فيها حاجة حلوة.. وفيها وطن لا ينكسر

من أرض الأنبياء إلى قلب الحضارات مصر
حين يتحدث التاريخ تقف مصر شامخة، وعندما تكتب السماء يُذكر اسمها في القرآن والإنجيل والتوراة. إنها الأرض التي مرّ بها إبراهيم، وسكنها يوسف، وربّى فيها موسى، واحتمى بها المسيح عليهم جميعًا السلام. أرض لا تُروى فقط بالتاريخ، بل بالدم النقي والتضحيات التي صنعت مجد أمة.
مصر منبع الحضارة لا تابع لها:
قبل أن تعرف البشرية الكتابة كتب المصري القديم الهيروغليفية، وقبل أن تُجرى أول عملية جراحية في الغرب كان إمحوتب يشخّص المرض ويبتكر العلاج.
نحن أول من:
أضاء المصباح بالكهرباء (معبد دندرة كنموذج كوني يوضح عظمة مصر التاريخية •• أول من اخترع المحول الكهربائي وأول من اخترع المصباح الكهربائي، ليسوا من ادّعوا ذلك، فجدران المعبد شاهدة من آلاف السنين، حجر لا ينكسر).
– أجرى عمليات التجميل.
– استخدم الحياكة وصنع أدوات النسيج.
– رسم الجمال على الجدران ونحت المعابد والتماثيل.
– أنشأ التقويم الشمسي، وحفظ جثث الموتى بدقة مذهلة.
أسرارنا لا تُحصى ولا تُعد، ولم يُكتشف منها الكثير حتى الآن. نحن أعظم حضارة على وجه الأرض.
مصر لم تتعلم من أحد.. بل كانت المدرسة التي علّمت الجميع:
الأزهر الشريف ألف عام من نور واعتدال، الأزهر ليس فقط جامعة دينية، بل قلعة فكرية عربية إسلامية، ومؤسسة كونية للسلام. أخرج علماء وأئمة وقادة فكر، وكان صخرة تصدّرت مقاومة الاستعمار ومواجهة التطرّف وتصحيح المفاهيم.
إنه رمز الاعتدال والتجديد، وركن رئيسي في تشكيل الهوية المصرية والعربية.
الكنيسة المصرية وطنية راسخة وجبهة داخلية صلبة، لم تكن الكنيسة يومًا بمعزل عن معارك الوطن، بل كانت دائمًا في قلب الجبهة الداخلية المصرية، تقف مع الدولة تحت راية الوحدة الوطنية.
من البابا كيرلس السادس في حرب 1967، إلى البابا شنودة الثالث في لحظات الانقسام، ثم البابا تواضروس الثاني الذي رسّخ بمواقفه أن الكنيسة بيت كل المصريين. قالها في أوج الأزمات: “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن”.
أبناء الكنيسة شاركوا في الحروب والثورات، وسقطوا شهداء مع إخوتهم المسلمين، وأثبتوا أن مصر وطن واحد لا يتجزأ.
لا ننسى من حفروا المجد بأظافرهم، حين حُفرت قناة السويس لم تُحفر بالمعدات الحديثة، بل بدموع وعرق وظهور انحنت من الفقر، لكنها لم تنكسر من الوطنية.
سُحقت أجساد آلاف المصريين في الرمال، لكن بقيت قناة السويس شريان حياة للعالم ودرسًا في التضحية.
واليوم نستعيد المجد بقناة السويس الجديدة ونجعلها أيقونة استقلال اقتصادي وسيادي.
من المصري القديم إلى الجندي سلالة لا تهزم:
مصطفى كامل: القائل الخالد “لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا”، و “من يتنازل عن حقٍ من حقوق بلاده يبقى أبد الدهر مزعزع العقيدة سقيم الوجدان”.
سعد زغلول: قائد الثورة الشعبية ومفجر الوعي السياسي، وملهم ثورة 1919 بالمقولة الشهيرة “يحي الهلال مع الصليب”، أيقونة الوحدة الوطنية المصرية أمام الاستعمار البريطاني.
مكرم عبيد: رفيق الزعيم سعد زغلول في ثورة 1919، وقائل “مصر وطن يعيش فينا وليس وطنًا نعيش فيه”.
العميد إبراهيم الرفاعي: أسطورة العمليات الخاصة في أكتوبر المجيد.
الرائد محمد زرد: شهيد العزة في معارك العبور.
الرئيس أنور السادات: زعيم الانتصار، بطل الحرب والسلام.
الرئيس حسني مبارك: صاحب الضربة الجوية في حرب أكتوبر المجيد.
عبد الفتاح السيسي: قائد النهضة الحديثة ومؤسس الجمهورية الجديدة بإرادة لا تلين.
كل هؤلاء وغيرهم كتبوا بدمهم وفكرهم وأفعالهم فصولًا تملأ كتب الوطنية والتاريخ.
