شكرًا “إسرائيل” على جرائمكم في لبنان
شكرًا إسرائيل على ما فعلتي من جرائم في لبنان، شكرًا على قتلكم لـ 1640 شهيدًا، بينهم 104 أطفال و194 امرأة. شكرًا إسرائيل على شن ما يقرب من 216 غارة جوية في آخر 24 ساعة فقط- أي خلال الـ الثامن والعشرين من سبتمبر فقط. شكرًا إسرائيل على إصابة ما يقرب 8408 شخصًا منذ الـ8 من أكتوبر الماضي. شكرًا إسرائيل على عدد النازحين اللبنانيين، الذين تجاوز عددهم أكثر من مليون نازح حتى الـ29 من سبتمبر، عبر منهم 36188 مواطنًا سوريًا إلى بلادهم، وعبر منهم عدد 41307 مواطنين لبنانيين إلى سوريا. شكرًا للدولة الإسرائيلية حين كشفت حكومتك بشاعة الإجرام وسفك دماء الأبرياء وتشريد النساء والأطفال. شكرًا للدولة الإسرائيلية التي دعت المفكرين والمثقفين يستدعون التاريخ ليروا حقيقة اليهود الإجرامية والتعسفية وانعدام الضمير الإنساني لديهم حين قامت حكومة إسرائيل بقصف المستشفيات وقتل المرضى وتدمير المعدات الطبية. شكرًا حين استباحت حكومة إسرائيل المباني بالجرَّافات وهي تدفن تحتها أجساد ساكنيها ظلماً وعدواناً. شكرًا فقد ساهم القتل والدم على فهم حقيقة خداعهم لشعوب العالم بأنهم الضحية وأن العرب والفلسطينيون يريدون تدمير دولة إسرائيل.
شكرًا للحكومة الإسرائيلية التي وضَّحت لشعوب العالم ممارسات الكذب والخداع وتزييف الحقائق وما أدخلته في عقول الشعوب الأوروبية أكبر أكذوبة في التاريخ بقضية المحرقة التي أحرقت ستة ملايين يهودي أثناء الحرب العالمية الثانية، وجعلت أوروبا تعيش عقدة الذنب وأن على الدول الأوروبية أن تقف مع دولة إسرائيل للتكفير عن ذنبهم العظيم، كيف انطلت عليهم تلك الأكذوبة؟ وأي عقل يصدقها؟
وهل الذين أصابتهم تلك المصيبة أن يتصور العقل أن يقوموا بارتكاب أبشع الجرائم والمجازر الدموية التي ارتكبوها في غزة وهم الذين يدَّعون أنهم قد حُرقت أجساد أجدادهم فيما سموه (الهولوكوست) والمحرقة؛ ليجعلوا الشعوب الأوروبية مدينة لليهود وعلى الأوروبيين أن يكفِّروا عن جرائمهم ضد بني إسرائيل بالمصادقة على تشريع قانوني لحماية اليهود من كل كلمة تُقال ضدهم، ومن كل عمل يُخطط لهم يتعارض مع مصالحهم، وتكون لهم ميزة على الشعوب الأوروبية، ليخرج قانون حماية السامية، حين نجحت في الحصول على تشريع حماية السامية وجعلت لليهود ميزة على شعوب الدول الأوروبية والعالم، حيث تم الحجر بذلك القانون على أفواه الأحرار والعقلاء الذين يقفون ضد الظلم وضد الشر وضد البغي والطغيان، ومن يخالف قانون حماية السامية فمصيره للسجن، فكيف قبلت الحكومات الأوروبية وبرلماناتها تلك المهزلة التي تتعارض مع المساواة بين كل البشر دون تفرقة في الدين أو العرق أو الهوية؟
شكرًا لإسرائيل، لقد كشفتِ نفسك لشعوب العالم، فسقطت أكاذيب قياداتك التي خدعوا بها قيادات دول العالم حتى انهار خداعك وفشلت أكاذيب حكومتك وإعلامك الذي زيَّف الحقائق وجعل الناس يمشون خلف تزويرك وتلفيقاتك من الأكاذيب كالقطيع، وسوف تطارد اليهود المجرمين لعنة الانتقام لدماء الأبرياء من الأطفال والنساء الذين تم قتلهم وما ارتكبته إسرائيل من جرائم، سيتحول الانتقام إلى كوابيس تؤرق منامهم وتخيفهم في يقظتهم وترجفهم في أعمالهم وفي فرحهم، لتنتقم من الذين شردوهم من وطنهم فلسطين واغتصبوا أراضيهم وقتلوا أبناءهم ومثَّلوا بأطفالهم ليقدموهم قرابين للهيكل المزعوم، وسوف ينتقم الله منكم شر انتقام كما وعدهم الله سبحانه وحذرهم بقوله: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) الشعراء (٢٢٧).