لواء أحمد زغلول يكتب: السلام يُولد من القاهرة.. حيث تتكلم الأرض وتُنصت السماء

مصر تصنع السلام من جديد •• اتفاق تاريخي على أرض الكنانة يُنهي الحرب ويكتب مستقبلاً جديداً للمنطقة
في لحظةٍ تاريخيةٍ فارقة، وعلى أرض السلام، أرض الكنانة، وُقِّعَت الأطرافُ المتنازعةُ اتفاقَ وقفِ إطلاقِ النار في غزة بوساطةٍ مصريةٍ خالصة، لترتسم ملامحُ فجرٍ جديدٍ في سماء الشرق الأوسط، ويبدأ عهدٌ جديدٌ من الاستقرار والأمل بعد سنواتٍ من الدمار والنزيف المستمر.
من قلب الأزمات •• تُولد الحلول في مصر:
كما عهدها التاريخ، كانت مصر بشعبها الأصيل، وجيشها القوي، وقيادتها الحكيمة، هي كلمةَ السر وشَفرةَ الاستقرار في المنطقة. لم تكن القاهرة مجرد وسيطٍ، بل كانت حجرَ الزاوية، ومركزَ القرار، وميزانَ العدل الذي أعاد الأطرافَ إلى طاولة التفاوض رغم التعقيدات والتعنّت.
الاتفاقُ الذي تمَّ توقيعه على الأراضي المصرية يمثل خطوةً عملاقة نحو وقفِ حمّامِ الدم في قطاع غزة، وعودةِ الهدوء إلى المنطقة، وفتحِ أبوابٍ جديدةٍ للحوار السياسي والبناء الإنساني.
السيسي •• قائد السلام وبوصلة العدل:
برؤيةٍ استراتيجيةٍ عميقة، وحنكةٍ سياسيةٍ عالية، قاد الرئيس عبد الفتاح السيسي جهودَ الوساطة، واضعاً نصبَ عينيه حمايةَ الأرواح وإنقاذَ ما تبقّى من الأمل في مستقبلٍ لا يعرف أصواتَ الصواريخ ولا رائحةَ البارود.
تحركت الدولة المصرية على كافة المستويات، دبلوماسياً وأمنياً وإنسانياً، لإعادة التوازن في واحدةٍ من أعقد الملفات في الشرق الأوسط، وكانت النتيجة نجاحاً دبلوماسياً مصرياً نال احترامَ العالم أجمع.
ترامب يزور القاهرة احتراماً للدور المصري أم اعترافاً بحقيقة الواقع؟
وفي تطورٍ لافتٍ يعكس حجمَ التأثير المصري، جاءت زيارةُ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى القاهرة ضمن جولته في الشرق الأوسط بعد ساعاتٍ من إعلان وقفِ إطلاق النار.
زيارةٌ تحمل رسائلَ كثيرة، أبرزها أن من يريد الحلَّ في الشرق الأوسط عليه أن يمرَّ عبر القاهرة، فالعاصمةُ المصرية أثبتت أنها ليست فقط عاصمةَ القرار العربي، بل العقلَ المدبّر والحَكمَ النزيه الذي لا تميل كفته إلا لصالح الاستقرار.
اتفاق غزة •• أبرز البنود والنتائج:
١. وقفٌ شاملٌ وفوريٌّ لإطلاق النار من جميع الأطراف.
٢. فتحُ المعابر الإنسانية لتقديم المساعدات وإعادة الإعمار.
٣. إطلاقُ آليةِ رقابةٍ دولية بإشرافٍ مصري لضمان استمرارية التهدئة.
٤. تدشينُ مرحلةٍ جديدةٍ من الحوار الفلسطيني–الفلسطيني تحت رعايةٍ مصرية مباشرة.
٥. التوافقُ على خارطةِ طريقٍ سياسيةٍ نحو حلِّ الدولتين.
الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة؛
هذا الاتفاق ليس مجرد وثيقةٍ تُوقَّع، بل هو شهادةُ ميلادٍ جديدةٌ لمنطقةٍ ظلّت لعقودٍ تعيش في فوضى الصراع ومستنقع الدماء. اليوم، ومع هذا الاتفاق، ومع الدور القيادي لمصر، يعود الأمل بأن تتغيّر المعادلة، وأن تكون الغلبةُ لصوتِ العقل لا للرصاص.
مصر •• الدولة التي حين تتكلم يصمت الصراع:
من شاء فليؤمن، ومن أبى فليتفكّر؛ مصر لا تنتظر شهاداتٍ من أحد، فهي تعرف قدرَها جيداً، ويعرفه العالم أكثر. دولةٌ تعرف متى تتحرك، ومتى تصمت، ومتى تُطلق نداءَ السلام الذي يتردد صداه في كل العواصم.
لقد كتبت القاهرة مرةً أخرى صفحةً مجيدةً في كتاب الشرق الأوسط، صفحةً عنوانها: السلام قرارٌ وصُنع في مصر.