تنصيب الرئيس.. إرادة الفتاح في اختيار عبد الفتاح
أيام قليلة، وتستعد العاصمة الإدارية الجديدة لاحتضان حفل عالمي احتفالا بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر بالفترة الرئاسية الثالثة من 2024 إلى عام 2030، وذلك بحضور لفيف من الشخصيات العامة. وعليه، يشهد مقر مجلس النواب، بالعاصمة الإدارية أول حلف يمين رئاسي، ويستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي فى جلسة خاصة لأداء اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد لفترة رئاسية جديدة.
ووفقا للدستور المصري، ومادته 144 ونص اللائحة الداخلية لمجلس النواب، يدعوا المستشار حنفي على الجبالي، البرلمان للانعقاد فى جلسة خاصة لاستقبال الرئيس السيسي، ليؤدي فيها اليمين المنصوص عليه في الدستور.. “أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه”.
انجازات محفزة:
بالطبع، لابد أن يفرح المصريين، بتنصيب الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثالثة، وتأكيدًا لما شهدت فترتي الولاية الأولى والثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي من عام ٢٠١٤ حتى عام 2024، من تحولات كبيرة في نظرة العالم لمصر، حيث تموضعت الدولة المصرية بين القوى الكبرى في العالم، وعادت مصر لأحضان القارة السمراء، واتجهت شرقا نحو العالم الأسيوي، وكانت حاضرة في تفكيكك كل أزمات المنطقة بداية من سوريا إلى ليبيا ثم السودان انتهاء بالأزمة الفلسطينية .
لقد اقتضت إرادة الله أن يكلف أحد خلقه ليتسلم أمانة الارتقاء بالمستوى المعيشي لأبناء الشعب المصري ويعيد بناء حضارته ويحشد قدرته وقوته لتوظيفها في تأمين متطلبات المواطنين وما يهم أمر حياتهم ومستقبلهم.
ونظرًا للأعباء والمسؤوليات الجِسام التي اختارك القدر للقيام بها لنهضة جمهورية مصر العربية والارتقاء بإمكانيات شعبها لتحقيق الاستقرار والأمان لرفع مستوى معيشة المواطن وحماية كرامته الإنسانية من تأمين السكن الصالح للاستخدام الآدمي وتحقيق الاكتفاء الذاتي له ولأسرته ليعيش في وطنه مكرمًا معززًا لا يخاف من حاضره ولا يقلق من مستقبله.
لقد تحملت الأمانة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من عام 2014 إلى عام 2024، بكل الإيمان والإخلاص والتحدي أمام الكثير من العقبات، ولكن الله نصرك في مسيرة الخير والإصلاح وفجَّر لك كنوز الأرض من بترول وغاز ورفعت راية مصر على مستوى العالم كله؛ حتى أخذت مكانها بين الأمم يحسب حسابها.
استكمال المسيرة:
وإنَّ ما تم إنجازه، يا سيادة الرئيس خلال فترتين رئاسيتين في كافة القطاعات من طرق ومساكن للمواطنين، ونجاح منقطع النظير في الخطة الاقتصادية، إضافة إلى ما يتم افتتاحه من مشاريع اقتصادية ضخمة وأنفاق تسابق في مستواها الدول العربية، واستكمال خطة النقل العام ومتطلباته من تجديد القطارات والارتقاء بمستوى الخدمات فيها؛ تحقق رفاهية المواطن المصري، وما تحقق من منجزات، هو يرقى ليكون من المعجزات لأنك استعنت بالله وتوكلت عليه.
فلا تخشَ المشككين والمنافقين، حشرات تحارب التقدم وتحزن للنجاح وتكره الذين يعملون للصالح العام، فهم أدوات تستخدم ضد الأوطان وتنخر كالسوس في الجدران والله سبحانه يقول لكل المخلصين والقادة الذين حملوا أمانة شعوبهم وعاهدوا الله على طريق الخير : «وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَى بِاللَّـهِ وَكِيلًا» (الأحزاب : 48).
فلا تحزن لما يقوله المغرضون أتباع الشيطان وأهل الشر، لقد تخطيت كل العقبات وأزلت من طريق الشعب كل المعوقات خلال عشرة سنوات مضت من 2014- 2024، فقد انطلق المواطنون معك منذ يوم أن وضعت روحك على كفك في ٣٠/ يونيه لتنفذ مصر من مصير مظلم وتحمي الشعب المصري من مستقبل مجهول، فالتحم معك وتأكد من إخلاصك وسار معك على طريق الخير ومحاربة أعداء الإنسان وأعداء الحياة وأعداء السلام واتبع قول الله سبحانه: «وَإِن يُريدوا أَن يَخدَعوكَ فَإِنَّ حَسبَكَ اللَّـهُ هُوَ الَّذي أَيَّدَكَ بِنَصرِهِ وَبِالمُؤمِنينَ (62) وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم وَلـكِنَّ اللَّـهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ (63)» (الأنفال : 62-63).
دوافع الفترة الرئاسية الثالثة:
فسِر يا سيادة الرئيس في الفترة الرئاسية الثالثة على بركة الله ما دمت تسعى لخير المواطنين وحماية الوطن، ثق بأن الله معك تصديقًا لقوله سبحانه: «إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنونَ» (النحل : 128).
فالمنجزات ظاهرة شامخة تدل على عظمة الشعب المصري وقيادته ولن تستطيع تلك الحشرات ونقيق الضفادع أن تحجب الحق وضوء الشمس ساطع عليه وأما الباطل فأمده قصير وسقوطه يسير وأصحابه سيعذبهم الله العذاب العسير، وما تحقق تحت قيادتك الرشيدة خلال الفترة من 2014 إلى عام 2024 أصبح مضرب الأمثال لكل دول العالم التي تراقب عن كثب ما تحقق من إنجازات عظيمة ونجاح باهر.
لقد انتهى عصر الغربان ونقيق الضفادع وحان وقت العمل من أجل مستقبل مشرق للشعب المصري يتعاون الجميع فى تحقيقي مصلحة المواطن ولا يسمح لمن يسمونه النخبة غرز السهام فى خاصرة الوطن من أجل الاستعلاء وحب الظهور وإبراز رجولتهم على حساب المصلحة العليا للوطن وستبق مصر الحضارة صانعة التاريخ تعيد بناء مجدها لتشرق على العالم بقيمها وقيادتها ولن يقف فى طريقها بعض الثعالب وأبناء الخفافيش.
قائد عظيم:
سيادة الرئيس السيسي، أيها القائد العظيم، سر على بركة الله في فترتك الرئاسية الجديدة 2024- 2030، فكل صفات القيادة التي أقرتها مناهج النظم السياسية والعلاقات الدولية في أكبر كليات وجامعات العالم، رزقك الله بها ومتع الشعب المصري منذ عام 2014 بانعكاساتها وخيرها.
يخاطب الله سبحانه رسوله بقوله: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران : 159).
يُعلِم الله رسوله عليه السلام بصفات القيادة، وكيف على القائد أن يتعامل مع مساعديه وأصحابه، ويصف الرحمة كصفة أولى تحتوى على قيم كثيرة، وتمكن الإنسان من ممارسة بقية القيم الأخلاقية. ومنها أن يسيطر الإنسان على غضبه، فإذا غضب ينفض الناس من حوله، ويفقد بذلك صفة الإخلاص له وعدم تنفيذ أوامره.
كما يجب إذا أخطأ أحدهم أن يعفو عن خطئه ويستغفر له، ليشجع فيه عدم الخوف من قول ما يعتقده من حقيقة، وليستطيع أن يصارح القائد فى حديثه معه، لأن الكلمة أمانة، تأكيدا لقوله سبحانه :«إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا» (الأحزاب : 72).
لذلك فإن الكلمة مسؤولية يتحتم على ناطقها أن يكون صادقًا، تقيًا، لا يخاف في الحق لومة لائم، مخلصًا فيما يقول أو ينصح، لأن الكلمة قد تحمي وطنًا إذا كانت أمينة، وقد تدمره إذا كانت النية سيئة وغير مخلصة.
كما أن الله سبحانه وجّه رسوله بما جاء في الآية الكريمة أن يشاورهم في الأمر، يستشير معاونيه ويبحث معهم القرارات المصيرية للدولة، والأمور المتعلقة بمصلحة المواطنين، في جو تسوده الصراحة والأمانة والثقة والحرص على حماية مصالح الناس، لتحقيق العدالة بينهم، وتأمين الاستقرار لهم والمحافظة على السلام الاجتماعي ليتحقق للناس العيش الكريم.
سيادة الرئيس السيسي، والله أدعو أن يحقق لك كل ما تتمناه حتى عام 2030 وتعمل من أجله لرفاهية المواطن المصري وسعادته وأمنه وهو ولي التوفيق.