أدعوكم للمشاركة ففيها كل الخير لمصر

بقلم هيمن عبدالله

كنت أتصفح ليلة الخميس الـ 7 من ديسمبر “الصفحة الرسمية للمرشح الرئيس عبد الفتاح السيسي”، وهي عادة أفعلها يوميًا منذ تأسيس الحملة لهذه الصفحة في الـ 29 من سبتمبر الماضي، حيث أحاول بقدر المستطاع أن أنقل ما تنشره الحملة عبر صفحتها عن الانتخابات وتحمله من ثقافة سياسية لغيري من العمال والموظفين والجيران في دائرتي المعيشية، ما انتابني وأن أقرأ أخر ما كُتب قبل الصمت الانتخابي على هذه الصفحة، هو “بوست” محفز من قبل المستشار محمود فوزي، رئيس الحملة الانتخابية لسيادة الرئيس السيسي، حيث قال ” أدعو كل المصريين إلى المشاركة في هذا المشهد الديمقراطي، ليختاروا بضميرهم الوطني المتجرد من يصلح، والله يولي من يصلح، تلك دعوتي الصادقة، وهذه إرادة المصريين التي أحترمها وأعمل بها ولها”.

في الحقيقة أن الدعوة للمشاركة من قبل الرسميين، سواء في حملة سيادة الرئيس السيسي  وغيرها من الحملات الانتخابية المتنافسة، تحتاج إلى دعم قوى من المثقفين والمؤثرين في مجتمعاتهم ومن رجال النخبة ورجال الأعمال ومن المرأة والرجل والشيخ والشباب، فكلنا مُكلفين بتحفيز الناس على المشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر في تقديري أهم انتخابات رئاسية في الحياة المصرية منذ إعلان عن التعددية في المشاركة عام 2005، فهذه الانتخابات تأتي في سياق إقليمي صعب، فهناك مهددات إقليمية محيطة بمصر من الناحية الشمالية الشرقية ومن الجنوب والغرب، هذا بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية العالمية وتأثيراتها السلبية، فكلها عوامل تحتاج إلى ضرورة المشاركة ووضع الوزن النسبي لعدد المشاركين في الاعتبار، باعتبار أن صورة مصر التي يراها الخارج يرسمها شعبها من خلال كتابة رسالة للعالم، مضمونها أن شعب مصر بخير ودولته ومؤسساتها وقياداتها تمثل حجر صلب يظل في حمايته.

ربما في تقديري أن هذه ظروف هذه الانتخابات والسياقات التي تجري فيها، بالإضافة إلى ما فعلته القوى المؤثرة في المجتمع سواء الأحزاب السياسية التي يأتي على رأسها حزب مستقبل وطن، ستأتي بثمارها في زيادة نسبة المشاركة عن انتخابات 2018 التي بلغت 41,05% بعدد يزيد عن 24 مليون و200 ألف ناخب.

 فالتحركات المؤثرة والمحفزة لحزب مستقبل وطن في الشارع المصري، وعدد مؤتمراته الذي تجاوز 40 مؤتمرًا في محافظات الصعيد الثمانية فقط، بالإضافة مؤتمراته المكثفة في الدلتا والقاهرة الكبرى ومحافظات القناة والمحافظات الحدودية، ستكون عوامل داعمة للمشاركة الكثيفة التي ظهرت ملامحها ونحن نشاهد ونحلل عدد الحضور في جميع مؤتمرات حزب مستقبل وطن، وغيره من القوى الفاعلة في الانتخابات مثل مجلس القبائل العائلات المصرية والتحالف الوطني للعمل الأهلي، وغيرهما من الأحزاب الفاعلة التي ساندت مرشحيها. فالمؤتمرات المنظمة والمنتظمة التي شهدتها جميع محافظات مصر خلال الدعاية الانتخابية والدعوة للمشاركة التي قام بها “مستقبل وطن”، تشير إلى أن هناك تقدير موقف مدروس وضعته قيادات الحزب، التي تيقنت أن تنظيم المؤتمرات من خلال إدارة مركزية يعني مزيد من الحضور ومزيد من المشاركة، وهذا لم يكن يفعله السابقون، حيث كانت المؤتمرات تعقد بطريقة لا مركزية، فالعمل التنظيمي للحزب اختلف كثيرا وأصبح مواكبًا للتطورات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها مصر، وهو ما يعبر عن أن الحزب أدرك مبكرًا طبيعة التغير في ديموغرافيا السكان في مصر.

في النهاية، أقول لكل المواطنين بمحافظة مصر، لسكان الصعيد والدلتا ومحافظات القناة والقاهرة الكبرى، وسكان المحافظات الحدودية، انزلوا إلى مراكز الاقتراع، وأدلوا بأصواتكم فى الصناديق، فلكل صوت في الصندوق من أصواتكم أثرا فى الانتخابات الرئاسية، فالمشاركة فى الانتخابات حق دستوري، وواجب وطني عليكم جميعًا، فكل مواطن منكم يجب أن يدرك أن مشاركته لها دور إيجابي في مسيرة الوطن الديمقراطية.

أرجوكم يا مصريين حققوا أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات أو خليكم في مقدمة الصفوف، بقلكم تنزلوا تشاركوا ليه هذه المرة، “انزل وشارك علشان دا حقك الدستوري”، “انزل وشارك علشان المشاركة واجب البلد عليك”، “انزل وشارك علشان نقدم صورة حضارية للعالم”، “انزل وشارك علشان صوتك مؤثر هذه المرة”، “انزل وشارك علشان تحقق متطلباتك”.

أيها المواطن المصري العزيز، انزل وشارك ومتوقلش صوتي مش فارق، انزل وشارك ومتقلش النتيجة محسومة، انزل وشارك ومتقولش مفيش منافسة حقيقية، انزل وشارك متقولش أوضاعنا مش حتتحسن، انزل وشارك وخليك واثق في اللجنة العليا للانتخابات، انزل وشارك لوجود الإشراف القضائي، خليك واثق لأن هناك متابعة داخلية من منظمات المجتمع المدني، انزل وشارك وخليك واثق لأن هناك متابعة دولية، انزل وشارك وخليك لأن هناك إعلام وطني يفضح أي تجاوزات.

أيها الناخب المصري، مشاركتك في الانتخابات غدا تعني شعورك بالمسئولية تجاه الأفراد وتجاه المجتمع، وتجاه الوطن كله، مشاركتك في الانتخابات تعني مطالبة منك بضبط الأسعار، واستمرار حفظ الأمن والاستقرار، وتحسين الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم، مشاركتك تعني الاستمرار في إقامة المشروعات التنموية وتمثيل مصر بشكل مشرف أمام الدول الخارجية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى