هل تتصاعد عمليات “شباب المجاهدين” في دول جوار الصومال؟

قامت الحكومة الصومالية في أغسطس 2022 بشن حملة عسكرية ضد حركة الشباب، وتمكنت خلالها من تحقيق أكبر مكاسب لمقديشو منذ عام 2010، حيث نجحت الحكومة المدعومة من العائلات والقوات الأمريكية من استعادة أجزاء واسعة من وسط الصومال، وبالرغم من تحقيق هذا النجاح لاتزال الحركة قادرة علي شن المزيد من العمليات الإرهابية والقدرة علي التكيف.

بالرغم من إعلان الرئيس الصومالي “حسن شيخ محمود” في مايو 2022 عن استراتيجية لمكافحة الإرهاب في الصومال، بدأت حركة الشباب في تزايد نشاط عملياتها في النص الثاني من عام 2022، وهو ما أدي إلي تصاعد تهديدات حركة الشباب في دول إقليم شرق إفريقيا.

تأسيسًا علي ما سبق، يحاول هذا التحليل الإجابة علي التساؤل الرئيسي، وهو: هل سوف تتزايد حركة “شباب المجاهدين” في الفترة المقبلة؟ وهل تتمدد الحركة في دول الجوار الإقليمي؟

لمحة تاريخية:

انبثقت حركة الشباب في البداية علي أنها جناح عسكري تابع “لاتحاد المحاكم الإسلامية” في الصومال، ونشطت الحركة أبان الحرب الأهلية في أعقاب سقوط نظام “محمد سياد بري” عام 1990، حيث نشأت حركة الشباب الصومالية عام 2004، وكان أول ظهور لها باسم “حركة الشباب المجاهدين” في عام 2006 وفي ذلك الوقت تمكنت الحركة من السيطرة علي وسط وجنوب السودان، وفي عام 2007 بدأت الحركة في نشاطها بشكل متزايد وانتشر اسمها في الإعلام، بالإضافة إلي أنها كانت تضم مئات الجهاديين من العرب والأجانب. وفي الفترة من يناير 2009 و2011، سيطرت حركة الشباب علي غالبية الصومال، وفي عام 2011، أُجبرت حركة الشباب علي الخروج من مقديشو وجزء كبير من جنوب ووسط الصومال من خلال التدخل العسكري المتجدد من قبل القوات الكينية والإثيوبية.

 وفي عام 2012 بايعت تنظيم “القاعدة”، ثم شنت سلسلة من الهجمات الدامية في دول بشرق أفريقيا، أبرزها، أوغندا، كينيا، جيبوتي، وإثيوبيا.

الجدير بالذكر، أن حركة الشباب قامت بالسيطرة علي العاصمة مقديشو في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبرغم ذلك جاءت حملة عسكرية بقيادة الاتحاد الأفريقي وبدعم من الولايات المتحدة وشركاء غربيين آخرين أبعدتها عن المراكز السكانية الرئيسية. وفي الفترة الأخيرة تسيطر الحركة علي أماكن كبيرة في جنوب البلاد، وتشن هجمات مميته ضد القوات الدولية والمدنيين في المنطقة، لذا دفع تهديد حركة الشباب الراسخ الاتحاد الأفريقي إلي إعادة تقييم انسحابه وتعقيد عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية، التي تراجعت وتدفقت في السنوات الأخيرة.

وفي تطور لمسار الحركة، تلاحظ عودة نشاطها بقوة من خلال شن عمليات نوعية داخل العاصمة مقديشو، وأبرزها يوم 19 أغسطس 2022، حيث اقتحم أعضاء من الحركة فندق “الحياة” في العاصمة مقديشو، في هجوم أسفر عن قتل 12 شخصاً، وتبع ذلك سلسلة من الهجمات  التي استهدفت الداخل الصومالي، أبرزها، استهداف سيارة عسكرية وسط مقديشو من خلال لغم أرضي، بداية شهر أغسطس 2022، وهجوم أدي إلي مقتل وزير العدل بولاية جنوب غرب الصومال “حسن إبراهيم لوغبور”، كان نهاية يوليو.

ولم تقتصر “حركة الشباب” علي الداخل الصومالي فقط، وإنما امتدت إلي خارج الحدود الصومالية؛ حيث نفذت الحركة في 21 يوليو 2022 هجمات داخل إثيوبيا، أسفرت عن مقتل 17 من رجال الشرطة الإثيوبية.

تداعيات محتملة:

 

بدأت حركة شباب المجاهدين في تزايد عملياتها في النص الثاني من عام 2022، وتحديدًا بعد إعلان الرئيس الصومالي “حسن شيخ محمود” في مايو 2022 عن استراتيجية لمكافحة الإرهاب في الصومال. كما استطاعت حركة الشباب في السنوات الأخيرة من إثبات قدرتها علي الصمود والتصاعد، علي الرغم من فقدان الحركة الكثير من أراضيها التي كانت تسيطر عليها، بالإضافة إلي تعرضها لغارات جوية متواصلة من الولايات المتحدة.

ويرجع تزايد عمليات حركة الشباب إلي تجاهل دول الجوار للأزمة الصومالية لسنوات طويلة، لذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في هذه الدول، وأدي ذلك إلي تصاعد  تهديدات حركة الشباب في دول إقليم شرق إفريقيا وفرض قوانينها وأفكارها في المناطق التي تسيطر عليها.

وتعاني  أيضاً دول الجوار الإقليمي من نفس الأزمات التي تعيشها الصومال، وبخاصة أزمة الاندماج الوطني، حيث تعاني جماعات اثنية ودينية في الإقليم من التهميش والتمييز، ولا سيما الجماعات المسلمة، بالإضافة إلي التدخلات الخارجية في الصومال؛ فهناك الكثير من الدول التي تسعي لاستغلال حالة الضعف التي تعانيها الدولة الصومالية في تحقيق أهدافها الإقليمية والدولية.

لذا تحرص حركة الشباب علي توسيع نطاق عملياتها في مختلف الأماكن الحيوية والمنشآت والمدن الاستراتيجية بالأراضي الصومالية، حيث تقوم بشن عمليات إرهابية عدة؛ ليس فقط ضد القوات العسكرية والأمنية وإنما تشن عمليات أيضًا تجاه مؤسسات الدولة، حيث  شهد أواخر عام 2022 وبخاصة شهر أكتوبر ونوفمبر العديد من الهجمات  بداخل الصومال وكان آخرها يوم 28 نوفمبر 2022، حيث هاجم مقاتلي الحركة فندق “فيلا روزا” بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة الصومالية مقديشو، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 8 مدنيين وإصابة عدد من المسؤولين الحكوميين، وتمكنت القوات الأمنية من السيطرة علي الفندق وإنهاء حصار مسلحي حركة الشباب.

ويأتي هذا الهجوم رداً علي العملية العسكرية التي شنتها قوات الحكومة الصومالية  في وسط  البلاد في 25 نوفمبر 2022، والذي أسفر عنها مقتل 100 عضو من أعضاء حركة الشباب.

وعلية، تصاعدت حركة الشباب  في 30 يونيو 2023،  حيث تزايد نمو الحركة بشكل كبير قبل إعادة فتح الحدود بين الصومال وكينيا، حيث شن مقاتلي الحركة أكثر من اثني عشر هجوماً، حيث قامت الحركة باستهداف  قوات الأمن والمدنيين، وتم حدوث هذه الهجمات مع دخول الصومال وكينيا في اتفاق لإعادة فتح النقاط الحدودية المغلقة منذ عام 2011، لذا قامت بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال في سحب قواتها من الصومال، وأدي ذلك إلي زيادة المخاوف من تصعيد العنف بشكل إضافي في الأشهر المقبلة. يأتي سبب التزايد في نشاط حركة الشباب في كينيا بعد إطلاق عملية لمكافحة التمرد في الصومال، حيث قيل أنها دفعت المسلحين إلي التمرد في البلدان المجاورة

وفي 9 يوليو 2023، تمكنت قوات الحكومة الصومالية من قتل 40 عنصراً من عناصر حركة الشباب في عملية عسكرية جوية وبرية جرت في إقليم جويا السفلي جنوبي البلاد. وفي 8 يوليو، صرحت قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال إنها نجحت في تصفية عنصرين من حركة الشباب في محافظة شبيلي السفلي. كما صرحت الشرطة الكندية يوم 6 يوليو عن مقتل 20 عنصراً من عناصر الحركة، وإصابة 8 من الشرطة الكندية في هجوم شنته الحركة علي دورية في منطقة مانديرا شمالي كينيا، وهي منطقة حدودية مع الصومال.

احتمالات التمدد:

يعد عام 2022 أكثر الأعوام دموية، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة الصادر في فبراير 2023، حيث شهد سقوط أكبر عدد من المدنيين في الصومال منذ عام 2017. كما شهد عام 2022 نزوح أكثر من مليون صومالي داخل البلاد. وفي الفترة من سبتمبر 2022 وفبراير 2023 سجلت بعثة الأمم المتحدة ما يقرب من 1059 قتيلاً.

وعليه، تسعي حركة الشباب إلي تمدد نشاط الحركة لدول الجوار الإقليمي، لا سيما كينيا وإثيوبيا، ولا تكتفي الحركة بشن هجمات إرهابية في الداخل الصومالي؛ فقد شن مقاتلي الحركة هجوم إرهابي بعبوة ناسفة في 8 يونيو 2023 بمقاطعة مانديرا شمال كينيا الواقعة علي الحدود الصومالية الكينية، وأسفر الهجوم عن إصابة سبة شرطيين كينيين.

ويرجع الهدف من تمدد حركة الشباب في دول الجوار الإقليمي إلي الضغط علي تلك الدول وإجبارها علي سحب قواتها بقيادة بعثة “أتميس” لحفظ السلام في الصومال، وبخاصة بعد إعلان كل من إثيوبيا وكينيا من الدخول في حرب شاملة ضد الحركة في البلاد، حيث أعلنت أوغندا استمرار تواجد قواتها ضمن بعثة “أتميس” لاستعادة الاستقرار للصومال، علي الرغم من الهجوم التي شنته الحركة علي القوات الأوغندية في مايو 2023، بالإضافة إلي تدريب أوغندا لعدد من الجنود الصوماليين في قاعدة عسكرية بمنطقة “كيروهورا الأوغندية”.

ومؤخراً أعلنت موسكو عن استعدادها لإمداد الجيش الصومالي بالمساعدات العسكرية، وتدريب القوات الأمنية الصومالية لمواجهة الإرهاب، مع احتمالية انخراط قوات فاجنر الروسية في الحرب علي حركة الشباب خلال المرحلة المقبلة، وجاء ذلك القرار بعد تصعيد العمليات الإرهابية للحركة في الداخل الصومالي.

جغرافيا العمليات:  

نفذت حركة الشباب العديد من الهجمات في الآونة الأخيرة، وخططت لهجمات أخري ضد المصالح الغربية واليهودية والصومالية والكينية والإثيوبية، ويتم حصر تلك الهجمات فيما يلي:

(*) الهجوم علي المركز التجاري بالعاصمة الكينية بنيروبي: في 21 سبتمبر 2013، تبنت حركة الشباب الهجوم المسلح علي المركز التجاري، حيث أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً وإصابة 60 آخرين، وقامت الحركة بتبرير تلك الهجوم بالتدخل العسكري الكيني في الصومال.

(*) تفجير فندق بمقديشو: في مارس 2015، تم تفجير فندق بمقديشو بواسطة الحركة، وأسفر التفجير عن مقتل وإصابة أكثر من 70 شخصاً من بينهم وزير ونائبان في البرلمان.

(*) اقتحام جامعة في مدينة غاريسا في كينيا: في 2 أبريل 2015، اقتحم حركة الشباب جامعة في مدينة غاريسا بشمال شرقي كينيا، وأسفر الهجوم عن مقتل 148 شخصاً وإصابة العشرات، بالإضافة إلي احتجاز رهائن مسيحيين ومسلمين.

(&) خطف عاملة إغاثة إيطالية:  في 22 نوفمبر 2018، اختطفت حركة الشباب عاملة إغاثة إيطالية غير حكومية في كيليفي كينيا، واحتجزتها لمدة 18 شهرًا، وتم إطلاق سراحها في مايو 2020 بعد دفع فدية قدرها 1.5 مليون يورو.

(&) تفجير سيارة بالقرب من القصر الرئاسي: في 22 ديسمبر 2018، قامت حركة الشباب بتفجير سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش بالقرب من القصر الرئاسي الصومالي في مقديشو، مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا، من بينهم ثلاثة موظفين من محطة Universal TV  ومقرها لندن.

