الحجاب خلف الضباب
فى واحدة من حلقات برنامج “نور الدين” الذي يقدمه الدكتور على جمعة، أجاب مفتى الديار المصرية السابق، عن سؤال طرحته طفلة، هو: إيه هي شروط اللي ألبس بها الحجاب واخد الأجر الكامل؟.. قائلا “أنا مش فاهم أيه الحجاب غير الشرعى، لكن الحجاب لازم يكون لا يصف لا يشف لا يكشف. وفي نفس البرنامج أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن النقاب ليس فرضا على المرأة بل إن كشف الوجه فريضة على المرأة في الحج وحال عدم كشف وجهها عليها كفارة دم، مشيرًا إلى أن النقاب غير قضية الحجاب الذي هو حجابا شرعيا مطلوب في الصلاة واللي مطلوب من المرأة ستره ما عدا وجهها وكفها. وأضاف مفتى الديار المصرية السابق، أن قضية الصلاة تدلنا على نفس الفكرة، قائلا: “في كثير جدا من البنات تلاقيها مش محجبة ولما تيجي في الصلاة تلتزم بالحجاب لأنه مينفعش صلاة من غير وضوء ولا بدون قبلة إذا الالتزام بشروط الصلاة من ضمنها الحجاب”.
وعلى ما سبق، ووفقا لما أكده د. على جمعة في برنامجه، وهو: أن “الحجاب الشرعي لا يكشف لا يصف ولا يشف والحجاب ليس له شكل معين ليطلق عليه اسم حجاب شرعي،- نطرح السؤال على المفكر العربي على محمد الشرفاء،.. هل الحجاب فرض؟
_______________ الحجاب خلف الضباب_____________________________
قال الله سبحانه وتعالى: ( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (البقرة: 75). فلينظر المسلمون كيف حرَّف الأزهر مقاصد كلمات الله عن الحجاب في القرآن الكريم ليستمد بها دليلًا يستند إليه في فتواه بشأن حجاب المرأة، وأنه فرْض عين بنص القرآن دون أن يذكر الآيات التي نصت صراحة في بيانه، على اعتبار أن الحجاب فرض عين وأنه تغطية الرأس للأنثى، واستند إلى آيات لا علاقة لها بحجته الضعيفة، ولم يستطيع ذكر آية من كتاب الله صراحة تؤكد فتواه المزورة على القرآن، فذهب يجمع بعض الآيات التي تتحدث عن كلمة حجاب التي ليس لها علاقة بحجاب المرأة، وكان يسعى مستميتًا للدلالة على صحة فتواه.
كلمات الله عن الحجاب في القرآن الكريم:
وللآسف عرض بعض الآيات التي تتحدث عن مواقف لا تتعلق بالمرأة إنما ذكرت كلمة حجاب فقط كما ضرب مثلًا في قول الله سبحانه: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (الأحزاب: 53)، وقول الله سبحانه: (يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم وَريشًا وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ) (الأعراف: 26)، وغيرها من الآيات التي تم تحريفها وتفسيرها بأنها تعني حجاب المرأة لتوافق أراء شيوخ الدين وفقهائهم وهم يعلمون حق العلم بأنهم يحرّفون شرع الله بما يخدم فهمهم ويبدلون مقاصد الآيات القرآنية لتدعّم فكرهم.
الحجاب في الشرائع المختلفة:
كما أن الشريعة اليهودية هي أول من استحدث تشريع الحجاب حيث قال التلمود صراحةً (شعر المرأة عورة )، ذلك ما قرره الحبر الشهير (يعقوب بن أشر) الذي كان من أشهر علماء اليهود في القرون الوسطى، وقد قرر أن على المرأة أن تغطي رأسها حسب الشريعة اليهودية المسماة (لفني عيور)، وذكر الحبر اليهودي حزقيال في كتاب (الزوهار) ما يلي: (لتكن اللعنة على كل رجل يسمح لزوجته أن تكشف شعرها هذا جزء من عفة المرأة).
وفي الشريعة المسيحية ورد في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل (كورونثوس ) ما يلي: (أحكموا انفسكم فلا يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاة) وإذا كانت المرأة لا تغطي رأسها فأولى بها أن تقص شعرها). أما الشريعة الإلهية في الإسلام بشأن الحجاب فلم ينص القرآن في آياته صراحة بأن يكون الحجاب فرض عين على المرأة لتلبس الحجاب، إنما شرع الله للمسلمين في قوله مخاطبًا رسوله عليه السلام: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ) (الأحزاب: 59)، والجلابيب مشتق من الجلباب المتعارف عليه الذي يستر كل الجسم عدا الرأس.
الفقهاء يحرفون مقاصد الآيات:
وهكذا نستنتج مما ارتكبه الفقهاء من المسلمين من تحوير وتحريف لمقاصد آيات القرآن الكريم وبدلوها إلى أن تؤدي معان تتوافق مع أهدافهم ورغباتهم دون خشية من الله وخوفاً من حسابه لهم يوم القيامة. يتبين للمسلمين أن الفقهاء هجروا القرآن واعتمدوا على الروايات الفارسية والإسرائيليات وانصرفوا عن الشريعة الإسلامية التي أنزلها الله على رسوله في الكتاب الحكيم؛ حتى أصبحت الروايات المزورة على الله وعلى رسوله الأمين، والمنسوبة إليه ظلمًا وعدوانًا هي المرجعيات الوحيدة لفقهاء المسلمين دون آيات القرآن الكريم، ولم يدركوا بأن محمدًا عليه السلام خاتم النبيين أنه أعلن للناس في حجة الوداع أن رسالة الإسلام التي حملها من قبله الرسل والأنبياء عليهم السلام قد اكتملت برسالته، وما أنزل الله عليه من آيات الذكر الحكيم حينما نطق لسانه الشريف في حجة الوداع بقول الله سبحانه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ) (المائدة: 3).
القرآن مكملًا لما قبله من الكتب:
فجاء القرآن مكملًا لما قبله من الكتب المقدسة والرسل المكرمين، وكان أولى بفقهاء المسلمين أن يعتمدوا على مرجعية القرآن، وليس على مقولات وروايات الإنسان ولا يعتمدونها مصدرًا رئيسيًا لدين الإسلام والشريعة الإلهية، حين استمد أكثر الرواة ما تسمى بالشريعة الإسلامية من كتب اليهود والكتب المسيحية.
لقد خلق الله الإنسان حرًا في اختياراته لعقيدته ودينه ومنحه الحق في الإيمان بالله دون إكراه والكفر بالله بكل الحرية وحسابه عند الله يوم الحساب، وما على الرسول إلا البلاغ حيث قال سبحانه مخاطبًا رسوله عليه السلام: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (الكهف: 29)، ثم قال الله سبحانه أيضًا: (رَبُّكُم أَعلَمُ بِكُم إِن يَشَأ يَرحَمكُم أَو إِن يَشَأ يُعَذِّبكُم وَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم وَكيلً) (الإسراء: 54)
الله تعالى أعطى الإنسان الحرية المطلقة:
فإذا كان الله سبحانه أعطى الإنسان الحرية المطلقة بالإيمان به أو الكفر بالله، فكيف يتم استباحة حق المرأة في اختيار ملابسها ويتسلط الفقهاء على حقها في الحرية التي منحها الله كما منح الذكور نفس الحقوق؟ فمن يا ترى يتحدى شريعة الله؟ وهل كلف الله الفقهاء نيابة عنه لصياغة شريعة للناس تتعارض مع شريعة الله؟. وبمناسبة السنة الهجرية الجديدة وما تعنيه وما تمثله مناسبة ذكرى العام الهجري التي هاجر فيه الرسول عليه السلام من مقر مولده وموطنه من أجل حماية الأمانة الإلهية -كتاب الله وآياته- ليبلغه للناس بلسناه ويتلو عليهم آياته، ويعلم الناس الحكمة ويرشدهم إلى طريق الخير وما تحمل في سبيل ذلك من ظلم ومعاناة وصبر جميل، مؤمنًا بنصر الله ليسلم الأمانة للناس دون تحريف ودون تزوير ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
الأمانة التي حملها الرسول عليه السلام:
في هذه المناسبة أناشد كل من يعتقد بأنه يحمل أمانة الدعوة للإسلام أن يتق الله في المسلمين وأن يحمل الأمانة كما حملها الرسول عليه السلام كما أنزلها الله عليه في آيات القرآن الكريم دون تبديل لكلماته، وهو عليه السلام يذكر شيوخ الدين والفقهاء بقول الله سبحانه: (وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدقًا وَعَدلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ) (الأنعام: 115).
