كل أتباع الرسل والأنبياء مسلمون


قال سبحانه وتعالى: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (البقرة: 136).

تلك رسالة الإسلام ودعوة الله للمؤمنين بأن كل الرسالات لكل الأنبياء، رسل من الله لهداية الإنسان وعبادة الله الواحد الأحد.

فكل أتباع الرسل والأنبياء إخوة لنا بالرغم من تعدد المذاهب لديهم واختلاف الفِرق عندهم كما عند المسلمين أتباع محمد عليه الصلاة والسلام.

كل أتباع الرسل إخوة:

لدى كل منهم فِرق وطوائف مختلفة لدى كل منها منهج خاص بها سواء أهل السنة أو الشيعة، وعند كل منهم مذاهب مختلفة على الرغم من أنهم يتبعون رسالة الإسلام التي أنزلها الله على رسوله الكريم وهم مسلمون.

وقد وضع الله سبحانه شرطًا للمسلم ليَصحّ إسلامه أن يؤمن بما أنزل من الكتب لمن سبقه من الأنبياء حيث يقول تعالى : «وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ» (البقرة : 4).

لقد جاء في آيات القرآن أن إيمان المسلمين بما أنزله الله على رسوله في الكتاب مرتبط بإيمانهم بما أنزل الله للناس من كتبه السابقة على جميع الأنبياء، وهذا يعني أن أهل الكتاب يشترك معهم المسلمون في الإيمان بكتبهم كما أمرنا الله، وعلينا احترام طوائفهم ومذاهبهم المختلفة، ولم يكلف الله رسوله بأن يكون المسلمين أوصياء على عقائد الناس، فمنحهم كل الحرية فى حق اختيار الدين الذي يقتنعون به، وقد وضع الله قاعدة أزلية في التعامل مع عباده بقوله: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ » (الحج : 17).

القرآن يأمر بالإيمان بجميع الرسل:

فعلى المسلمين أن يؤمنوا بآيات الله التي تصف جميع رسل الله وأنبياءه بأنهم مسلمون، يؤمنون بالله ويعبدونه حق عبادته، أنزل لهم كتبًا ليدعون أقوامهم إلى عبادة الله وحده ولا يشركون به أحدًا حيث يقول سبحانه: «وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)» (البقرة : 132-133).

وقوله سبحانه: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (البقرة : 136).

وقال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا» (النساء : 136).

مواجهة التخطيط للتفريق بين المسلمين:

يدعونا الله سبحانه بأن نؤمن برسوله وبالكتب التي أُنزلت قبله، ويحذرنا بأنّ من يكفر بهم فقد ضل الطريق، وهو من الخاسرين.

ومن أجل ذلك أمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام بقوله في مخاطبة أهل الكتاب: «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ » (آل عمران : 64).

وكل الآيات المذكورة أعلاه تؤكد العلاقة الحميمة والأخوة في نفس الدين الذي نتبعه ونؤمن به، فعلى المسلمين ألا يسمحوا لمن يريد أن يفرق بينهم وينشر الفتن، لأن أي صراع وكراهية وعداوات إنما يتعارض مع ما أمرنا الله به بأن نتعامل مع إخوتنا أهل الكتاب كمعاملة المسلمين، لأنهم يدينون بنفس دين الإسلام بشهادة الله سبحانه في كتابه الكريم، وعلينا سد كل الذرائع لبذر بذور الشقاق بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد

فلنحذر مما يُخطط لمصر من مؤامرات لإضعاف قوتها وتمزيق وحدتها، وانظروا ماذا أحدثته الفُرقة والمؤامرات من تدمير في سوريا والعراق وليبيا؛ ليكون ذلك نصب أعينكم حتى لا تكونوا مشردين فى أقاصي الأرض ويذيقكم الله عذابه بعدما كفرتم بنعمة الأمن والسلام والاستقرار.

فاتقوا الله ولا تتبعوا روايات الشياطين وأئمة الشر وعلى رأسهم سيد قطب، الذي وظفته الماسونية لنشر الفُرقة والفتنة في الشعب المصري، واستخدموا الإخوان للقيام بتلك المهمة الإجرامية، وما زالوا خدَمَة للمشروع الصهيوني على حساب الشعب المصري ومستقبل أجياله، والله يحفظ مصر من أبنائها الذين يخدعون الناس بالشعارات الدينية ونشر الأفكار الخبيثة الشيطانية لتمزيق الوطن وتدميره.

المفكر على محمد الشرفاء

مفكر وكاتب عربي مشغول بهموم أمته.. لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.. وينفذ مشروع عربي لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.. الكاتب قدم للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى