الـ 26 من نوفمبر.. “رع” يستضيف الدكتورة مي الدراوي في لقاء الأربعاء

في إطار حرص مركز رع للدراسات الاستراتيجية المتواصل على دعم النماذج المصرية الواعدة وتشجيع القيادات الشابة—وخاصة سيدات الأعمال—على خوض غمار الاستثمار وريادة الأعمال في المجالات غير التقليدية، واستكمالا لمشروعه البحثي “مستقبل مصر”،- يستضيف برنامج السياسات العامة بالمركز ضمن فعاليته الدورية المعروفة بـ لقاء الأربعاء، الدكتورة مي الدراوي، رئيس مجلس إدارة مجموعة لافندر لايف للتصدير في مصر وإنجلترا، ومستشار رئيس جامعة سيناء للتدريب، في لقاء يعد واحدًا من أهم اللقاءات المخصصة لطرح التجارب الملهمة التي استطاعت أن تشق طريقها بقوة نحو الأسواق الإقليمية والدولية. ويأتي هذا اللقاء استكمالًا لنهج المركز في تقديم شخصيات نسائية رائدة استطاعت أن تُثبت جدارتها على أرض الواقع، وأن تحوّل أفكارًا صغيرة إلى مشروعات ناجحة ذات أثر اقتصادي ملموس، وأن تُقدّم نموذجًا قادرًا على إلهام غيرها من سيدات مصر وشبابها على السواء.
ويطرح اللقاء سؤالًا محوريًا يتجاوز حدود الحالة الخاصة بالدكتورة مي الدراوي، ليُناقش بصورة أوسع الجدوى الاقتصادية لمشروعات رواد الأعمال في السياقين الإقليمي والدولي، مع اختيار مشروع “لافندر” كنموذج تطبيقي يوضح كيف يمكن لفكرة زراعية وصناعية محدودة في بدايتها أن تتحوّل إلى مشروع تصديري ناجح يمتد تأثيره من مصر إلى أوروبا وأفريقيا. ومن خلال هذا السياق التحليلي المتكامل، يسعى مركز رع إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن التجارب الوطنية الطموحة لا بد أن تحظى بالدعم والرعاية والاهتمام، وأن المرأة المصرية قادرة على أن تتصدر المشهد الاقتصادي في القطاعات الجديدة التي تتطلب معرفة علمية وإدارة دقيقة ورؤية تسويقية واسعة.
ويؤكد مركز رع أن استضافة الدكتورة مي الدراوي تأتي في إطار إيمانه العميق بأن دعم نماذج النجاح—وخاصة من سيدات الأعمال الشابات—يمثل ركيزة أساسية في بناء بيئة اقتصادية أكثر توازنًا وأكثر قدرة على الإبداع، وأن مصر تمتلك ثروة كبيرة من الكفاءات النسائية التي استطاعت أن تقتحم مجالات الاستثمار الزراعي والصناعات العطرية والطبية والتصديرية بعزيمة كبيرة وحضور قوي في الأسواق العالمية. وتعد تجربة لافندر لايف مثالًا واضحًا على نجاح الاستثمار في النباتات العطرية، إذ استطاعت د. مي عبر سنوات من العمل البحثي والتطبيقي أن تطوّر نموذجًا حديثًا لزراعة اللافندر، ليس فقط في مصر، بل في عدد من الدول الأفريقية والأوروبية. وتمثّل هذه التجربة العابر للحدود واحدة من أهم محاور اللقاء، لأنها تُظهر قدرة المستثمر المصري—وخاصة المرأة المصرية—على المنافسة في بيئات إنتاجية متعددة تختلف في مناخها وقوانينها وأنظمتها الزراعية.
وخلال اللقاء، ستستعرض الدكتورة مي الدراوي الرحلة الملهمة التي خاضتها للوصول إلى هذا النموذج، بدءًا من تجربتها الأولى في زراعة اللافندر داخل مصر وتجاربها في تطوير زراعته في بيئات طبيعية مختلفة، مرورًا بالتحديات التسويقية واللوجستية وتحديات الجودة التي رافقت محاولات إدخال المنتج المصري في أسواق أوروبية معروفة بصرامتها في معايير اعتماد الزيوت العطرية ومنتجات النباتات الطبية. كما ستتحدث عن كيفية نجاحها في بناء سلسلة قيمة متكاملة تبدأ من اختيار التربة، وتمر بإعداد المزارعين وتدريبهم، وتنتهي بتصدير منتج عالي الجودة ينافس المنتجات العالمية، وهو ما يجعل من هذا المشروع نموذجًا لاقتصاد ريادي يربط بين المعرفة الزراعية والابتكار الصناعي والتخطيط الاستراتيجي في التسويق العالمي.
ويُنتظر أن يتناول اللقاء أيضًا الدور المجتمعي المهم الذي قامت به الدكتورة مي في دعم شباب الجامعات وتحفيزهم على دخول عالم ريادة الأعمال مبكرًا، حيث شاركت في تأسيس برامج تدريبية داخل الجامعات المصرية تهدف إلى خلق جيل جديد من رواد الأعمال يمتلكون الأدوات العملية قبل التخرج. وقامت من خلال منصبها كمستشار رئيس جامعة سيناء للتدريب بتطوير مبادرات تساعد الطلاب على اكتشاف مهاراتهم في مجالات الإدارة والتكنولوجيا والزراعة الحديثة، وتشجيعهم على تأسيس مشروعاتهم الناشئة مبكرًا قبل الانضمام لسوق العمل التقليدي. ويعد هذا التوجه من أهم العناصر التي يسعى مركز رع إلى تشجيعها، لأنه يدعم استراتيجية الدولة لبناء اقتصاد يعتمد على الأجيال الشابة ويُعزز مفهوم العمل الحر والابتكار.
ويمثل هذا اللقاء بالنسبة لمركز رع محطة جديدة في سلسلة لقاءات تهدف إلى بناء وعي اقتصادي حقيقي لدى المجتمع، وإبراز التجارب الملهمة التي يمكن أن تُحدث أثرًا تنمويًا واسعًا، حيث يؤمن المركز بأن الاقتصاد لم يعد قائمًا على الصناعات التقليدية وحدها، بل أصبح يعتمد بشكل كبير على المشروعات الريادية التي تُضيف قيمة جديدة وتُدخل مصر في سلاسل إنتاج دولية واسعة. ولهذا، فإن تقديم نموذج مثل “لافندر” ليس مجرد عرض لقصة نجاح، بل هو رسالة استراتيجية تشير إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة إذا أُديرت بطريقة علمية واعتمدت على رؤية تصديرية واسعة، فإنها يمكن أن تتحوّل إلى أحد روافد الاقتصاد الوطني وتساهم في تحسين مؤشرات التصدير وزيادة موارد الدولة من العملة الصعبة.
وفي الوقت نفسه، يعكس اللقاء رؤية مركز رع بخصوص أهمية تمكين المرأة المصرية في الاقتصاد، حيث يرى المركز أن سيدات الأعمال المصريات أصبحن عنصرًا جوهريًا في حركة الاستثمار الوطني، وأن دعمهن، وتسليط الضوء على تجاربهن، ودفعهن إلى صدارة النقاش العام، يمثل خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر توازنًا وأكثر انسجامًا مع متطلبات الدولة الحديثة. ومن هنا يأتي حرص المركز على تقديم تجارب حقيقية وملهمة لسيدات استطعن أن يشكلن فارقًا، وأن يحققن نجاحات تتجاوز الحدود الجغرافية، وتُثبت أن الطريق نحو العالمية يبدأ من فكرة صغيرة تُصقل بالمعرفة والإصرار والإدارة العلمية.
بهذا، يقدّم مركز رع للدراسات الاستراتيجية لقاءً جديدًا غنيًا بالتجارب والرؤى الاقتصادية والاجتماعية، يعكس رسالته الأساسية في دعم المعرفة وتشجيع قصص النجاح وربطها بالتصور الاستراتيجي الأشمل لبناء اقتصاد وطني قادر على المنافسة في بيئة عالمية شديدة التعقيد. ومن المتوقع أن يحظى لقاء الأربعاء مع الدكتورة مي الدراوي باهتمام كبير من المتابعين، لما يحمله من رؤى عملية ونماذج حقيقية يمكن أن تلهم الآلاف من الشباب وسيدات الأعمال الطامحين إلى دخول عالم الاستثمار وريادة الأعمال بثقة أكبر وفهم أوسع للسوق المحلي والإقليمي والدولي.
يذكر أن اللقاء يحضره عدد من خبراء الاقتصاد والتنمية وبعض طلاب الجامعات لمناقشة الدكتورة مي الدراوي، ويدير اللقاء الدكتور أبوالفضل الإسناوي المدير الأكاديمي لمركز رع للدراسات الاستراتيجية.