فليتذكر دعاة الإسلام وشيوخ الأزهر وأساتذة المعاهد الدينية من يوم تشخص فيه الأبصار يشتكيكم فيه رسول الله عليه السلام إلى ربه بادعائه عليهم: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) (الفرقان: 30)، فقد ظلمتم أنفسكم وظلمتم المسلمين حين اتخذتم كتب الروايات والأحاديث المزورة على الله والرسول بديلًا عن الآيات في القرآن الكريم ،وغررتم بالمسلمين ومزقتموهم إلى فرق وطوائف متقاتلة بمرجعياتكم المتناقضة وحرضتم على قتل الأبرياء وادعيتم كذبًا وزورًا بأنها أحاديث رسول الله فضيعتم على المسلمين دينهم واتبعتم أهواءكم وخدعتم الناس بأقوالكم، وصرفتم الناس عن كتاب الله وتشريعاته.
تحذير من الله سبحانه:
فالله يحذركم بقوله سبحانه: (وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ) (إبراهيم: 42)، فارجعوا إلى كتاب الله الذي أمركم في القرآن بنص صريح لا يقبل الالتباس والتأويل في أمره سبحانه: (اتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلا تَتَّبِعوا مِن دونِهِ أَولِياءَ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ) (الأعراف: 3). وفي القرآن بين الله في آياته كل شيء كما قال سبحانه: (وَيَومَ نَبعَثُ في كُلِّ أُمَّةٍ شَهيدًا عَلَيهِم مِن أَنفُسِهِم وَجِئنا بِكَ شَهيدًا عَلى هـؤُلاءِ وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ) (النحل: 89).
فتذكروا يا من نصبتم أنفسكم وكلاء عن الله في الأرض وعينتم أنفسكم دعاة للإسلام وضيعتم دين الله الخالص إلى مذاهب وشيع وطوائف، بالرغم من أن الله سبحانه وصف الذين فرقوا دينهم شيعًا بالمشركين في قوله سبحانه: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) (الروم: 31-32).
الروايات فرقت المسلمين:
فها أنتم تفرقتم لأنكم آمنتم بما رواه الكاذبون وصدقتم ما تقوله على الرسول المنافقون وما ألفه بعض علمائكم الذين اتبعتموهم فتفرقتم وتعددت أحزابكم، وكل حزب بما لديهم فرحون فأصبحت مسميات الطوائف والمذاهب مرجعية وحيدة لكل فرقة وقسمتم المسلمين إلى (أهل السنة والجماعة \وفرقت إلى شافعية\ وحنفية\وحنبلية\ وأشاعرة\ الماتريدية\الصوفية\السلفية\ اظاهرية\ الجبرية\ الديوبندية\ البريلوية) إضافة إلى مذاهب الشيعة المختلفة).
وهل أولئك جميعهم يحبون الله ويتبعون الرسول عليه السلام لكي يرضى الله عنهم ويغفر لهم ذنوبهم؟ أم أن الله غاضب عليهم لأنهم فرقوا دينهم إلى شيع وأحزاب وتمزقت وحدتهم بانصرافهم عن الاعتصام بكتاب الله واتباع رسوله الكريم؟ وتمردوا على أمر الله وطاعته وكل منهم يدافع عن مرجعيته وكل مرجعية تنافس المرجعية الأخرى.
