عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة.. رسالة من النصر إلى المستقبل

من وهج المعركة إلى ضوء السلام نتذكر لنبني ونفتخر لننهض
في مثل هذه الأيام من أكتوبر المجيد لا نقف فقط على أعتاب ذكرى الانتصار العسكري بل نعيد فتح صفحات التاريخ التي كتبها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه رجال حملوا على أكتافهم أمل وطن وكتبوا بدمائهم معجزة ستظل منارة للأجيال القادمة
6 أكتوبر 1973، ليس مجرد تاريخ بل شهادة ميلاد جديدة لمصر أعادت فيه بناء هيبتها ورفعت فيه راية النصر بعد سنوات من الانكسار والهزيمة “*عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة*” لم تكن مجرد عبارة بل كانت صرخة من قلوب المصريين ترجمتها الدبابات التي عبرت القناة والجنود الذين اعتلوا خط بارليف والإرادة التي كسرت المستحيل.
خطاب في عقر دار العدو السادات يُعلنها لا سلام مع أحلام الغزو:
فى قلب الكنيست الإسرائيلي وقف الرئيس الشهيد محمد أنور السادات لا خائفاً ولا متردداً بل حاملاً رسالة مصر وشعبها رسالة السلام الذي لا يُفرض من ضعف بل يُمنح من موقع قوة .
“السلام لن يكون اسماً على مسمى بل هو الفعل الذي ينبع من قوة وشجاعة”
“أقول لكم تخلوا عن أحلام الغزو وروح المواجهة فالعرب أمة لم تمت ولن تُهزم بإذن الله”
بهذه الكلمات أسكت السادات صوت السلاح وأطلق مرحلة جديدة من الكرامة والمكانة كان يعلم أن النصر الحقيقي لا يتوقف عند الحرب واستعادة الارض بل يمتد إلى بناء السلام وامتلاك زمام المبادرة في الحاضر والمستقبل .
جيل أكتوبر مدرسة لا تموت:
إن تضحيات آبائنا وأجدادنا أبطال أكتوبر لم تكن مجرد لحظة في التاريخ بل هي منهج حياة علمونا كيف يكون الإيمان بالوطن وكيف نُحارب اليأس وكيف نقف صفاً واحداً وقت الشدة
هذا الجي الذي خاض المعركة بصدور عارية وقلوب لا تعرف الخوف هو نفس الجيل الذي آمن بالعلم والعمل والسلام ليبني بعد النصر دولة تحترم ذاتها وتُحافظ على مكانتها .
إلى شباب مصر أنتم الامتداد أنتم الجبهة الداخلية:
في زمن يُحاك فيه الكثير ضد أوطاننا تصبح ذكرى أكتوبر نبراساً يهدينا الى الطريق .
نقول لشباب مصر لا تيأسوا فأنتم الوريث الشرعي لأعظم انتصار كونوا فاعلين في مجتمعاتكم اصنعوا فرقاً ادعموا قيادتكم السياسية والعسكرية كونوا في خندق الوطن ضد الإشاعات والحروب النفسية ومحاولات زرع الفرقة إن مصر لا تُؤخذ من خارجها بل تُخترق إن تخلينا نحن عنها
استشراف المستقبل.. نصر جديد في معركة الوعي والبناء:
إذا كان رجال أكتوبر قد صنعوا النصر بالبندقية والعقيده فإن نصر هذا الجيل يُصنع بالعلم والإبداع والإرادة
معركة اليوم ليست على الجبهة بل في كل مصنع وكل مدرسة وكل حقل وكل فكرة .
وتماماً كما وقف الجميع صفاً واحداً في حرب 1973 يجب أن نقف اليوم صفاً واحداً ضد الجهل ضد الفتنة ضد التخلف .
*رسالة إلى كل مواطن على حدة*
إلى المعلم:
أنت من تُشكل العقول وتصنع القادة لا تغرس فيهم المنهج فقط بل تغرس فيهم حب الوطن أنت خط الدفاع الأول ضد الجهل والتطرف .
إلى القاضي:
اجعل ميزانك الحق فبالعدل تُبنى الأمم كن ضمير الوطن حين تضيع البوصلة واحكم بقوة القانون لا هوى النفس .
إلى المسئول:
منصبك أمانة لا مغنم كن خادماً لا متسلطاً واذكر أن كل قرار تتخذه يطال شعباً بأكمله .
إلى الإعلامي:
كلمتك إما أن ترفع همّة أو تهدم وطناً كن مرآة الحقيقة لا بوق فتنة انقل الواقع واصنع الوعي وكن جزءاً من البناء لا الهدم .
إلى الموظف:
عملك هو واجب وطني كن مخلصاً متقنا حريصاً على أداء دورك مهما كان بسيطاً فالوطن يُبنى بالعمل لا بالشعارات .
إلى المواطن:
لا تكن متفرجاً بل كُن فاعلاً الوطن ليس فقط مسئولية الدولةبل مسئوليتك أنت أيضاً حافظ عليه دافع عنه وازرع في أبنائك حبه .
إلى السياسي:
اجعل الوطن فوق المصالح واجعل صوتك لنهضة مصر لا لمصالح حزبية الاختلاف لا يجب أن يتحول إلى خصام بل إلى تنافس شريف لخدمة الوطن .
إلى الضمير:
استيقظ في كل قلب ذكّر كل من غفل أن الوطن أغلى من كل حسابات شخصية .
إلى القدوة:
كن قدوة بحق كل سلوك تُظهره كل موقف تتخذه هو درس يُقرأ من جيل إلى جيل .
إلى الجندي الرابض على الحدود:
أنت الحامى وأنت الجدار الذي نستند إليه ثباتك هو صمود وطن بأكمله لك كل التحية والفخر .
إلى الشرطي في موقعه:
أنت صمام الأمان أنت من يُواجه الجريمة ويحفظ النظام كن عادلاً قوياً وكن دائماً في صف الوطن والمواطن .
إلى كل من يحمل اسم “مصر” في قلبه:
هذه رسالتك، هذه معركتك الآن معركة وعي ومعركة بناء ومعركة انتماء وولاء .
إن مصر تنتظر منا الكثير فلنكن على قدر المسؤولية
في ذكرى أكتوبر لا نكتفي بالاحتفال بل نُجدد العهد والولاء .
لن نسمح أن يُنسى المجد أو يُطمس التاريخ أو يُستهدف الوطن .
سوف نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا السياسية والعسكرية نُساند كل يد تبني ونفضح كل يد تهدم.
مصرنا العظيمة تستحق منا أن نُحبها بالفعل لا بالكلام أن ننهض بها لا أن نُثقلها أن نحميها لا أن نخونها.
هذه بلدٌ كتب التاريخ في سطورها
هُزمنا فنهضنا وكُسرنا فقوينا وعبرنا الهزيمة وكتبنا المجد باسم مصر .
فليكن أكتوبر نبراسناً ولنقسُم جميعاً •• أن نحيا لمصر ونُضحي من أجلها ونموت إذا استدعى الأمر لكن لا نُفرّط فيها.