صراع المستعمرين في النيجر.. رؤية لـ “الشرفاء”

في حديث عن بعد- أي عبر أحد وسائل التواصل، جمعني والمفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي، حول الأزمة في النيجر ومساراتها المحتملة خلال الفترة المقبلة في ظل تزايد معدل الصراع غير المباشر بين القوى الكبرى ذات المصالح في النيجر.

اعتبر “الحمادي” ردا على تحليل منشور على الموقع الإلكتروني لمركز رع للدراسات الاستراتيجية بعنوان ” السيناريو المحتمل: كيف تتجه مسارات أزمة النيجر”- أن ما يحدث خلال الأيام الـ 6 الماضية على أرض دول النيجر الإفريقية، هو صراع شرس بين المستعمرين، الذين وصفهم “الحمادي” باللصوص، السارقون لثروات الشعوب في كل بقاع الأرض.

وعندما قرأ “الحمادي” السيناريوهات التي طرحها التحليل حول مسار الأزمة، التي تمثلت في إما استمرار الضغوط من قبل قادة مجموعة “الإيكواس” على قيادات عناصر من الجيش من أجل عودة الأمور إلى نصابها والإفراج عن الرئيس المحتجز”بازم”، وهو ما يعني استمرار التهديد وتمديد مرحلة الدبلوماسية أو السيناريو الثاني المتمثل في التدخل العسكري المؤجل- قال “الشرفاء” إنه آن الأوان أن تسترد الشعوب حقوقها المنهوبة في إفريقيا والخليج، مؤكدًا على أن أزمة النيجر قد تكون خط فاصل في نهاية الاستعمار بالقارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن الاستعمار الفرنسي سينتهي من إفريقيا كما انتهت مرحلة الاستعمار البريطاني التي أصبحت في خبر كان منذ عشرات السنين، بل أصبحت قصة تاريخية منحطة تُحكى للأطفال.

ما ذكره “الشرفاء” عن ضرورة خروج المستعمر من إفريقيا وتوقفه عن نهب الثروات يتفق تماما مع ما قاله وأكد عليه إبراهيم تراوري، الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو في كلمته أمام القمة، التي انعقدت 27 و28 يوليو، في سان بطرسبرغ بروسيا، عن الاستعمار الفرنسي والمستعمرين، حيث قال “تراوري” في كلمته التي ركز فيها على “النضال” ضد الطامعين في إفريقيا، إن “الشخص الذي لا يستطيع أن يناضل من أجله مستقبله غير جدير بالإشادة.. ونحن معتادون على النضال من أجل وطننا.. ولذا حملنا السلاح ضد الإرهاب لحماية دولتنا.. ونحن نستغرب من أن الإمبرياليين يسمون بعض الفصائل المسلحة بالمعارضة، وبأنهم وطنيون.. ويجب على قادة الدول الإفريقية ألا يتصرفوا كدمية في أيدي الإمبرياليين والمستعمرين.. وأقول لهؤلاء القادة: علينا أن نضمن الاكتفاء الذاتي لشعوبنا، مثل أن نعالج مشكلة النقص في الغذاء، وهذه الأولوية لنا.. وعلينا أن نحترم شعوبنا التي تناضل ضد الاستعمارية.

هكذا اتفق “الشرفاء” في حديثة مع “تراوري” على ضرورة انتهاء مرحلة الاستعمار، وأنه آن الأوان تسترد الشعوب ثرواتها، وأن الشعوب العربية أو الأفريقية لابد أن تتوحد وتتفق من أجل قضايا مصيرية. فالحوار مع “الشرفاء” حول مستقبل أزمة النيجر وفق ما طرحة تحليل مركز رع للدراسات الاستراتيجية، انتهى إلى اتفاق ثلاثي بين الشرفاء وتراوري ورع،- على أن القوى الكبرى تعكس صراعها العالمي في أزمة النيجر، وأن تصريحاتها المتخاصمة والمتصادمة بين مؤيدي تنحي الرئيس “بازوم” وبين المطالبين بالتراجع عن قرار العزل وعودة الأمور إلى نصابها، يؤكد على مأزق المستعمرين وأنهم في رقصتهم الأخيرة، حيث أنهى “الشرفاء” حديثه عن الأزمة، قائلا إن حكم الله هو المحدد لمسار المستعمرين، وصدق الله وعده، مؤكدا كلامه بالآية الكريمة “وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍۢ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَٰرُ” (إبراهيم-42).

د.أبو الفضل الاسناوي

المدير الأكاديمي لمركز رع للدراسات الاستراتيجية -حاصل على دكتوراه في النظم السياسية من جامعة القاهرة في موضوع الأداء البرلماني في دول الشمال الأفريقي. -حاصل على ماجستير في النظم السياسية عن موضوع النظام السياسي والحركات الإسلامية في الجزائر. -مدير تحرير مجلة السياسة الدولية بالأهرام. - مدير وحدة الدراسات بقطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. - أستاذ العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. -كاتب في العديد من المجلات العلمية وخبير مشارك في العديد من مراكز الدرسات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى