تأصيل مرفوض: ما هو مفهوم الخلافة عند الجماعات المتطرفة؟
في الـ 28 من أغسطس 2024 عقد برنامج دراسات التطرف والإرهاب بمركز رع للدراسات الاستراتيجية، حلقة نقاشية حول مفهوم “الخلافة الإسلامية”، وذلك ضمن سلسلة “مفاهيم” التي انطلقت مطلع الشهر الجاري، بهدف إعداد محتوى تحليلي، إيماناً بدورنا كمركز دراسات تنويري–في سبيل إزاحة الستار عن عمق مدلول المفاهيم التي شكلت منطلقات رئيسية للجماعات المتطرفة، وتسببت في إراقة الكثير من الدماء عبر التاريخ، ومناقشة تلك المنطلقات والرد عليها بشكل معمق وجريء من قبل مفكرين مهتمين بمجابهة الفكر المتطرف، بغرض الإسهام في صناعة منظومة فكرية متكاملة لمجابهة الفكر المتطرف.
انطلاقاً من الهدف سابق البيان، تضمنت الحلقة النقاشية الافتراضية التي أدارتها دكتورة أسماء دياب، خبيرة دراسات التطرف والإرهاب ومدير برنامج دراسات التطرف والإرهاب بمركز رع،- مجموعة من المتحدثين الافتراضيين، منهم من يمثل جانب الفكر المتطرف “الراديكالي”؛ متمثلاً في مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عشرينيات القرن الماضي ومدرس الخط “حسن البنا”، ومنظر الجماعة في خمسينيات وستينات القرن الماضي “سيد قطب” كاتب، ومنهم من يصنفه البعض بالمفكر الإسلامي المعتدل “محمد سليم العوا” أستاذ في القانون التجاري ومحامي، ومن الطرف الأخر تحدث في اللقاء الافتراضي، وزير الأوقاف المصري الأسبق عام ١٩٤٧ د. علي عبد الرازق” مفكر مصري، صاحب كتاب “الإسلام وأصول الحكم”، والمفكر الإماراتي “علي محمد الشرفاء” صانع منظومة مجابهة الفكر المتطرف.
تأسست جماعة الإخوان المسلمين بعد أربع سنوات من سقوط الخلافة الإسلامية، بغرض إعادة الخلافة المفقودة عام ١٩٢٤، لذلك عنى مؤسس جماعة الإخوان عناية خاصة بالتأصيل لمفهوم “الخلافة” كمفهوم رئيسي عند الأسر الإخوانية، تُبنى عليه وتُخدم سائر المفاهيم الأخرى،لتوضيح أهمية مناقشة مفهوم “الخلافة”،وجب الإشارة؛ أن سائر الجماعات الإرهابية التي نشأت بعد التاريخ المذكور (سقوط الخلافة) أسست لهذا الغرض “عودة الخلافة الإسلامية”.
لقد أُعدت الكتب، وأُفردت المحاضرات، والحلقات التلفزيونية عن مفهوم الخلافة حتى بات مفهومًا راسخًا في العقل الجمعي لدى المسلم غير المؤدلج من وقتها حتى الآن، بسبب دعم المؤسسات الدينية في بعض الدول لهذا التوجه، وطمع الحكام في الفوز بهذا المنصب الأكبر حينها، حيث ألفت الكتب للرد على كتاب الشيخ ” د. على عبد الرازق” الذي اثبت خلو النصوص الدينية الإسلامية قطعية الثبوت والدلالة من وجوب إقامة الخلافة الإسلامية كنظام للحكم، بفعل المناخ العام للدول الإسلامية وقتها الذي أجمع فيه الحكام والمحكومين حتى بعض المحسوبين على الليبرالية بأن الخلافة واجب ديني، وسقوطها هزيمة للإسلام والمسلمين، “بكت الصلاة وتلك فتنة عابث، بالشرع عربيد القضاء وقاح، أفتى خزعبلة وقال ضلالة، وأتى بكفر في البلاد بواح” “احمد شوقي”.
بناء علي ما تقدم؛ يعد مناقشة المفهوم رسالة موجهة ليس لشباب الجماعات المتطرفة فحسب، بل للفرد المسلم بوجه عام، لإزالة اللبس ونقض التأصيل الوهمي الذي أسست له التنظيمات الإرهابية خلال عقود، من خلال خطب المساجد والإعلام المرئي والمكتوب، برصد و بحث النصوص التي أصل بها المتطرفون لهذا المفهوم، نجد أنها تحمل تفسيرات على النقيض مما يدعيه المتطرفون، حيث اتفق المتطرفون حول أن مفهوم “الخلافة” التي يسعون إليها هو: “الخلافة تقوم لوراثة النبوة”، وهو مأخوذ من كتب الفقه الإسلامي العتيق، يقول “ابن خلدون”، و”ناصر الدين البيضاوي”: “هي رياسة عامة في أمور الدين والدنيا نيابة عن النبي (ص)”.
تأسيساً على ما سبق؛ سوف تدور الحلقة النقاشية حول ثلاث محاور توضيح مفهوم “الخلافة” عند الجماعات المتطرفة، وفي القرآن، وعند المتخصصين في محاربة الفكر المتطرف، وحول مدى إلزامية العمل بنظام “الخلافة” كنظام للحكم في العصر الحالي، وسبيل تحقيق ذلك عند المتطرفين، وتفصل تلك المحاور من خلال الأسئلة التالية، ولتوضيح المحاور السابقة وتفسيرها تطرح الحلقة النقاشية الافتراضية مجموعة من الأسئلة على المتحدثين، هي كالتالي:
س1- لماذا تتمسك الجماعات المتطرفة بإقامة “الخلافة”؟
س2- ما مفهوم “الخلافة” الذي تسعى إليه تلك الجماعات؟
س3- ما المصدر التشريعي الذي أصلت بناء عليه الجماعات المتطرفة لوجوب العمل بنظام “الخلافة”؟
س4-كيف تخطط الجماعات المتطرفة لتنفيذ هدفها في الوصول “للخلافة”؟
س5- ما الخطوات العملية لتحقيق حلمها في الخلافة؟ وما الوسيلة المستخدمة للوصول لهدف التمكين؟
لقراءة الحلقة النقاشية الافتراصية كاملة.. الرجاء الدخول على الرابط: مفاهيم- العدد الثالث الخلافة