الشرفاء يكتب: في اليوم العالمي للتسامح.. محددات المفهوم عند المسلمين وغيرهم
في ذكري اليوم العلمي للتسامح الـ 16 من نوفمبر
ما قالته أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو على الموقع الإلكتروني الرسمي لمنظمة اليونسكو إن ” التسامح في الواقع حالة ذهنية ووعي، بل هو لزوم أيضاً؛ وقوامه أن يدرك المرء أن التنوع الثقافي يمثل عامل إثراء لا عامل انقسام؛ وأن يعي أن كل ثقافة، بما فيها من اختلافات مباشرة وبادية للعيان، تنطوي على سمة عالمية وكأنها تتحدث بلغة تنطق بها الإنسانية جمعاء..”- يشير إلى إننا مسلمين وغير مسلمين، كذلك أفراد ومؤسسات عربية ودولية متفقون على مفهوم “التسامح” وملتزمون بمحدداته وفق ما أكد وشرعه القرآن الكريم…..
ففي صحيح مسلم رواية 2163… حدثنا عبد اللهِ عَنْ أبي بكر عَنْ جدّهِ أنسِ بنِ مالكٍ (أنّ رسولَ اللهِ صَلّى الله عليهِ وسلّمَ قاَلَ: إذا سلّم عليكم أهلُ الكتابِ فقُولوا وَعَليْكم).
والله يقول سبحانه ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شيء حَسِيبًا﴾ (النساء: 86)، وقوُلهُ تَعَالى (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء: 94).
فنرى التناقض الصارخ بين أمر اللهِ لعبادهِ باتباع الأخلاق الحميدة السَّاميةِ، والتعاملِ مَعَ الناسِ جميعًا بالتسامح والبشاشةِ وبالتَّرحابِ لتتقاربَ القلوبُ وتنشأ المودةُ بينَ الناسِ ويتحقّقَ بذلكَ المودة والتعارفُ والتعاونُ بَينْهم ونقرأ الرواية المفتراة على رسول الله الذي بعث للناس ليعلمهم الأخلاق الكريمة وهم يستهدفون تشويه رسالة الإسلام والإساءة لرسول الله.
إن تلك الرواية فرية عظيمة وافتراء على رسول الله وسلوكٌ لا يمت إلى الإسلام بصلةٍ ولا إلى عظمةِ أخلاق الرسولِ الكريمِ حينما يَصفُهُ اللهُ سبحانهَ ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4)، فكيفَ تستقيمُ هذهِ الروايةُ المفتراة، وَما تخرجُ تلكَ الأقوال إلا من نفوسٍ مريضةٍ وسلوكياتٍ لا تعرفُ الرحمةَ ولا التسامحَ ولم تفهم أو تعي قيمَ الأخلاق والفضيلة التي يدعو إليها الله ورسوله في آيات كريمة، ألم يتدبّروا القرآن أم على قلوبهم الران، بئس الناقل والمنقول عنه ومن اتّخذه مرجعًا. فمحاولاتهم الخبيثة في تشويه رسالة الإسلام محكوم عليها بالفشل طالما المسلمون يتلون كتاب الله ويتدبرون آياته وما فيها من قيم الفضيلة ويسعون للرجوع إلى كتاب الله المبين يستمدون منه الإيمان والقيم النبيلة ويصححون المفاهيم الدينية يستنبطونها من الحطاب الإلهي.