جغرافيا الفكر: كيف عزز البنك الزراعي من دوره المجتمعي في رمضان 2024؟
يواصل البنك الزراعي المصري جهوده المستمرة والواسعة في دعم المسؤولية المُجتمعية في مختلف محافظات الجمهورية، إذ قام البنك في رمضان 2024 بالعديد من الأنشطة المُجتمعية التي تعمل على إعانة مئات الآلاف من الأهالي المصرية لتحمل تكاليف المعيشة المرتفعة في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري؛ بسبب الأزمات المختلفة التي تُحدث في العالم والمنطقة الإقليمية.
وتأسيساً عما سبق يتطرق هذا التحليل إلى التعرف على ماهية الدور الاجتماعي للبنك الزراعي المصري في عام 2024، بالإضافة إلى توضيح المردودات الاجتماعية والاقتصادية لهذا الدور.
ماهية الدور:
يُمكن توضيح الدور الاجتماعي للبنك الزراعي المصري في رمضان 2024 من خلال النقاط التالية:
(-) إطلاق قوافل الخير: أطلق البنك الزراعي المصري قوافل الخير بمناسبة شهر رمضان المبارك؛ لتجوب كافة القرى والمراكز في جميع محافظات الجمهورية؛ لتوزيع المساهمات الغذائية وتوفير احتياجات محدودي الدخل والأسر الأكثر احتياجًا من المواد التموينية؛ لإدخال البهجة والسرور على مئات الآلاف من الأسر في هذا الشهر المُبارك، وهو ما يحرص عليه البنك الزراعي المصري في كافة المناسبات تأكيداً لدوره في مساندة جهود الدولة لتوفير الحماية الاجتماعية للفئات المستحقة والأسر الأولى بالرعاية ومساعدتهم على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة ومتطلبات الحياة لتوفير الحياة الكريمة لمئات الآلاف من الأسر في كافة المحافظات.
ويأتي إطلاق قوافل الخير التي تُقدم العون والمُساعدة للعديد من الأسر الأكثر احتياجاً في المحافظات، بهدف دعم جهود الدولة؛ لمد قاعدة الحماية الاجتماعية والوصول لأكبر عدد من أهالينا في كافة أنحاء الجمهورية.
(-) تنوع القوافل: قام البنك الزراعي المصري بإحداث تنوع في القوافل الرمضانية المختلفة وفقًا لاحتياجات كل محافظة، بحيث يتم تسهيل حصول الأهالي على المساعدات، ففي المحافظات النائية يتم توزيع المواد التموينية وكراتين رمضان بسيارات نقل كبيرة مباشرة على الأسر الأكثر احتياجاً مباشرة، بينما باقي المحافظات يتم توزيع كوبونات شراء المواد التموينية على المستحقين ليقوموا بصرف المواد التموينية وفقًا لاحتياجاتهم من أي مجمع استهلاكي تابع للشركة القابضة للمواد الغذائية بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظات ووزارة التموين.
ومن هنا يُمكن القول إن البنك الزراعي المصري يعمل على تقديم دور اجتماعي شامل في شهر رمضان، إذ إن أسلوب القوافل وتنوعها بحيث تتناسب مع طبيعة كل محافظة، يُعتبر من الوسائل الناجحة في تسهيل توصيل الدعم لمستحقيه، وتحقيق هدف تخفيف تكاليف المعيشة عن كاهل الأسر المختلفة.
(-) تكثيف زيارات الرؤساء: حرص البنك الزراعي المصري على زيارة كافة محافظات الجمهورية في برنامج عمل مكثف خلال أيام قليلة، فخلال الأسابيع الماضية من شهر رمضان، قام كبار مسئولي البنك الزراعي المصري بتكثيف الزيارات إلى المحافظات المُختلفة، إذ قام الأستاذ علاء فاروق رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري وفريق الإدارة العليا للبنك ورؤساء المناطق والقطاعات بتكثيف زياراتهم لكافة محافظات الجمهورية، وجاء ذلك لتسليم المحافظين كوبونات المساهمات الغذائية وكراتين رمضان التي يهديها البنك للأسر الأكثر احتياجاً، تمهيداً لتوزيعها على المُستحقين، ولضمان وصول الدعم لمُستحقيه، قام البنك بالتعاون مع وزارات التضامن والأجهزة التنفيذية في المُحافظات، وهو ما يعمل على تحقيق مبدأ التوزيع العادل للمساعدات العينية.
وتعظيماً لدور البنك الزراعي في هذا الإطار قام السادة المحافظين بتثمين دور البنك وجهوده في المُشاركة المُجتمعية والإنسانية الفاعلة؛ لتوفير المُساهمات العينية من المواد التموينية للأسر الأكثر احتياجا بالقرى والمراكز، للتخفيف عن كاهل هذه الأسر في ظل الظروف الاقتصادية الحالية تزامنًا مع شهر رمضان.