(&) الهجوم علي فندق DusitD2 في نيروبي: في 15 يناير 2019، شنت الحركة هجوماً علي فندق DusitD2 في نيروبي، كينيا، بتفجير انتحاري وأسلحة نارية، وأسفر الهجوم عن مقتل 21 شخصاً، من بينهم مواطن مزدوج الجنسية أمريكي وبريطاني وجنوب أفريقي.

(&) مداهمة مبني حكومي في مقديشو: في 23 مارس 2019، شنت الحركة تفجيرًا انتحاريًا بسيارة مفخخة وداهمت مبني حكومي في مقديشو، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من بينهم نائب وزير العمل الصومالي “صقر إبراهيم عبدالله”.

(&)  مهاجمة فندق كيسمايو: في 14 يوليو 2019، هاجمت الحركة اجتماعًا لمسؤولي الانتخابات الحكوميين في فندق أساسي في كيسمايو بالصومال، وأسفر الهجوم عن مقتل 26 شخصاً، بينهم أمريكيان وصحفي بريطاني.

(&) الهجوم علي قاعدة بلدوغلي: في 30 سبتمبر 2019، شنت الحركة هجوماً علي القاعدة المشتركة بين الولايات المتحدة والصومال في بلدوغلي جنوب الصومال بسيارة مفخخة وأسلحة نارية، وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 12 جندياً صوماليًا.

(&) مهاجمة القافلة التركية في مقديشو: في 28 ديسمبر 2019، قامت الحركة بمهاجمة قافلة تركية بسيارة مفخخة في مقديشو بالصومال، وأسفر الهجوم عن مقتل 87 شخصاً، من بينهم اثنان من المتعاقدين الأتراك.

(*) تفجير في نقطة تفتيش بمقديشو: في 28 ديسمبر 2019، تبنت الحركة تفجيرًا وقع عند نقطة تفتيش مزدحمة بمقديشو، وأسفر التفجير عن مقتل 70 شخصاً، وسقوط نفس العدد من الجرحي.

(&) الهجوم علي القاعدة الجوية في لامو بكينيا: في 5 يناير 2020، شنت الحركة هجوماً علي القاعدة الجوية المشتركة بين الولايات المتحدة وكينيا في لامو بكينيا، ودمرت ست طائرات وقتلت أحد أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية واثنين من المتعاقدين الأمريكين.

(&)هجوم فندق إليت: في 16 أغسطس 2020، نفذت حركة الشباب تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في فندق إليت في مقديشو بالصومال، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً.

(&) الهجوم علي قاعدة جوفجادود بوري بالصومال: في 17 أغسطس 2020، قام أحد مقاتلي الحركة بتفجير سترة ناسفة علي قاعدة في منطقة جوفجادود بوري بالصومال، مما أسفر عن مقتل سبعة جنود وعدد من المسؤولين.

(&) الهجوم علي قاعدتي باريير وأوديغل: في أبريل 2021، شنت الحركة هجوماً بقذائف الهاون علي قاعدتي باريير وأوديغل العسكريتين في جنوب الصومال، وأسفر الهجوم عن مقتل تسعة جنود.

(&) تفجير خارج فندق بيدوة بالصومال: في 10 أبريل 2021، تبني أحد مقاتلي حركة الشباب تفجير انتحاري خارج فندق في بيدوة بالصومال مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

(*) الهجوم علي موظفي شركة تركية بالصومال: في يناير 2021، قامت الحركة باستهداف موظفي شركة تركية بالصومال، وأسفر الهجوم عن مقتل تركيين وعنصرين في الشرطة الصومالية وإصابة 14  آخرين.

(*) الهجوم علي مطعم وسط العاصمة مقدشو: في مارس 2021، تبنت الحركة هجوم علي مطعم وسط مقديشو، وأسفر الهجوم عن مقتل 20 مدنيا وإصابة 30 آخرين. كما شنت هجوماً علي سجن في مدينة بوساسو، حيث قتل 8 حراس، وقاموا بتحرير 400 سجين، يشتبه بأنهم إرهابيون.

(*) هجوم مقديشو: في 29 أكتوبر 2022، شنت الحركة هجوماً بسيارتين مفخختين بالقرب من مبني وزارة التعليم في العاصمة الصومالية مقديشو، وأسفر عن الهجوم مقتل 121 شخصاً وإصابة 333 آخرين.

(*) هجومين انتحاريين بسيارتين في مدينة محاس: في 4 يناير 2023، شنت الحركة هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين في مدينة محاس بإقليم هيران، وأسفر الهجومان عن مقتل 15 صوماليا.

(*) الهجوم علي القاعدة العسكرية في بوولو مرير: في26 مايو 2023، تبني مقاتلو حركة الشباب هجوماً مميتاً علي قاعدة عمليات عسكرية  متقدمة في منطقة بوولو مرير بإقليم شبيلي السفلي علي بعد 130 كيلو متر جنوب غربي العاصمة مقديشو، وتضم قوات أوغندية من بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال، وذلك باستخدام سيارات مفخخة وعبوات ناسفة انتحارية، وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 54 جندياً أوغندياً بحسب البيانات الرسمية الأوغندية، ويعتبر هذا الهجوم من أسوأ الهجمات الإرهابية التي شنتها الحركة ضد قوات حفظ السلام الأفريقية.

(*) الهجوم علي القاعدة العسكرية الإثيوبية: في 7 يونيو 2023، شنت الحركة هجوماً علي قاعدة عسكرية للقوات الإثيوبية بسيارتين مفخختين في بلدة دولو بإقليم غدو بولاية “جوبالاند” ، ولكن نجحت القوات الإثيوبية في إحباط الهجوم.

(*) الهجوم علي فندق Pearl Beach: في 9 يوليو 2023، شنت حركة الشباب هجوماً إرهابياً علي فندق Pearl Beach المطل علي شاطئ ليدو في مديرية عبدالعزيز بالعاصمة الصومالية مقديشو، وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 15 شخصاً، من بينهم عسكريين ومدنيين، وأيضاً منفذي الهجوم الإرهابي البالغ عددهم خمسة مسلحين. كما استطاعت القوات الحكومية من إنهاء الحصار علي الفندق عقب عملية أمنية استمرت حوالي 7 ساعات.

في النهاية، يمكن القول تظل حركة الشباب تمثل تهديدا مستمرا على الصومال وجوارها، وهذا يتضح فيما أعلنته الحركة من تهديدات وشن هجمات في الأعوام الأخيرة ضد المصالح الغربية، فقد أصدرت الحركة في يناير 2020، بيانًا دعت فيه جهاديها إلي جعل المصالح الأمريكية في كينيا أهدافهم الأساسية وكذلك السياح. وذكر في البيان أن كينيا “لا ينبغي أن تكون آمنة مرة أخري”. كما نشرت في 30 مارس 2021، فيديو علي الموقع الرسمي لها، حيث دعا زعيم الحركة إلي شن هجمات ضد المصالح الأمريكية والفرنسية في جيبوتي، وأكدت الحركة  خلال الفيديو مسؤوليتها عن مهاجمة كل الأجانب في جيبوتي والصومال.

وعليه، يبدو أن الفترة المقبلة من المحتمل أن تشهد تزايد في نشاط عمليات “حركة الشباب”، ليس فقط في الداخل الصومالي، وإنما تمتد لتشمل دول جوار الصومال، بالإضافة إلى استهداف الحركة المزيد من القوات الإفريقية ضمن بعثة “أتميس” لحفظ السلام، حيث تؤمن الحركة، بأن منطقة شرق إفريقيا تمثل أرض خصبة لها إقتصاديا ولوجستيا، وهذا يتطلب من الحكومة الصومالية وحكومات دول جوار الصومال تطوير خططهم واستراتيجياتهم الأمنية والعسكرية لمواجهة محاولات تمدد “الشباب الصومالية”، كما أنه من الضروري العمل على تخفيف مصادر تمويل الحركة من خلال التعاون مع القوى الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا.

 

عبير مجدي

عبير مجدي- باحثة في الشئون الإفريقية بالمركز، حاصلة علي بكالوريوس علوم سياسية- جامعة 6 أكتوبر، الباحثة في مرحلة الماجستير بقسم العلاقات الدولية- بجامعة حلوان، ومهتمة بدراسات التطرف والإرهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى