دور الشركات الناشئة في زيادة الاستثمارات بقطاع الاتصالات في مصر.. (عرض رسالة ماجستير)

تحظى الشركات الناشئة أومشروعات ريادة الأعمال بدعم غير مسبوق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد وجه سيادتهخلال اجتماعه مع كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلوماتبتاريخ 15/5/2022 بشأن تأسيس الشركات عن طريق الإخطار رقمياً من خلال منصة تقام لهذا الغرض، وذلك في إطار إزالة جميع المعوقات أمام الشركات الناشئة ورواد الأعمال؛ والسماح بفتح الشركات الافتراضية دون التقيد بضرورة وجود مقر فعلي لها، وذلك بهدف توفير النفقات والتسهيل على تلك الشركات. فضلا عن توجيه فخامته التوسع في الإعفاءات الضريبية للشركات الناشئة؛ وتفعيل القوائم البيضاء لاستيراد المكونات الإليكترونية للشركات المتخصصة.

وهنا تجد الإشارة إلى أن هذه الرسالة تواكب توجيهات الرئيس السيسي بشأن دعم الشركات الناشئة المصرية، وتساير توصيات منتدى شباب العالم 2022 في دورته الرابعة لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة.

وبصفة عامة، تشهد الفترة الراهنة تزايد اهتمام توجهات الدولة وسياساتها الداعمة بمجال عمل الشركات الناشئة ومشروعات ريادة الأعمال،وحث الشباب على المزيد من الاهتمام بهذا المجال وتسليط الضوء على فرصه الواعدة من خلال دعمهم بمختلف المُمكنات للتميز في مجال الابتكار وريادة الأعمال.ويتأكد هذا الاهتمام فيما تضمنته توصيات منتدى شباب العالم لعام 2022 في دورته الرابعة بشأن تفعيل مبادرة إنشاء حاضنة عالمية لرواد الأعمال والمشروعات الناشئة والصناعات الصغيرة.

يلقى هذا الاهتمام والتوجه العام لدعم الشركات الناشئة أو مشروعات ريادة الأعمال وتقييم مدى مساهمته في دعم الاقتصاد الوطني المصري، صدى واهتمام مقابل لدى شباب الباحثين لدراسة كيفية تعظيم دور مشروعات ريادة الأعمال والشركات الناشئة في مختلف المجالات لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة خاصة في ظل التحديات والظروف الاقتصادية التي تتطلب حلولا مبتكرة سواء لاستمرار التنافسية في السوق العالمي أو الدخول في هذا السوق بشكل جديد عبر منتجات جديدة ومبتكرة.

وفي هذا السياق، شهد قسم البحوث والدراسات الاقتصادية بمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بجامعة الدول العربية، مناقشة رسالة الماجستير التي تحمل عنوان ” أثر مشروعات ريادة الأعمال في زيادة الاستثمارات بالتطبيق على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر الفترة (2010-2020)“،المقدمة من الباحثة رانيا مرزوق حسن إبراهيم مدير إدارة بالمكتب الفني بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وحصلت فيها على تقدير ممتاز بعد إشادة لجنة المناقشة والحكم بموضوع هذه الرسالة وأهميته للاقتصاد المصرى لتزامنها مع توجهات الدولة المصرية بشأن دعم الشركات الناشئة أو مشروعات ريادة الأعمال. فقد ترأس هذه اللجنة الأستاذ الدكتور/ سامي السيد فتحي أستاذ متفرغ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس قسم البحوث والدراسات الاقتصادية بمعد البحوث والدراسات العربية بجامعة الدول العربية “رئيسًا ومناقشًا”، وبعضوية كل من الأستاذ الدكتور/ محمد علي إبراهيم أسـتاذ الاقتصاد بقسـم الاقتصاد بمعهد البحوث والدراسات العربية “مشرفًا ومناقشًا”، والأستاذ الدكتور / وائل الدسوقي مدير مركز ريادة الأعمال بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري “مناقشًا”.

فقد استعرضت تلك الرسالة العديد من الموضوعات التى جاء في مقدمتها التعرف علي مفهوم ريادة الأعمال، وذلك من خلال تناول التطور التاريخي لهذا المفهوم، ووجهات النظر المختلفة التي ساهمت في تطوره بالتركيز علي مفهوم الشركات الناشئة أو مشروعات ريادة الأعمال، فضلا عن الأهمية الاقتصادية لللشركات الناشئة أو مشروعات ريادة الأعمال وبعض التجارب الدولية (المملكة المتحدة – سنغافورة – الإمارات العربية المتحدة) في هذا المجال والدروس المستفادة منها، وصولا إلي تحديد دور هذه الشركات في تحقيق زيادة الاستثمارات لا سيما في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر.

هذا وقد خلصت تلك الرسالة لمجموعة من النتائج يمكن تحديد أبرزها فيما يلي:

  • أهمية إدراك العلاقة بين مفهوم ريادة الأعمال ومفهوم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فعلى الرغم من الارتباط بين المفهومين، إلا أن كلاً منهما لا يعتبر مرادفاً للآخر. فمفهوم ريادة الأعمال يرتبط باستثمار الفرص أكثر من ارتباطه باستخدام الموارد. أما المشروعات الصغيرة فهي الأداة التي يستخدمها رواد الأعمال من أجل تقديم منتجات وأنشطة جديدة.
  • استخلاص أبرز نقاط القوة لتجارب الدول التي تم دراستها والتي تمثلت أهمها في البيئة التشريعية والتنظيمية الداعمة للشركات الناشئة أو المشروعات ريادة الأعمال، وترسيخ ثقافة ريادة الاعمال والاهتمام بالتعليم والتدريب المرتبط بمجال ريادة الأعمال، وضوح أولويات التنمية لجذب وتوجيه الاستثمارات نحوها مثل تلك المتعلقة بمجال التكنولوجيا الخضراء.
  • تقدم أداء مصر في مؤشر معدل نشاط ريادة الأعمال في المرحلة المبكرة بالتقارير الدولية المعنية بريادة الأعمال وأن القطاعات أن القطاعات الأكثر جذبًا لشركات ريادة الأعمال في مرحلة مبكرة في مصر هي التوزيع بالجملة والتجزئة، الزراعة والتصنيع، أما القطاعات الأخرى، مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتمويل والخدمات المهنية والخدمات الإدارية والتعدين والرعاية الصحية والتعليم لا تزال دون المتوسط العالمي. وأن بيئة ريادة الأعمال في مصر بشكل عام، ما زالت تحتاج إلي المزيد من الجهود لتطويرها وتحسينها.
  • لا تتضمن الخريطة الاستثمارية الحالية الفرص الاستثمارية للشركات الناشئة أو لمشروعات ريادة الأعمال بصفة عامة ومشروعات ريادة الأعمال التكنولوجية بصفة خاصة.

وحددت الباحثة في رسالتها عدد من التوصيات التي تستهدف في مجملها زيادة دور الشركات الناشئة أو مشروعات ريادة الأعمال التكنولوجية في زيادة استثمارات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المستقبل. ويأتي في مقدمة هذه التوصيات: أهمية ضبط وتطوير الجانب التشريعي والتنظيمي والمؤسسي لريادة الأعمال في مصر، والاهتمام بزيادة الوعي العام بأهمية الابتكار والشركات الناشئة أو مشروعات ريادة الأعمال لاسيما مشروعات ريادة الأعمال التكنولوجية على مستوى كافة المحافظات، فضلا عن زيادة فعالية دور وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجال ريادة الأعمال في الفترة المقبلة من خلال تصميم خريطة استثمارية جديدة للمشروعات الريادية التكنولوجية التي ثبت جدواها الاقتصادية. والترويج لهذه المشروعات محليا وعالميا باعتبارها فرص استثمارية، وكذلك إعداد دراسة سنوية تتضمن البحث في ترتيب وموقع مصر في كافة التقارير الدولية ذات الصلة بمجال ريادة الأعمال من منظور مقارن شامل بهدف متابعة وتقييم مدى التقدم المحرز في هذا المجال وبما يساعد في تطوير رؤية الدولة المصرية لريادة الاعمال وتعزيز دورها في تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة وفقا لذلك.

ويتبين مما سبق، أهمية تنفيذ هذه التوصيات في ضوء ما وجه به مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن دعم الشركات الناشئة المصرية، وكذلك الاستعانة بتلك التوصيات في تفعيل مبادرة إنشاء حاضنة عالمية لرواد الأعمال والمشروعات الناشئة والصناعات الصغيرة وفقا لما أوصى به منتدى شباب العالم لعام 2022 في دورته الرابعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى