“الدراوي” في لقاء الأربعاء.. آمنت بالفكرة فصنعت رحلة اللافندر من مصر إلى العالم

استضاف مركز رع للدراسات الاستراتيجية في 26 نوفمبر 2025 الدكتورة مي الدراوي، رئيسة مجلس إدارة مجموعة لافندر لايف للتصدير في مصر وإنجلترا، ومستشارة رئيس جامعة سيناء للتدريب، في لقاء خاص يندرج ضمن توجه المركز نحو إبراز التجارب الملهمة، ولا سيما في الاستثمار وريادة الأعمال في المجالات غير التقليدية، وذلك في إطار مشروعه البحثي “مستقبل مصر” لما يحمله من انعكاسات بالغة الأهمية على المجتمع والطامحين فيه لمزيد من الازدهار والرقي. وقد أدار اللقاء الدكتور أبو الفضل الإسناوي، المدير الأكاديمي لمركز رع، بمشاركة الدكتورة رضوى محمد، رئيسة وحدة الدراسات المصرية ومديرة برنامج الدراسات المصرفية بالمركز، إلى جانب حضور ومشاركة كل من: الأستاذ ضياء نوح المنسق الأكاديمي للمركز، والدكتور محمد أبو سريع مستشار المركز للسياسات العامة، والدكتور حسام البقيعي كبير الباحثين، والدكتور محمود صلاح، والأستاذة ساجدة السيد رئيسة برنامج دراسات البحر الأحمر وإفريقيا بالمركز، والأستاذ عبد الرحمن سعد الدين الباحث في الشؤون الإقليمية، والأستاذة فريدة حمدي مسؤولة العلاقات العامة والاتصال الخارجي، بالإضافة إلى مجموعة من شباب الجامعات.

بعد ترحيب الدكتور أبو الفضل بالحاضرين، قدمت الدكتورة مي في مستهل اللقاء صورة عامة تستند إلى مخرجات رحلتها الاستثمارية الممتدة بين المشروعات التجارية وخلفيتها العلمية المتميزة.

واعتبرت أن الفشل كان الباب الأول الذي انطلقت منه، مؤكدة أهميته في تكوين شخصية الفرد وقدرته على اتخاذ القرار في ظل الصعوبات والتحديات التي يواجهها الشباب في بدايات طريقهم، مع إيضاح أن النجاح لا يتحقق إلا عبر كسر حاجز الخوف والانطلاق نحو عالم آخر مليء بالفرص رغم ما يشوبه من غموض.

وأوضحت مي الفرق بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال خلال حوارها المفتوح مع الشباب، مستشهدة بأمثلة عملية وواقعية لتسهيل الفكرة وتبسيطها أمام الجيل القادم، الذي يحتاج إلى تحفيز وتشجيع ودعم في ظل التنافسية العالية التي يشهدها السوق، على الرغم من أن مفهوم ريادة الأعمال ليس جديدًا بل له جذور ممتدة تاريخيًا.
كما شرحت رئيسة لافندر لايف تجربتها مع اللافندر بتفاصيل دقيقة، بدءًا من اعتمادها عليه في مواقف حياتية لم تر فيها بديلاً واقعيًا أفضل، مرورًا بدراسة خصائصه والفروق بين أنواعه الفرنسية والإيطالية والإسبانية، وصولًا إلى محاولة تطويع التربة المصرية لزراعته بدلًا من استيراده، وهي تجربة استمرت لما يزيد عن عامين. وسلطت مي الضوء على أهمية الإيمان بالله وبالفكرة التي يحملها الفرد، وترجمتها من خلال العمل الجاد القائم على الشفافية والصراحة، ضمن خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد. كما أكدت ضرورة متابعة توجه الدولة لإدراك الخطوات المناسبة للواقع، خاصة في ظل التوجه العام نحو دعم الاستثمار.

وبصفتها تجربة ملهمة وفريدة، أبرزت مي أمام الشباب مدى تعقيد الرحلة التي خاضتها، وكيف شكّل ذلك قناعاتها، مما عزز رغبتها في دعم الشباب ليكونوا أكثر جرأة وقدرة على مواجهة المصاعب، معتبرة مصر بيئة خصبة قادرة على إعداد الفرد للعمل والنجاح في مختلف دول العالم.

من جانبها، أسهمت الدكتورة رضوى محمد في إثراء الحوار بإضافة بعد معرفي عميق، حظي بإشادة واسعة من الحاضرين، ولا سيما المدير الأكاديمي. فقد تناولت مسار نمو مجموعة لافندر من خلال تحليل رؤية مي الشخصية وانعكاسها على الإرهاصات الأولى للمشروع، الذي توسع لاحقًا على المستوى الدولي، نظرًا لابتكاريته وتأثيره الاجتماعي والتنموي المميز.
وتطرقت رضوى إلى الجدوى الاقتصادية لصناعة اللافندر عبر ثلاثة محاور رئيسية:
أولًا: العائد الإنتاجي والزراعي الذي تحقق من خلال نجاح الشركة في إنتاج محصول عال الجودة بتكلفة منخفضة نسبيًا.
ثانيًا: القيمة المضافة الناتجة عن الدمج بين التصنيع اليدوي والتعبئة الاحترافية، والتي أسهمت في خلق هوية تجارية مميزة.
ثالثًا: التوجه نحو الأسواق العالمية، خصوصًا الإقليمية والخليجية ذات القوة الشرائية المرتفعة، مما ساهم في تسارع نمو العلامة التجارية.
واختتمت رضوى حديثها بالتأكيد على مجموعة من الدروس المستفادة من التجربة، مثل تنويع مصادر النمو، التوجه نحو أسواق غير تقليدية، استغلال فجوات السوق، تطوير سلاسل القيمة بصورة مستمرة، اتخاذ خطوات جريئة محسوبة، وتعزيز دور البحث العلمي والتطوير.

وقد انعكست نجاحات الدكتورة مي في رأي الدكتور محمد أبو سريع، الذي وصفها بأنها رائدة أعمال من الطراز الفريد لما تمتلكه من خبرات واسعة ومؤهلات علمية وقدرات ذهنية ساهمت في بناء تجربة متكاملة لا تشوبها مخاوف أو تراجع رغم التنافسية العالمية. كما ناقش مع مي أهمية البيئة المصرية باعتبارها نقطة الانطلاق الأمثل لأي رائد أعمال يسعى لتحقيق طموحاته على المستويين الإقليمي والدولي.

من جانبه، أشار الدكتور حسام البقيعي إلى الحيوية والنشاط اللذين تتمتع بهما الدكتورة مي، وقدرتها على مواجهة الإحباطات التي لم تستطع يومًا إعاقة مسيرتها، مما دفعه لفتح باب الحوار حول الصعوبات والتحديات التي واجهتها خلال رحلتها، والتي كان عنوانها الأبرز الاستمرارية في السعي لاقتناص الفرص رغم الأزمات.

وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور أبو الفضل الإسناوي نجاح تجربة شركة لافندر، مشددًا على ضرورة توعية الشباب بأهمية التوجه نحو ريادة الأعمال في ظل التوجه الحالي الداعم للاستثمار، مع الإيمان بقدرات الشباب الهائلة التي يمكن البناء عليها في شتى المجالات داخل الدولة.






















