“بولعراس”.. الانتخابات شهدت منافسة بين 3 تيارات والجزائر في فترة”تبون” الثانية تُعزز تعاونها الإقليمي
في لقاء افتراضي عن تحولات المشهد الجزائري عقب الانتخابات الرئاسية
عقد مركز رع للدراسات الاستراتيجية لقاءًا افتراضيًا مع د. فتحي بولعراس خبير العلوم السياسية المشارك والأستاذ بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر العاصمة، وتناول اللقاء قراءة تحولات المشهد الجزائري عقب الانتخابات الرئاسية السابعة التي جرت في 7 سبتمبر الجاري وأسفرت عن فوز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية ثانية ونسبة مشاركة بلغت 48% رغم تشكيك المرشحين الثلاثة في بيان الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات
تناولت قراءة د. فتحي بولعراس لمستجدات المشهد الانتخابي ومنها مشاركة 3 تيارات في السباق الانتخابي وهي جبهة القوى الاشتراكية ممثلة في سكرتيرها الأول يوسف أوشيش لأول مرة في الاستحقاق الرئاسي منذ عام 1999، وحركة مجتمع السلم التابع للتنظيم الدولي للإخوان برئاسة حساني شريف عبد العالي والذي لم يشارك كذلك في الانتخابات الرئاسية منذ 1995، بينما دعمت أحزاب التيار الوطني المرشح المستقل عبد المجيد تبون.
كما كانت الحملات الانتخابية هادئة وتركز الخطاب السياسي فيها على المستقبل ومواجهة التهديدات التي تحيط بالدولة، وهو ما بدى واضحًا في شعارات الحملات الثلاث؛ إذاختارت حملة المرشح عبد المجيد تبون شعار “من أجل جزائر منتصر” فيما اختار حساني شعار “فرصة”، وقدمت حملة أوشيش شعار “رؤية للغد”، وأضاف بولعراس أن السباق الانتخابي أثبت أنه لم يعد هناك شئ اسمه الإخوان في الجزائر.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بالمدرسة الوطنية العليا أن التحول الإيجابي إزاء المشاركة الحزبية نابع من مخاوف بأن المقاطع ستنساه الأجيال، خاصة في ظل قيادة جديدة وشابة لجبهة القوى الاشتراكية لا يتجاوز عمرها 41 عامًا، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن نهج الرئيس عبد المجيد تبون خلال العهدة الأولى امتاز بانفتاحه على وسائل الإعلام المحلية والأحزاب وهو ما مثل حافزًا للمشاركة الحزبية مقارنة بعهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وردًا على مداخلات باحثي المركز أشار الخبير المشارك إلى أن إدارة الرئيس تبون تؤمن بأهمية تعزيز التنويع الاقتصادي، فضلًا عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن قوة الدولة تنبع من قوة وتنوع واستقرار اقتصادها والخروج من مظلة تقلبات أسعار النفط العالمية.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية الجزائرية خلال العهدة المقبلة للرئيس تبون، أشار بولعراس إلى اعتقاده بأن العلاقات العربية للجزائر جيدة وستكون في وضع أفضل خلال السنوات المقبلة وستعزز الجزائر علاقاتها مع العديد من دول المنطقة، مشيدًا بمتانة العلاقات المصرية الجزائرية، بينما قلص الخبير الجزائري من احتمالات تعزيز العلاقات الجزائرية الفرنسية في ظل استمرار السياسة الفرنسية (الاستعلائية) الحالية تجاه الجزائر.
كما أن الوضع في منطقة الساحل تثير قلق الجزائر من التدخلات الخارجية، خاصة في ظل وجود فاجنر في مالي وإنهاء اتفاق السلم والمصالحة بين الحكومة في باماكو والجماعات السياسية والعسكرية في شمال مالي.
وفي ختام النقاش قدم رئيس وحدة دراسات العالم بالمركز تنمياته بالتوفيق للجزائر الشقيقة موجهًا الشكر باسم إدارة المركز وهيئته العملية إلى د. فتحي بولعراس على رؤيته للمشهد في الجزائر ودعوته لمواصلة التعاون العلمي وزيارة مقر المركز في أقرب الآجال.
شارك في النقاش المنسق الأكاديمي لمركز رع ضياء نوح ورئيسة برنامج الدراسات المصرفية والباحثة الاقتصادية رضوى محمد، والباحثة بالشأن الأمريكي ديانا محسن والباحث المساعد زياد مصطفى.