دور التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في دعم غزة

أشرقت الجلاد-باحث مساعد بوحدة دراسات مصر

كانت وستظل مصر المساند الأكبر للأشقاء الفلسطينيين ولأهالي غزة، خاصة في ظل العدوان الحالي للاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر، نتيجة حملة القصف العنيف المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الغذائية وانهيار القطاع الصحي، فأصبح الدعم المادي لسكان القطاع ضروري، فجاءت الدولة المصرية في مقدمة الدول المساهمة في دعم غزة في تلك الأزمة، حيث وفرت جميع أنواع الدعم المادي من خلال تقديم المساعدات عبر التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بالتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني، حيث وصل حجم المساعدات المصرية نحو 80 % من إجمالي حجم المساعدات الدولية، وذلك لمساندة ودعم أهالي فلسطين.

تأسيسًا على ما سبق، يوضح هذا التحليل أهمية الدعم المادي لسكان قطاع غزة، بالإضافة إلى توضيح حجم المساعدات المصرية لدعم غزة بالرغم من وجود مشاكل اقتصادية تمر بيها مصر، والتعرف على دور التحالف الأهلي التنموي لدعم أهالي فلسطين، وتوضيح أشكال المساعدات التي ساهمت فيها مصر في تلك القوافل.

أهمية الدعم المادي لسكان قطاع غزة

على مدى عقود، واجهت فلسطين مشاكل سياسية واقتصادية راجعه الى الاحتلال طويل الأمد وانقسامات سياسية داخلية وصراع متكرر، مما شكل تهديدًا لاستقرار وتنمية الشعب الفلسطيني، فانهيار جميع القطاعات الإنتاجية والخدمات الأساسية والبنية التحتية في غزة لترتفع مؤشرات الفقر وانعدام الأمن الغذائي في القطاع ،حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي أن 1,84 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في فلسطين مما يمثل حوالي 63% من إجمالي السكان يعيشون تحت خط الفقر، معتمدين بشكل أساسي على الإمدادات الخارجية.

وبعد انتهاكت قوات الاحتلال في المنطقة والظروف الحالية التى يمر بها قطاع غزة من أعمال العنف المستمر والقصف العنيف على مدار 5 أسابيع، مما أدى إلى نفاد الغذاء، حيث صرح المتحدث الرسمي لبرنامج الأغذية العالمي أن مخزون القطاع من المواد الغذائية قارب على النفاد والغذاء المتوفر، لم يعد يكفي لمدة أيام، وأوضح المتحدث أن البرنامج قام بشراء مواد غذائية لدعم الأهالي، إلا أن قوات الاحتلال ترفض فتح ممرات آمنة لإدخال تلك المساعدات.

وفي أعقاب التصاعد الحاد لم يتوقف الأمر عند العنف المستمر فقط ونقص الغذاء، بل امتد إلى قطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود أيضًا، وتدهورت وانهارت المؤسسات الصحية، مما أعجز الأطقم الطبية عن تقديم المساعدة لآلاف المصابين، كما قصف الاحتلال المستشفيات، ومنها القصف الجوي لمستشفى الأهلي العربي وسط مدينة غزة مما أدى إلى نحو 500 قتيل بجانب مئات تحت الأنقاض.

حجم المساعدات المصرية لدعم غزة

 قدمت الدولة المصرية كافة الجهود لتوصل المساعدات الانسانية والإغاثة لاهالي فلسطين وذلك من خلال التعاون مع التحالف الاهلي التنموي، حيث جاءت مصر فى مقدمة الدول التي ساهمت بتقديم المساعدات لدعم أهالي فلسطين بالرغم من وجود ازمات اقتصادية العالمية أثرت على الاقتصاد المصري ومنها :

تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية؛ من ضعف حصيلة النقد الأجنبي المتدفق عبر الكثير من الروافد، كالسياحة، وعوائد العاملين بالخارج، والاستثمار الأجنبي، وكذلك والتغير في سعر صرف الجنية المصري أمام الدولار؛ مما أدى إلى ارتفاع تكلفة استيراد السلع الأساسية والوقود، وتراجع الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، ونتج عن ذلك ارتفاع مؤشر التضخم في مصر

ورغم هذه المشكلات إلا أن حجم المساهمات المصرية هو الأعلى مقارنة بالدول الأخرى ويمكن توضيح ذلك من خلال رصد حجم المساعدات المصرية لدعم غزة مقارنة بالدول الأخرى على النحو التالى :

قامت مصر بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية لدولة فلسطين لتخفيف من حدة المعاناة والقصف المستمر من قبل القصف الإسرائيلي، وساهمت في توصيل الدعم الإنساني الدولي من خلال مطار العريش الذي شهد استقبال للمساعدات الدولية من الأطراف والمنظمات الدولية المختلفة، ففي خلال شهر على اندلاع الأزمة.

وتتضح نسبة مساهمة مصر في حجم المساعدات لدعم غزة مقارنة بالدول الأخرى، خلال شهر على اندلاع الأزمة، حيث بلغ حجم المساعدات المصرية 5900 طنًا بنسبة قدرها 83,6 %، مقارنة بإجمالى حجم المساعدات الدول الأخرى الذي بلغ 1194 طنًا فقط بنسبة قدرها حوالى 16,4 %.

دور “التحالف الوطني” في دعم غزة

أعرب التحالف الوطنى عن أسفه الشديد حيال تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة، وهو ما يهدد السلام الدولي ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان، مؤكدًا على تضامنه ودعمه الكامل للشعب الفلسطيني، وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموى قوافل شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية، تضم أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم أهالي قطاع غزة.

أشكال المساعدات

أطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموى حتى الآن من قافلتي إغاثة شملت أشكال مختلفة من المساعدات المقدمة إلى الشعب الفلسطيني من المواد الغذائية والعلاجية وأدوية وأجهزة طبية، بالإضافة إلى القوافل التي كان بها أطباء من جميع التخصصات، وذلك استجابة فورية لدعوة القيادة السياسية، وبالتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني تحت شعار التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى.

(&) القافلة الأولى: والتي انطلقت يوم 14 أكتوبرالماضى وتضمنت 108 قاطرات محملة بنحو 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية و80 خيمة بجانب ما يزيد عن 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية يرافقها طاقم طبي يضم مختلف التخصصات.

(&) القافلة التانية: أنطلاق المرحلة الثانية من قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية الموجهة لأهالي قطاع غزة في 4 نوفمبر الجاري والتي تستهدف مد جسر بري متواصل من المساعدات بهدف إرسال نحو 50 شاحنة يوميًا تحمل آلاف الأطنان من السلع الغذائية والعلاجية والطبية التي وصلت أجزاء منها بالفعل إلى معبر رفح لدعم الأشقاء الفلسطينيين، وأكد “التحالف الوطني” أنه سيواصل جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع من خلال قوافل اخري.

في النهاية؛ امتلك التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي دورًا كبيرًا ومؤثرًا كذراع تنموي وإغاثي لدعم جهود الدولة المصرية في تخفيف معاناة أهالي غزة من خلال القوافل التي قدمها التحالف، بهدف توصيل جميع أنواع المساعدات والمساهمة في القضية الفلسطينية، مما ضاعف قدرة الدولة على تخصيص المزيد من الموارد المختلفة الداعمة لأهالي غزة، فأصبح التحالف قوة ناعمة لمصر فى الخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى