سداد القروض، كما تم إعفاء مديونيات حتى 100 ألف جنيه لعدد 7200 عميل حصلوا على القرض الشخصي بمديونيات كاملة بقيمة 400 مليون جنيه، وكما تم إسقاط مديونيات بالكامل بإجمالي 63 مليون جنيه، خاصة للعملاء الذين توفوا وعددهم 843 عميل، وبالنسبة للشركات فإنه يتم سداد 50 % فقط من القيمة لمن لهم مديونية من 25 ألف – 10 ملايين جنيها، بجانب إسقاط جميع الفوائد المُهمشة والتنازل عن كل القضايا المتداولة ضدهم حتى يتثنى لهم التعامل مع الجهاز المصرفى بعد دراسة الحالة، وهو ما يدل على دور البنك الزراعي الكبير فى ملف المديونيات المُتعثرة.
(-) أرقام دالة: هناك مجموعة من الأرقام التى يُستدل منها على مدى الدور الكبير للبنك الزراعي فى مبادرة حياه كريمة، إذ بلغت حجم محفظة القروض بمحافظات الصعيد فى نوفمبر 2021 نحو 14.2 مليار جنيه بنسبة نمو بلغت 50% عن العام السابق، و2.9 مليار جنيه حجم محفظة القروض الزراعية لتمويل الإنتاج النباتي بالصعيد منها نحو 1.6 مليار جنيه لتمويل زراعة قصب السكر، 1.2 مليار جنيه إجمالي تمويلات للمشروع القومى لإحياء البتلو بالصعيد الذى استفاد منها نحو 7800 عميل لتربية أكثر من 81 ألف رأس ماشية، كما تم تمويل وإحلال 606 سيارة نصف نقل واستبدالها بسيارات ميكروباص حديثة بنحو 110 مليون جنيه لتطوير وسائل النقل الجماعي فى محافظات أسوان والأقصر وقنا وسوهاج. ومن هنا يمكن القول إن البنك الزراعى المصرى اتخذ سياسة تطويرية على مستوى كافة القطاعات من أجل القيام بهذا الدور الفعال، فمن الإجراءات التطويرية التى اتخذها:
(*) توسع الانتشار الجغرافى: قام البنك الزراعى المصرى بإنشاء 65 فرعا بقرى “حياة كريمة” ونشر 1170 ماكينة للصراف الآلي بالقرى والريف المصري منها نحو 250 ماكينة بقرى حياة كريمة، بالإضافة إلى تطوير أكثر من 300 فرع بالقرى، وتجدر الإشارة هنا إلى قيام البنك الزراعي بافتتاح ثلاثة فروع جديدة فى محافظة أسوان بعد تطويرها داخل قرى حياة كريمة فى المنشية الجديدة، وإقليت بمركز كوم أمبو، بجانب فرع البصيلية التابع لمركز إدفو. وتقدم هذه الفروع كافة الخدمات والأعمال المصرفية من قروض زراعية وثروة حيوانية وودائع وتحويلات كما تم تزويده بماكينة صرف آلي تحقيقاً لبرنامج الشمول المالى والتحول الرقمى والإلكتروني .فبذلك أصبح البنك الزراعى يمتلك شبكة واسعة من الفروع والمكاتب والوحدات المصرفية، التى يبلغ عددها أكثر من 1100 فرع.
(*) زيادة إصدار البطاقات المصرفية: قام البنك الزراعى بإصدار 3,17 مليون بطاقة ميزة مدفوعة مقدمًا وعدد 421 ألف بطاقة ميزة معاشات، وإصدار عدد 2,3 مليون كارت ميزة الفلاح وتوزيع وتسليم 1,3 مليون كارت كما يوضح الشكل رقم (2)، حيث يتضح من هذه الأرقام مدى توسع البنك فى خدمات التحول الرقمى، إذ قام بالاهتمام بالصيرفة الالكترونية لتحقيق معدلات عالية من الشمول المالى.
انعكاسات هامة:
انعكست وستنعكس الأدوار الفعالة التى يقوم بها البنك الزراعى المصرى على تحقيق العديد من النتائج الايجابية سواء على مستوى البنك الزراعى أو على مستوى الاقتصاد، وذلك على النحو التالي:
(&) أداء بنكى قوى: استمر البنك الزراعى المصرى فى تحقيق العوائد القوية الناتجة عن الدور الفعال الذى يقوم به على جميع الأصعدة، فقد حقق البنك معدلات نمو متسارعة فى حجم أعماله، إذ ارتفع عدد الشركات الممولة من 75 شركة إلى 89 شركة حصلت على تمويلات بقيمة 3.325 مليار جنيه بنسبة نمو بلغت نحو 31%. كما ارتفع عدد الشركات الكبرى التى يمولها البنك من 65 شركة يبلغ حجم تمويلها نحو 4.3 مليارات جنيه فى عام 2021 إلى 119 شركة حجم تمويلها يبلغ نحو 10.563 مليارات جنيه فى عام 2022- أي بمعدل نمو 83%، وهو ما يوضح تنامى الثقة الشديدة فى سياسات البنك الزراعى المصرى، التى ستنعكس على تحقيق معدلات أرباح مرتفعة، تُمكن البنك بالتوسع فى الخدمات التى يُقدمها.
(&) تنمية الريف: من المؤكد أن الأعمال التى يقوم بها البنك الزراعى المصرى فى قرى حياة كريمة، ستعمل على تحقيق تنمية ريفية على كافة المستويات من خلال تحقيق التمكين الاقتصادى للمجتمع الريفى، فالبنك يضع كافة إمكانياته لتحقيق التنمية الريفية من خلال المشروعات التنموية المختلفة التى ينفذها فى الريف المصرى وحملات التوعية المختلفة التى يقوم يها.
(&) خفض معدلات البطالة: التوسع فى القروض التى يُقدمها البنك الزراعى، خاصة القروض الصغيرة والمتناهية الصغر، من المؤكد أنها ستعمل على الإسهام في تحقيق التمكين الاقتصادي لبعض الشباب، من خلال قيامهم بالمشروعات الخاصة بهم، وهو ما سيعمل على تخفيف معدلات الإعالة ما بين المجتمع المصرى، فالبنك الزراعى حريص على تمكين الشباب من خلال مبادرة رواد النيل التى يطلقها البنك، حيث تشجع على خلق المزيد من فرص العمل.
(&) زيادة معدلات النمو الاقتصادى: تمثل الانعكاسات طويلة الأجل للدور القوى للبنك الزراعى فى عمليات التنمية، فى تحقيق معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادى، فالاستثمارات التى يعمل البنك الزراعى المصرى على تحفيزها من خلال التوسع فى حجم القروض، ستعمل على تحقيق فرص مرتفعة للنمو الاقتصادى فى الأجل الطويل.
ختامًا يتضح لنا مما سبق الدور الفعال والكفء للبنك الزراعى المصرى فى مسايرة عمليات التنمية للدولة المصرية، فالبنك يُتيح مساحة كبيرة من أعماله لتحقيق نهضة شاملة فى الاقتصاد المصرى، وهو ما أثبته من خلال العديد من السياسات التى تبناها، والتى تعكس كون البنك من أكبر البنوك المتخصصة فى مصر، ومن ناحية أخرى قدم البنك الزراعى الدليل الكافى إنه من البنوك التى تدعم الشمولية فى تقديم خدماتها، فلا يقتصر على تقديم الخدمات للقطاع الزراعى فقط، بل توسع دوره ليشمل تحقيق المسؤولية المجتمعية فى خدماته.