في مناظرة افتراضية.. “الشرفاء” يكشف كذب “الظواهري” في كتابه “جهاد الطواغيت”

ارتفعت أصوت الجماعات الإرهابية خلال الأيام الماضية منادين بالانقلاب على الحكام الطواغيت وفق تعبيرهم، وازدادت وتيرة استخدام قاموس مفاهيم التطرف عبر وسائل تلك الجماعات المتطرفة الإعلامية، استغلالًا لمناخ الانفلات الأمني السائد في بعض الدول بفعل سيطرة الجماعات المتطرفة. فتردد في الأسابيع الأخيرة استخدام مفهوم “الطواغيت” كوصف للحكام العرب، يحمل التكفير ويحرض على العنف. حيث تم استدعاء هذا المفهوم من كتب التكفيريين وإعادة شرحه من عدة كتب، يعد أهمهم “جهاد الطواغيت: سنة ربانية لا تتبدل” لأيمن الظواهري، “ملة إبراهيم” لأبو محمد المقدسي، “سبع أسئلة في العقيدة” لحسن الهضيبي وغيرها عشرات الكتب التي يؤصل بها المتطرفين لمفهوم “الطواغيت”.
أصل التكفيريين لمفهوم “الطواغيت” خلال المئة عام الأخيرة، بتوليف معاني استخلصوها من الفقه بعد تعديل مقاصدها، وإنزال معاني تخدم أهدافهم على نصوص قرآنية زورًا. على سبيل المثال؛ تم اسقاط مفهوم “الطاغوت” على الحكومات المدنية (العربية)، التي تحكم الدول بالقانون بناء على انتخابات مدنية. و”الطاغوت” تعني فقهًا (ابن تيمية)؛ المعبود من دون الله إذا لم يكن كارهًا، ويتبع من يعبد الطواغيت، والمطاع في معصية الله، والمطاع في اتباع غير الهدي، أو المطاع أمره المخالف لأمر الله هو طاغوت.
بناء على المفهوم الفقهي السابق؛ استخدم المتطرفون الأوصاف التي ذكرت، وتم اسقاطها على الحكام العرب ومعاونيهم وفق قولهم من الجيش، والشرطة، والقضاء، والإعلام. حيث تم شيطنة هذه الفئات من المجتمع بنعتهم بالطواغيت، واستخدم المفهوم لوصف تلك الفئات مقترنًا بأفظع الاتهامات والأوصاف. لاستكمال التلفيق استخدمت الجماعات التكفيرية آيات قرآنية ورد فيها لفظ الطاغوت بمعاني مغايرة، وزوروا معانيها عن مراد الله، وروجوا بأن هذه الآيات تتحدث عن الطواغيت كما أسست له تلك الجماعات. قال تعالى: “ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به”. استخدم التكفيريين هذه الآية وغيرها ووظفوها وأسقطوا معناها على مرادهم في وصف الأنظمة المدنية العربية تحديدًا بالطواغيت.
الآية 60 من سورة النساء السابق ذكرها؛ الآية نزلت في رجل من المنافقين بينه وبين رجل يهودي خصومة، أراد المنافق أن يتحاكم إلى كاهنًا يهوديًا يعلم أنه يأخذ رشوة ليميل في حكمه، وأراد اليهودي أن يحتكم إلى النبي محمد لعلمه بعدله فنزلت الآية فيه. بناء عليه؛ الآية لا علاقة لها بالأنظمة السياسية، ولا تصف الحكام والأنظمة بالطواغيت، ولا قبل لها بأي ادعاء يسقطه المتطرفون على المفهوم ومرادهم منه. فضلًا على أن التكفيريين لا يذكرون في تأصيلهم للمفهوم أسباب نزول الآية، ولا غيرها مما يؤصلون به لاتباعهم في سياق تأصيلهم للمفهوم. وهو ما يجب توضيحه والتعرض له في سياق حملتنا التوعوية لمجابهة الفكر المتطرف.
بناء عليه؛ عقد مركز رع للدراسات مناظرة افتراضية بتاريخ ٢/١/٢٠٢٥م لمناقشة مفهوم “الطواغيت” في فكر الجماعات المتطرفة، ضمن سلسلة مناظرات التي بدأها المركز لمناقشة الفكر المتطرف والرد عليه، من رؤية بعض المفكرين العرب. تمت المناظرة الافتراضية بين أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة السابق، والمفكر العربي علي الشرفاء صاحب مدرسة في مجابهة الفكر المتطرف. استهدفت المناظرة مناقشة الأفكار المتطرفة التي طرحت في كتاب الظواهري “جهاد الطواغيت: سنة ربانية لا تتبدل” والرد عليها.
تضمنت المناظرة أربعة أسئلة، وجهت إلى طرفي المناظرة للرد عليها، دارت الأسئلة حول مفهوم “الطاغوت” عند تلك الجماعات، وكيف تشاطرت الجماعات الإرهابية الصلبة كداعش والقاعدة تلك المفهوم مع جماعة الإخوان المسلمين، وما حكم من يعمل أو يعاون أو يرضى بالطاغوت وفق رؤية ومفهوم الجماعات المتطرفة، وكيف ترى تلك الجماعات سبيل التعامل مع الأنظمة التي تمثل الطاغوت وفق رؤيتهم.
لقراءة العدد كاملا..الرجاء الضغط على هذا الرابط: العدد العاشر من سلسلة مفاهيم– مفهوم الطواغيت