الاعتصام بحبل الله أمر إلهي:
وفي بعض الأحيان يتقاتل المسلمون كل يعتز بانتمائه لإمامه ويتبع كلامه وكلهم يدعون بأنهم مسلمون بالرغم من أن أمر الله لهم سبحانه يحثهم على الاعتصام بحبل الله في قوله سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ )، أمر إلهي على المسلم الصادق طاعته ولكنهم كانوا جميعهم كاذبون، فربهم الله الواحد الأحد وكتاب المسلمين المقدس القرآن الكريم مرجعية الإسلام الوحيدة، ورسولهم محمد عليه السلام رسول الله وخاتم النبيين واحد، فكيف يزعمون أنهم مسلمون وللإسلام ينتمون؟ وكل منهم لديه شيخه وإمامه يتبعه ويطيعه، يزين الشيطان له أعماله، يسوقه نحو غضب الله عليه لأنه لم يتبع رسول الله وقرآنه.
لقد وضع الله قاعدة الإيمان في الذكر الحكيم تبين من صدق مع الله وآمن برسوله واتبع هداه، ليعلم الناس من الصادق في إيمانه ومن المخادع في إسلامه عندما يخاطب الله رسوله الأمين ليكشف له الكاذبين بقوله سبحانه: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران: 31)، فأين الذين يحبون الله منكم إن كنتم صادقين؟ ومن هو منكم من يتبع الرسول عليه السلام ليحبه الله ويغفر له ذنوبه؟
ما هو طريق الحق المستقيم:
فاسألوا عقولكم وقلوبكم من تتبعون في الحياة الدنيا ليرشدكم طريق الحق المستقيم.. فإذا كانت الإجابة بأنكم تحبون الله، فذلك يعني أنكم تخليتم عن اتباعكم لغير الله ورسوله وتتبعون رسول الله، وما أنزل الله عليه من الآيات البينات في القرآن العظيم فسيحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، وأما إذا تبين لكم أنكم تتبعون الفقهاء وعلماء الدين والمحدثين كالبخاري وزمرته، فقد خسرتم دينكم وفاتكم محبة الله لأنكم لم تتبعوا محمدًا رسول الله فيما أنزله الله عليه من آيات الذكر الحكيم ومن البينات في القرآن العظيم، ليهديكم للتي هي أقوم كما قال الله سبحانه: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء: 9). لذلك لقد أصبحتم لستم من أتباع محمد عليه السلام ويسري عليكم قول الله سبحانه: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) (النساء: 61).
الرجوع إلى ما أنزل الله تعالى:
أناشدكم أن ترجعوا إلى الله وأن تتبعوا ما أنزله الله على رسوله من الهدى والبينات قبل أن يقضي الله لأجل، وتقفون بين يدي الله فيتم سؤالكم يوم الحساب كما قال الله سبحانه: (أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (105)قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)) (المؤمنون: 105-108).
فيومها لن ينفعكم شيوخكم ولا فقهاؤكم ولاعلماؤكم الذين سيكونون حينها في موقف ليس أفضل منكم بما كذبوا على الله ورسوله وحرفوا آياته وضللوا الناس واتبعوا الهوى والنفس الأمارة بالسوء، وزين لهم الشيطان أعمالهم فساء ما كانوا يكتبون.
ادعو الله أن يهديكم إلى طريق الحق ويكره لكم طريق الباطل وتنقذوا أنفسكم من عذاب يوم القيامة ليجزيكم الله جنات النعيم وتعيشون حياتكم الدنيا مطمئنين بحياة طيبة وبركات من رب رحيم، ويغفر لكم ذنوبكم ويجعلكم من عباده المخلصين لتنشروا الرحمة والسلام بين الناس وتحضون على طعام المساكين وتستعدون ليوم الدين بالإيمان بالله الواحد الأحد وبالقرآن تطبيقًا لشريعة الله ومنهاجه، والإيمان بمحمد عليه السلام رسول الله للناس جميعًا وإمامًا أوحد للمسلمين، والإيمان بالحساب في الآخرة عما كسبت أيدي الناس وما قدموا لأنفسهم من أعمال الصالحات في الحياة الدنيا.
اللهم إني بلغت، فاشهد أنك أنت السميع العليم.