د. بلال بدوي: يكتب..شكرًا سيادة الرئيس

كنت في قمة سعادتي، وأنا أتابع اليوم احتفالات عيد الشرطة المصرية، وأقرأ وأحلل ما تضمنه تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو يقول إن القاهرة ستدفع «بمنتهى القوة» من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ قبل أربعة أيام لينهي الحرب الإسرائيلية التي دمرت القطاع الفلسطيني على مدى أكثر من 15 شهرًا.

كلام الرئيس السيسي، وهو يتحدث عن وقف إطلاق النار على قطاع غزة، وتأكيده أن الدولة المصرية ستدفع بمنتهى القوة من أجل تنفيذ بنود الاتفاق، يشير إلى قدرات مصر وثقلها في المنطقة، هذه القدرات التي يجب كما دعانا الرئيس السيسي، قائلًا ” أدعو بتنظيم زيارات لشباب الجامعات والمدارس والشباب من الأحياء والمحافظات المختلفة يحضروا ويتفرجوا على إن دي دولة إن شاء الله محدش يقدر يهددها”. فهنا الإشارة واضحة لكل من يستطيع أن يعرف شباب مصر بقدرات مصر، فأترجم دعوة الرئيس، وأقول يا مراكز الفكر والدراسات في مصر، ويا جامعات مصر، ومؤسساتها الصحفية، وهيئاتها ووزاراتها المختصة، أرجوكم استغلال دعوة الرئيس وأظهروا قدرات دولتكم لأجيال ربما لم تعرفها لسبب تأثرها بوسائل التواصل الاجتماعي وما يبثه بعضها من سموم.

شكرا سيادة الرئيس لأنك صاحب كل مبادرة نافعة، شكرًا لأنك ربطت بين قدرات مصر وقدرتها على الحافظ على وقف إطلاق النار على قطاع غزة، فهذا هو ناتج جهدكم وجهود الدولة المصرية في التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع. فتجدر الإشارة هنا إلى أن الدور الذي لعبته مصر تحت قيادتكم الحكيمة في التوصل إلى وقف إطلاق النار جاء من منطق حرصكم على السلام والسلم الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع. فالجهود الاستثنائية التي قامت بها مصر بشأن أزمة غزة تحت قيادتكم على مدار 470 يومًا لن تنسى ولن ينساها إلا حاقد. مصر الدولة والقيادة عملت على مواجهة المخطط الإسرائيلي الرامي إلى تهجير الأشقاء الفلسطينيين قسريًا أو تصفية القضية الفلسطينية من الأصل.  كذلك عمل عملت ومازالت تعمل على انهاء الانقسام الفلسطيني، لتثبيت مفهوم الدولة الفلسطينية ومؤسساتها والحفاظ على شعبها ومكوناته الديمغرافية.

شكرًا سيادة الرئيس، على مبادرتك المدروسة بإعادة الإعمار كأولوية مُلِحة. فمصر الدولة والمؤسسات، دعت العالم إلى البد الفوري بإعادة إعمار غزة، من خلال دورها المحوري في قيادة هذه الجهود بالتعاون مع المؤسسات الدولية؛ لتأمين الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. فمصر تركز  على إعادة إعمار المنازل المدمرة والمرافق الأساسية التي تضررت من جراء الحرب، وخاصًة في قطاع غزة، وتسلط الضوء من خلال مؤسساتها الإعلامية، خاصة قنوات قطاع أخبار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على أهمية إعادة بناء المدارس والمستشفيات؛ لتوفير بيئة آمنة للأطفال والمرضى. وعلى صعيد آخر، تؤكد الدولة المصرية أن الأولوية الكبرى من سرعة الإعمار ستكون لتوفير  بنية تحتية مستدامة تساهم في استعادة الحياة الطبيعية للغزيين، إضافة إلى توفير حلول طويلة المدى للمياه والكهرباء.

شكرًا مؤسسات الدولة المصرية، التي تفكر مبكرًا في تأمين عملية إعادة الإعمار، وتحدياته الأكثر تعقيدًا عقب قرار وقف إطلاق النار. فالحصار المستمر وتدمير المعابر من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي، سيمنع تدفق المساعدات والمعدات الثقيلة اللازمة للبناء في ظل الموقف الإسرائيلي الفارض قيودًا شديدة على حركة البضائع ومواد البناء.

شكرا قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على حسن التعامل إعلاميًا مع مسألة إعادة الإعمار من خلال تسليط الضوء على دور مصر في التنسيق مع الدول العربية والداعمة لإعادة الإعمار، كذلك التأكيد على أهمية التنسيق بين الحكومة المصرية والمنظمات الدولية لضمان تسهيل دخول المواد اللزمة للإعمار، إظهار تحرُكات مصر في تَبَني مبادرات للتواصل مع منظمات كالأمم المتحدة والبنك الدولي؛ لتسريع عملية توفير الدعم المالي والتقني لإعادة بناء غزة.

في النهاية، أقول من القلب، ومن منطلق دور أجهزة الدولة المصرية في الحافظ على أمن مصر الداخلي والخارجي، ومن منطلق تقدير مواطن مُحب لدولته جمهورية مصر العربية ومؤسساتها الساهرة، أقول “تحية للشرطة المصرية في عيدها الـ 73، تحية لكل فرد في وزارة الداخلية، وكل ضابط، وكل قيادة فيها، تحية على تحملهم المسئولية بمفهومها ومعنها، وأدعوا الله أن يحفظهم جميعًا، وأن تنعم مصر بجهدهم وسهرهم بالأمن والآمان.

د. بلال بدوي

د. بلال بدوي- رجل أعمال مصري، أمين مساعد أمانة الصناعة والتجارة المركزية بحزب مستقبل وطن، هو خبير اقتصادي متخصص في دراسات الصناعة والطاقة، كما أنه رئيس مجلس إدارة شركة "نيو إيجا" للصناعات الكهربائية بمصر والشرق الأوسط، وعضو الهيئة الاستشارية العليا بمركز رع للدراسات الاستراتيجية، حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في التربية البدنية والرياضية من جامعة حلوان في رسالة بعنوان " دور الاتصالات التسويقية المتكاملة بالشركات التجارية الراعية للرياضة في دعم الولاء للعلامة التجارية".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى