لماذا يكره الإخوان ذكرى انتصارات أكتوبر؟

تحاول جماعة الإخوان الإرهابية في يوم السادس من أكتوبر من كل عام، الاحتفال بطريقتها، التي تحاول من خلالها التقليل من قيمة الانتصار على العدو الإسرائيلي. فخلال الـساعات الماضية، لم تتوقف فضائيات الجماعة، ولجانها الإلكترونية عن بث إدعاءات مماثلة للإدعاءات الإسرائيلية، مضمونها، أن “نصر أكتوبر لم يكن نصراً، بل أكذوبة صنعها النظام المصري في عهد الرئيس السادات”، هذا بالإضافة إلى محاولات التشويه المستمرة منها والتحريض ضد الجيش المصري وجنوده البواسل خاصة، والجيوش العربية بوجه عام، مما يطرح هذا السؤال، وهو: لماذا ينزعج الإخوان من ذكرى انتصار أكتوبر؟، وما العقيدة الإخوانية التي تجعلهم يكرهون الجيش المصري بالخصوص والجيوش العربية عامة؟.
أكاذيب وتشويه:
اعتمدت جماعة الإخوان الإرهابية منهج إطلاق الأكاذيب والتشويه لصورة الجيش المصري وانتصاراته العظيمة، فالجماعة لا تعترف بالانتصارات الوطنية ولا تشارك فيها، حيث يطلقون على شهداء الوطن بالقتلى، ولا يعتبرون من مات دفاعاً عن أرضه وعرضه شهيداً، فالشهيد عندهم، هو من مات دفاعا عن العقيدة الإخوانية، كما تعتمد الجماعة على المصادر البريطانية والأمريكية والإسرائيلية التي تدعى بأن إسرائيل لم تهزم، وتروج لتلك الإدعاءات لترسيخها في وجدان الأجيال الجديدة، فالجماعة الإرهابية أشد تألماً بيوم النصر من إسرائيل، وأحرص على الاحتفال بنكسة 67 منها، لذلك نجدها قبل ذكرى أكتوبر تجند شركات علاقات عامة أجنبية من أجل وضع خطة تستهدف تغير وعى ووجدان المواطنين تجاه مؤسساتهم الوطنية، وترسيخ مشاعر الكراهية ضد الجيش الوطني، والتهكم والتقليل من انتصاراته.
شواهد مخجلة:
هناك مجموعة من الاستنباطات والشواهد التاريخية، والمعاصرة، التي تدلل على استمرار كراهية الإخوان لانتصار أكتوبر وجيش مصر العظيم، ومحاولة تشويهه في كل ذكري تأتي أو تمر، منها ما يلي:
(*) عقيدة فاسدة: التخطيط وتنفيذ الجماعة الإرهابية-أي تنظيم “الفنية العسكرية” للهجوم على الكلية الفنية العسكرية في أبريل عام 1974- بعد 6 أشهر من انتصار أكتوبر، يعكس مدى كراهية الجيش الوطني، وعدم إيمانهم بأي انتصارات يحققها الجيش بمعزل عن عقيدتهم الفاسدة.
(*) تدريبات موازية: لقد أسست الجماعة النظام الخاص عام 1940 للتدريب على الأعمال العسكرية، لتنفيذ مهام أشبه بالمهام القتالية للجيوش، ليس ضد العدو الأجنبي لكن ضد أبناء الوطن، الذين لا يتشاطرون معه في المعتقد الإخوانى.
(*) كراهية متأصلة: رفض الإخوان المشاركة في حرب أكتوبر، كما رفضت الجماعة المشاركة في حرب 1967، بل وفرحت بنكسة 1967 واعتبرتها عقابًا من الله على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فوضعت خلافها مع عبد الناصر فوق المصلحة الوطنية فهم لا يؤمنون بالوطن، حيث قال مرشدهم بديع عام 2011 ” بعد كل تنكيل بالإخوان كان الانتقام الإلهي سريع، فعقب اعتقالات 1954 كانت هزيمة 56، وبعد اعتقالات 65 كانت هزيمة 67″ مما يشير إلى شماتة الإخوان التي تعكس الغل الذي يملئ قلوبهم تجاه الوطن.
(*) تشوية متعمد: مشهد احتفالات أكتوبر الذي أقامته الجماعة أثناء وجودها في السلطة، والذي دعا له وحضره قتلة الرئيس السادات قائد حرب أكتوبر- يعكس مدى استهتارهم بالمشاعر الوطنية، والمحاولة المتعمدة لتشويه هذا اليوم، وتغير ملامحه الوطنية في وجدان المصريين.
