د. بلال بدوى يكتب: مستقبل وطن.. معايير تعكس الشارع

لا يختلف اثنان على أن حزب مستقبل وطن أصبح اليوم الرقم الأصعب في الحياة الحزبية المصرية، وأن حضوره المتزايد في الشارع لم يأتِ صدفة، بل نتيجة قيادة واعية يقف على رأسها النائب أحمد عبدالجواد، الأمين العام للحزب ونائب رئيسه، الذي نجح في أن يحول الحزب إلى قوة جماهيرية وتنظيمية قادرة على المنافسة بثقة وفاعلية. فمنذ توليه المسؤولية، بدا واضحًا أن الحزب يدخل مرحلة جديدة عنوانها الانضباط والدقة في الاختيارات، مع إصرار على أن يكون كل مرشح صورة حقيقية لما يريده المواطن من نائبه.
هذا النهج الذي أرساه “عبدالجواد” يقوم على معايير لا تقبل التنازل، تبدأ بالثقل الشعبي والسمعة الطيبة، ولا تنتهي عند الكفاءة في التشريع والرقابة. وقد انعكست هذه الرؤية في اجتماعات اللجنة المركزية التي تُعقد بشكل يومي بمشاركة قيادات الحزب، حيث تُراجع الترشيحات بعناية، ويُستعد لجولات تنظيمية على مستوى المحافظات لضمان أن يكون حضور الحزب في الميدان مساويًا لحضوره السياسي.
وتزداد ثقة مستقبل وطن في اختياراته بفضل القاعدة الواسعة من كوادره المؤهلة، وهو ما يميّزه عن بقية الأحزاب المنافسة. فالقوة الجماهيرية التي يتمتع بها الحزب تعطيه فرصة أكبر لاختيار المرشحين الذين يجمعون بين الشعبية والقدرة على الأداء البرلماني، وهو ما يفسر التماسك الواضح في خطته الحالية.
ومنذ أن تولى “عبدالجواد” موقعه القيادي، تبدل أداء الحزب على نحو ملحوظ. فقد كان دوره بارزًا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث أظهر أنه يمتلك بنية تنظيمية متماسكة وقادرة على الحشد، ثم جاء اختبار مجلس الشيوخ ليؤكد أن الحزب لا يكتفي بالقوة التنظيمية، بل يسعى إلى المشاركة الفعّالة تحت شعار “المشاركة لا المغالبة”، بما يعكس إدراكه لأهمية التوافق والتعددية السياسية.
بهذا المسار، يثبت مستقبل وطن أنه لم يعد مجرد حزب جماهيري كبير، بل أصبح قوة سياسية تقودها قيادة واعية تعرف كيف توازن بين طموحها في تصدر المشهد وبين التزامها بدعم الدولة وإثراء الحياة الحزبية. ومع اقتراب انتخابات النواب، تبدو استراتيجيته انعكاسًا مباشرًا لهذا التوجه: مرشحون يتمتعون بالثقة الشعبية، تنظيم متماسك، وقيادة أثبتت أنها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص.