على الشرفاء يكتب: احترام حقوق الإنسان يحقق الاستقرار للأوطان

كل دولة تريد أن يتحقق فيها الاستقرار والتنمية المستدامة والأمان، لابد أن تتبع الأوامر الإلهية، وتطبق العدالة وتستظل بالرحمة، وتعترف للمواطن بشراكته في مستقبل الوطن، وتحقق أحلام التقدم والتطور للأجيال القادمة، وتحترم حريته وتحافظ على حقوقه الدستورية والقانونية، وتحرره من الملاحقات الأمنية ومن الخوف، وتطلق له حرية التعبير في حدود المصلحة العامة للوطن، وتؤمن حياته وقوته وسلامته، وترعى صحته وتعليمه.

 التزام الدولة بتحقيق ما سبق لشعبها سيجعله يحفاظ على الوطن بكل ما يملك، ويضحي من أجله بالغالي والنفيس، ويتحول أبناء الوطن إلى حراس للنظام وحمايته من كل تهديد طالما حافظت الدولة على كرامة المواطن، ولم تعتبره عدوًا لوطنه أو لدولته، تعطيه الأمان، ويحاسب بالقانون والعدالة كل من ثبت عليه بالدليل أنه يقوم بأعمال تهدد الأمن الوطني.

مستحيل أي مواطن تحقق له احترام كرامته، وتتعامل معه الدولة بالرحمة وبالعدل والإحسان أن يخون وطنه، وأن يعمل مع أي جهة خارجية تهدد أمن دولته. تلك المعايير التي تحقق التلاحم بين الشعب وعناصر الدولة الرئيسية من الشرطة والجيش والقضاء يداً بيد شعباً وجيشا وشرطة لتحقيق الاستقرار للوطن.

قال الله تعالى مخاطباً المسلمين على لسان نبيه ﷺ: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]. يدعو الرسول ﷺ الناس ليتبعوه فيما أنزله الله عليه من شرعة ومنهاج ينظم حياتهم، ويضبط تصرفاتهم، ويحصنهم من الاعتداء على بعضهم البعض، ويعلمهم اعتماد العدل سلوكاً، والرحمة تعاملاً، والإحسان تعاطفاً فيما بينهم. ذلك ليتمكنوا من تحقيق العيش الكريم في ظل الأمن والاستقرار والسلام. لكن المسلمين لم يتبعوا الرسول ﷺ كما أمرهم ليغفر الله تعالى لهم ذنوبهم ويسكنهم جنات النعيم في الآخرة. لم يلتزموا بما بلغهم به من التشريعات الإلهية، والعظات، والتوصيات، ولم يعملوا بالأحكام في الآيات التي كان ينبغي أن يسترشدوا بها في الحياة الدنيا. كما أنهم لم يتبعوا الرسول ﷺ في سلوكه وأخلاقياته في التعامل مع الناس، سواء كانوا من أقربائهم أو من الغرباء. ومما زاد من معاناتهم، أنهم هجروا القرآن الكريم وأسقطوا من أيديهم شعلة النور التي تضيء للإنسان ظلمات الحياة وتنجيه من أهوال يوم القيامة. بدلاً من ذلك، أغوتهم الروايات فتاهوا في الظلمات، واتبعوا الشياطين ناقلي الروايات الذين تسببوا في إشعال الفتن بين الإخوة، فتقاتل الأشقاء وسالت بينهم الدماء.

المفكر على محمد الشرفاء

مفكر وكاتب عربي مشغول بهموم أمته.. لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.. وينفذ مشروع عربي لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.. الكاتب قدم للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى