الدكتور بلال بدوي: يكتب.. الرئيس “السيسي” ينتصر و”ترامب” يتراجع

نبه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحذر في بداية الهجوم الإسرائيلي المتوحش على قطاع غزة من خطة تهجير الفلسطينيين. لقد كان الرئيس السيسي أول قائد عربي ودولي يرفض مخطط التهجير الذي تبنته بعض مراكز الفكر والدراسات والساسة في دولة الاحتلال في بداية الحرب. ففي الـ 25 من أبريل 2024، وأثناء كلمته بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء، كرر الرئيس السيسي، رفضه لتهجير أهل غزة، قائلاً “نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو أي مكان آخر”، ووقتها شدد سيادة على وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، وإقامة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.

لم يتوقف الرئيس السيسي في كل كلماته ولقاءاته مع كل زعماء العالم التي تلت الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، عن رفضه للتهجير. فقد قال الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني، في الـ 18 أكتوبر 2023، إن “فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر تعني ببساطة تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن أيضًا، وبالتالي تصبح فكرة الدولة الفلسطينية غير قابلة للتنفيذ، لأن الأرض موجودة لكن الشعب ليس موجودًا، وأضاف سيادته أثناء هذا اللقاء، قائلًا.. “نقل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء يعني نقل فكرة المقاومة والقتال من القطاع إلى سيناء، ما قد يجعلها قاعدة لعمليات ضد إسرائيل، وبالتالي سيكون من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وتوجيه ضربات إلى الأراضي المصرية.. ومصر دولة كبيرة حرصت على السلام بإخلاص، لذا يجب ألا يتم تبديد هذا الاستثمار الكبير في السلام من أجل فكرة غير قابلة للتنفيذ”.

لقد كرر الرئيس السيسي، رفضه للتهجير الذي يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، محذرًا إسرائيل من خطورة الخطوة، قائلا سيادته “الرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض، وإذا استدعى الأمر أن أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فسترون ملايين المصريين يخرجون لدعم موقف الدولة المصري”.

وبعد الـ 27 من يناير، بالتحديد بعد دعوة ترامب بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى بعض الدول العربية المجاورة، وتحديدا الأردن ومصر،-  كان رد الرئيس السيسي، هو الأقوى والأكثر تأثيرًا والأسرع انتشارًا، حيث قال سيادته إن “نقل الشعب الفلسطيني من مكانه هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”.

لم يتوقف الرئيس السيسي عن رفضه القوى لاقتراح “ترامب” عن تهجير سكان قطاع غزة، ففي الـ 19 من فبراير الجاري، بالتحديد في العاصمة الإسبانية مدريد، قال سيادته خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الإسباني، لقد أكدنا على أهمية دعم المجتمع الدولى، وتبنيه خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطينى وأكرر دون تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه التى يتمسك بها، ووطنه الذى لا يقبل التفريط فيه، وبما يضمن البدء الفورى فى عمليات الإغاثة والتعافى المبكر.

لقد أصر الرئيس السيسي على رفضه تهجير الفلسطينيين، وظل هو المدافع الأول عن حق الفلسطينيين في دولتهم ورفضه تهجيرهم من أرضهم، وهو ما يعني انتصاره في تقديرنا، وهو ما أنعكس على موقف ترامب من خطة التهجير التي تبناها، حيث تراجع عنها “ترامب” بعد إصرار شديد منه، معلنًا الرئيس الأمريكي في الـ 21 من فبراير، “إنه لن يفرض خطته بشأن غزة، وقال في تصريحات له، إنه فوجئ بموقف مصر والأردن الرافض للمقترح الذي طرحه بتفريغ قطاع غزة من سكانه لحين الانتهاء من إعادة الاعمار.

لقد انتصر الرئيس السيسي، وتراجع ترامب، الذي قال عن رفض مصر والأردن الواضح لمخطط تهجير الفلسطينيين، “خطتي بشأن غزة جيدة لكنني لن أفرضها وسأكتفي بالتوصية.. وفوجئت بعدم ترحيب مصر والأردن بها”. شكرا الرئيس السيسي الذي جمع الشعب المصري على موقف واحد، وتحية للزعماء العرب الذين رفضوا مجتمعين المخطط الإسرائيلي الأمريكي.

د. بلال بدوي

د. بلال بدوي- رئيس الهيئة الاستشارية لمركز رع للدراسات الاستراتيجية، هو رجل أعمال مصري، أمين مساعد أمانة الاستثمار بحزب مستقبل وطن، هو خبير اقتصادي متخصص في دراسات الصناعة والطاقة، كما أنه رئيس مجلس إدارة شركة "نيو إيجا" للصناعات الكهربائية بمصر والشرق الأوسط، وعضو الهيئة الاستشارية العليا بمركز رع للدراسات الاستراتيجية، حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في التربية البدنية والرياضية من جامعة حلوان في رسالة بعنوان " دور الاتصالات التسويقية المتكاملة بالشركات التجارية الراعية للرياضة في دعم الولاء للعلامة التجارية".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى