الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية الطارئة.. خطاب الدولة الذي أحرج الصمت العربي والدولي

في مشهد سياسي استثنائي، وخلال قمة عربية إسلامية طارئة تزامنت مع تصاعد وتيرة العنف والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خطاباً اتّسم بالحسم والاتزان.
خطاب لم يكن مجرد كلمات سياسية، بل جاء كموقف استراتيجي صريح، حدّد فيه المسؤوليات، ورسم خطوطاً حمراء، ووجّه رسائل واضحة إلى الداخل والخارج.
ما قاله الرئيس السيسي لم يكن عادياً، بل عبّر عن ضمير أمة، ودور دولة بحجم مصر، تعرف متى تتكلم وكيف تضع النقاط فوق الحروف.
رسالة إلى العالم العربي والإسلامي – الوحدة ضرورة وجود:
وجّه الرئيس السيسي نداءً إلى القادة العرب والمسلمين، مؤكداً أن اللحظة الراهنة لا تحتمل الشعارات أو المجاملات، بل تتطلب موقفاً موحّداً وحازماً في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.
لقد شدّد على أن استمرار العدوان على المدنيين الفلسطينيين، واستهداف الأطفال والنساء والمستشفيات، جريمة لا يجب السكوت عنها.
كما دعا إلى رفض التهجير القسري وعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأكّد أن التضامن العربي يجب أن يُترجم إلى خطوات عملية، لا أن يظل مجرد بيانات شجب.
لم يكتف الرئيس المصري، بالتضامن الكلامي، بل حمّل الجميع مسؤولية تاريخية: إما الاصطفاف خلف الحقوق المشروعة أو الوقوف في صف الصمت القاتل.
رسالة إلى المجتمع الدولي – المعايير المزدوجة تهدم مصداقية القانون الدولي:
وجّه السيسي انتقاداً مباشراً لسياسات الدول الكبرى، التي تتعامل مع الأزمات الدولية بازدواجية صارخة؛ تُدين الجرائم إذا ارتكبها الخصوم، وتتجاهلها إن جاءت من الحلفاء.
وطالب بتحرك دولي عاجل لوقف إطلاق النار في غزة وفتح المعابر الإنسانية فوراً. كما دعا إلى تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. وأكّد أن استمرار التغاضي عن الجرائم الإسرائيلية يهدم أسس الشرعية الدولية ويفقد النظام العالمي توازنه الأخلاقي.
لقد أعاد الرئيس السيسي، تعريف العلاقات مع الغرب من زاوية الكرامة والمصداقية، لا المصالح فقط، وطرح سؤالاً أخلاقياً واضحاً: أين أنتم من دماء الأبرياء؟
رسالة إلى الحكومة والشعب الإسرائيلي – لا أمن فوق جثث الأبرياء:
في خطاب مباشر إلى إسرائيل، وجّه الرئيس المصري تحذيراً واضحاً: الاستمرار في العدوان لن يحقق الأمن، بل سيؤسس لعقود جديدة من العنف والكراهية.
أكّد أن السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وحذّر من أن السياسات الإسرائيلية تُقوّض فرص السلام وتُعيد المنطقة إلى دائرة الانفجار. كما شدّد على أن اتفاقيات التطبيع لا يمكن أن تكون بديلاً عن حل عادل وشامل للصراع.
لقد كانت رسالة السيسي إلى المجتمع الإسرائيلي واضحة: أمنكم لن يتحقق دون عدالة، ولا استقرار حقيقي يُبنى على القمع.
رسالة إلى الشعب المصري – مصر لا تساوم على ثوابتها:
لقد طمأن الرئيس السيسي الداخل المصري بأن مصر، رغم الضغوط والتحديات، ثابتة على مبادئها. ورفض بشكل قاطع أي حديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء، مؤكداً أن الأمن القومي المصري خط أحمر.
كما أوضح أن مصر لا تنجرف وراء ردود الأفعال المتوترة، لكنها لا تتخلى عن دورها ومكانتها كقائدة وضمير للأمة.
وبين الرئيس السيسي، أن السياسة المصرية تقوم على القرار المستقل والتحرك المتزن الذي يقدّر الموقف ويديره بحكمة لا بضعف.
لقد كانت الرسالة للشعب واضحة: مصر قوية بموقفها، لا بانفعالها؛ وطن يعرف حدوده ويحمي أرضه وكرامته.
صدى الكلمة إقليمياً ودولياً:
(*) في العالم العربي: لاقى خطاب الرئيس إشادة واسعة من عدة دول عربية ومنظمات سياسية، رأت فيه تعبيراً عن موقف عربي أصيل وقوة اعتدال لا تفرّط في الحقوق.
(*) في الغرب: تناقلت وكالات الأنباء تصريحات السيسي حول عرقلة إسرائيل لفرص السلام، ووصفت خطابه بأنه الأكثر وضوحاً وحسماً بين الخطابات العربية الأخيرة.
(*) في الداخل المصري: رحبت النخب السياسية والشعب بمواقف الرئيس، معتبرين أنها أعادت مصر إلى موقعها الطبيعي كقلب العروبة وراعية الاستقرار الإقليمي.
عندما تتكلم مصر تتكشف الحقائق:
خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة لم يكن بروتوكولياً، بل بيان موقف ورسالة دولة وخريطة طريق، حدد بوضوح: من المسؤول، من المتخاذل، من يتحرك، ومن يصمت؟!
في وقت غابت فيه الأصوات أو اختبأت خلف الحسابات الضيقة، تكلمت مصر بلغة الدولة وضمير الأمة، لتعيد تعريف المواقف وتضع الجميع أمام اختبار التاريخ.