نيران المنطقة العربية ومصر في مرمى الاستهداف:
مصر اليوم ليست فقط في معركة بناء، بل في مواجهة أخطر التحديات الإقليمية:
غزة تُباد فيها الإنسانية وسط صمت عالمي وتربص صهيوني يريد تنفيذ حلمه بالتوسع الاستيطاني لإقامة ما يسمى “إسرائيل الكبرى”.
السودان فوضى مسلحة تهدد حدودنا الجنوبية.
ليبيا مرتع للصراع الدولي والميليشيات على حدودنا الغربية.
اليمن وسوريا أوطان تنزف، واليد العابثة تحاول تفكيك الشرق الأوسط.
إسرائيل لا تُخفي أطماعها من النيل للفرات، وتراقب الداخل العربي في محاولة للانقضاض.
لكن مصر تقولها للعالم: نحن الحصن، ونحن السد، ومن يقترب منا يعرف أن لنا أنيابًا تردع. نحن أمان آخر الزمان.
حراس الأرض أبناء الوطن على خط النار:
في سيناء، ومطروح، والواحات، وأسوان، وحلايب وشلاتين يقف أبناء مصر من قبائلنا وأبناء النوبة والبدو كسورٍ لا يُخترق.
هم النسق الأول للدفاع، يعرفون الأرض ويحرسونها، ويتعاونون مع الجيش والشرطة لحماية الوطن.
تحية لهؤلاء الجنود الصامتين الذين يقفون على خط النار ويبنون في الظل ويحرسون بصدق.
فدائيون لا يُقهرون وشعب لا يُستفز:
نحن نحب السلام ونبادر إليه، ونمد أيدينا لكل من يريد العيش المشترك، لكننا لا نُساوم على شبر من أرضنا ولا نتهاون في أمننا القومي.
أغنية “فدائي” لعبد الحليم حافظ ليست نشيدًا بل عهدًا:
“فدائي.. أموت أعيش ميهمنيش كفاية أشوف علم العروبة باقي”.
مصر الحديثة جمهورية تُصنع بالإرادة
نحن نعيش نهضة شاملة لا تعرف التراجع:
العاصمة الإدارية الجديدة
قناة السويس الجديدة
مبادرات الصحة والتعليم
المدن الذكية
تمكين الشباب والمرأة
ثورة الطرق والطاقة
كل ذلك بقيادة وطنية تؤمن بأن مصر لا تستحق أقل من المجد، ولا تحتمل الفوضى من جديد.
في الخارج مصر في عيون العالم:
إلى كل مصري بالخارج: كن ظلاً لأخيك، واحمل الوطن في قلبك وسلوكك.
على الدولة أن تحتضن أبناءها، وأن تكون كل سفارة وكل قنصلية بيتًا وملاذًا لهم.
على وزارات التعليم والصحة والخارجية والبحث العلمي أن تُوفّر الدعم الكامل.
الولاء لا يُطلب، لكنه يُبنى بالاحتواء.
لا تنسوا الهوية، لا تبيعوا الجذور
حافظوا على لغتكم وتاريخكم وثقافتكم.
علموا أبناءكم أن أجدادهم بنوا الأهرامات وكتبوا أول حرف وشيدوا أول مدرسة.
لا تسمحوا للإعلام الأجنبي أو المعادي أن يعرّف أبناءكم من أنتم، بل عرّفوهم أنتم.
توصيات من القلب إلى كل مسؤول في هذا الوطن الحبيب:
1. إدراج التاريخ الحقيقي لمصر في المناهج التعليمية.
2. دعم البحث العلمي كأولوية أمن قومي.
3. تكثيف الإعلام الوطني الموجه بلغة العصر.
4. دعم الجاليات المصرية بالخارج مؤسسيًا وقانونيًا.
5. إبراز رموز الوطنية والتاريخ في الثقافة الشعبية.
6. احتضان المناطق الحدودية تنمويًا وأمنيًا.
المجد يبدأ من مصر:
نحن من رفع الحجارة لتصل السماء، ورفع الأقلام لنكتب الأديان، ورفع السلاح لنحمي الأرض.
مصر ليست دولة تبحث عن مكان، بل أمة صنعت المكان والزمان.
من أول مومياء إلى أول عالم مصري يحصل على نوبل، من أول معبد إلى أول مدينة ذكية.
من الأزهر إلى الكنيسة، من سيناء إلى أسوان، من الجندي في الميدان إلى الباحث في المعمل، من العامل في مصنعه إلى الفلاح في أرضه، إلى الطبيب في غرفة الطوارئ. كلنا جنود لهذا الوطن.
فيا مصري، كن أنت المشروع الوطني القادم. احمل اسم مصر على كتفك كما حمله زويل في نوبل، وصلاح في الملاعب، ويعقوب في القلوب، والسادات في الميدان، والسيسي في البناء.
مصر تناديكم فهل أنتم مستعدون لكتابة فصل المجد القادم؟