الشمولية الجغرافية:
يتسع الدور الاجتماعي للبنك الزراعي المصري ليشمل مختلف محافظات الجمهورية، بدءًا من المناطق المحرومة والنائية في المحافظات الحدودية وصولاً لأصغر قرية في محافظات الصعيد والدلتا، وذلك على النحو التالي:
(-) المحافظات الحدودية: في محافظة جنوب سيناء قدم البنك الزراعي المصري قافلة من المواد الغذائية لوادي المراخ التابع لمدينة طابا، إذ دعم البنك المحافظة بواقع 10 أطنان من المواد الغذائية التي يُجرى توزيعها على المواطنين بالمناطق الأكثر احتياجًا على مدار شهر رمضان الحالي، إذ أن هذا الدعم ليس فقط سلع غذائية، وإنما يتسع ليشمل قوافل طبية شاملة جميع التخصصات، مع تقديم العلاج وإجراء الفحوصات بالمجان، وفي مطروح قام البنك بتوزيع 1000 كرتونة مواد غذائية، بحيث تشمل كل كرتونة السلع الرئيسية من سكر وأرز ومكرونة وسمن وشاي وتمر وبقوليات وغيرها من السلع الأخرى،
(-) محافظات الصعيد: يقوم البنك الزراعي المصري بدور كبير في محافظات الصعيد المختلفة، وفي شهر رمضان قام البنك بإهداء 1000 كرتونة مواد غذائية؛ لتوزيعها على الأسر الأكثر احتياجاً في محافظة أسوان، بالإضافة إلى 2000 كرتونة مواد غذائية؛ لدعم الأسر الأكثر احتياجاً في محافظة أسيوط، إذ استلمت المحافظة 1500 كوبون لصرف مواد غذائية بقيمة 300 جنيه للكوبون الواحد، وعدد 500 كوبون فئة 100 جنيه.
(-) محافظات الوجه البحري والدلتا: يقوم البنك الزراعي المصري بدور كبير أيضًا في محافظات الوجه البحري، ففي محافظة القليوبية قام البنك بالتبرع بمبلغ 500 ألف جنيه لصالح الأسر الأكثر احتياجاً، إذ كانت التبرعات في صورة قسائم قيمتها 200 جنيه تُسلم للمستحق، على أن يقوم بصرفها من أي مجمع استهلاكي يتبع الشركة القابضة للمواد الغذائية، وفي المنوفية قام البنك الزراعي المصري بتسليم 2750 بون مشتريات مواد غذائية مجانية بقيمة 500 ألف جنيه؛ لتوزيعها على الأسر الأكثر احتياجاً في المحافظة، كما قام البنك بتوزيع عدد من بونات شراء مواد غذائية على الفئات الأولى بالرعايا في محافظة المنيا.
والجدير بالذكر هنا توضيح مجمل الاستراتيجية التي سيسير وفقًا لها البنك الزراعي المصري، فالبنك سيواصل جهوده؛ لإطلاق المزيد من المبادرات؛ لدعم الأسر الأكثر احتياجاً والفئات الأولى بالرعاية، جنباً إلى جنب مع برامجه التمويلية وجهوده المتواصلة في تحقيق التنمية الزراعية وتعزيز قدرات صغار المزارعين والمنتجين في مجال الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية لدعم الاقتصاد الوطني.
مردودات إيجابية:
يحمل الدور الاجتماعي للبنك الزراعي المصري في طياته العديد من المردودات الهامة التي يُمكن توضيحها فيما يلي:
(-) تخفيف تأثير التضخم: إن ارتفاع أسعار السلع الغذائية في الاقتصاد المصري الناتج عن الأزمات المختلفة في العالم الخارجي كما يوضح الشكل رقم (1)، الذي يُشير إلى أن معدل التضخم بلغ 35.7 % في فبراير 2024، مما شكل ضغط كبير على الأسر محدودة الدخل، خاصة في توفير السلع الأساسية في شهر رمضان المبارك، ولكن مع تزايد الدور الاجتماعي للبنك الزراعي المصري، سينخفض تأثير هذا التضخم على هذه الفئات.
المصدر: البنك المركزي المصري
(-) تحقيق العدالة الاجتماعية:تُحتم المسؤولية المجتمعية للمؤسسات المختلفة المُساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية في الاقتصاد المصري، فهذا الدور لا يُمكن أن تقوم به الحكومة المصرية بمفردها، ولكن لابد أن تتشارك معها جميع فواعل المجتمع الأساسية في هذا الأمر، ومن هنا يُمكن القول إن دور البنك في مساعدة الأسر الأكثر احتياجاً، يُحقق هدف الدولة المصرية في توفير العدالة الاجتماعية في ربوع أنحاء الدولة، فتوزيع البنك القوافل المستمرة على مختلف المحافظات، يُحقق للأسر الأكثر احتياجاً في هذه المحافظات الحياة الكريمة مثل باقي الأسر الأخرى.
(-) خفض معدلات الفقر: يُساهم الدور الاجتماعي الكفء بشكل كبير في خفض أعداد الفقراء في الدولة، حيث عندما يستطيع الفرد في المجتمع المصري الحصول على السلع الأساسية،سيرتفع العديد من المواطنين فوق خط الفقر، وتقترب معدلات الفقر من الوصول إلى أدنى مستوياتها، خاصة بالتعاون بين مختلف مؤسسات الدولة حول هذا الأمر، فالبنك الزراعي المصري يُساعد فيه بكل السبل المتاحة، مما سيزداد أثره في حالة تعاون مختلف المؤسسات.
وعليه يُمكن القول إن البنك الزراعي المصري يعطي نموذجاً للمؤسسة التي تُساند دولتها في جميع أهدافها التنموية بشكل كبير للغاية، فالبنك لم يعد بنك متخصص لخدمة الفلاح فقط، ولكن تجاوز دوره ليشمل مسانده جميع فئات المجتمع، فشمولية هذا الدور تجعل من البنك الزراعي أكبر الداعمين لتحقيق الأهداف الاقتصادية للدولة المصرية، فالدور الاجتماعي للبنك من الأدوار الهامة التي تُحقق هدف توفير حياة كريمة للمواطنين، الأمر الذي تنشده الدولة المصرية في جميع سياساتها.