(*) انعكاس واضح: استهداف جماعة الإخوان الإرهابية لبعض جنود الجيش المصرى في سيناء بعد 2013، عن طريق تنظيمات تابعة للجماعة مثل ” أنصار بيت المقدس”، و”لواء الثورة “، وتحالفهم مع “داعش” لقتال الجيش المصرى- يدل على كراهية الجماعة للجيش المصري، وذكراه الطيبة في أكتوبر من كل عام، خاصة وأنها عندما كانت تستهدف أفراد القوات المسلحة والشرطة بسيناء بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية الأخرى المتحالفة معها، لم تستهدف نفس الجماعة العدو الإسرائيلي، الذى كان يحتل أراضي خلال ست سنوات من 1967 إلى 1973.
عقيدة كراهية الأوطان:
تأكيداً لما سبق، يمكن القول إن كراهية جماعة الإخوان الإرهابية لانتصار أكتوبر، نابعة من عقيدة إخوانية وكراهية مترسخة في الوجدان، فالفكر الذى رسخه منظر الجماعة سيد قطب، لا يؤمن بالدولة الوطنية ولا يمكنها التعايش مع وجود الجيوش الوطنية، حيث يقول سيد قطب، إن “هذه الجيوش العربية التي ترونها، ليست للدفاع عن الإسلام والمسلمين، وإنما هي لقتلهم”، ويقول إن “راية المسلم التي يحامى عنها هي عقيدته، ووطنه الذى يجاهد من أجله، هو البلد التي تقام شريعة الله فيه، وأرضه التي يدفع عنها، هي دار الإسلام التي تتخذ المنهج الإسلامي منهجا للحياة، وكل تصور آخر للوطن هو تصور غير إسلامي تنضح به الجاهليات”، بذلك يكون قطب قد رسخ لكراهية الجيوش الوطنية لدى عناصر الجماعة، وأيضا الكراهية والكفر بمفهوم الدولة الوطنية، بالتالي عدم الاستعداد للقتال في سبيل هذه الدولة الوطنية.
إضافة لما سبق؛ يمكن التأكد على أن حسن البنا المرشد الأول للجماعة استطاع أيضاً أن يرسخ لكراهية الأوطان والمؤسسات الوطنية بين عناصر الجماعة، حيث قال “أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية” فالوطن عند البنا الأقطار الإسلامية جميعها والأقطار التى غزاها المسلمون في السابق، التي يحكمها الآن غير مسلمين، حيث يقول البنا (يسمو وطن المسلم حتى يشمل الدنيا جميعا ألست تسمع قول الله تعالى “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله”)، تلك الأفكار التي تتشكل منها عقيدة الفرد الإخوانى التي يتلقها في اجتماعات الأسر الإخوانية ومعسكرات التدريب، التي تنتهى بكراهية الأوطان وللجيوش الوطنية والعداء لهم.
أفعال شيطانية:
ما سبق ذكره من عقيدة إخوانية فاسدة تبرر الجهود التي تقوم بها الجماعة والمنتمين لها، بهدف تشويه الجيش المصرى على وجه الخصوص، والجيوش العربية بالعموم، فالجماعة لديها العديد من القنوات على اليوتيوب، ومئات الحسابات الإلكترونية لتشويه الجيش المصرى، مثل قناة “العالم الأسود للعسكر” حيث يستهدف الإخوانى الهارب وجدى غنيم فيها الجيش المصرى بإدعاءات كاذبة، مخاطبا بها شريحة من المواطنين. لذلك فإن محاولات الإخوان لإسقاط الجيوش لن تنتهي، فالمحاولات مازالت مستمرة إلى تاريخه لدعم الإرهاب في درنة وبنغازى لتخريب ليبيا، بحملات مكثفة تستهدف الجيش الليبي، وكذلك نفس الوضع في سوريا واليمن والعراق وتونس والسودان، وكل الدول التي تنشط فيها الجماعة وتسعى للاستيلاء على السلطة فيها، حيث تؤكد التقارير أن عام 2020 زاد معدل الشائعات والتشويه للجيوش العربية بنسبة 29.9% عن الأعوام السابقة.
أخيرا؛ فإن جماعة الإخوان تنفق وستنفق أموال طائلة لمحاولة هدم الجيوش العربية، خاصة الجيش المصرى، ووفقا لعقيدتها فمن الطبيعي أن تكره مفهوم الجيوش الوطنية وانتصاراتها ضد أعداء الأوطان التي تعتبرهم- الأعداء- في أزماتها أصدقاء وتسعى إلى التقارب معهم كراهية لمؤسسات الدولة الوطنية، فالجماعة تمتلك لجان الكترونية تدفع لها مكافآت كبيرة بهدف تحقيق مستهدفها بهدم الجيش والأوطان، الذي يصفهم كتاب “الفريضة الغائبة” لمحمد عبد السلام فرج بالطائفة المرتدة، فهذا الكتاب منهج معتمد لدى كل التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان المسلمين، عليه فالجيش المنتصر في 73 عند الشعب المصرى، جيش مرتد عند الإخوان الإرهابية.