محمد بن سلمان والطموح السعودي

مها الوابل

يبهرنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في كل المشاريع والرؤى والتطلعات والأفكار التي يقدمها، وفي كل مرة يخرج لنا بشيء جديد تجده ملهما لكل الشغوفين بالعمل والإنجاز والإصرار على النجاح، ومنذ توليه مهام عمله الوطني كولي للعهد وقبل ذلك وهو يسعى أن تسير كل الوزارات والهيئات وفق خطط ورؤى واضحة لإيجاد مخرجات تخدم الوطن والمواطن، وما رؤية الوطن الطموحة 2030 وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلا ترجمة حقيقية لعمله الدؤوب.

أطلق سموه حفظه الله “مشروع ذا لاين” والذي يعد نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً ومخططاً يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة بعيداً عن صخب الحياة وضجيجها وهي بحق ثورة حضارية، وهي تعد من أوائل المدن الذكية في العالم.

خرج لنا حفظه الله في اجتماع إدارة “صندوق الاستثمارات العامة” وهو يوافق على اعتماد استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة للأعوام الخمسة القادمة حيث إن الصندوق بنهاية عام 2025 يتجاوز حجم الأصول 4 تريليونات واستحداث 1.8 مليون وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر.

إن حديث ولي العهد الذي صرح به عندما تحدث عن مبادرة مستقبل الاستثمار هي إحدى الفرص الذهبية في المستقبل حيث قال: الاقتصاديات العالمية ليست قائمة على الدول بل هي قائمة على المدن و85 % من اقتصاديات العالم يأتي من المدن، ومن خلال السنوات القادمة سوف يكون 95 % من اقتصاديات العالم يأتي من المدن، وتحدث سموه حفظه الله عن أن ما يقارب من 50 % من الاقتصاد غير النفطي في المملكة يأتي من مدينة الرياض، وتركيز سموه على أن النمو السكاني سيكون على مدينتين هما الرياض ونيوم، أما باقي المناطق فالتركيز سيكون على رفع الخدمات وتحسين جودة الحياة واستغلال الفرص السياحية والثروات الطبيعية وغيرها من الفرص.

أطلق سمو ولي العهد حفظه الله الرؤية التصميمية “كوال بلوم” للجزيرة الرئيسية بمشروع البحر الأحمر وهي التصاميم التي تتوافق مع البيئة الطبيعية البكر للجزيرة الرئيسية، وتتمحور الرؤية التصميمية لجزيرة شريرة حول اعتبارات التنوع البيولوجي، بحيث ستتم المحافظة على أشجار المانغروف والموائل الأخرى لتشكل خطوط دفاع طبيعية ضد عوامل الانجراف والتعرية، وهي المشروع السياحي الأكبر الذي يستهدف كل سياح العالم في الداخل والخارج.

كل ما سبق يعتبر فرص استثمارية غير مسبوقة في ظل رؤية 2030، وإيجاد بيئة استثمارية مع إصلاحات تنظيمية وجاذبة للمستثمرين، وتتميز بالكفاءة العالية وسهولة ممارسة الأعمال في المملكة وجعلها أكثر تنافسية.

إن ولي العهد وفي ظل الطموحات الاستثمارية والعمل الجاد في هذا المجال إلا أن سموه يعلن عن تطوير منظومة التشريعات المتخصصة وفق عمل مؤسسي وخطوات جادة نحو تطوير البيئة التشريعية من أجل تحقيق العدالة، وضمان الوصول إلى الحقوق وصيانتها واستقرارها، وهذا يضمن حقوق المواطنين والمقيمين ورعاية مصالحهم وإصلاح الأنظمة التي تحفظ الحقوق وترسخ العدالة وبالطبع هذا يعكس التقدم والإصلاح التشريعي.

إن الأمير محمد بن سلمان هو نموذج حديث للقيادة في العالم يتطلع إليه كل الطموحين وكل الطامحين إلى حياة أفضل ومجتمعات أكثر أمانا مع تحقيق التنمية قوامها الإنسان ووسائلها العمل ومن ثم العمل يرافقه الإتقان والإنجاز والإبداع واستثمار كل ما يمكن استثماره من أجل تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى