دلالات زيارة الشيخ محمد بن زايد إلي القاهرة

سارة أمين- باحثة ببرنامج دراسات الخليج.

ترتبط جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات وثيقة وتاريخية، تنطلق من مواقف موحدة بين البلدين في المصالح والأهداف المشتركة وآليات الاعتماد المتبادل، حيث كانت مصر أول الدول التي أيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات فور إعلانه عام 1971م ودعمته كعامل أساسي لدعم الأمن والاستقرار علي المستويين الإقليمي والدولي. كذلك موقف دولة الإمارات تجاه مصر والداعم دائما لها ولاستقرارها بداية من دعم رئيس الدولة السابق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لمصر في حرب أكتوبر 1973م، كما أن العلاقات المصرية – الإماراتية في عهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تتسم بتواصل مستمر وتعاون دائم مشترك علي عدة أصعدة.

تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلي القاهرة، الأربعاء 12 أبريل، والذي كان في استقباله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلي جانب عدد من الوزراء وكبار المسئولين في مصر– من أجل بحث سبل تعزيز أواصر العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين ومناقشة القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتعزيز قضايا الأمن والسلم العربي والإسلامي ومواجهة التحديات المشتركة والتي تعرقل خطط الإصلاح والتنمية و الاستقرار في المنطقة.

دلالات الزيارة:

مما لاشك فيه أن لهذه الزيارة دلالات سياسية واستراتيجية هامة، نظرا لطبيعة العلاقة بين مصر والإمارات العربية المتحدة علي المستويين الإقليمي والدولي كما ذكرنا سابقا، وقد جاءت بالفعل لترسيخ لتلك العلاقة بين البلدين والتأكيد علي أهميتها خاصة في ظل الظروف المحيطة، حيث تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط بصورة خاصة والعالم أجمع تغيرات وتحولات سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة .

كما أعلنت الخارجية الإماراتية أن”الزيارة تأتي في إطار العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين والتشاور المستمر بينهما في كل المجالات لتعزيز العلاقات المتبادلة وتنميتها بما يحقق مصالحهما المشتركة وبما يخدم مصالح الأمة العربية بأكملها”. وأوضحت كذلك أن “القيادة السياسية في الإمارات تتبني دائما مواقف داعمة تجاه الشقيقة مصر، حيث أن العلاقة بين البلدين تتخطي دائما كل الأطر التقليدية، فتصل إلي آفاق أرحب وأبعد وتبلغ مستويات غير مسبوقة من التعاون والتناغم والتنسيق المشترك”.

تعاون ممتد:

هنالك تعاون مشترك وتنسيق متبادل وممتد بين مصر والإمارات في مكافحة الجرائم عبر الحدود، وتدريبات عسكرية مشتركة، وذلك بما يخدم مصالح البلدين لحماية الأمن العربي والإقليمي. وخلال المباحثات بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد في القاهرة، تم التأكيد علي العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، وروابط المحبة والثقة والاحترام المتبادل، وكذلك ما تمثله الشراكة بينهما من نموذج رائع ومثال يحتذي به لعلاقات امتدت لأكثر من 5 عقود، كما تؤكد المباحثات وحدة رؤى البلدين نحو قضايا الأمن الإقليمي وضمان مستقبل أفضل لشعوب المنطقة والعالم.

وقال رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة له علي حسابه الرسمي على تويتر ” سعدت بلقاء أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة، بحثنا تعزيز علاقتنا الأخوية الراسخة ورؤيتنا نحو تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة”.

كما ذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية المستشار أحمد فهمي علي صفحة الرئاسة علي فيسبوك “بحث الرئيسان سبل تطوير آليات وأطر التعاون المشترك في جميع المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلي التنسيق الحثيث تجاه التطورات الإقليمية المختلفة”.

جهود ثنائية:

تقود الإمارات عملية تعزيز ووحدة الصف العربي وذلك من خلال التنسيق مع شركائها، وكان لها السبق في إعادة تنشيط دبلوماسيتها مع سوريا, أما عن مصر فهي لا تدخر جهدا لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج والسعي نحو حفظ السلم والأمن في المنطقة. لذا العلاقات الثنائية المصرية – الإماراتية من شأنها أن تدعم وتعزز القضايا العربية والإقليمية بصورة كبيرة من خلال آليات التعاون المشترك بينهما وتتضافر الجهود والتصدي لمحاولات التدخل في الشأن الداخلي العربي، فكلاهما طرف إقليمي ومحوري هام له ثقله ومكانته التي لا تغفل عنها الأطراف الأخرى.

في النهاية، يمكن القول إن العلاقة بين مصر والإمارات، ما هي إلا امتداد لعقود من البناء والنهضة ووحدة المصير، ومضاعفة الجهود لتعزيز الشراكة الاقتصادية، وتوسيع مجالاتها، والتوافق علي أهمية الاستفادة من الإمكانات الكبيرة والمتنوعة في تعزيز مسيرة العمل التنموي، والعمل من أجل المشتركات الإنسانية، وذلك في ضوء ما يمثله التعاون والتنسيق المصري – الإماراتي كركيزة أساسية من ركائز الاستقرار والتنمية في المنطقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى